علاج التفاعل بين الوالدين والطفل، تقنياته وفوائده

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

علاج التفاعل بين الوالدين والطفل (PCIT/Parent-Child Interaction Therapy)، وفقاً لـ PCIT International، هو علاج قائم على الأدلة لعلاج الأطفال الصغار ممن لديهم مشكلات سلوكية. ويجرى من خلال جلسات “تدريبية”، إذ يدخل ولي الأمر مع ابنه إلى غرفة اللعب. بينما يراقبهما المعالج إما بواسطة مرآة من جهة واحدة أو عبر وسائل تصوير البث المباشر. بالإضافة إلى ارتداء أجهزة اتصال سمعية تسمح للمعالج بإعطاء ردود مباشرة وإضافة اقتراحات لكيفية استجابة الوالد لسلوك الطفل وتسهيل الارتباط الإيجابي بينهما.

هناك مجموعة واسعة من الأدلة على فعالية (PCIT) من ناحية علاج المشكلات العاطفية والسلوكيات لدى الأطفال.

خطة العلاج

يتم إجراء (PCIT) على مرحلتين، الأولى يؤكد فيها المعالج على بناء علاقة إيجابية بين الوالد وطفله. والثانية إرشاد المعالج لولي الأمر نحو بناء مهارات تواصل فعالة ومجدية عبر التحدث بنبرة هادئة للتخفيف من تصعيد الطفل عند الضرورة وإرساء شعور الثقة والأمان بينهما. 

يقلل تحسين العلاقة بين الوالد والطفل كلاً من حدة وتواتر السلوكيات الانفعالية. نظراً لأن الوالد يغدو أكثر قدرة على الاستجابة بهدوء وعدم مفاقمة حالة الطفل. وبالمقابل يثق الطفل بوالده لتلبية احتياجاته.

تجد العائلات أحياناً نفسها ضمن حلقة اختلال وظيفي من ناحية تفاعل الوالدين مع سلوكيات الطفل بطريقة تفاقم حالته وتزيد من سلوكياته السلبية الساعية للفت الانتباه (إثبات الوجود).

في المرحلة الأولى من (PCIT) يتعلم الوالدان كيف يكسران هذه الحلقة ويخلقان نمطاً من التفاعلات الصحية والإيجابية. في المرحلة الثانية، يتعلّمان مهارات وتقنيات محددة تعالج المشكلات السلوكية بطريقة سليمة وتفرض حدوداً واضحة ومتسقة ومنطقية بينهم وبين أطفالهم.

يتمحور الهدف من هذا العلاج حول إظهار سلوك محسّن للطفل واستجابات أكثر صحة وتنظيماً من الوالدين.

لا يقتصر (PCIT) على عدد من الجلسات إذ تستمر نُظم العلاج الفعال أقل من 12 أسبوع مع العديد من نُظم العلاج التي تمتد من 12 إلى 20 جلسة.

تقنيات عـلاج التفاعل بين الوالدين والطفـل

يكون مكتب (PCIT) عادةً مجهزاً بساحة للعب ولي الأمر مع طفله، مع غرفة منفصلة (إما خلف مرآة أو موصولة بفيديو بث مباشر) إضافةً إلى مكان للاستراحة. وتوصي ( PCIT International) بأن يكون هذا المكان منفصلاً عن مكان اللعب.

يوجه المعالج خلال جلسة العلاج تفاعلا إيجابياً بين الوالد والطفل، وتكمل العائلات أيضاً واجبات منزلية بين الجلسات لتعزيز المهارات التي تم تعلُّمها وتحسين السلوكيات المسببة للمشاكل وتشجيع التعلق الصحي بينها وبين أطفالها.

في المرحلة الأولى من العلاج، يتم تعليم الوالدين تنفيذ “مهارات PRIDE” عند تفاعلهم مع الطفل، وهي كالآتي:

  • مدح الطفل (Praising the child)
  • تأمل سلوك الطفل (Reflecting the child’s behavior)
  • تقليد سلوك الطفل الإيجابي (Imitating the child’s positive behavior)
  • سرد أو وصف سلوك الطفل (Describing/narrating the child’s behavior)
  • الانخراط الحماسي مع الطفل (Enthusiastically engaging with the child)

في المرحلة الثانية، يتعلم الوالدان إصدار الأوامر بفعالية وإظهار توقعات سلوكية من الطفل. يؤدي تحسين تنظيم العاطفة والتواصل لدى كل من الوالدين والطفل إلى تفاعلات أكثر إيجابية وعلاقات أكثر صحة ضمن الأسرة.

علاج التفاعل بين الوالدين والطفل ليس مقاربة تشبه ” الإسعافات الأولية” لـ ” إصلاح” سلوك ما، بل تدخلاً في العمق يعالج أيضاً ما يمكن أن يسبب المشكلة في المقام الأول

ما هي المساعدة المقدمة من علاج التفاعل بين الوالدين والطفل؟

هناك دعم بحثي واسع يدل على فعاليّة (PCIT) مع أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 شهراً. فقد أظهرت الدراسات استفادة الأطفال من العلاج، وخصوصاً الذين يعانون من تشخيصات مختلفة. مثل: اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، التوحد، اضطراب المعارض المتحدي والقلق.

نظراً لأن علاج التفاعل بين الوالدين والطفل (PCIT) يؤكد على كل من مخاوف الطفل السلوكية الواضحة والمباشرة والمشكلات الكامنة المرتبطة بالتعلق والقوة المحركة للعلاقة، فإنه يعالج السبب المباشر لمرجعية المشكلات والقضايا الأساسية المسببة لها.

وبالتالي فهي ليست طريقة “الضماد أو الإسعافات الأولية لإصلاح سلوك ما” ولكنها تدخل عميق يعالج أيضاً ما قد يسبب المشكلة في المقام الأول.

لا يتعلم الوالدان فقط كيفية التواصل الفعال مع أطفالهم وتعليمهم الامتثال لأوامرهم. ولكن يمكنهم أيضاً تعزيز ارتباط ونمط تعلق أكثر أماناً في نفس الوقت.

أمور مهمة في علاج التفاعـل بين الوالدين والطفل

إذا شعرت بالارتباك والإجهاد من سلوك طفلك ولم تكن متأكداً مما إذا كانت طرق التربية الخاصة بك تعالج هذه المشاكل بشكل فعال، فيمكنك اعتبار (PCIT) بمثابة تدخل إيجابي لعائلتك.

إذا كان لدى طفلك معالج فردي ولكنك تشعر أن هناك قوة محركة عائلية لهذه المشكلات يجب معالجتها أيضاً. فقد يكون هذا العلاج مفيداً لحل ذلك.

يتطلب (PCIT) مشاركة الوالدين في العلاج، لذلك يجب تحديد المواعيد بحيث يتواجد الوالد مع الطفل فيه ويشارك طوال الجلسة. ويتطلب أيضاً القيام بواجبات منزلية بين الجلسات تتعلق بالعلاج، لذا فإن الالتزام المستمر بهذا أمر ضروري.

كيف تبدأ علاج التفاعل بيـن الوالدين والطفل؟

لدى (PCIT International) دليل لمعالجي (PCIT) المعتمدين حول العالم ويمكنه تزويدك بمعلومات حول مقدمي الخدمة في منطقتك. قد يكون لدى طبيب الأطفال الخاص بطفلك قائمة بمقدمي الخدمة الذين يوصي بهم حتى تكون مطمئناً.

إذا لم يكن هناك معالجون بالقرب منك، فلا داعي للذعر! لحسن الحظ، يمكن إدارة هذا العلاج بشكل فعال عبر الرعاية الصحية عن بعد طالما أن المعالج مرخص له بالممارسة في مكان تواجدك، فلا يزال بإمكانك الحصول على الخدمات دون السفر إلى مكتبه.

من المرجح أن يرغب المعالج في إجراء مقابلة لجمع معلومات حول تاريخ الطفل وأسلوب حياة عائلته. ويرجى أن تضع في اعتبارك أن المعالج ليس موجوداً ليحكم عليك كوالد ولكن لمساعدتك في إجراء تغييرات إيجابية في عائلتك.

من الطبيعي أن تشعر بأنك والد “سيئ” عندما تبحث عن علاج لطفلك، ومن المهم طرح هذه المخاوف مع معالجك. يمكن للمشاعر الدفاعية أن تعرقل العلاج مع العلم أن أفضل الآباء يحتاجون إلى الدعم أحياناً.

سيقدم المعالج معلومات حول العملية والتفاصيل المحددة لخطة العلاج الخاصة بك، إذ يشكل التواصل المفتوح مفتاح التقدم في العلاج،  لذا اطرح أية أسئلة أو مخاوف تشغل ذهنك.

يحظى نهج علاج التفاعل بين الوالدين والطفل باحترام واسع النطاق لحل مشكلات سلوك الأطفال. نظراً لأنه يعالج كلاً من صعوبات الطفل و الديناميكيات والنظم الأساسية التي قد تعززها. 

لا يولد الأطفال مع كتيّب خاص بهم، ويمكن أن يساعد (PCIT) الآباء على تعلم مهارات فعالة لتعزيز السلوكيات المفضلة والارتباط الصحي مع أطفالهم.

اقرأ أيضاً: العلاج باستخدام التحليل السلوكي التطبيقي

المصدر: What Is Parent-Child Interaction Therapy

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: