العلاج بتقنية الارتجاع العصبي، كيف يعمل، أنواعه ومتى يمكن استخدامه؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

 يبدو العلاج بتقنية الارتجاع العصبي مستقبلياً للغاية، إذ يشتمل على ربط أجهزة استشعار كهربائية بالرأس. إلا أنه علاج خال من الألم وأقل ترويعاً مما قد يبدو.

كيف تعمل تقنية الارتجاع العصبي؟

يراقب الرباط أو الأقطاب الكهربائية الموضوعة على الرأس أجزاء مختلفة من الدماغ، اعتماداً على مكان وضعها.

ثم من خلال التغذية المرتجعة السمعية أو البصرية، يمكن للمرضى أن يروا كيف يستجيب الدماغ للمحفزات المختلفة التي يعطيها لهم المعالج أو الممارس.

يتم تدوين ردود الفعل بواسطة أداة تسجيل بحيث يمكن للشخص أن يرى كيف يتفاعل بشكل طبيعي. بعد القيام بهذا العلاج، يمكن للمرضى العمل مع أخصائي لفهم لماذا لديهم ردات الفعل هذه.

يمكن لذلك أن يساعد المرضى على فهم أصل مشاعرهم بناء على ردود أفعالهم الطبيعية والتي قد لا يكونون مدركين حدوثها حتى.

أنواع العلاج بتقنية الارتجاع العصبي

أثبت العلاج بالارتجاع العصبي أنه مفيد في المساعدة على تشخيص أو علاج عدد قليل من الحالات المختلفة، وترتبط كل حالة بنوع مختلف قليلاً من أنواع العلاج بالارتجاع العصبي.

في كل نوع، تبحث الأقطاب الكهربائية الموصولة بالجلد عن ترددات دماغية معينة (السرعة التي تُطلَق بها الموجات الدماغية) والتي تُظهر طريقة استجابة الفرد.

 تمثل الأنواع المختلفة من الترددات أنواعا متعددة من وظائف الدماغ أو ردود الفعل.

الارتجاع العصبي للترددات أو الطاقة

يعد هذا النوع أبسط أنواع العلاج وأكثرها شيوعاً، ويُشار إليه أحيانا باسم “الارتجاع العصبي السطحي”. وهو يتضمن ربط اثنين إلى أربعة أقطاب كهربائية بالرأس لتقصي الترددات المرتبطة باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، القلق، والأرق.

 الارتجاع العصبي للكمونات القشرية البطيئة (SCP-NF)

يهدف هذا النوع من العلاج إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، الصرع، والصداع النصفي. حتى أنه تم اختباره عند الأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه وفرط الحركة كبديل محتمل للحلول الدوائية.

نظام الارتجاع العصبي للطاقة المنخفضة (LENS)

بالإضافة إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات فرط النشاط، يمكن أن يساعد الارتجاع العصبي أيضاً أولئك الذين يعانون من انخفاض الطاقة. يهدف هذا النوع من العلاج إلى تغيير الموجات الدماغية للمريض أثناء الاستلقاء مغلق العينين ودون حراك. وهي تستخدم لمساعدة المصابين بالأرق، الاعتلال العضلي الليفي، متلازمة تململ الساقين (RLS) ، القلق، الاكتئاب، والغضب.

لا يتطلب هذا النوع من العلاج أي جهد واعٍ من المريض. ويعمل بواسطة وصل الأقطاب الكهربائية بالرأس، ما يحدد المناطق التي ينخفض فيها نشاط الدماغ.

تبعث الأقطاب الكهربائية ترددات حقولٍ مغناطيسية منخفضة والتي يمكن أن تغير من كيفية عمل الدماغ مع مرور الوقت.

الارتجاع العصبي لتدفق الدم في الدماغ

هذا النوع من العلاج مخصص للأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي الشديد. إذ تظهر الأقطاب الكهربائية مكان تدفق الدم في الدماغ وتعمل على استخدام هذه المعلومات لزيادة تدفق الدم والحد من الألم أو تكرار الصداع النصفي.

 الارتجاع العصبي المباشر للدرجة Z

هذا النوع من ردود الفعل العصبية مخصص للأشخاص الذين يعانون من الأرق. ووفقاً لإحدى دراسات الحالات، فإن هذا العلاج أدى إلى تحسين أعراض مجموعة من المرضى بعد 15 جلسة استغرقت كل واحدة منها 20 دقيقة.

التصوير المقطعي الكهرومغناطيسي المنخفض الدقة (LORE-TA)

يتطلب هذا العلاج إرفاق 19 قطباً كهربائياً، وذلك لأنه يراقب الدماغ فيما يتعلق نشاطات معينة متعلقة بالوسواس القهري، الإدمان، والاكتئاب. وقد كشف هذا النوع من العلاج التفاصيل المعقدة عن العمل الداخلي في أدمغة الأشخاص المدمنين.

التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي

لا يزال هذا الأسلوب هو الأكثر اعتماداً على الأبحاث في العلاج بواسطة الارتجاع العصبي، ويستخدم الأقطاب الكهربائية لرسم خريطة لعمل الدماغ الداخلي.

تقنيات العلاج بالارتجاع العصبي

إذا كنت تبحث عن علاج بواسطة تقنية الارتجاع العصبي لحالةٍ سلوكية مثل الإكتئاب، سيقوم طبيب نفسي عادة بتنفيذه وسيطرح عليك بعض الأسئلة بناءً على الحالة التي تبحث عن معالجتها.

وقد يطلب منك أيضا الذهاب إلى عيادة طبيب حيث يتمكن الاختصاصي من وضع الأقطاب الكهربائية على رأسك. ومن المرجح أيضاً أنك ستشاهد فيلماً أو تستمع الى محتوى صوتي بينما يراقبون نشاط دماغك.

عادة، ستتمكن من رؤية ردود فعل دماغك في الوقت الحاضر. تصف إحدى العيادات مثالاً لمرضى يشاهدون فيلماً بينما تزداد إضاءة الشاشة عندما ينتج دماغهم موجات دماغية معينة.

وعلى العكس من ذلك، تصبح إضاءة الشاشة خافتة عندما ينتج الدماغ موجات دماغية أقل ملاءمة. لأنك ترى هذا مباشرة وفي الوقت الحاضر، تكمن الفكرة في أنه يمكنك تعلّم كيفية إصدار موجات الدماغ التي تُبقي الشاشة مضيئة.

يظهر ذلك إمكانية استخدام هذا العلاج ليوم واحد في سبيل حجب الأفكار السلبية والحد من آثار السلوك الإدماني.

بماذا يساعد العلاج بتقنية الارتجاع العصبي؟

هناك عدة طرق يمكن أن يكون فيها هذا العلاج مفيدا. على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن مساعدة في حالة معينة، فإنك بالتأكيد تحتاج إلى البحث للتأكد من أن الطبيب الذي تهتم بزيارته متخصص في العلاج بـ “الارتجاع العصبي” لتلك الحالة.

تستمر البحوث التي تتناول هذا العلاج ؛ ومع ذلك، فيما يلي بعض الحالات الرئيسية التي يميل الناس إلى التماس هذا العلاج لها:

  • اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة
  • الاكتئاب
  • القلق
  • الأرق
  • الصداع النصفي
  • الإدمان
  • اضطراب الوسواس القهري
  • الطاقة المنخفضة
  • السيطرة على الغضب

فوائد العلاج بالارتجاع العصبي

تكمن الفائدة الكبرى من العلاج بالارتجاع العصبي في إمكانية عرض العمل الداخلي للدماغ. إذ يُظهر ردود الفعل على أشياء لم تكن واعياً بها، مما يمكن أن يساعدك على تحديد السلوكيات غير المفيدة لك والعمل على تغييرها.

تتجسد الفائدة الأخرى من العلاج بتقنية الارتجاع العصبي في أنه يظهر ردود فعل الدماغ في الوقت الحقيقي. وهذا ما يمكّنك من فهمها بشكل أفضل ورؤيتها من منظور غير متحيز. هذا جيد بشكل خاص لأولئك الذين يصارعون مع السيطرة على الغضب؛ إذ يكونون حساسين للمُدخَلات الخارجية.

فعالية العلاج بالارتجاع العصبي

في حين أنه لا يزال قيد البحث كحلّ للعديد من الحالات المرضية، إلا أن العلاج بالارتجاع العصبي فعالٌ في دراسات المجموعات الصغيرة. ومع ذلك، تعتمد الفعالية أيضاً على عدد الجلسات وكذلك الحالة المرضية.

بالإضافة إلى كونه فعالاً في علاج الحالات المذكورة أعلاه، فإنه أدى إلى زيادة نشاط الدماغ في دراسة مع 20 شخصاً من كبار السن. خضع أعضاء المجموعة لاختبارات الذاكرة ومعدل الذكاء قبل وبعد ثماني جلسات من التعرض لمدة 30 دقيقة للعلاج بـ “الارتجاع العصبي” بموجات جاما أو بيتا. بعد كل علاج، وجدوا زيادة كبيرة في نشاط دماغ المشاركين، مما يدل على أن دماغ المسنين قد يكون قادرا على أكثر مما كان يـُـعتقد في البداية. لكنهم لم يجدوا أي اختلاف في الأداء المعرفي.

كما تبين أن له تأثير على الأطفال المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة. وفي إحدى الدراسات، أفاد كلّ من الوالدين والأطفال عن اختلافات كبيرة بعد قضاء الصيف في تدريب مكثف على الارتجاع العصبي.

أشياء يجب أخذها في الاعتبار

من المهم ملاحظة أن العلاج بتقنية الارتجاع العصبي لا يزال قيد البحث.

بالإضافة إلى ذلك، وجد بعض الأشخاص أن الجلسات يمكن أن تستغرق وقتا طويلاً فيما يتعلق بعدد الجلسات. ومسألة ما إذا كانت الفوائد طويلة الأجل أم لا.

ومع ذلك، يعتقد العديد من الأطباء والعلماء أن الارتجاع العصبي يحمل مفاتيح حل مشاكل النمو والإدمان. وعلاوة على ذلك، أفاد كل من الأفراد والأسر المشاركين في تجارب التعمية المزدوجة السريرية بحدوث تحسن بعد الجلسات.

كيفية البدء

تسمح الجمعية الدولية للتنظيم العصبي والبحوث للناس بالبحث عن المعالجين أو الأطباء على أساس الموقع والتخصص والمشاكل الرئيسية.

عند البحث عن طبيب ممارس، احرص على أن تتصل بمكتبه أولا لتسأله عن عدد الأقطاب الكهربائية التي يستخدمها عادة وما الذي يبحث عنه في المرضى مثل حالتك، وأيضا العدد المتوقع من الجلسات.

عندما تنتقل إلى جلستك الأولى، يمكنك أن تتوقع مراجعة تاريخك الطبي والأعراض التي تود معالجتها. ويمكن أن تتنوع الجلسات بين ما يبدو كعلاج تقليدي بالكلام إلى مراقبتك أثناء النوم.  يُملي بعض الاختصاصيين عليك مشاهدة فيلم سينمائي، الاستماع الى موسيقى، أو لعب لعبة، فيما تتم مراقبتك والأقطاب الكهربائية موصولة لرأسك؛ دون شك.

اقرأ أيضاً: العلاج بالموسيقى، أنواعه وفوائده، وما هي الحالات التي يمكن أن يُستخدم في علاجها؟

المصدر: Neurofeedback Therapy

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: