قد يكون العثور على مضادات الاكتئاب المناسبة عملية طويلة ومعقدة، إذا حان الوقت لتغيير جرعتك أو دوائك، فإليك هذه النصائح.
في عالم مثالي، يمكنك الضغط على زر لمعرفة الأدوية المناسبة بالضبط ومدة تناولها وكميتها اللازمة. لن تضطر إلى الخوض في التجربة والخطأ أو تحمل الآثار الجانبية التي لا تطاق.
لكن في الواقع، قد يكون العثور على مضادات الاكتئاب أو علاجات الاكتئاب معقداً وصعباً ومرهقاً.
إذا كنت على وشك تغيير مضادات الاكتئاب أو كنت غير قادر على اتخاذ القرار، فالأمور بخير، لست وحدك من يمر بهذا.
التغلب على مقاومة العلاج
يقول جيمي إلمر (Jamie Elmer)، طبيب في المجلس الاستشاري العلمي: أعاني من اكتئاب مقاوم للعلاج واضطراب القلق المعمم (GAD)، لذلك حصلت على نصيبي (وبعدها القليل) من تجربة تبديل أدوية الاكتئاب والبحث عن العلاجات.
لقد جربت العديد من أنواع مضادات الاكتئاب بمستويات متفاوتة من النجاح. في بعض الأحيان، أثبت الدواء أو مجموعة الأدوية المناسبة فعاليتها لبعض الوقت، وفي أوقات أخرى أعلم على الفور أنها لن تنفع.
يمكن أن يكون الأمر أسهل بالنسبة لبعض الناس، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مقاومة العلاج (بنسبة تصل إلى ما يزيد عن 30٪ ممن يعانون من اضطراب اكتئابي رئيسي) قد يستغرق الأمر المزيد من الوقت والجهد.
تجربة مضادات الاكتئابو أنواع العلاج المختلفة
لقد جربت كل شيء بدءاً من “عطلات العقاقير” (التوقف عن استخدام الدواء لفترة من الوقت)، حيث تأخذ استراحة للعثور على الأعراض الأساسية (اتضح أن الحد الأساسي لأعراضي سيء) بقضاء خمس ليالٍ في الأسبوع لأكثر من شهر في إجراء علاج التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، علماً أن النتائج ليست كما كان متوقعاً.
ناهيك عن الأدوية المختلفة التي جربتها، جربت كل شيء من حاصرات بيتا إلى مضادات الذهان (كانت ذو نتائج مختلطة).
ومع ذلك، في السنتين الماضيتين كنت محظوظاً كفاية بتناول دواء مستقر إلى حد ما، ولم أبدأ بملاحظة عودة أعراض الاكتئاب بكامل قوتها إلا قبل 3 أشهر، عادت بدون سابق إنذار حتى، وقد اشتدت الأعراض وكأنها مستعدة لتدمير كل شيء في طريقها.
لكنني عشت مع الاكتئاب لسنوات عديدة، لذلك أعلم أنه مع مجموعة العلاج المناسبة، يمكنني التعامل معه. لقد وصلت إلى هذا الحد.
على الرغم من ذلك، شعرت بصعوبة الوصول إلى طبيبي النفسي، لماذا؟ لأنني لم أرغب في التعرف على العلامات التي تشير إلى أن الوقت قد حان لتغيير الأدوية مرة أخرى؛ أي للمرور بعملية التقليل والتجريب والانتظار.
مثل كل شخص أعرفه، أثر الوباء على كل شيء مرهقاً إياه 10 أضعاف. وبالطبع، يجعل الاكتئاب كل شيء مرهقاً لأكثر من 20 ضعفاً، لذا في الأساس، أنا متعب.
إذا كنت تفكر في تغيير مضادات الاكتئاب، فأنت لست وحدك. سواء كنت تغير جرعتك أو تبدل إلى نوع جديد (أو حتى تتوقف تماماً)، فإن كل خطوة صغيرة تقربك من الجانب الآخر، إن لم يكن نحو الشفاء الكامل، على الأقل إلى مرحلة آمنة ويمكن التحكم فيها.
ست نصائح يجب تذكرها عند تغيير مضادات الاكتئاب
إذا حان الوقت لإجراء تغييرات على مضادات الاكتئاب، فإليك بعض النصائح التي ساعدتني:
كن لطيفاً مع نفسك
هذه بصراحة أهم نصيحة يمكنني مشاركتها معك، وغالباً ما أذكر نفسي بها. وفقاً لاكتئابي، خضت أشياء كثيرة، ولم يكن أي منها جيداً. أنا عديم القيمة ولست جيداً بما يكفي ويافع وعجوز، أكثر من اللازم.
إذا عادت أعراض الاكتئاب لديك، فقد تكون أفكارك السلبية أعلى صوتاً وأكثر إزعاجاً.
وقد تفكر “لماذا أهتم؟” عندما يتعلق الأمر بتغيير الأدوية أو النهوض من السرير… أو أي شيء، لكنك هنا وتقوم بذلك. فاحتفل بالمكاسب الصغيرة على الرغم من أنك قد لا تشعر بأنها مكاسب، كالنهوض من السرير والعمل والتنزه وأداء إحدى المهام اليومية وتحديد موعد ما.
وإذا كنت تغيّر مضادات الاكتئاب حالياً؟ واظب على الاحتفاء، لأنه ليس دائماً طريقاً سهلاً.
قد تضطر إلى التعامل مع الآثار الجانبية المبكرة أو متلازمة التوقف، أو فقط إيجاد الدواء المناسب عندما لا يكون واحد (أو خمسة) منها مناسباً بشكل جيد. قد تشعر بأن مزاجك ومستويات طاقتك في حالة فوضى عارمة وأنت تخوض هذه العملية.
لذا، كن لطيفاً مع نفسك وامنحها القليل من الامتنان، ولا تتردد إذا كان بإمكانك أخذ يوم إجازة من العمل عندما تشعر بأنك لست بخير، وإذا كنت بحاجة إلى البقاء في السرير لمدة ساعة إضافية، فلا تعاقب نفسك إزاء لطفك معها.
قد يكون من الجيد أيضاً التعامل مع أخصائي الصحة النفسية الذي يمكنه مساعدتك وإرشادك خلال كل هذه التجارب “الفوضوية”.
كن نصير وداعم نفسك: ابحث قبل موعد التغيير
إذا كنت قد حددت موعد تغيير مضادات الاكتئاب (أو متابعة)، فيمكنك أن تحمي نفسك من خلال الاستعداد لذلك. على الرغم من أن الطبيب النفسي الخاص بي هو خبير صحة نفسية محترف، إلا أنني الخبير بنفسي.
لذلك إذا كان موعدي التالي يتعلق بتغيير الأدوية، فأُجري غالباً بحثاً سريعاً في أي خيارات دوائية جديدة وفئات مختلفة من مضادات الاكتئاب والمكملات الغذائية التي أظهرت فعاليتها في تخفيف الأعراض.
حاول الذهاب إلى موعدك بعقل متفتح وكن مستعداً للأسئلة أو أي مخاوف قد تراودك بشأن أي توصيات دوائية جديدة.
خذ وقتاً لاتخاذ القرارات المناسبة لك
أتطرق لذكر الآثار الجانبية ومخاوفي وكل ذلك عندما أتحدث مع طبيبي النفسي، ولكن إذا قدمت لي خيارات علاج جديدة (خاصة أكثر من واحدة)، فغالباً أطلب مراسلتها في اليوم التالي متخذاً قراري. يمنحني هذا الوقت للبحث عن المعلومات والآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب ومقارنتها بما توصي به.
تتبع الآثار الجانبية والأعراض لمضادات الاكتئاب
نعم، يمكنك أن تأذن لنفسك بعدم الاضطرار إلى اتخاذ قرار الآن في هذا الموعد الذي مدته 15 دقيقة. معظم الأطباء لديهم بريد الكتروني ويمكنهم إرسال وصفة طبية في أي وقت، لذلك يجدر بك أن تطالب بوقت اتخاذ القرار الإضافي هذا.
يمكنك تدوينها على الورق أو في هاتفك أو استخدام تطبيق، ولكن بأي طريقة كانت، قد تساعدك في تعقب ما تشعر به. ويساعد تدوين الملاحظات قبل موعدك الأول في معرفة ما تود طرحه فيما يتعلق بالأعراض وكيف أن علاجك الحالي غير مناسب ولا ينفعك. فكلما زاد عدد المعلومات التي لديهم، زادت قدرتهم على المساعدة.
وبمجرد أن تكون في خضم تغيير الأدوية، يمكن أن تساعدك الملاحظات (ولو رؤوس أقلام منها) في اكتشاف شعورك حيال تغيرات الأدوية.
ربما تشعر بالخمول كل يوم في وقت معين، لذا قد يوصي طبيبك بتغيير الوقت الذي تتناول فيه الدواء للتعويض. أو ربما لاحظت تحسناً في بعض أعراض الاكتئاب، ولكن لم يتحسن نومك.
ويمكن أن تساعد هذه المعلومات طبيبك في معرفة ما إذا كنت بحاجة إلى دواء إضافي أو ما إذا كان هناك شيء آخر يحدث.
اطلب المساعدة إذا كنت بحاجة إليها
غالباً ما يحثّني الاكتئاب على العزلة، لكننا جميعاً بحاجة إلى الدعم ونستحقه، خاصة عندما نشعر بأننا لسنا في أفضل أوقاتنا. يمكنك طلب المساعدة؛ فلن تكون عبئاً على أحد.
يمكنك التواصل مع الأصدقاء أو العائلة لتشغل نفسك أو لتتذكّر تناول الأدوية أو لمجرد التحدث أو التنفيس أو لمساعدتك في تحديد موعد.
كما يمكنك البحث عن أخصائي صحة نفسية لإيجاد الطرق المناسبة لمساعدتك والدعم الإضافي إذا كنت تواجه صعوبة في تغيير الأدوية. وأيضاً إيجاد مجموعة دعم من الأشخاص ذوي التفكير المماثل الذين يمرون بما تمر به.
تنفس بعمق
ساعدني البحث وتتبع الأعراض، لكل الأشياء، في حماية صحتي. ولكن حتى أكون صادقاً، فقد تكون أيضاً تذكرة ذهاب دون إياب للذعر والهلع، والتفكير في السيناريوهات المتصاعدة والأسوأ. قد تعي ما أعنيه إذا كنت تنظر إلى قائمة الآثار الجانبية النادرة وتنتظر بشدة الانفجار والانهيار الداخلي.
عندما تنتقل من القراءة لاكتساب المعرفة إلى قراءة نفسك في دوامة خالصة من القلق، فقد حان الوقت للتراجع وأخذ أنفاس عميقة.
فقد تحاول إرسال المعلومات بالبريد الإلكتروني إلى طبيبك لتسأل فقط عن مدى خطر يعادل نسبة 1٪.
أنت في طريقك إلى تجاوز ذلك
نعم، قد يكون من الصعب العثور على مضادات الاكتئاب المناسبة، خاصة إذا كنت تعايش مقاومة العلاج مثلي. ولكن بغض النظر عما قد يخبرك به اكتئابك، يمكنك القيام بذلك وستجد خطة علاج ودعم مناسبين لك.
اقرأ أيضاً: ست طرق للتأقلم مع الاكتئاب المزمن
اقرأ أيضاً: اكتئاب الطفولة، أعراضه، علاجه ونصائح مهمة للوالدين
اقرأ أيضاً: الاكتئاب الجزئي (Dysthymia)،أسبابه، أعراضه وعلاجه
المصدر: If You Need to Change Your Antidepressants, It’s Going to Be OK
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم