كيف يساهم الرقص في سلامة صحتك النفسية؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يحبّذ البعض الرقص بمفردهم على أنغام موسيقاهم المفضلة على منصة سبوتيفاي (Spotify) أو الراديو، ويرغب البعض الآخر في ممارسة رقص الصالات أو الهيب هوب، أو أخذ دروس التانغو في المراكز المتوفرة محليّاً.

سواء كنت تفضل الرقص المنفرد أو الاشتراك في برنامج تعليم الرقـص المُصمَّم، يقدِّم الرقـص فوائد جلية لصحتك الجسدية، فأنت لا تقوم  بتحريك جسدك بشكل إيقاعي و بالتعبير عن مشاعرك فقط، بل تحرق الكثير من السعرات الحرارية وتمارس تمارين رياضية بهذه الطريقة بالتأكيد.

إن هذا النشاط البدني الإبداعي هو بمثابة الداعم لعمل الدماغ. وبه تأخذ استراحة من العمل، العائلة، والضغوطات اليومية، القلق المستمر و الكلام السلبي عن النفس؛ فأنت ترقص وترقص وليس لديك الوقت لأن تشغل تفكيرك بأي شيء.

الرقص حرّ الحركة

وفقا لدراسة صحية في جامعة كاليفورنيا نُشرت في آب عام 2021  في صحيفة ” العلاجات التكميلية في الممارسة السريرية / Complementary Therapies in Clinical Practice “، أدى الرقـص الواعي حرّ الحركة إلى فوائد إيجابية على الصحة النفسية بين المشاركين، واستندت الدراسة على استطلاع شمل 1000 راقص حول العالم مصاب بالاكتئاب أو القلق أو له تاريخ من الصدمات النفسية.

وقالت الأغلبية (89%) من جميع الراقصين أن هذه التمارين من الرقـص قد حسنت من مزاجهم ومنحتهم مزيداً من الثقة.

لاحظت برابها سيدرس (Prabha Siddarth)، حاصلة على الدكتوراه، وخبيرة إحصائية في معهد جين وتيري سيميل لعلم الأعصاب والسلوك البشري في جامعة كاليفورنيا، ومؤلفة أساسية في الدراسة السابقة، كيف شعر المشاركون بالانسجام في المكان أثناء أداء هذه الرقصة الذاتية.

الرقص المُصمّم (ذو حركات محددة)

في دراسة حديثة أخرى نُشرت في مجلة “حدود في علوم أعصاب الشيخوخة / Frontiers in Aging Neuroscience“، قارن الباحثون بين تأثيرات المشي، تمارين التمدد، والرقـص. إذ كان للرقـص التأثير الإيجابي الأكثر بروزاً على السيالات والمادة الرمادية في دماغ المتقدمين في السن.

بعد تجنيد متطوعين في الستينيات والسبعينيات من عمرهم ولا يعانون مشاكل في الدماغ ولم تظهر عليهم علامات الاختلال المعرفي، قام الباحثون بوضعهم بشكل عشوائي في ثلاث مجموعات؛ مجموعة مشي، مجموعة تمارين تمدد و تدريب على التوازن، ومجموعة تعلم الرقـص على أنغام الموسيقى الريفية. وازداد تصميم الرقصات صعوبةً تدريجياً وأصبح أكثر تحدّيا بمرور الوقت.

قام جميع المشاركين بالنشاط الموكل لهم لمدة ساعة في اليوم، ثلاث مرات في الأسبوع. بعد مرور ستة أشهر، تم إعادة فحص أدمغة المتطوعين ومقارنتها بحالتهم عندما بدأوا نشاطاتهم.

وجدت أغنيسكا برزينس، الكاتبة الرئيسية للدراسة والتي تعمل حاليا في علم الأعصاب و مديرة مختبر (BRAIN) في جامعة ولاية كولورادو، أن مجموعة واحدة فقط أظهرت تحسّنا وهي مجموعة الرقـص على الموسيقى الريفية (country dancing).

أصبحت المادة البيضاء أكثر كثافة في الجزء من الدماغ الذي يعالج الذاكرة (عند مجموعة الرقـص).

عادةً ما تتداعى المادة البيضاء مع تقدم الشخص في العمر، مما قد يساهم في التدهور المعرفي. وبالتالي فقد حمى الرقص الدماغ من التنكس العصبي الناجم عن الشيخوخة. لذا، فالرقص ليس نشاطاً حيهوائياً جيداً للصحة البدنية فحسب؛ إنه يساعد العقل أيضاً!

الرقص على الموسيقى الريفية، رقص الصالات، التانغو، السالسا، رقص الفالس كلها أنواع رقـص مشتركة.

فعندما تشارك في هذه الرقصات، فأنت فأنت تنخرط في نشاط مفيد اجتماعيا أيضاً و تحفز عقلك إدراكياً بينما تتعلم خطوات الرقـص. لذلك، قد يكون الرقص أحد أفضل النشاطات الجسدية التي يمكنك اختيارها في سبيل صحة الدماغ.

الرقص المتزامن

في دراسة أخرى أُجريت مؤخرا في البرازيل، عزز الرقص المتزامن الصداقات والقرب الاجتماعي بين الأفراد، بالإضافة إلى زيادة قدرتهم على تحمّل الألم.

عندما تتزامن في الرقـص مع الأشخاص بجانبك في فصل زومبا أو في حشدٍ وميض (flash mob) وهو تجمع للرقـص العفوي، فإنك تقوم بممارسة شكلٍ من أشكال الرقـص الجماعي على الموسيقى؛ ما يشكل فرصة ذهبية للشعور بالقرب من الآخرين.

في الدراسة البحثية، عندما رقـص المشاركون، انطلق هرمون الاندروفين المسبب للسعادة، والذي يعد جزءا لا يتجزأ من عمليات الترابط البشري؛ ما كان سبب إحساس المشاركين بالقرب تجاه من كانوا يرقصون معهم .

في هذه الدراسة بالذات، أراد الباحثون أن يروا تأثير الاندورفين على الألم، حيث تم قياس الألم عن طريق التضخم المطّرد في سوار جهاز قياس ضغط الدم على الأذرع غير المسيطرة (المحددة في التجربة). طُلب من المشاركين في الدراسة أن يوضحوا متى يصبح الضغط غير مريح أثناء رقصهم.

أظهرت نتائج البحث أن أولئك الذين يتحركون بنشاط أكبر وبشكل متزامن كانوا أكثر قرباً من الآخرين إضافةً إلى أن عتبة الألم عندهم كانت أعلى.

العلاج بالرقص

 يختار بعض الناس الرقص أو العلاج بالحركة الذي تم تعريفه من قبل الجمعية الأمريكية للعلاج بالرقص، بأنه “استخدام العلاج النفسي للحركة بهدف تعزيز التكامل العاطفي، الاجتماعي، المعرفي والجسدي للفرد”، بغية تحسين الصحة ورفاهية حياة الفرد.

وأجريت دراسة بحثية حول آثار الحركة والرقص على النتائج النفسية المتعلقة بالصحة؛ وكانت النتائج واعدة. إذ تضمنت فوائد الحركة والرقص في زيادة مستوى جودة الحياة ومهارات التواصل مع الآخرين، وفي الوقت نفسه تخفيض مشاعر الاكتئاب والقلق.

فوائد الرقـص

هناك العديد من فوائد الرقص. دعونا نلقي نظرة على الفوائد النفسية والجسدية له. 

مزايا الرقص النفسية:

  • يُبقي الذهن يقظاً
  • يساعد على زيادة الثقة بالنفس
  • يساعد على اكتساب المهارات الاجتماعية
  • يسهم في زيادة الإندورفين
  • يسهّل الارتباط والتواصل مع الآخرين
  • يحسن المزاج
  • يقلل الشعور بالوحدة
  • يخفّف الاكتئاب
  • يخفّض مشاعر القلق
  • يخفّف التفكير الزائد
  • يساعد الذاكرة
  • قد يمنع الخرف
  • يرفع عتبة الألم
  • يقلل الإحساس بالألم

الفوائد الجسدية للرقص:

  • يحسن انقباض العضلات
  • يزيد قوة العضلات
  • يرفع معدل ضربات القلب
  • يحسن عمل الرئتين
  • يزيد نشاط الدورة الدموية
  • يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
  • يعزز اللياقة البدنية 
  • يحسن وضعية وشكل الجسم
  • يقوي العظام
  • يقلل من خطر ترقق العظام
  • يساعد على التحكم في الوزن
  • يحسن المرونة
  • يساعد على تنسيق أفضل وخفة في الحركة
  • يسهم في زيادة التحمل

خلاصة

بالنسبة لكبار السن و القلقين بشأن حدوث إصابة ما أثناء الرقص، كما هو الحال مع معظم الأنشطة، يجدر بهم العمل مع مدرّب مهني يعمل على توجيه الشخص نحو كيفية التعامل مع أية قيود جسدية ويساعد على تجنب الأذى. ينبغي أن يكون اختصاصي الرقص مؤهَّلا تماماً لتزويدك بطرائق تحسين صحتك عن طريق الرقص خطوة بخطوة.

إذا كنت تخجل من الرقص، فأنت لست وحدك، إذ يخشى كثيرون بأنهم حالما ينهضون ويتحركون سيبدون حمقى وأن كلّ الأعين تتجه لمراقبتهم. ولكن في الحقيقة سيكون الجميع مشغولا برقصه والتركيز على قضاء وقت ممتع.

 يمكنك التمرن مع صديق أو أخذ دروس في الرقص حتى تتجاوز هذه العقبة .

ما إن تصعد إلى ساحة الرقص سوف تجد أنه وسيلة ممتعة لتحسين صحتك الجسدية والنفسية.

اقرأ أيضاً: العلاج بالموسيقى، أنواعه وفوائده، وما هي الحالات التي يمكن أن يُستخدم في علاجها؟

المصدر: How Dancing Helps Your Mental Health

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: