الحديث أمام العامة (Public Speaking)، مثله مثل أي نشاط “الأداء الأفضل هو ثمرة الاستعداد الأفضل”. لكن، في بعض الحالات قد يشكل القلق حاجزاً يعيقك في التحدث أمام العلن، لذا عليك بالإعداد الجيد لذلك في حال أردت التخفيف من حدة هذا القلق، فالاستعداد للقيام بنشاط ما يعزز ثقتك بنفسك ويسهل التركيز على إيصال مرادك منه. ستتعلم في هذا المقال كيفية إعداد خطاب في حال القلق.
اختر موضوعاً يثير اهتمامك
اعتمد في اختياراتك على المواضيع التي تجعلك متحمساً في الحديث عنها، إن لم تفلح في ذلك، الجأ إلى نهج معين تجده مثيراً للاهتمام. على سبيل المثال، بإمكانك أن تروي قصة شخصية من حياتك ذات صلة بالموضوع كطريقة لتقديم خطابك.
فعل ذلك سيضمن انخراطك في الموضوع الذي تتحدث عنه ويشجعك على البحث والإعداد للقيام بهذه المهمة. حين تكون مستعداً تماماً للتحدث، يشعر الآخرون بحماسك ويهتمون بما تقوله.
تعرف على المكان
من الناحية المثالية، ينبغي أن تحاول زيارة قاعة الاجتماعات، الصف، قاعة المحاضرات أو أي مكان حيث ستقدِّم عرضك قبل الموعد الفعليّ لذلك.
حاول أيضاً أن تتمرن على خطابك مرة واحدة على الأقل في المكان المحدد له. معرفتك لمكان الاجتماع ولموقع المكوِنات السمعية -البصرية اللازمة مسبقاً سيخفف من حدة القلق أثناء خطابك.
اسأل عن “التسهيلات”
وهنا نحن لا نقصد غرفة في فندق فاخر (على الرغم من أن ذلك قد يكون لطيفاً أيضاً)، بل إن “التسهيلات” يُعنى بها التغييرات في المحيط والتي يمكن أن تساعدك على التحكم في قلقك.
إذا كان هنالك إضافة أو تعديل ما قد يشعرك بالراحة أثناء خطابك أو تقديمك العرض، فتحقق ما إذا كان تعديلاً قابلاً للتحقيق، على سبيل المثال اطلب منصة، أو إبريقاً من الماء المثلج يكون في متناولك، أحضر معدات سمعية بصرية، أو حتى اختر أن تبقى جالساً إذا لزم الأمر.
لا تكتب خطابك بدقة متناهية
هل سبق أن جلست في مجلس قرأ فيه أحدهم نصاً مُعداً كلمة بكلمة؟ إن فعلت فأنت لا تتذكر الكثير مما قيل صحيح؟
كل ما عليك فعله في الواقع هو أن تحضّر قائمة بالنقاط الرئيسية فقط ضمن ورقة العمل حجمها 8.5 ×11 والتي بإمكانك التحقق منها والعودة إليها عند اللزوم.
صحيح أن استعمال بطاقات التذكير قد يكون مغرياً، لكن تصفح تلك البطاقات وتقليبها قد يشتت أذهان الحضور عن الخطاب الفعلي.
استعد للتصدي “للهجوم”
ليس من المرجح أن تواجه من يقاطعك في حفل زفافك أو حفل الذكرى السنوية الخمسين، إلا أنّ احتمالات الانتقاد أو الأسئلة الصعبة مرتفعة في بيئة العمل. وأفضل طريقة للتعامل مع شخص صعب بين الحضور هي استخدام الإطراء معه أو إيجاد شيء تتفقان عليه.
قل شيئاً مثل، “شكراً على هذا السؤال العظيم” أو “أنا حقا أقدر تعليقك”، فهذا سيساعدك على الظهور بمظهر المتفتح والمتحرر أمام الحضور، وإذا كنت لا تعرف الإجابة على السؤال، فاعترف بذلك ببساطة وأخبر من يطرح السؤال أنك سوف تتحرى عن الموضوع.
قبل تقديم العرض، حاول توقع الأسئلة الصعبة والتعليقات الانتقادية التي قد تنشأ و حضّر الأجوبة مسبقاً.
التدلرب مراراً وتكراراً
حتى الناس الذين يشعرون بالراحة عند التحدث في الأماكن العامة يتدربون على خطاباتهم عدة مرات لأدائها بشكل صحيح. تمرنك على ما ستقوله عشر أو عشرين أو حتى ثلاثين مرة سيمنحك الثقة بقدرتك على الإلقاء.
وإذا كان لخطابك حد زمني محدد، فتحقق من الوقت الذي تستغرقه خلال فترة التدريب وعدِل المحتوى حسب الحاجة ليتلاءم مع الوقت المتاح لك. تساعدك التمارين الكثيرة على تعزيز ثقتك بنفسك.
أخذ وجهات النظر الأخرى
قد يكون ذلك صعباً بشكل خاص على المصابين باضطراب القلق الاجتماعي (SAD)، لأنه يشمل مراقبة النفس خلال التكلم.
خلال قيامك بالتمارين، قم بالتكلم أمام مرآة، أو استخدم كاميرا الهاتف للتصوير بالفيديو، ثم دوِن كيف تبدو. تعتبر هذه الطريقة جيدة جداً للتعرف على العادات التي تقوم بها عند.
ولكن إذا كنت تشعر أن القيام بهذا التمرين سيجعلك أكثر توتراً، تجاوزه في الوقت الراهن. يحتاج المصابون باضطراب القلق الاجتماعي (SAD) تعلم كيفية التركيز على المحيط من حولهم بدلاً من التركيز على أنفسهم، وربما تكون هذه الخطوة أفضل عندما تكون بالفعل قدمت بعض العروض التقديمية الناجحة.
تخيَّل نفسك تنجح في الأداء
أدمغتنا البشرية مضحكة أحياناً، إذ أنها لا تستطيع التمييز بين نشاط متخيل وآخر حقيقي، وهذا هو السبب في أن النخبة الرياضيين يستخدمون التصور ( visualization ) لتحسين الأداء الرياضي.
فيما تتمرن على خطابك، تخيَّل نفسك تذهل الحضور بمهاراتك الخطابية الفذة.
مع مرور الوقت، ما تقوم بتخيله سيترجم إلى ما أنت قادرٌ على تحقيقه فعلاً. لست متأكداً إن كان هذا سيفلح حقاً؟ حسناً، لننظر إلى سيناريو عكسي.
تخيل أنك تلقي خطاباً مريعاً وتشعر بقلق شديد، ماذا سيحدث برأيك؟ إن دورة القلق في اضطراب القلق الاجتماعي (SAD) هي نبوءة ذاتية التحقق بقدر ما هي رد فعل لحدث ما، لذا تعلّم تخيل النجاح وسيحذو جسمك حذو تخيلاتك.
خلاصة
في النهاية، يمنحك الاستعداد الجيد لخطاب أو عرض ما الثقة بأنك بذلت كل ما في وسعك للنجاح. ولترى ذلك النجاح على أرض الواقع، امنح نفسك الأدوات والقدرة للوصول إليه، وأضف بعض الاستراتيجيات التي تمكّنك من معالجة القلق.
أما بالنسبة لأولئك الذين يتعافون من اضطراب القلق الاجتماعي (SAD)، ينبغي استخدام هذه النصائح كتكملة لطرق العلاج التقليدية مثل إزالة الحساسية المنهجية (Systematic Desensitization) أو العلاج المعرفي السلوكي (CBA).
اقرأ أيضاً: كيفية التعايش مع اضطراب القلق الاجتماعي
اقرأ أيضاً: كيف تخالط الآخرين إذا كنت تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي (SAD)
اقرأ أيضاً: أسئلة المتابعة في المحادثة القصيرة لمصابي اضطراب القلق الاجتماعي
المصدر: How to Prepare a Speech When You Have Anxiety
تدقيق: أماني عباس
تحرير: جعفر ملحم