تأثير التدخين على الجلد والصحة النفسية

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يضع التدخين صحة الفرد كاملةً على المحك، بما فيها صحة الجلد، إذ تحتوي السجائر على سموم يمكن أن تسبب الشيخوخة المبكّرة ومشاكل أخرى في الجلد، بما فيها السرطان. في حال كنت تعاني من مرض جلدي فإن تدخين السجائر يزيد الأمر سوءاً.

إذا كنت مدخّناً ولاحظت أنك تعاني من مرض جلديّ ما، فعليك استشارة الطبيب وسؤاله عن الطرق التي تستطيع من خلالها السيطرة على الأعراض الحاصلة. بالإضافة إلى المصادر التي تقدّم لك العون اللازم في سبيل الإقلاع عن التدخين. ففي الكثير من الحالات، يبدأ الجلد بالتعافي تلقائياً بمجرد الإقلاع عن التدخين.

التدخين يسبب الشيخوخة والتجاعيد المبكرة

تؤدي السموم الموجودة في السجائر إلى تضرّر مادتي الكولاجين والإيلاستين، وهما الألياف الجلدية التي تحافظ على الجلد مشدوداً ونضراً، فبدونهما تصبح البشرة خشنة وأقل مرونة. وبالتالي تؤدي سموم السجائر إلى تشكّل تجاعيد أكثر وأعمق في الجلد، إضافةً إلى علامات الشيخوخة المبكرة.

تُعد هذه التجاعيد أكثرَ العلامات وضوحاً على الوجه، خاصةً بين الحاجبين وحول العينين وحول الفم والشفتين. ويسبب التدخين أيضاً ترهّل الجلد تحت العينين وحول خطوط الفكين على وجه التحديد.

تبدأ هذه التجاعيد بالظهور عادةً في وقت مُبكر جداً عند المدخنين أكثر منه عند غير المدخنين.

يسبب التدخين الشيخوخة المبكرة أيضاً؛ لأنه يؤدي إلى تضيّق الأوعية الدموية. (بالتالي الحدّ من كمية الأوكسجين التي تصل للجلد)، وإلى زيادة إنتاج الجذور الحرة (free radicals)، وخفض مستويات فيتامين A في الجلد.

يمكن أيضاً أن تظهر التجاعيد عمودية الشكل حول الفم، نتيجة زمّ الشفتين حول السيجارة عند التدخين.

تصبّغ الجلد

يزيد التدخين من الميلانين في الجلد، والذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى ظهور بقع داكنة، خاصةً على الوجه. إضافة إلى أن حمل السجائر المتكرّر بين الأصابع ذاتها يمكن أن يسبب اصفرار لون البشرة نتيجة النيكوتين والمواد السامة الأخرى الموجودة في السجائر (يشار إليها عادةً بـ القطران).

تبيّن الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من بقع جلدية ناجمة عن القطران على أصابعهم، هم أكثرُ عرضةً للإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين.

التدخين يبطئ من شفاء الجروح

يسبب التدخين انقباضَ الأوعية الدموية، ما يعطّل قدرة الجسم على توصيل الدم، ويجعل من شفاء الجروح أمراً صعباً، بما فيها تلك الجروح والخدوش البسيطة حتى. إذ من الممكن أن تستغرق وقتاً أطول في الشفاء بشكل سليم عند المدخنين ومن المرجح أيضاً أن تتطور هذه الجروح البسيطة لتشكل ندوباً فيما بعد.

ينصح معظم الأطباء المرضى بالإقلاع عن التدخين قبل إجراء أيّ عمل جراحي، لأن التدخين يعيق عملية شفاء الشقوق في الجلد.

التدخين عامل خطر في نشوء مرض الصدفية

الصدفية مرض مزمن يسبب التهاب وتهيّج الجلد، إضافة إلى ظهور بُقع ذات قشور مثيرة للحكة. ويمكن أن تكون الصدفية في مناطق الجلد الداكنة اللون، ذات لون بنفسجي أو بنيّ داكن وقشور رمادية. وفي المناطق فاتحة اللون، تظهر الصدفية بلون أحمر أو زهري وقشور فضية.

يشكّل التدخين عامل خطر في نشوء الصدفية، إذ وجدت إحدى الدراسات أن خطر الإصابة بالصدفية يتناسب طرداً مع التدخين.

يمكن أن يرجع ذلك إلى النيكوتين الموجود في السجائر، لأنه يؤثر على الجهاز المناعي، التهاب وتهيّج الجلد، ونمو خلايا الجلد والتي تساهم بدورها في نشوء مرض الصدفية.

يكون المدخنون أكثر عرضة للإصابة بـ البثار الراحي الأخمصي (palmoplantar pustulosis)، وهو حالة صحية تؤدي إلى ظهور بثور مؤلمة على اليدين والقدمين. يشبه هذا المرض الصدفية في كونه اضطراباً التهابيّاً متكرراً.

التهاب الغدد العرقية القيحي

يعد التهاب الغدد العرقية القيحي (Hidradenitis suppurativa /HS)، أو ما يسمى بحب الشباب العكسي، مرضاً شائعاً يؤدي إلى التهاب الجلد حيث تظهر الجروح والتقرحات في مناطق احتكاك الجلد بالجلد في الجسم. مثل الإبطين والمغبن وتحت الثديين.

 أظهرت إحدى الدراسات أن تدخين السجائر يشكل أكثر عامل بيئي خَطِراً لظهور هذا الالتهاب.

التهاب الأوعية الدموية

التهاب الأوعية الدموية هو مجموعة من أمراض المناعة الذاتية والتي تضيق فيها الأوعية الدموية وتلتهب، ما يزيد من صعوبة إيصال الدم إلى القلب وأعضاء الجسم الأخرى.

وجد الباحثون أن التدخين يشكّل خطراً كبيراً لتطور مرض بورغر (نوع من التهاب الأوعية الدموية). والذي يشمل الأعراض التالية:

  • شحوب أو احمرار أو ازرقاق في أصابع اليدين والقدمين
  • قروح مؤلمة في أصابع اليدين والقدمين
  • تلف الأنسجة أو الغرغرينا (موت الأنسجة)

يمكن أن يعاني المريض أيضاً من برودة في اليدين والقدمين و/ أو من ألم فيهما وفي الكاحلين أو الساقين، أو قد يعاني كلتا الحالتين.

يبدو أن كلّ شخص تم تشخيصه بمرض بورغر يدخن السجائر أو يتعاطى أنواعاً أخرى من التبغ مثل السيجار أو التبغ القابل للمضغ.

للأسف، لا يوجد علاج لهذا المرض، ولكن يمكن السيطرة عليه بالعلاج الدوائي والجراحي.

توسُّع الأوعية الشعرية الراحيّة

توسع الأوعية الشعرية (عروق العنكبوت) هي حالة صحية تتوسع فيها الأوعية الدموية الصغيرة أو تتمدد مسببة ضرراً في جدران الشعيرات الدموية. ويمكن ملاحظتها بشكل كبير في الشعيرات القريبة جداً من سطح الجلد. إذ يمكن رؤية بقع ولطخات أرجوانية اللون أو آثار دائمة للأوردة .

تظهر هذه الحالة خصوصاً في راحة اليد وترتبط بالتدخين بشكل مباشر، ذلك لأن النيكوتين الموجود في التبغ يقلص الأوعية الدموية وبالتالي يؤدي التدخين إلى نشوء هذه الحالة.

وجدت إحدى الدراسات أنه من بين 30 شخصاً من المدخنين حالياً كان نصفهم مصاباً بتوسع الشعيرات الراحية. ومن بين 16 شخص كان مدخّناً فإن 31.2 بالمئة مصاب بهذه الحالة.

الأكزيما

يشكل التدخين عامل خطر لالتهاب الجلد التأتبي (atopic dermatitis) وهو أكثر أشكال الأكزيما شيوعاً إضافة إلى أكزيما اليدين. 

تتشكل الأكزيما كبقع جلدية جافة ومثيرة للحكة، وتظهر بلونٍ أحمر في مناطق الجلد الفاتحة وبنيّ في المناطق الداكنة.

يواجه المدخنون السلبيون أيضاً خطر الإصابة بالأكزيما في اليدين. إذ أظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال والبالغين المعرضين للتدخين السلبي هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجلد التأتبية. مثل الأكزيما في مرحلة المراهقة.

سرطان الجلد

يحتوي دخان السجائر على مواد مسرطنة. لذلك إذا كنت مدخناً فستكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية (squamous cell carcinoma) وهو نوع نوع من سرطان الجلد.

يظهر سرطان الخلايا الحرشفية على شكل بقع قاسية ومتقشّرة أو نتوءات جلدية بارزة أو تقرحات مفتوحة أو زوائد تشبه الثآليل على الجلد.

يجب أن تخبر طبيبك في حال لاحظت ظهور بقع بنية في مناطق الجلد الداكنة، وحمراء في مناطق الجلد الفاتحة، أو أيّ نُسج جلدية غريبة أخرى.

يعد استخدام التبغ أكثر عوامل خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية الفموية شيوعاً. وهو نوع من السرطانات الفموية. تأكد من استشارة الطبيب إذا لاحظت أيّـاً من الأعراض التالية، والتي من الممكن أن تكون مؤشراً على الإصابة بسرطان الفم:

  • تقرح أو بروزات جلدية على الفم أو الشفاه
  • ألم في الفم والتهاب في الحلق
  • بقع بيضاء أو حمراء على اللثة أو اللسان أو اللوزتين أو بطانة الفم
  • صعـوبة في المضغ وفي البلع أيضاً
  • صعوبة في تحريك الفك أو اللسان
  • تغيرات في الصوت
  • نتوء أو كتلة في العنق أو الحلق
  • فقدان الوزن
  • ألم في الأذنين

تفاقُم الأمراض الجلدية الحالية

إذا كنت تعاني أيّاً من الأمراض الجلدية التالية، فإن التدخين سيزيد من أعراضها سوءا :

  • الذئبة الحمامية الجهازية (Systemic lupus erythematosus)، وهو مرض في الجهاز المناعي الذاتي
  • أمراض الأوعية الدموية الجلدية، مثل العدّ الوردي (rosacea)
  • أمراض فموية، مثل قروح البرد (cold sores)

كيف يُحسّن الإقلاع عن التدخين صحة الجلد؟

إذا كنت تحاول مواجهة الأمراض الجلدية الناجمة عن التدخين، فربما تستطيع السيطرة على أعراضها بشكل أفضل أو البدء بالتعافي وذلك عندما تقلع عن التدخين.

حالَ الإقلاع عن التدخين، ينخفض التهاب الأوعية الدموية المسبب لأمراض جلدية عديدة مرتبطة بالتدخين وتتحسن الدورة الدموية ومعدل ضربات القلب. إضافة إلى تحسّن وظيفة القلب والرئتين. وسيؤدي تدفق الدم المنتظم إلى إيصال الأوكسجين والغذاء لخلايا الجلد؛ فيبدو الجلد أكثر صحة وحيوية.

عموماً، سيبدأ الجسم في التعافي من تلقاء نفسه، وستزداد قدرته على شفاء الجروح أيضاً.

وجدت إحدى الدراسات أن البقع الداكنة و تغيّرات لون الجلد قد تلاشت لدى المشاركين فيها، وذلك بعد عدة أسابيع من الإقلاع عن التدخين.

يكون جلد الأشخاص المصابين بحبّ الشباب العكسي أكثر تأثُّرا بالتدخين من نُظرائهم الذين لا يدخنون. وقد تمّ التوصل إلى نفس النتائج هذه عند الأشخاص المصابين بالصدفية والأكزيما أيضاً.

يحث الأطباء مرضى داء بورغر على الإقلاع عن التدخين بهدف تحسين الأعراض وكبح جماح تقدم المرض.

يُوصي أطباء الجلدية بتشجيع المرضى على الإقلاع عن التدخين، بغضّ النظر عن إصابتهم بمرض جلدي أم لا. وذلك تجنّباً لأي ضرر محتمل يمكن أن يسببه التدخين على الجلد.

التدخين والصحة النفسية

يمكن أن يعاني المصابون بأمراض جلدية من تقدير منخفض للذات ووعي ذاتي أقلّ والقلق مع الاكتئاب أو بدونه، خاصة عندما تكون الأعراض في ازدياد.

إذا كنت تعاني من أعراض أيّة حالة نفسية بسبب مرض جلدي ما، اطلب المساعدة من طبيبك، إذ يمكنه إحالتك إلى اختصاصي في الصحة النفسية قادر على مساعدتك في التأقلم مع المرض.

أظهر العلاج المعرفي السلوكي (CBT) تأثيراً إيجابياً على الأشخاص المصابين بأمراض جلدية مثل الصدفية، إذ يمكن أن يحسّن الفرد من جودة حياته باتباع هذا العلاج الذي يركز على العواطف ويستهدف المشاعر الكامنة الخاصة بالمرض، وذلك من خلال تكوين نظرة أكثر إيجابية لذاته.

خلاصة

يمكن أن يستغرق الإقلاع عن التدخين بعض الوقت، إلا أن الفوائد التي تعود على الصحة والحياة السليمة تستحق هذا الجهد المبذول.

إذا كنت تعاني من مشاكل في ذلك، تذكّر بأن هناك العديد من المصادر القادرة على مساعدتك. لذا، حاول الانضمام إلى مجموعة دعم قريبة منك أو قم بتحميل التطبيقات الخاصة بالإقلاع عن التدخين على هاتفك المحمول. فـ كلّ يوم يمرّ دون تدخين هو يومٌ يحمل فرصة جديدة للجلد لترميم ذاته.

اقرأ أيضاَ: تدخين النرجيلة ومخاطرها الصحية

المصدر: How Smoking Can Damage Your Skin

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: