واحدةٌ من أكثر التجارب المرعبة التي يمكن أن يخوضها الفرد هي سماع صديقٍ أو شخصٍ مقرّب يقول أنه يريد الانتحار.
في الوقت الذي يبدو أنه من المثير التعامل مع هذه المعلومات من خلال تصنيفها على أنها سلوكٌ لجذب الانتباه. أو من خلال اتباع الخرافات التي تقول أنّ من يتحدث عن الانتحار لا يقوم به (وهو ببساطة أمرٌ خاطئ)، من المهم أخذ كل إشارات التحذير فيما يتعلق بالانتحار والأفكار الانتحارية على محمل الجد.
إذا كان خطر الانتحار وشيكاً
إذا كان صديقك مُعرضاً لمحاولة انتحار الآن، كأن يكون في حوزته سلاح أو حبوب أو وسائل أخرى لتنفيذ الانتحار عليك بالآتي:
لاتتركه وحيداً، وافعل ما بوسعك لإبعاد أيّ مواد يمكن أن يستخدمها لأذية نفسه.
إذا كان الأمر آمناً، يمكنك أيضاً أن تقلّه إلى المستشفى بحالة طارئة، حيث يقيّم الأطباء صحته الجسدية والعقلية ويضعون خطة واضحة تساعد في الحفاظ على سلامته.
من ناحية أخرى، إذا كنت تعتقد أن التهديد بالانتحار جادّ، ولكن ليس وشيكاً، فلا يزال من المهم التصرف على الفور، على الرغم من أنك قد تأخذ وقتا لإظهار الدعم والإصغاء وتشجيعه للبحث عن متخصص لمساعدته.
إن المساعدة متاحةٌ دائماً، لذا إليك بعض النصائح المفيدة من مصادر مختلفة لمنع الانتحار:
اسأل صديقك “هل تنوي الانتحار حقاً؟”
لا تخف من طرح سؤال: “هل تراودك أفكار انتحارية؟”. إذ تشير الدراسات إلى أن سؤال الأصدقاء وأفراد الأسرة المعرضين للخطر، في حال كانوا يفكرون بالانتحار، لا يزيد من الأفكار الانتحارية.
أنت لا تضع الأفكار الانتحارية في رأسهم بسؤالك هذا؛ بل على العكس، سيمنحك السؤال معلومات قيمة حول كيفية المتابعة والمساعدة.
الحصول على الحقائق المتعلقة بـ الانتحار
إذا كانت الإجابة على السؤال السابق “نعم”، فتابع بسؤال الأسئلة الثلاثة التالية:
هل فكرت كيف ستفعل ذلك (أي الانتحار)؟ هـل لديك ما تحتاجه لتنفيذ خطتك؟ هل تعلم متى ستفعل ذلك؟
لحسن الحظ، سيقول غالبية الناس إما أنه ليس لديهم خطط محددة أو أنهم لا يمتلكون الجرأة للقيام بذلك بأنفسهم.
على الرغم من أن الموقف لا يزال خطيراً، لكن إذا أشارت إجاباتهم إلى عدم وجود خطة لديهم، فمن المحتمل ألا يكونوا في خطر وشيك لإيذاء أنفسهم.
اعتبر كلماتهم بمثابة التماسٍ للعون، واستمر في مساعدتهم للحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه، وحفّزهم على طلب مساعدة أخصائي في أسرع وقت ممكن.
إذا كانت الإجابات التي قدموها لك تجعلك تعتقد أنهم في خطر مباشر، فلا تتردد بالاتصال بالسلطات المعنية.
من الممكن أن تشعر أنك ستفقد صداقتك إذا اتخذت إجراءً حيال الأمر، فقد يخبرك صديقك أنك تخونه أو تُغضبه. فقط تذكَّر أنك قد تفقد هذه الصداقة بشكل دائم إذا لم تفعل ذلك، و أنه سوف يشكرك عندما يستعيد صحته مرة أخرى.
أظهر الدعم لصديقك الذي يفكر بـ الانتحار
توجد العديد من الأشياء التي يمكنك فعلها لتقديم المساندة والتعاطف لصديقك؛ يكمن سر ذلك في تجنب إطلاق الأحكام المسبقة عليه أو تجاهل ما يشعر به.
تحدث إليه من القلب
لا يوجد ما يسمّى بالكلمات الصحيحة أو الخاطئة عندما تنبع هذه الكلمات من الحب والاهتمام. ابقَ كما أنت على سجيتك، وأظهر اهتمامك بالتحدث معهم أو عناقهم أثناء البكاء أو أي شيء آخر ضروري.
أظهرت الأبحاث أن تقدير ما يمرّ به الأشخاص قد يساعدهم في معالجة أفكارهم وقد يقلل من أفكارهم الانتحارية.
أصغِ إليه
يحمل الشخص الذي يريد الانتحار عادةً بعض الأعباء التي تثقل كاهله وتُشعِره بأنه لا يستطيع تحمُّلها بعد اليوم. دعه يشعر بأنك تصغي إليه باهتمام عندما يشاركك مشاعر اليأس أو الغضب أو الوحدة التي يشعر بها. في بعض الأحيان، يكون هذا كافياً لتخفيف العبء بشكل يمكّنهم من الاستمرار في الحياة.
تأكيد وإظهار الانفتاح له
كن متعاطفاً وغير انتقادي، صبوراً، هادئاً ومتقبّلاً، وسوف يلاحظ الشخص سلوكك هذا ويبدأ بتجسيده على ذاته.
دعه يعبّر عما يشعر به
يمنح الكلام فرصة التقليل من العبء العاطفي الذي يتحمّله إضافة إلى الوقت الكافي ليهدأ. كلما طالت مدة حديثه، كلما زادت قدرته على التخلص من يأسه، ومع تراجع زخم اندفاعه يصعب عليه التصرف وفقاً لمشاعره.
تجنَّب محاولة حلّ المشكلة
حاول ألا تعرض عليه حلولاً سريعة أو ألا تقلل من قيمة مشاعره. ما يهمّ الآن هو مدى حجم إدراكه للمشكلة ومدى الأذية التي سيلحقها بنفسه جراء ذلك.
لا تنفع الحجج المنطقية كثيراً في إقناع الشخص عندما يكون في هذه الحالة العقلية، بدلاً من ذلك، قدم التعاطف والحنان تجاه ما يشعر به دون إصدار أي أحكام حول ما إذا كان يجب عليه أن يشعر بتلك الطريقة أو لا.
اعتن بنفسك
من المجهد التعامل مع “التهديد بالانتحار”، لذا تأكد من الاعتناء بنفسك أيضاً واطلب المساعدة لمعالجة وإزالة الضغط النفسي بعد ذلك.
تحدث إلى صديق تثق به، معالج، طبيب، رجل دين أو أي شخص يمكنه تقديم الدعم لما مررت به سابقاً وكيف تشعر حيال ذلك.
البحث عن مساعدة في حالات الطوارئ
إذا كان الشخص قد بدأ بالفعل بمحاولة انتحار، اتصل بالطوارئ على الفور. وفي حال لم يفقد وعيه بعد، حاول الحصول على معلومات مثل، نوع المواد التي قد تناولها ومدة تناوله لها وكميتها، ومتى تناولها آخر مرة وحالته الصحية بشكل عام.
خلاصة
قد يكون دعم صديق أو شخص عزيز يعاني من أفكار انتحارية أمرأ مخيفاً ومرهقاً. لذا، ابذل قصارى جهدك لتقديم الدعم والحصول على المساعدة .
إذا استمر هذا الشخص بمحاولات الانتحار أو قد انتحر بالفعل، على الرغم من محاولاتك للمساعدة، فلا تلم نفسك، وتذكّر دائماً أنك بذلت أقصى جهدك وفقاً لما لديك من معلومات واطلب المساعدة لنفسك، مثل جلسات الاستشارة الخاصة بمشاعر الحزن أو الانضمام إلى مجموعات دعم الناجين من الانتحار.
اقرأ أيضاً: الأفكار الانتحارية عند المراهقين، ما أسبابها؟ وكيف يمكن التخلص منها؟
المصدر: How to Help When a Friend Is Feeling Suicidal
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم