تحدث مغالطة القفز على العربة، المعروفة أيضاً باسم “الاستدلال بالشعبية” أو “argumentum ad populum”، عندما يتم تقديم شعبية فكرة كدليل على صحتها أو صوابها.
تقترح المغالطة أنّ “الجميع يفعل ذلك” أو “يؤمن به”، لذا يجب أن يكون صحيحاً أو صائباً، وتتجاهل الحاجة إلى التفكير النقدي أو الدليل وتفترض أنّ رأي الأغلبية دائماً صحيح.
مثال
الموقف: في مناقشة تدور حول الخيارات الغذائية، يدّعي شخص ما، “تناول اللحوم غير أخلاقي، لأن العديد من الناس اليوم يختارون أن يكونوا نباتيين”.
ارتكاب المغالطة: “بما أنّ الكثير من الناس يتجهون لأن يكونوا نباتيين، إذاً يجب أن يكون ذلك هو الاختيار الصحيح!”
الشرح: هذه مغالطة القفز على العربة، لأنها تستند إلى الحجة الأخلاقية بناءً على شعبية الخيار الغذائي بدلاً من الاستدلال الأخلاقي أو الدليل على تأثير استهلاك اللحوم.
مثال
الموقف: خلال الانتخابات، يُجادل مؤيدو مرشح ما، “يجب أن تصوتوا لهذا المرشح لأنه يتقدم في استطلاعات الرأي والجميع يصوّت له”.
ارتكاب المغالطة: “إذا كان معظم الناس يصوتون لهذا المرشح، ذلك يعني أنّه الخيار الأفضل!”
الشرح: هذه مغالطة القفز على العربة لأنها تقترح أنّ ملاءمة المرشح تتحدد بشعبيته الحالية بدلاً من سياساته أو شخصيته أو كفاءاته.
أصل التسمية
تأتي التسمية من “عربة الفرقة الموسيقية”: فقد كان المرشَّحون فيما مضى يستقلون، في حملاتهم الانتخابية، عربة كبيرة تتسع لفرقة موسيقية، ويجوبون المدينة، وكان الناس يُعبِّرون عن تأييدهم للمرشَّح باعتلاء العربة أو الصعود إلى ظهرها، ومنها تأتي عبارة “هلمّ إلى عربة الموسيقى”، “اقفز إلى العربة”، أي شاركْ الحشد وانضم إلى “الزفة”، التي صارت تعني الانضواء في أمر ما بحكم شعبيته.
حقيقة ممتعة
كان أينشتاين مناصراً لمذهب اللاعنف، فأراد جماعة من العلماء أن يُفندوا رأيه في ذلك ويضادّوا تأثيره ويسجلوا مناوأتهم لمذهب اللاعنف، فنشروا مجموعة مقالات في كتاب أسموه “مائة عالِم ضد أينشتاين”. حين سمع أينشتاين بهذا العنوان قال: “لو كنتُ على خطأ فقد كان يكفي عالمٌ واحد!”