تلعب ميولنا الجنسية دوراً مهماً في هويتنا و صحتنا و رفاهنا. عندما تكون هناك مشاكل تتداخل مع الرضى الجنسي، قد يكون خلل الوظيفة الجنسية (الاضطرابات الجنسية) هو السبب.
على الرغم من أن خلل الوظيفة الجنسية هو قضيةٌ شائعة نسبياً تؤثر على 43% من النساء و 31% من الرجال، إلا أنه من المحرّمات التي لا يزال العديد من الناس لا يشعرون بالراحة في مناقشتها علنا.
أسباب خلل الوظيفة الجنسية
إن مشاكل الأداء الجنسي ناجمة عن مجموعة لا تحصى من العوامل التي تؤثر على العقل والجسم. قد ترتبط المتغيرات النفسية بـ القلق، الاكتئاب، الإجهاد، انخفاض الثقة بالنفس والمخاوف المتعلقة بالأداء الجنسي أو صورة الجسم.
كما يمكن أن تؤثر جودة العلاقات السيئة، وكذلك صفات شخصية الشريك السلبية على الوظيفة الجنسية. والعوامل الفيزيائية التي تشمل التشوهات الجسدية، الإصابة أو المرض، استخدام الأدوية والسن.
الأشخاص المتأثرون بـ اختلال الوظيفة الجنسية
يمكن أن تحدث المشاكل الجنسية على مدى الحياة وتؤثر على الناس من أي عمر. على الرغم من أن بعض الخلل الوظيفي الجنسي تعتبر معياريةً للبالغين الأصغر سناً، إلا أنهم قد يواجهون نفس الظروف التي يعاني منها البالغون الأكبر سناً. بما في ذلك القذف المبكر، ونقص المتعة أو النشوة الجنسية، وصعوبات الانتصاب، والألم.
مع تقدم الشخص في العمر، من المتوقع انخفاض الاستجابة الجنسية والنشاط الجنسي. لا سيما مع اقتراب المرأة من سن اليأس الذي يمكن أن يؤثر على الحياة الجنسية في وقت لاحق.
قد يعاني الرجال من تغيرات في التستوستيرون ووظائف الجسم على الرغم من عدم وجود تغيرات مماثلة في منتصف العمر. يمكن أن تؤثر نقاط القوة والخصائص في علاقة الشريكين على كيفية تعديل الزوجين لنشاطهم الجنسي بهدف التأقلم مع هذه التغيرات الفيزيولوجية.
يمكن أن يتأثر أولئك الذين يعانون من مرض مزمن أو إعاقة أيضاً بـ خلل الوظيفة الجنسية على الرغم من وجود تباين كبير في كيفية تأثر حياتهم الجنسية اعتماداً على الحالة. ويمكن أن يؤثر خلل الوظيفة الجنسية أيضاً على الأقليات الجنسية، بما في ذلك العلاقات المثلية، والعلاقات المفتوحة، والأفراد المتحولين جنسياً.
الاضطرابات الجنسية
عندما يتطور خلل الوظيفة الجنسية إلى مشكلة، فقد يتحول إلى اضطراب جنسي. الدليل التشخيصي والإحصائي (DSM) هو الدليل الرسمي الذي يستخدمه الأطباء لتحديد التشخيص المناسب.
وفيما يلي مجموعة من الاضطرابات الجنسية المنظمة على أساس اضطرابات الرغبة والاستثارة، اضطرابات النشوة الجنسية، واضطرابات الألم.
تُوجد هذه الاضطرابات في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية من منظور ثنائي يتعلق بـ “الرجال” و “النساء” وسيتم وصفها لاحقاًً هنا على هذا النحو حفاظاً على الاتساق. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه المصطلحات المتغايرة والثنائية قد لا تمثل بدقة كيفية تعريف الفرد لذاته.
تتضمن بعض المصطلحات الهامة التي يجب ملاحظتها عند مناقشة الاضطرابات الجنسية ما يلي:
- المكتسب: بدء الاضطراب في مرحلة ما من حياة الشخص، وهي ليست حالة مدى الحياة.
- مدى الحياة: لطالما كان الاضطراب موجودا.
- ظرفي: تحدث المشكلة في سياقات محددة، مثل مع شريك معين، أو خلال الجماع ولكن ليس خلال الاستمناء الفردي.
- المعمم: تحدث المشكلة في جميع الحالات.
اضطرابات الرغبة والاستثارة الجنسية
تشمل اضطرابات الرغبة والاستثارة الاهتمام الجنسي / اضطراب الاستثارة لدى النساء، اضطراب نقص النشاط الجنسي عند الرجال، و خلل الانتصاب الوظيفي.
الاهتمام الجنسي / اضطرابات الاستثارة لدى النساء Female Sexual Interest/Arousal Disorder (SIAD)
تعاني النساء المصابات بالـ FSIAD من نقص الاهتمام بالأنشطة والخيالات الجنسية، وانخفاض الإثارة أو الإحساس أثناء العلاقات الجنسية. أو مزيج من هذه الأعراض والتي يجب أن تكون موجودة لمدة لا تقل عن 6 أشهر وتحدث في ما لا يقل عن 75% من اللقاءات الجنسية. يمكن أن تكون FSIAD مدى الحياة، مكتسبة، عامة أو ظرفية، ولها عارض محدد خفيف، معتدل، أو حاد للتشخيص.
الأسباب
يمكن للعديد من العوامل أن تساهم في FSIAD ،إذ يمكن أن يؤثر انقطاع الطمث واضطرابات المزاج والأدوية على الهرمونات والإثارة أو الرغبة الجنسية. نقص الحميمية أو الثقة في العلاقة يمكن أن تخلق حواجز جنسية، والنظرة الاجتماعية الثقافية السلبية حول الرغبة الجنسية، الاستمناء، أو الاستجابة الجنسية يمكن أن يكون لها تأثير سلبي أيضا.
العلاج
يشمل علاج (SIAD) عادةً مزيجاً من التدخلات الدوائية والنفسية. بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر العلاج الهرموني والعلاج السلوكي المعرفي والتدخلات العلاجية القائمة على اليقظة الذهنية. كما ينبغي على المعالج تقصّي أي عوامل نفسية اجتماعية قد تساهم في اضطرابات الرغبة والإثارة و الاهتمام الجنسي.
معلومات إضافية
في النسخة الحالية من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، SIAD هو حالة تدمجُ اثنين من الاضطرابات الجنسية التي تم تحديدها سابقاً.
الأول هو اضطراب الاستثارة الجنسية لدى النساء (FSAD)، وهي حالة تجد فيها المرأة صعوبة في الحصول على التزليق الكافي من الإثارة الجنسية أو الحفاظ عليه.
والثاني هو اضطراب نقص نشاط الرغبة الجنسية (HSDD)، وهو انخفاض الرغبة الجنسية أو غيابها. يحلّ (SIAD) محل كلتا الحالتين بسبب التداخل المشترك بين الاضطرابين.
اضطراب البرود الجنسي عند الرجال (Male Hypoactive Sexual Desire Disorder)
وتعرف هذه الحالة باسم الرغبة الجنسية المنخفضة لدى الرجال. و لاستيفاء معايير التشخيص، يجب أن تكون الأعراض موجودة لمدة 6 أشهر على الأقل ويجب أن تكون مجهدة للشخص.
يمكن أن يكون اضطراب البرود الجنسي لدى الذكور مدى الحياة، مكتسباً، عاماً أو ظرفياً، وله عرض محدد خفيف، معتدل، أو حاد للتشخيص.
عوامل الخطر
إن أسباب تطور مشاكل الرغبة الجنسية يمكن أن يشمل مشاكل في العلاقة، و النظرة الاجتماعية الثقافية حول الذكورة، ورسائل سلبية مبكّرة حول الجنس، وعوامل طبية بيولوجية مثل العمر، وإنتاج الهرمونات، والمرض، والآثار الجانبية للأدوية.
العلاج
يمكن أن يساعد العلاج التعويضي (Replacement therapy) أولئك الذين يعانون من انخفاض هرمون التستوستيرون. ويمكن وصف الأدوية أو تعديل الأدوية الحالية، أو اتباع العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد الفرد على تطوير مهارات تنظيم المشاعر وتحدي الأفكار غير المفيدة. والانخراط في عملية التحكم في المحفزات أو التركيز على الإحساس واتخاذ خطوات لتحسين العلاقة.
خلل الانتصاب الوظيفي (Erectile Dysfunction)
يواجه الرجال المصابون بالخلل الوظيفي للانتصاب صعوبة في الحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه حتى إكمال النشاط الجنسي، وقد يعانون أيضاً من انخفاض في التصلب.
يجب أن تستمر المشكلة لمدة 6 أشهر على الأقل و تسبب إجهاداً كبيراً للشخص المصاب. يمكن أن يكون الخلل الوظيفي للانتصاب مدى الحياة أو مكتسباً، معمماً أو ظرفياً، وله محدد خفيف، معتدل، أو شديد للتشخيص.
الأسباب
يمكن أن يكون هناك مجموعة متنوعة من العوامل المؤثرة على ED، لذا يحتاج المعالج إلى طرح أسئلة شاملة لتحديد المسببات. من العوامل الشائعة التي تسهم في الإصابة بالخلل الوظيفي للانتصاب أمراض الأوعية الدموية، الأدوية، القلق حول الأداء الجنسي، الأفكار السلبية، والمشاكل المتعلقة بالعلاقة.
العلاج
قد تكون الأدوية واحدة من أكثر طرق العلاج المعروفة لـ خلل الانتصاب الوظيفي. وتتضمن مناهج العلاج النفسي استخدام العلاج السلوكي المعرفي لتقليل أنماط التفكير السلبي وتقليل القلق إزاء الأداء. وقد تم استخدام تدخلات سلوكية أخرى مثل التركيز على الإحساس وتقنيات التحفيز الجنسي، ويوصى أيضاً بالفحص البدني من قبل الطبيب أو طبيب المسالك البولية لاستبعاد المشاكل الفيزيولوجية.
اضطرابات النشوة الجنسية
تشمل اضطرابات النشوة الجنسية اضطراب النشوة لدى النساء، القذف المبكر أو القذف المتأخر لدى الذكور .
اضطراب النشوة (هزة الجماع) لدى النساء Female Orgasmic Disorder
قد تعاني النساء المصابات بالـ FOD من صعوبة أو تأخر في الرعشة الجنسية أو يشعرن بإحساس أقل حدة أثناء الرعشة الجنسية.
يمكن أن يكون هذا الاضطراب مدى الحياة أو مكتسباً، معمماً أو ظرفياً، و يتضمن مواصفات محددة للنساء اللواتي لم يجربن النشوة الجنسية على الإطلاق.
ويجب أن تكون هذه الأعراض موجودة في ما لا يقل عن 75% من الاتصالات الجنسية لتفسير الاختلاف الشائع في النشاط الجنسي (هزة الجماع).
الأسباب
يمكن أن يحدث هذا الاضطراب بسبب متغيرات فردية، مثل مستويات القلق أو الإجهاد أو التعب والإرهاق. ويمكن للعوامل المتعلقة بالعلاقة، مثل جودة التفاعل والتواصل بين الشركاء، أن تؤثر على قدرة المرأة على الوصول إلى النشوة الجنسية.
في بعض الحالات، يمكن أن تخلق الأمراض البدنية، والمشاكل العصبية أو النسائية، والسكري، و أذيات الحبل الشوكي والأدوية مشاكل مرتبطة باضطراب النشوة الجنسية.
عوامل الخطر
ترتبط الصحة البدنية والعقلية السيئة باضطراب النشوة لدى النساء بالإضافة إلى مشاكل في العلاقة المشتركة. إن لاضطراب النشوة لدى النساء معدل اعتلال مشترك مرتفع مع المشاكل الجنسية الأخرى المتعلقة بالإثارة، والرغبة الجنسية، وعدم تزليق المهبل.
العلاج
تمارس النساء اللواتي يعانين من من اضطراب النشوة تقنيات التحفيز، التركيز على الإحساس، وتعلم تدخلات العلاج السلوكي المعرفي التي تقلل من قلق الأداء و تشجع الخيال الجنسي، وتشمل العلاجات الأخرى الأدوية أو العلاج الهرموني.
القذف المبكر (Premature Ejaculation)
وهو معاناة الفرد من القذف مع الحد الأدنى من التحفيز أثناء الجماع، وعادة في غضون دقيقة واحدة من الإيلاج. يجب أن تستمر المشكلة لمدة 6 أشهر على الأقل وتحدث في ما لا يقل عن 75% من العلاقات الجنسية. ويمكن أن تكون مدى الحياة أو مكتسبة، أو عامة أو ظرفية، وتشمل محددات خفيفة، متوسّطة وشديدة.
الأسباب
يمكن أن يكون القذف المبكر نتيجة حالات طبية، مثل الاضطرابات العصبية أو المشاكل البولية أو الإصابات البدنية، وتشمل العوامل النفسية القلق حول الأداء، والإجهاد، وضعف الثقة بالنفس أو صورة الجسم، والتجارب السلبية الجنسية المكتسبة في وقت مبكر.
العلاج
تشمل العلاجات الدوائية الكريمات أو الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، وتعتبر تمارين القضيب والعلاج السلوكي المعرفي والمعالجة الفردية أو المشتركة خيارات علاج أخرى.
القذف المتأخر Delayed Ejaculation
يجد الرجال الذين يعانون من القذف المتأخر صعوبة أو استحالة في الوصول إلى النشوة الجنسية والقذف. حتى مع التحفيز الكافي، الانتصاب، والرغبة في ذلك مما يؤدي إلى إجهاد ملحوظ بالنسبة لهم.
إن القذف المتأخر هو واحد من أقل الاضطرابات الجنسية شيوعاً وفهماً، ويعرف أيضاً باسم اضطراب النشوة الجنسية لدى الذكور، والتأخر في هزة الجماع، وتثبيط/ضعف القذف.
الأسباب
خلال التقييم، يقوم المعالج بإكمال تاريخ شامل لتطور المشكلة، مع ملاحظة العوامل التي تُحسن أو تُفاقم الأعراض. لا يزال هناك الكثير لتعلمه حول أسباب القذف المتأخر. على الرغم من الاعتقاد أنه يتأثر بالعوامل الفردية والبيولوجية والنفسية و مسائل العلاقة.
يمكن لعادات الاستنماء الفريدة والعمر أن تكون من المؤثرات على وجه التحديد.
العلاج
يشمل العلاج في كثير من الأحيان دمج الدواء والعلاج النفسي وإعادة التدريب السلوكي على الاستمناء. ويجب على الطبيب أيضاً تقييم ومعالجة وجود أي قلق حول الأداء لدى الشخص أو النقد الذاتي.
اضطرابات الألم
تشمل اضطرابات الألم عسر الجماع (ألم الجماع) dyspareunia و التشنج المهبلي Vaginismus. تتماثل هذه الاضطرابات فيما بينها، ولكن في حين أن التشنج المهبلي هو اضطراب أنثوي فقط، قد يعاني كل من الذكور والإناث من عسر الجماع.
عسر الجماع (Dyspareunia)
أولئك الذين يعانون من عسر الجماع يعانون من ألم في الأعضاء التناسلية أثناء الجماع. وأيضاً مع إدخال السدادات القطنية، الأصابع، أو خلال الفحوصات النسائية. يمكن أن يتأثر كل من الذكور والإناث بعسر الجماع على الرغم من إيلاء المزيد من الاهتمام لعسر الجماع لدى الإناث.
الأسباب
العوامل الفيزيولوجية، بما في ذلك تلف أو الخلل الوظيفي للأعصاب، والحساسية الشديدة، والضرر الناجم عن العمليات الجراحية (أي عمليات شق الفرج). وأكثر ندرة هي التشوهات المهبلية أو التناسلية يمكن أن تسهم جميعها في الألم التناسلي.من الناحية النفسية، قد يتفاقم الألم بسبب القلق، التهويل، الأفكار والتوقعات السلبية، أو عدم الانجذاب الى الشريك.
العلاج
يتم استخدام استراتيجيات جراحية أقل بداية في العلاج وتشمل الأدوية، البنج الموضعي، العلاج السلوكي المعرفي لإدارة الألم، والعلاج لتحسين الأداء الجنسي خلال العلاقة، ويمكن التوصية بمزيد من العلاجات الفيزيائية لعلاج قاع الحوض والتمارين اليدوية أو تمارين الإدخال. تعتمد العلاجات الجراحية على طبيعة الألم في الأعضاء التناسلية واتجاه العلاج الذي يرغب الشخص في اتخاذه.
تشنج المهبل (Vaginismus)
على غرار عسر الجماع، أولئك الذين يعانون من تشنج المهبل لديهم صعوبة في الإيلاج المهبلي بسبب الألم في الأعضاء التناسلية.
يكون الجهاز العضلي المحيط بفتحة المهبل عرضة للتشنجات والتوتر الزائد. مما يجعل الجماع الجنسي مستحيلاً تقريباً حيث تشعر النساء بحرق أو تمدد أو تمزق حول فتحة المهبل. وكثيراً ما يعانين من مستوى شديد من الخوف فيما يتعلق بالإيلاج.
الأسباب
يجب إجراء المزيد من الأبحاث حول تشنج المهبل قبل العثور على سبب محدد، وتم تحديد وجهات النظر المحافظة، الاعتداء الجنسي في السابق، نقص التثقيف الجنسي، وقضايا العلاقة كمتغيرات سببية لتشنج المهبل. ولكن لم يتم التحقق من أي منها من خلال البحوث التجريبية.
العلاج
تعد العديد من العلاجات المستخدمة في علاج عسر الجماع مفيدة في علاج تشنج المهبل أيضاً. بدايةً العلاجات الأقل توغلاً، بما في ذلك الأدوية، الكريمات الموضعية، والحد من الأفكار السلبية، و معالجة الخوف، وتحسين علاقة الشراكة.
قد تكون هناك حاجة إلى علاجات أكثر كثافة، مثل علاج أسفل الحوض أو الجراحة. قد يكون إجراء فحص طبي من قبل طبيب أو طبيب أمراض النساء أحد التدخلات الأولى لمعالجة تشنج المهبل.
معلومات إضافية
في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، يتم دمج عسر الجماع مع التشنج المهبلي تحت مسمى اضطراب ألم/اختراق الأعضاء التناسلية والحوضية. كان الدمج استجابة لصعوبة التمييز بين ألم الجماع و التشنج المهبلي، والتي قد تعزى إلى نقص البحوث وحقيقة أن هناك الكثير الذي يمكن تعلمه عن كلتا الحالتين.
اضطرابات الشذوذ الجنسي
وهو اهتمامات جنسية غير عادية، مثل التلصص (استراق النظر الشهواني)، و التعري ، و الولع الجنسي بالأطفال، والفتيشية (الانجذاب إلى أجزاء من الجسم)، والسادية (تعذيب الآخرين) والماسوشية الجنسية (تعذيب النفس).
تتعقد الخطوط الفاصلة بين الانحراف الجنسي وعلم الأمراض النفسية بسبب حقيقة أنه لا توجد إجابة علمية لما يعتبر سلوكاً جنسياً “طبيعيا”. الكثير من الأشخاص ممن يلتمسون علاج الشذوذ الجنسي تتم إحالتهم للعلاج بعد ارتكاب جريمة جنسية جنائية.
الأسباب
بسبب نقص البحوث واحتمال نقص التقارير خوفاً من التهميش، فإن ما نعرفه عن الشذوذ الجنسي محدود، فما تم اعتباره انحرافاً جنسياً قد تطور على مر التاريخ، ومسألة ما إذا كان ينبغي اعتبار الشذوذ الجنسي اضطراباً بالمطلق لا يزال مثيراً للجدل.
العلاج
لا ينظر كل الأفراد إلى اهتماماتهم الجنسية على أنها إشكالية، ويتم علاج الشذوذ الجنسي فقط عندما يكون هناك إجهاد كبير أو خلل وظيفي.
ويشمل علاج مرتكبي الجرائم الجنسية وأولئك الذين يشكل الشذوذ الجنسي لديهم مصدر قلق عام (أي الولع الجنسي بالأطفال) التدخلات الدوائية والنفسية والدعم المجتمعي على الرغم من وجود جدل حول ما إذا كانت هذه العلاجات فعالة.
اضطراب الإثارة التناسليّ المستمر Persistent Genital Arousal Disorder
يشعر المصابون بـ PGAD بأحاسيس إثارة تناسلية غير مرغوب فيها ومؤلمة للغاية لا تهدأ حتى بعد هزات جماع متعددة، وتفيد النساء بشعورهن بهزة الجماع الوشيكة أو تقلصات الأعضاء التناسلية.
ويعاني بعضهنّ من ألم مهبليّ أو بظري أو ألم مع الإيلاج. يمكن أن تختلف الدوافع من الضغط النفسي والقلق إلى ارتداء ملابس ضيقة أو الجلوس.
في حين أن PGAD لا يصنف على أنه اضطراب جنسي، إلا أنه حالة ضارة بالميول الجنسية، يمكن أن تبدو مشابهة لفرط الجنس لأن الاستمناء المتكرر يظهر في كلتا الحالتين. ومع ذلك، فإن الدافع للاستمناء في PGAD يرجع إلى الاستثارة غير المرغوب فيها، مما يميزه عن فرط النشاط الجنسي.
العلاج
يبدأ العلاج في كثير من الأحيان بفحص الأعضاء التناسلية أو الحوض من قبل الطبيب أو طبيب النساء. يمكن التوصية باستخدام الأدوية والعلاج الطبيعي لقاع الحوض، فضلاً عن تقييم أي مشاكل مرضية مترافقة. يمكن أن تساعد المناهج النفسية من العلاج السلوكي المعرفي القائم على اليقظة الذهنية النساء على مراقبة أعراض BGAD بدلاً من التركيز على الأفكار السلبية. يركز العلاج في المقام الأول على إدارة الأعراض وتعزيز المتعة الجنسية، بدلاً من إيجاد علاج.
اضطراب فرط النشاط الجنسيّ Hypersexuality Disorder
من الشائع أن يعتبر هذا الاضطراب إدمانا جنسياً. يعاني المصابون باضطراب فرط النشاط الجنسي من تحرر الدوافع والخيالات والسلوكيات الجنسية بشكل متكرر.
الأسباب
إن سبب هذا الاضطراب غير معروف، فقد مصاحبا لاضطرابات المزاج مثل القلق، والاكتئاب، و اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، أو مع اضطرابات جنسية أخرى. يعد فرط النشاط الجنسي، في سياق الأعراض العرضية الأخرى للهوس، أحد الأعراض المميزة للاضطراب ثنائي القطب.
العلاج
استُخدم العلاج الدوائي والعلاج النفسي مثل العلاج الفردي أو المشترك، العلاج الجماعي، والعلاج السلوكي المعرفي لعلاج اضطراب فرط النشاط الجنسي.
مَن يستطيع معالجة اختلال الوظيفة الجنسية؟
يعد معالجو الأمراض الجنسية أو علماء الجنس متخصصين في الصحة النفسية مع تدريب خاص في مجال الصحة الجنسية والعلاج الجنسي، وفي كثير من الحالات، من المناسب أن يتعاون أخصائي العلاج الجنسي بشكل وثيق مع مقدمي الخدمات الطبية مثل أطباء المسالك البولية أو أطباء أمراض النساء لضمان اتباع نهج شامل ومتكامل للعلاج.
ما الذي يجدر بك توقعه في موعد علاجك الأول؟
عندما تحدد مشكلة ما، يمكنك أن تطلب المساعدة من اختصاصي في معالجة المسائل الجنسية، وتتمثل مهمته في تقييم المشكلة والحالة، والعمل معك ومع شريكك، إذا أمكن، على نظام علاجي.
يمكن أن يكون الجنس موضوعاً يصعب التحدث عنه، خاصة مع شخص قابلته للتو، و طبيبك النفسي سيكون حساساً تجاه ذلك. يتمثل أحد أهم أهداف الطبيب في بناء علاقة ثقة معك و مع شريكك بحيث يمكن إنشاء بيئة علاجية مريحة وعلى قدر من التقدير.
سيقوم طبيبك النفسي بمقابلة أولية ليتعرف عليك ويفهم مخاوفك يتكون هذا التقييم من مكونات متعددة، بما في ذلك تفاصيل عن المشكلة والتاريخ الطبي والأمراض المصاحبة النفسية أو الفيزيولوجية وسمات الأسرة التي نشأت منها والعوامل الاجتماعية النفسية والثقافية والقيود ونقاط القوة فيما يتعلق بالعلاج.
كما سيتم جمع معلومات عن تاريخكما الجنسي، وقد يسأل المعالج عن المجالات المتعلقة بالنشاط الجنسي مع الشريك والمفردة، والتجارب الجنسية السابقة، والرسائل الجنسية السلبية، والقدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية، ومشاكل الألم، والرضا الجنسي.
قد تكون المعلومات المفيدة الأخرى ذات صلة بأنماط التجنب والقلق، هوية النوع الاجتماعي، التوجه الجنسي، تاريخ الصدمة الجنسية، الصراع في العلاقة بين الزوجين، الانجذاب إلى الشريك، وتوفر الخصوصية في المنزل، قبل أو بعد الجلسة الأولى. قد يتم تحويلك إلى طبيب أو متخصص وذلك لإجراء اختبار تشخيصي أو فحص جسدي.
خيارات العلاج
يندرج علاج الاضطرابات الجنسية عموماً ضمن فئات العلاج الدوائي، النفسي، الطبي، أو النفسي التربوي، مع العديد من طرق العلاج باستخدام مزيج من العلاجات المذكورة آنفاً. يجب أن يقوم المعالجون في نهاية المطاف بتفصيل العلاج للفرد أو الزوجين، والمشاكل المحددة التي ستتم معالجتها واتجاه العلاج الذي يرغبون في اتباعه.
العلاج الدوائي
قد تشمل التدخلات الدوائية وصف الأدوية (أو تغيير في الأدوية الحالية)، والعلاج التعويضي بالهرمونات، أو الكريمات أو المراهم الموضعية، أو مزيج من هذه العلاجات.
الأدوية
يمكن علاج العديد من الاضطرابات الجنسية بالتدخلات الدوائية التي تهدف إلى تحسين الوظيفة الجنسية. على سبيل المثال، الأدوية التي تحسن تدفق الدم إلى القضيب معروفة جيداً في علاج ضعف الانتصاب، وقد استخدمت مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية في علاج القذف المبكر.
ومن المهم أيضا أن يحصل المعالج على صورة دقيقة لاستخدام الدواء الحالي، فقد يكون هذا في بعض الأحيان مساهماً في المشكلة ويمكن إصلاحها أو المساعدة على حلها مع تعديل الدواء.
العلاج الهرموني التعويضي
تم استخدام العلاج الهرموني التعويضي لعلاج حالات معينة، مثل اضطرابات الإثارة عند النساء واضطراب البرود الجنسي لدى الذكور جنباً إلى جنب مع استخدام الأدوية المرافقة.
الكريمات أو المراهم موضعية
تستخدم الكريمات أو المراهم مثل كريمات البنج الموضعي لإزالة حساسية الأنسجة التناسلية فيما يتعلق بالمشاكل المرتبطة بالقذف المبكر واضطرابات الألم.
العلاج النفسي
تشمل التدخلات النفسية للاضطرابات الجنسية في كثير من الأحيان العلاج الجنسي، ولكن قد تنطوي على أشكال محددة من العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي، والعلاج السلوكي المعرفي، أو التربية النفسية.
العلاج الجنسي والعلاج النفسي
يمكن للطبيب السريري المؤهَّل توفير الأدوات النفسية والاستراتيجيات لإدارة الإجهاد المتعلق بالمشكلة الجنسية، و يمكن أن يساعد العلاج النفسي الفرد على معالجة العوامل التي تعيق الأداء الجنسي، بما في ذلك مشاعر الخوف والقلق والشعور بالذنب والخجل أو التجنب.
التصورات السلبية حول صورة الجسم أو الصدمة المتعلقة بالاعتداء الجنسي هي نواح أخرى يمكن أن تؤثر سلباً على الأداء الجنسي ويمكن معالجتها بالعلاج النفسي. يساعد العلاج المشترك في معالجة قضايا العلاقة ويهدف إلى تحسين الرضا خلال العلاقة الحميمة.
العلاج السلوكي
يشمل مجموعة متنوعة من التقنيات والتمارين العلاجية التي تهدف إلى زيادة الرضا الجنسي والوظيفة الجنسية. يمكن أن تشمل العلاجات السلوكية تمارين القضيب، وتقنيات التحفيز الجنسي، والتركيز على الإحساس. كما يمكن أن تساعد الأجهزة الطبية في العلاج أيضا.
يتم استخدام الفجوات القضيبية و عمليات الزرع لتعزيز القدرة على الانتصاب، في حين أن الفجوات والموسعات يمكن أن تساعد في تمديد المهبل.
العلاج السلوكي المعرفي
هو منهج علاجي يفترض أن أفكارنا، معتقداتنا وتصوّراتنا تؤثر على المشاعر حول الحدث الحالي. تركز العديد من أساليب علاج الاضطرابات الجنسية القائمة على العلاج السلوكي المعرفي على اليقظة الذهنية، تحييد الأفكار السلبية وخفض القلق حيال الأداء و إعادة تكوين وتشكيل التشوّهات الفكرية السلبية.
التثقيف النفسي
و يتضمن التثقيف العام والعلاج بالقراءة
التثقيف العام: تعلُّم المزيد حول التشريح الجنسي، السلوك والاستجابات الجنسية والذي من أجله تقوية الفرد ومساعدته على تقليل القلق.
العلاج بالقراءة: يمكن أن ينصح المعالج النفسي بقراءة كتب وغيرها من المواضيع بغرض تعلم المزيد عن الجسم، الاضطرابات الجنسية والأمور ذات الصلة و تعزيز العلاقة مع الشريك والمواضيع الأخرى المرتبطة بذلك.
الفحص والعلاج الطبي
إذا كنت تعاني من اضطراب جنسي، سيكون الفحص الجسدي جزءاً من عملية العلاج على الأرجح.من المهم التأكد أن لا وجود لمشاكل جسدية أخرى مؤثرة على أسباب نشوء الاضطراب الجنسي.
الفحص البدني
من الشائع أن يطلب المعالج إجراء فحص بدني من قبل طبيبك أو طبيب المسالك البولية أو طبيب أمراض النساء. يمكن أن يكون الدافع وراء ذلك هو الحاجة لتقييم الجسم، استبعاد المشاكل الطبية أو البيولوجية التي يمكن أن تتداخل وتؤثر على العلاج أو من أجل تزويد المعالج بمعلومات إضافية عن العوامل المساهمة بنشوء المشكلة أو استمرارها.
علاج قاع الحوض
يستهدف علاج قاع الحوض الضعف، الألم والخلل الوظيفي الآخر في عضلات قاعالحوض.
الاعتبارات العلاجية في علاج الأقليات الجنسية
يتطلب الحديث مع غيرك عن الاضطراب الجنسي الذي تعاني منه انفتاحاً وثقة متبادلة. يمكن أن يشعر الأفراد الذين ينتمون للأقليات الجنسية بالضعف على وجه الخصوص، نظراً لكونهم عرضة للتمييز، التهميش ومعيارية المغايرة (heteronormativity) عند التطرق للمخاوف الجنسية.
معيارية المغايرة هي الاعتقاد أن العلاقة بين الجنسين (ذكر وأنثى) هي المقياس المعياري.
على المعالج الدأب لتقليل التهميش المستمد من مقاييس معيارية المغايرة أثناء جلسات العلاج وخلق بيئة يستطيع المريض فيها تقبل ذاته وميوله الجنسية.
وعليه إيلاء الاهتمام للهويات المتشابكة للعمر، العرق، الدين، مستوى الثقافة، الحالة الاجتماعية الاقتصادية، التوجه الجنسي، التوجه القائم على النوع الاجتماعي إضافة إلى كيفية تأثير الاضطهاد، التمييز والعنف على المريض.ز
خلاصة
يعد خلل الوظيفة الجنسية أمراً شائعاً، إلا أن الكثير من الأشخاص يخفون هذه المشكلة. والميول الجنسي هو جزء هام من حياتنا و بوجود الدعم الذي يوفره الأطباء وأخصائيو الصحة النفسية، يتعلم الكثيرون كيفية إدارة، علاج أو قلب الصعوبات التي يواجهونها بشكل فعال.
اقرأ أيضاً: علاج إدمان الجنس، التقنيات المتبعة والأدوية المستخدمة
المصدر: Sexual Disorders: Types, Symptoms, Causes & Treatments
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم