كيف تتوقف عن كونك شديد الحساسيّة وتأخذ الأمور على محمل شخصي

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

إن كنت ممن يأخذ الأمور بشكل شخصي، فأنت لست وحيداً، إذ يختبر العديد من البشر هذا الشعور في مرحلة ما، وذلك ليس عيباً أوخطاً. وإن كنت تعاني من هذا الأمر ويخبرك المحيطون بك أن تتوقف عن الحساسية الزائدة، أو كنت ترغب بوضع حد لأخذ الأمور بشكل شخصي، حسناً.. توجد بعض الاستراتيجيات التي عليك اتباعها، وتساعدك في حل مشكلتك.

إنّ التوقف عن أخذ الأمور بمنحى شخصي يولّد شعوراً ذاتياً بالحرية، إذ لن تكون بانتظار رأي أحدهم حتى تشعر بالرفاه والسعادة.

لماذا نأخذ الأمور بشكل شخصي؟ عندما تدرك جذور هذه المشكلة، ستضع خطوتك الأولى في طريق حلها. لذا، إن كنت تعير اهتماماً بالغاً لرأي أحدهم فيجب عليك معرفة السبب.

سماع النقد يحفزك من الداخل

مع الأسف، فإن سماع النقد السلبي أحياناً (والذي يكون غير بنّاء) يوقد بداخلك شعلة التحفيز، فتجد نفسك تعمل بجد ومثابرة لتُحسّن من نفسك وتصبح أفضل مما أنت عليه.

تكمن المشكلة هنا في أنك تُغيّر من حياتك للأفضل فقط بسبب سماعك للتعليقات السلبية من الآخرين.

أنت شخص مثالي

لا يسعى الجميع إلى المثالية والكمال، ولكن يُلاحظ هذا الأمر بشكل شائع عند من يأخذ الأمور على محمل شخصي وخصوصاً في المواقف الاجتماعية المختلفة، إذ يشعر أن ثقته بنفسه مرتبطة بآراء الآخرين وتعليقاتهم ومدى ملاءمته لهم.

تشعر بالألم أو بعدم الاستقرار

عندما نأخذ الأشياء على محمل شخصي، فهذا نتيجة لحوارات بيننا وبين أنفسنا، فعلى سبيل المثال: لنفترض أن إحدى السيدات التي لم تنجب بعد تجلس مع مجموعة من الأمهات، فتشعر بأنهنّ ينظرن إليها بطريقة مختلفة لأنها الوحيدة التي لم ترزق بطفل. ولكن في الواقع تلك التساؤلات والروايات التي تدور في رأسها والمتعلّقة بالأمومة هي من أدى إلى هذا الشعور.

بعض الأمثلة عن مواقف اجتماعية أخرى يمكن أن تنطوي على ذات الشيء:

  • إن كنت مطلّقاً وتعيش في بيئة متدينة ومتزمتة.
  • إن كان مدخولك المادي أقل من مدخول زملائك أو أصدقائك.
  • إن كنت قد وضعت معياراً محدداً للجمال تفرضه على نفسك.

تلعب منصات التواصل الاجتماعي دوراً هاماً في ذلك، وعليك أن تدرك جيداً بأن ما تشاهده من محتوى ينشره الآخرون يؤثر عليك بشكل كبير، خصوصاً عندما ترى المثاليات في الصور التي تظهر أمامك. إن كان من الصعب بالنسبة إليك التأقلم مع ما تراه على تلك الصفحات، فابتعد عن هذه السموم الرقمية.

لماذا يصعب عليك التوقف عن أخذ الأمور بشكل شخصي؟

يبدو أن بإمكان بعض الأشخاص ترك الأمور وراء ظهورهم دون أن يتأثروا بها. ولكن ليس الجميع بهذه القدرة، وإن كنت تحاول جاهداً بألّا تكترث وتبالي لآراء الآخرين ثم تجد نفسك تعود مجدداً إلى ما كنت عليه من قبل، فذلك طبيعيٌّ، لأن الأمر ليس بتلك السهولة.

أنت تهتم لرأي شخص محدد

في بعض الأحيان، لا يهم ماذا قيل بقدر أهمية من قاله كالأهل، أرباب العمل، الأصدقاء، الأخوة وغيرهم.. ولكن يجب علينا أن نفصل بين ما يقولونه لنا وبين علاقتنا بهم. فمثلاً يمكنك أن تحب شريك حياتك وتعلم أن بعض الخيارات التي يتخذها لا علاقة لها بك شخصياً.

تريد أن تتحسّن حياتك

قد تنشغل بتطوير وتنمية ذاتك وتعمل على ذلك بشكل دائم. في بعض الأحيان، من يولي اهتماماً كبيراً بتحسين نمط حياته يغدو أكثر تركيزاً على خلق حياة سعيدة بناء على آراء من حوله.

تختلف الطرق التي توصلنا إلى “الأفضل”، لذا عليك الحذر؛ فقد تسلك مساراً لا يناسبك لمجرد أنّ أحداً تهتم لأمره قد وجده مناسباً لك وأرشدك إليه. من يأخذ الكثير من الآراء بعين الاعتبار يُشوَّشُ تفكيره ويصبح عاجزاً عن تحديد أهدافه، وينتهي به الأمر وهو يلاحق ” الأفضل” في حياته لأن أحداً ما قد اقترحه عليه من منظوره الخاص.

وجهتك غير واضحة المعالم

 فكر جيداً بموقعك في هذه الحياة، إن شعرت بحيرة أو كنت تمر بوقت عصيب فربما تأخذ الأمورعلى محمل شخصي لأنك شخص حساس جداً، وذلك استجابة لتجربتك المؤلمة هذه. وسوف تظن أن الناس يتناولون حياتك في أحاديثهم وذلك بسبب ما تمر به حالياً

كيف تتوقف عن أخذ الأمور على محمل شخصي؟ 

أول ما عليك فعله هو أن تتوقف عن الاهتمام بما يقوله الآخرون عنك، ولكن هذا ليس بالأمر السهل. ركّز على ما يخدم تطورك وإنتاجيّتك بدلاً من التركيز على أقوال الآخرين وستجد نفسك شيئاً فشيئاً أقلّ اكتراثاً عما قبل.

عندما تنظر بموضوعية إلى الآراء الخارجية، سيسهل عليك تقييم الأمور بشكل أكبر وإبعاد تلك الآراء السلبية عن ذهنك وتفكيرك. ويمكنك الاستعانة في ذلك بالكتب، المدونات الصوتية، مجموعات الدعم والجلسات الاستشارية.

ضع معايير لنفسك 

أحياناً قد تسيء فهم أحدهم وتظنّ بأن ما يقوله ينطبق عليك ولكن في حقيقة الأمر أنك غير مقصود بذلك إطلاقاً. عندما تحدد معاييرك الخاصة والتي بمقدورك قياسها، فأنت بذلك تخلق نوعاً من المحاسبة التي تفرضها على نفسك. الأمر أشبه بأن تحيط نفسك بغلاف خارجي يحميك من كلام الآخرين ويمنعه من التأثير عليك.

نمّ ردوداً مناسبة

في بعض الأحيان، تشعر بأنك عاجزٌ عن الرد على ما يُقال إليك مما يجعل الكلام يتغلغل إلى ذهنك وتفرط في التفكير به. ولوضع حد لذلك، عليك أن تكون مهيأ للرد، إذ يجب أن يكون أساس ردودك الثقة بالنفس بدلاً من أن تُظهر للآخرين بأن كلامهم قد أثر فيك سلباً.

تعاطف مع نفسك

يظهر معظمنا التعاطف بشكل كبير مع الآخرين، ولكن ماذا عن التعاطف مع أنفسنا؟ إن مررت بيوم سيء فهذا لا يعني أن الشهر بأكمله سيء، أو أن حياتك كلها كذلك.

أنت في النهاية إنسان ولا أحد منا معصوم عن الخطأ. لذا كن لطيفاً مع نفسك، وبدلاً من جعل كلمات الآخرين تؤذيك، تقبّلها وانظر إليها على أنها فرصة لبعض الامتنان والرضا.

الآثار الجانبية للاستمرار في أخذ الأمور بمنحى شخصي 

يمكن ألا تشعر بهذه التأثيرات مباشرة أو تلاحظها على المدى القصير، لكن هذه الحلقة يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية سيئة، إذ يمكن أن:

  • تشعر بأنك فقدت السيطرة على قراراتك.
  • تغضب بطريقة لا تشبهك.
  • تراودك الشكوك حول خياراتك.
  • تتوقف عن احترامك لنفسك بالقدر الكافي الذي يجعلك تضع حدوداً حازمة في علاقاتك.
  • تقلق بشدة.

من هو ذلك الشخص الذي تهتم لآرائه على وجه الخصوص

من المهم جداً تحديد الشخص الذي يجب عليك التوقف عن منح كلماته السلطة عليك. ذلك الشخص الذي يملي عليك ما يجب فعله، فمن البديهي أن طريقة كلامك مع والدتك تختلف عن طريقة كلامك مع مديرك في العمل. لكن، ضع في حسبانك أن التركيز والنية أمران متشابهان على الرغم من ذلك.

التأقلم في العمل

نحن نعطي أهمية كبيرة لما يقوله مدراؤنا وزملاؤنا في العمل، بالرغم من أن هذا ليس بالأمر السيء كما يبدو إلا أنه قد يصبح مزعجاً ومؤذياً أحياناً. فمن الخطأ أن يخبو بريقك في ظل التعليقات الصادرة عن الآخرين والذين من المفترض أن يكونوا زملاء.

الطريقة المثلى لحل هذه المشكلة هي أن تدع نتائج عملك تتحدث عن نفسها بنفسها. قد تجد نفسك أحياناً في خضمّ نقاشات تحسبها عنك على الرغم من أنها لا تعنيك مما يعيق الإيجابية التي ترغب بها.

في سبيل التأقلم مع هذا الأمر في العمل، فكر في طرق للحديث مع زميلك ضمن محيط يمنعه من محاولة هزيمتك وإحباط معنوياتك، مثل مجموعة مثلاً بدلاً من شخص لشخص.

التأقلم في العلاقات العاطفية

لا يؤثر الشعور بعدم الاستقرار العاطفي على الشريك فحسب بل فيك أيضاً، للتأقلم مع ذلك، اجعل من الحديث عن عواطفكما عادة منتظمة. إذا عملتما سوية في سبيل ضمان بقائكما على موقف واحد، فستكونان أقلّ عرضة لأن تسيئا فهم كل منكما الآخر لأنكما تعرفان آراء بعضكما البعض خير معرفة.

ابذل ما بوسعك لترك الماضي وراءك، وإذا حدث شيء مؤلم أو ضار بينكما وحُل بطريقة ملائمة، تخطّياه. فاستقدام الماضي إلى أحداث الحاضر لا يمكن إلا أن يبني شعور الاستياء ويقف سداً في وجه تقدم علاقتكما.

التأقلم في العلاقات الأفلاطونية

وهي تلك العلاقات غير الرومانسية مثل علاقاتنا مع الأهل والأخوة والأصدقاء والتي يمكن أن تؤثر تأثيراً كبيراً علينا. إذا وجدت أن وجهات نظرهم إزاء طريقة حياتك وكيف يجب أن تعيش تؤثر سلبياً على سعادتك، فتلك مشكلة. يحافظ التحاور معهم على سيطرتك على حياتك دون المساس بعلاقتك معهم في ذات الوقت. 

يظنُّ هؤلاء الأشخاص بأنهم يعرفون ما هو الأنسب لحياتنا أكثر منّا دون أن يدركوا أن وجهات النظر قد تختلف من شخص لآخر. بالإضافة إلى أن ما يقولونه أحياناً يُراد به تقديم النُّصح ولكنه قد يبدو انتقاداً جارحاً أحياناً.

خلاصة

تذكّر دائماً بأن الحساسية المفرطة وأخذ الأمور على محمل شخصي أمرٌ شائع الحدوث حتى مع أكثر الأشخاص مرونة وثقةً بالنفس، لكن الاختلاف الاستراتيجي يكمن في الانتباه إلى كيفية الاستجابة لذلك. الخبر السار هو أنك بمجرد إدراكك أن كلمات الآخرين لا تستحق أن تحبط من معنوياتك، ستمتلك رؤية جديدة وتتوقف عن أخذ الأشياء بشكل شخصي.

نحن نعلّم الآخرين دوماً كيف يجب أن يتعاملوا معنا، لذلك إذا كنت لطيفاً مع نفسك فسيشكل ذلك معياراً لتعاملهم معك.

أنت لا تستطيع السيطرة إلا على نفسك في النهاية، لذا استخدم ذلك لتكوين الأشياء حولك بطريقة إيجابية عوضاً عن السلبية، ما يجعلك تتوقف عن عيش حياة هدفها إرضاء الآخرين فقط.

اقرأ أيضاً: العلاقات العاطفية السابقة، لماذا يصعُب على البعض تجاوزها؟

المصدر: how to not take things personally

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: