إدمان الحب، تعريفه، أعراضه، أسبابه وهل له علاج؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

إدمان الحب هو حالة تدفع الشخص لتطوير تعلّق غير صحي وهوسي بمن يحبه (شخصية الحب).

إن الوقوع بالحب شعور جميل يستحق كل شخص أن يشعر به، وأن تملك شخصاً تحبه ويحبك هو أمر يسعى إليه الجميع.

لكن، يمكن أن يتجسد الوقوع بالحب بطريقة ضارة قد تجعل بعض الناس يتصرفون بطريقة غريبة وغير عقلانية ما يلحق الضرر بأنفسهم وبالأشخاص الذين يكنّون لهم هذه المشاعر النبيلة.

سيكون من الصعب على الشخص الذي يعاني هذا النوع من الإدمان (إدمان الحب) أن ينشئ ويحافظ على علاقات صحية. وعلى الرغم من أن الأمر أشيع في العلاقات الرومانسية، إلا أن إدمان الحب قد يحدث في أشكال أخرى من العلاقات. إذ من الممكن أن ينشأ في الصداقات وفي العلاقات مع الأطفال، مع الآباء أو حتى مع الغرباء.

يملك الأشخاص الذي لديهم هذا النوع من الإدمان معايير و توقعات غير واقعية عن الحب. وعندما لا تتحقق هذه المعايير، فإنها لا تؤدي إلا إلى زيادة حالتهم سوءا.

يجادل بعض الناس أحياناً بأن إدمان الحب لا يجب تصنيفه على أنه اضطراب في الصحة النفسية، في حين يعتقد آخرون أن الناس المصابون بهذا الإدمان يعانون من أعراض حقيقية ومنهِكة.

غالباً ما يكون لدى هؤلاء الأشخاص نمطُ تعلق ضار بشركائهم ورغبةٌ بالتحكم بهم. ومثله مثل الأشكال الأخرى من الإدمان، قد يبدي الشخص المدمن على الحب سلوكيات واندفاعات خارجة عن سيطرته. لكن، مع العلاج والرعاية المناسبين، سينسى سلوكه الضار وأفكاره عن الحب وسيتعلّم كيف يشكل روابط صحية مفعمة بالحب.

أعراض الإدمان على الحب

يبدو إدمان الحب مختلفاً من شخص لآخر. إن أكثر الأعراض شيوعاً هو التشبّث (التعلق) المَرَضي بشريكك الذي يدفعك للقيام بتصرفات هوسية متكررة مثل الاتصال به بشكل يفوق الحد أو حتى ملاحقته.

يتجلى إدمان الحب بالطرق التالية:

  • شعورك بالضياع والتشرّد عندما لا يكون شريكك معك.
  • الشعور بأنك معتمد على شريكك بشكل كبير.
  • وضع علاقتك مع شريكك في أولوية علاقاتك الشخصية الأخرى الموجودة في حياتك لدرجة إهمال هذه العلاقات التي قد تكون مع عائلتك وأصدقائك.
  • أن تصبح مكتئباً ومهووساً بالشخص الذي تحبه عندما لا يتبادل معك اهتماماتك الرومانسية.
  • السعي لأن تكون دائماً في علاقة عاطفية حتى وإن كنت تعلم أن شريكك ليس مناسباً لك.
  • صعوبة إنهاء العلاقات الضارة والسامة.
  • اتخاذ قرارات سيئة بسبب المشاعر التي تحسّها تجاه شريكك أو من هو محط إعجابك (على سبيل المثال، الاستقالة من العمل أو قطع العلاقات مع عائلتك).
  • التفكير الدائم بشريكك أو بمن هو محط إعجابك إلى الحد الذي يعيق حياتك.

هناك العديد من أعراض إدمان الحـب التي لم يتم ذكرها فيما سبق؛ ذلك لأن أعراض هذه الحالة كثيرة ومتنوعة ويتفرد كل شخص في التعبير عن مشاعره، و ستنعكس الطريقة التي يختارها في ذلك على الأعراض التي يواجهها.

أيضاً، تختلف أعراض إدمان الحـب بالشدة. بينما قد تبدو بعض العلامات، كالاتصال المتكرر، غير مؤذية، إلا أن علامات أخرى كملاحقة من تحبّهم أو تقييد الأشخاص الذين يمكنهم التواصل معهم هي أمور ضارة.

تعريف إدمان الحب

لا يعتبر إدمان الحـب من ضمن اضطرابات الصحة النفسية الموجودة ضمن الدليل التشخيصي لاضطرابات الصحة النفسية. ويستمر الجدل في الدوائر والمجتمعات الطبية فيما إذا كان يجب تصنيفه على أنه اضطراب صحة نفسية فعلي. وهذا ما يجعل التعرف على هذه الحالة أصعب من حالات الصحة النفسية المُثبتة.

إذا شككت أنك، أو شخصا تعرفه، تعاني من إدمان الحـب، تحدث مع طبيبك عن الأمر. على الأغلب أنه سيقوم بتحويلك إلى معالج نفسي والذي سيجري بدوره سلسلة من الاختبارات ويسألك مجموعة من الأسئلة لتحديد ما إذا كان من الممكن أن يسمى ما تمر به من صعوبات بـ إدمان الحب.

طوّر بعض الباحثين عام 2019 ورقة عمل للمساعدة على تحديد إدمان الحب وقد أطلقوا عليها اسم “قائمة إدمان الحـب” والتي تتألف من مجموعة أسئلة يمكن استخدامها لتقييم احتمال التشخيص بإدمان الحب.

أسباب إدمان الحب 

ما زلنا بحاجة المزيد من الأبحاث من أجل فهم إدمان الحـب و التعرف بسهولة على أسبابه ومحرّضاته. تشير بعض الأبحاث الحالية إلى أن العديد من العوامل كالصدمة والجينات قد تكون محفزات لنشوء إدمان على الحب. 

تظهر بعض الأبحاث أيضاً صلةً بين شعور البهجة (النشوة) الذي تشعر به عند الوقوع بالحب، وبين شعور السعادة الذي يحسه الشخص المدمن على مواد مثل الكوكايين أو الكحول.

أجرى الباحثون مقارنات بين الطرق التي قد يتصرف بها الشخص الواقع بالحب وبين تلك التي قد يتصرف بها الشخص المدمن على المواد المخدرة. 

يعاني الأشخاص في كلا المجموعتين من الاعتماد العاطفي، الشهوات، تبدلات المزاج، الضغوط، الهواجس وفقدان السيطرة على النفس. عندما تقع بالحـب، يقوم عقلك بتحرير مرسلات كيميائية تجعلك تشعر بالسعادة كالدوبامين، ويحدث نفس الأمر في الإدمان وسوء تعاطي المواد المخدرة.

تتضمن المحفزات الأخرى الشائعة لإدمان الحـب ما يلي: 

  • التعامل مع مشاكل الهجر في الماضي.
  • انخفاض تقدير الذات.
  • المرور بتجربة عنف عاطفي أو جنسي في الماضي.
  • المرور بعلاقة صادمة في الماضي.
  • التعرض لصدمة في مرحلة الطفولة.

علاج إدمان الحـب

قد يكون من الصعب علاج إدمان الحب، ذلك لأنه لا يصنّف على أنه اضطراب  في الصحة النفسية عالمياً. بالتالي، يعود تشخيصه وعلاجه لتقدير طبيبك أو معالجك. 

يمكن معالجة إدمان الحب بشكل مشابه لمعالجة الأشكال الأخرى من الإدمان. وبالتأكيد نحن بحاجة للمزيد من الأبحاث من أجل تحديد مدى فعالية العلاج النفسي في علاج إدمان الحـب.

يعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من الطرق الشائعة لعلاج الإدمان. باستخدام هذه الطريقة، ستعمل أنت والمعالج سوياً في سبيل الكشف عن أنماط التفكير المثيرة للمشاكل والتي يمكن أن تساهم في تحريض سلوكيات الإدمان.

ولأن إدمان الحب لم يتم اعتباره بأنه أحد اضطرابات الصحة النفسية، فلا يوجد حالياً أي أدوية تُستخدم لعلاجه. لكن، عندما يحدث بالترافق مع اضطرابات أخرى كالقلق أو الاكتئاب، عندها يمكن لطبيبك أن يصف لك أدوية تعالج أعراض الاضطراب المرافق.

تُظهر بعض الأبحاث أنه يمكن للطبيب أن يصف مضادات الاكتئاب ومثبتات المزاج لمساعدة الشخص على مواجهة أعراض الهوس والاندفاع الموجودة في بعض حالات إدمان الحب.

التعامل والتأقلم مع إدمان الحـب

إن الاعتراف بوجود مشكلة هي أحد أصعب الأمور بالنسبة للشخص الذي يعاني من إدمان الحب. إذ لا يمكن للعديد منهم فَهمُ لماذا يُعدّ التعبير عن مشاعر الهوس تجاه شركائهم أو أحبائهم مشكلة.

إذا أبديت أعراض إدمان الحب، تحدث مع أخصائي الرعاية الصحية بأقرب وقت ممكن. لأنك ستتمكن من اكتشاف طرق صحية أكثر للتعبير عن الحب بمساعدة العلاج والرعاية المناسبين.

إذا كان لديك إدمان على الحب، فهذه بعض النصائح التي ستساعدك على التعامل مع الحالة ريثما تطلب المساعدة: 

تعلم أن تكون وحيداً، اغتنم الفرصة لإمضاء بعض الوقت وحيداً إذا لم تكن تعيش علاقة رومانسية وقت التشخيص. اكتشف أسباب ومحفزات إدمانك، وقم بخطوات جدية للتقدم في مراحل علاجك قبل الدخول بعلاقة جديدة.

اِبحث عن الأنماط المتكررة لإدمان الحب، سيتجلى إدمان الحب بالنمط نفسه من السلوك مع أي شخص تحبه. راجع علاقاتك الرومانسية السابقة وحدد أي من هذه الأنماط هي المتكررة.

استثمِر قدرات نفسك، إن أخذ بعض الوقت من أجل الاستثمار في تطوير نفسك هو أفضل طريقة لكي تحب ذاتك. إذ عادة ما يُهمل الأشخاص المدمنون على الحب أنفسهم ويتجاهلون احتياجاتهم.

اعتمد على العائلة والأصدقاء، يمكن أن تساعدك مشاركة ما تمر به من صعوبات مع هذه الحالة مع الأشخاص الذين تحبهم وتهتم بهم في تخطيها.

انضمّ لمجموعة دعم، من أحد أفضل طرق المواساة في أية حالة هي معرفتك أنك لست وحيداً وأن هناك أناساً يمرون بنفس المشاكل. تقوم مجموعات الدعم بتعريفك أكثر على هؤلاء الأشخاص وتسمح لك أيضاً بالحديث مع من تجاوزوا هذه الحالة.

الخلاصة

إذا كنت تعتقد أنك تعاني من إدمان الحب، فاعلم أنك لست وحيداً وأن هناك الكثيرون ممن يعانون أو ممن قد عانوا من مختلف أنواع التحديات العاطفية. من الجيد أنه بإمكان أخصائي الصحة النفسية مساعدتك على تعلّم طريقة تكوين علاقات صحية أكثر مع نفسك ومع الآخرين.

اقرأ أيضاً: الإدمان (الاعتماد)، تعريفه، آلية تطوره، أنواعه وطرق معالجته

المصدر: What Is Love Addiction

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: