تختلف مناهج البحث في علم النفس، إذ تساعد كل منها الباحثين في معرفة المزيد عن الطريقة التي يفكر بها الناس ويشعرون ويتصرفون من خلالها. المنهج السببي، الوصفي، الارتباطي
توجد ثلاثة أنواع رئيسة من الأبحاث في علم النفس وهي ما يلي.
المنهج السببي أو التجريبي (Causal or Experimental Research)
أول ما يتبادر إلى أذهاننا حين نسمع بالتجارب العلمية هو اكتشاف الرابط بين السبب والنتيجة؛. إذ تبحث التجارب التي تتناول العلاقات السببية في تأثير متغير مستقل واحد أو أكثر على متغير تابع أو أكثر.
يحدد هذا النوع من الأبحاث أيضاً ما إذا كان أحد المتغيرات يتسبب في حدوث متغير آخر أو تغيره.
أحد الأمثلة على النوع هذا من الأبحاث في علم النفس هو تغيير مدة علاج حالة نفسية محددة وقياس تأثيره في المشاركين في الدراسة.
المنهج الوصفي (Descriptive Research)
يسعى المنهج الوصفي إلى تصوير الظواهر المنتشرة في جماعة أو مجموعة سكانية. يـُستخدم المنهج الوصفي في ثلاثة أنواع من أبحاث علم النفس، وهي:
- دراسات الحالة (Case Studies).
- الدراسات القائمة على الملاحظة (Observational Studies).
- استطلاعات الرأي (Surveys).
أحد الأمثلة عن منهج البحث هذا في علم النفس هو إجراء استطلاع رأي لتحديد المرشح الرئاسي الذي يرغب الناس بالتصويت له في الانتخابات المقبلة. لا يتم قياس تأثير المتغير في الدراسات الوصفية؛ بل يتم وصفها فقط. المنهج السببي الوصفي المنهج الارتباطي الفرق بين النظرية والفرضية.
المنهج الارتباطي (Correlational Research)
تعدُّ الدراسة التي تبحث في العلاقة بين متغيرين أو أكثر بحثاً ارتباطياً،. وعادة ما تكون المتغيرات التي تتم مقارنتها سائدة بالفعل في جماعة أو مجموعة سكانية. المنهج السببي الوصفي المنهج الارتباطي الفرق بين النظرية والفرضية.
على سبيل المثال، الهدف من البحث في نسبة الذكور والإناث الذين يشترون. إما الموسيقى الكلاسيكية أو موسيقى الجاز هو دراسة العلاقة بين جندر الفرد والنوع الذي يفضله من الموسيقى.
الفرق بين النظرية والفرضية في أبحاث علم النفس
يخلط الناس غالباً بين مصطلحي النظرية (Theory) والفرضية (Hypothesis)، أو لا يعرفون الاختلاف بين المفهومين. لكن، يجب على كل طالب في علم النفس أن يفهم ما يعنيه كل مصطلح،. كيف يختلفان عن بعضهما، وطريقة استخدامهما في أبحاث علم النفس.
النظرية هي مبدأ ثابت تم تطويره لشرح بعض جوانب العالم الطبيعي. تنشأ النظرية نتيجة الاختبار والملاحظة المتكررة وتشمل الحقائق، القوانين، التنبؤات والفرضيات المختبَرة والتي تحظى بقبول واسع،. أما الفرضية فهي تنبؤ محدد وقابل للاختبار حول نتيجة الدراسة التي تتوقعها.
على سبيل المثال، قد تُجرى إحدى التجارب التي تنظر في العلاقة بين عادات الدراسة والقلق من الامتحانات لاختبار فرضية تنص على ما يلي:. “من المتوقع أن يقل شعور الطلاب الذين يتبعون عادات دراسية أفضل بالقلق من الامتحانات”.
يجب أن توضح الفرضية دوماً ما تتوقع أن يحدث خلال التجربة. أو البحث ما لم يكن الهدف من الدراسة هو استكشاف ظاهرة ما فقط. المنهج السببي الوصفي المنهج الارتباطي الفرق بين النظرية والفرضية.
على الرغم من أن الكثيرين يستخدمون المصطلحَين بشكل متبادل،. فإن معرفة الفرق بين النظرية والفرضية أمر هام عند دراسة التصميم التجريبي، وتشمل بعض الاختلافات الهامة الأخرى بينهما ما يلي:
- تتنبأ النظرية بالأحداث بشكل عام، بينما تقدم الفرضية تنبؤاً محدداً حول مجموعة محددة من الظروف.
- يتم اختبار النظرية على نطاق واسع وتكون مقبولة عموماً، بينما الفرضية هي تخمين تكهني لم يتم اختباره بعد.
تأثير الزمن في مناهج البحث في علم النفس
هناك نوعان من الأبعاد الزمنية التي يمكن استخدامها في تصميم الدراسات البحثية:
- الدراسات المقطعية (Cross-sectional research): والتي يتم فيها إجراء جميع الاختبارات أو المقاييس أو المتغيرات على المشاركين في وقت محدد. يجمع هذا النوع من الأبحاث البيانات حول الظروف الحالية بدلاً من النظر في تأثيرات المتغير على مدى فترة من الزمن.
- الدراسات الطولية (Longitudinal research): وهي الدراسات التي يتم إجراؤها على مدى فترة من الزمن؛ حيث يتم جمع البيانات في بداية البحث، ثم يتكرر ذلك طوال مدة الدراسة. قد تجرى بعض الدراسات الطولية على مدى فترة زمنية قصيرة كبضعة أيام، بينما تُجرى دراسات أخرى على مدى أشهر أو سنوات أو حتى عقود.
يتم دراسة تأثيرات الشيخوخة باستخدام الأبحاث الطولية غالباً.
العلاقات السببية بين المتغيرات في أبحاث علم النفس
تعني “العلاقة” بين المتغيرات في إطار الأبحاث النفسية العلاقة بين عاملين أو أكثر يمكن قياسهما أو يتباينان بشكل منهجي. المنهج السببي الوصفي المنهج الارتباطي الفرق بين النظرية والفرضية.
أحد أهم الأمور التي يجب وضعها في الحسبان عند مناقشة العلاقة بين المتغيرات هو معنى مفهوم “السببية” (causation).
العلاقة السببية هي عندما يتسبب أحد المتغيرات في إحداث تغيير في متغير آخر. يتم تقصي هذه الأنواع من العلاقات من خلال البحث التجريبي لتحديد ما إذا كانت التغييرات في متغير ما تؤدي بالفعل إلى تغييرات في متغير آخر.
العلاقات الارتباطية بين المتغيرات في أبحاث علم النفس
الارتباط هو قياس العلاقة بين متغيرين حدثا بالفعل في جماعة أو مجموعة سكانية، ولا يتحكم فيها القائم على التجربة، ويشمل نوعين من الارتباط، الارتباط الإيجابي (positive correlation)، وهو العلاقة المباشرة بين متغيرين، بحيث كلما زاد مقدار متغير واحد، ازداد مقدار المتغير الثاني أيضاً، والارتباط السلبي (negative correlation)، أي كلما ازداد مقدار متغير، انخفض مستوى متغير آخر.
في كلا النوعين من الارتباط، لا يوجد دليل على أن التغيرات التي طرأت على متغير واحد تسببت في تغيرات في المتغير الآخر؛ بل يشير الارتباط ببساطة إلى وجود علاقة بين المتغيرين.
أهم مفهوم علينا إدراكه هو أن الارتباط لا يعني السببية؛ إذ تفترض العديد من مصادر وسائل الإعلام الشهيرة خطأً أن ارتباط متغيرين يعني وجود علاقة سببية بينهما. المنهج السببي الوصفي المنهج الارتباطي الفرق بين النظرية والفرضية.
اقـرأ أيضاً: المنظور البيولوجي في علم النفس, مجالاته, نقاط القوة والضعف وأمثلة عنه
اقرأ أيضـاً: الاستدلالات في علم النفس، تاريخها، أنواعها، إيجابياتها وسلبياتها
اقـرأ أيضاً: التثليث في علم النفس، علاماته، تأثيراته، أمثلة عنه وكيف تتعامل معه؟