بوصفك والداً، فأنت تنقل ما هو أكثر من الجينات لأطفالك، فهم يلتقطون منك عاداتك أيضاً؛ الجيدة منها والسيئة. إليك عادات صحية يجب أن يتعلمها أطفالك. سنقدم لك عشر عادات صحية علمها للأطفال وسترى انعكاساتها الإيجابية بالتأكيد.
أظهر اهتمامك بأطفالك من خلال مشاركة هذه النصائح الصحية التي سوف يحملونها بعد وقت طويل من حملك لهم وهم صغار.
العادة الأولى: اجعل الأكل ملوناً
لا يضفي تناول الأطعمة ذات الألوان المختلفة المتعة فقط بل فوائد صحية أيضاً. ساعد أطفالك على فهم القيمة الغذائية من خلال إدراج ألوان قوس قزح في نظامهم الغذائي المعتاد.
لا يعني ذلك أن كل وجبة يجب أن تكون متعددة الألوان ولكن يجب أن تسعى قدر الإمكان لدمج مجموعة من الفواكه والخضروات بمختلف الدرجات اللونية في نظامهم الغذائي. دع الألوان تتراوح من الأحمر والأزرق والبرتقالي إلى الأصفر والأخضر والأبيض.
العادة الثانية: لا تفوت وجبة الإفطار
يمكن أن يساعد الثبات على روتين أوقات منتظمة لتناول الوجبات في الطفولة في زيادة احتمالية استمرار أطفالك في هذه العادة الجيدة عندما يكبرون. تعد وجبة الفطور من أهم العادات الصحية، إذ إن وجبة فطور صحية تفيد بالآتي:
- توقد الحيوية في عقولهم وطاقتهم.
- تساعد في المحافظة على قوتهم.
- تساعد في إبعاد الأمراض المزمنة.
تؤكد كلية الطب بجامعة هارفارد أن عدم تناول وجبة الإفطار يرتبط باحتمال الإصابة بالسمنة بأربعة أضعاف، ويمكن أن تساعد الألياف الغنية الموجودة في العديد من حبوب الإفطار في تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.
العادة الثالثة: اختر الأنشطة البدنية الممتعة
قد يخشى بعض الأطفال حصة الرياضة، فليس كل طفل من الأطفال من محبي الرياضة. يغدو التمتع بالنشاط والصحة أمراً سهلاً إذا رأوا نشاطك ووجدوا أنشطة بدنية يستمتعون بها.
من المحتمل جداً أن يحملوا حبهم لهذه الأنشطة إلى مرحلة البلوغ وأن تستمر معهم هذه العادات الصحية للأطفال.
إذا لم يجد طفلك شغفه الرياضي بعد، شجعه على الاستمرار في المحاولة وتفاعل معه. اعرض عليه مجموعة من الأنشطة البدنية مثل السباحة أو الرماية أو الجمباز؛ إذ يتحتم عليه إيجاد شيء ما يستمتع به.
العـادة الرابعة: لا تكن بليداً
أطلق النشاط داخلك وداخل أطفالك وابتعدوا عن الأريكة وغادروا المنزل. ذكرت تقارير Mayo Clinic أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز أكثر من ساعة أو ساعتين يومياً معرضون بشكل أكبر لعدد من المشكلات الصحية، بما في ذلك:
- ضعف الأداء في المدرسة.
- مشاكل سلوكية، بما فيها العاطفية والاجتماعية واضطرابات التركيز.
- السمنة أو زيادة الوزن.
- النوم غير المنتظم، بما في ذلك صعوبة في الخلود إلى النوم ومقاومة وقت النوم.
- وقت أقل للعب.
العـادة الخامسة: القراءة كل يوم
يعد تطوير مهارات قراءة قوية عنصراً أساسياً لنجاح طفلك في المدرسة الآن وفي العمل لاحقاً في حياته.
وفقاً لـ Cleveland Clinic، تساعد القراءة في بناء تقدير الطفل لذاته والعلاقات مع الوالدين والآخرين والنجاح في الحياة فيما بعد. من المستحسن أن تجعل القراءة جزءاً من روتين لعب طفلك ووقت نومه.
تقترح Cleveland Clinic أيضاً أن القراءة اليومية للأطفال يمكن أن تبدأ في وقت مبكر (عمر 6 أشهر). اختر الكتب التي يحبها أطفالك حتى ينظروا إلى القراءة على أنها متعة وليست عملاً روتينياً.
العـادة السادسة: اشرب الماء وليس الصودا
يمكنك إبقاء الرسالة بسيطة: “الماء مشروب صحي أما تناول المشروبات الغازية فهي عادات غير صحية”.
حتى إذا كان أطفالك لا يفهمون جميع الأسباب التي تجعل الكثير من السكر مضراً لهم، يمكنك مساعدتهم على فهم أساسيات هذا الأمر.
وفقاً لجمعية القلب الأمريكية (AHA)، السكر الموجود في المشروبات الغازية لا يمنح أي عناصر غذائية، كما أنه يضيف سعرات حرارية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل الوزن أما الماء فهو مورد حيوي لا يستطيع البشر العيش بدونه.
العـادة السابعة: انظر إلى الملصقات (ملصقات الطعام وليس التصميم)
قد يهتم أطفالك وخاصة ممن هم في المرحلة التي تسبق المراهقة والمراهقين بالملصقات الموجودة على ملابسهم. أظهر لهم أن هناك نوعاً آخر من الملصقات الأكثر أهمية لصحتهم: ملصق الطعام المغذي.
بين لهم كيف تحتوي الأطعمة المعبأة المفضلة لديهم على ملصقات فيها معلومات مهمة حول التغذية.
ركز على بعض الأجزاء الرئيسية من الملصق لتجنب إرهاقهم مثل كمية كل حصة من السعرات حرارية، الدهون المشبعة والدهون المتحولة وغرامات السكر.
العادة الثامنة: استمتع بتناول عشاء عائلي
مع جداول المواعيد العصيبة التي تشغل الأسرة، يغدو من الصعب إيجاد وقت للجلوس والاستمتاع بتناول وجبة سوية، إلا أن الأمر يستحق المحاولة.
وفقاً لجامعة فلوريدا فقد أظهرت الأبحاث أن مشاركة وجبة عائلية تعني زيادة متانة الروابط الأسرية، يصبح الأطفال أكثر تكيفاً، يأكل الجميع وجبات مغذية أكثر ويغدو الأطفال أقل عرضة للإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن وأقل عرضة لتعاطي المخدرات أو الكحول.
العادة التاسعة: قضاء الوقت مع الأصدقاء
الصداقات مهمة جداً للتطور الصحي للأطفال في سن المدرسة، وفقاً لبحث نشرته مراجعة علم نفس الطفل والأسرة السريرية.
اللعب مع الأصدقاء يعلم الأطفال مهارات اجتماعية قيّمة مثل التواصل والتعاون وحل المشاكل. يمكن أن يؤثر وجود أصدقاء أيضاً على أدائهم في المدرسة.
شجع أطفالك على تطوير مجموعة متنوعة من الصداقات واللعب مع الأصدقاء كثيراً، فإن ذلك يزودهم بالمهارات الحياتية التي يمكنهم الاعتماد عليها لسنوات قادمة.
العادة العاشرة: حافظ على الإيجابية
من السهل على الأطفال الشعور بالإحباط عندما لا تسير الأمور على هواهم. ساعدهم على تعلم المرونة عندما يواجهون انتكاسات من خلال إظهار أهمية البقاء إيجابيين.
وفقاً لبحث مراجعة علم نفس الطفل والأسرة السريري، يمكن للأطفال وكذلك الكبار الاستفادة من التفكير الإيجابي والعلاقات الجيدة.
ساعد أطفالك على تنمية تقدير الذات والعقلية الإيجابية من خلال تعليمهم أنهم محبوبون وقادرون وفريدون مهما كانت التحديات التي يواجهونها.
إن تعليم الأطفال هذه العادات الصحية سينعكس إيجاباً على صحة طفلك وصحتك الجسدية والنفسية.
اقرأ أيضاً: أنواع التعلق عند الأطفال والبالغين، وكيف تؤثر على أسلوب التربية؟
اقرأ أيضاً: مفاتيح الطفولة السعيدة وأهميتها لصحة الطفل النفسية
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم