هل يمكن التأقلم مع الاعتداء الجنسي؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يمكن أن يأتي الاعتداء الجنسي بأشكالٍ مختلفة، إلا أن العبء العاطفي الذي يسببه ذلك في حياتك هو واحدٌ في أغلب الأحيان. لحسن الحظ، فإن تعلّم وتطبيق استراتيجيات التأقلم مع الاعتداء الجنسي الصحيّة يمكن أن يساعدك على تخطي الأمر. حتى تتمكن من المضيّ قدماً والتمتع بحياةٍ أفضل في المستقبل.

ما هو الاعتداء الجنسي؟

تَصف الشبكة الوطنية للاغتصاب والاعتداء وسفاح المحارم (RAINN) الاعتداء الجنسي بأنه أيّ اتصال أو سلوك جنسيّ يحدث دون موافقةٍ صريحة من الضحيّة.

تشمل بعض أشكال الاعتداء الجنسي ما يلي:

  • محاولة الاغتصاب
  • المداعبة أو اللمس الجنسي غير المرغوب فيه
  • إجبار الضحية بالقوة على القيام بأعمال جنسية، مثل الجنس الفموي
  • اختراق جسد الضحية (الإيلاج) 

لا تشير القوة دائماً إلى “القوة البدنية”؛ إذ يستخدم بعض الجُناة القوة النفسية، مثل الإكراه أو التلاعب، لإجبار الضحايا على ممارسة الجنس بدون رضا، وقد يستخدمون أساليب التهديد أو الترهيب أيضاً.

وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن 1 من كل 3 نساء و 1 من كل 4 رجال يتعرضون للعنف الجنسي، الذي يشمل الاتصال الجسدي في مرحلةٍ ما من حياتهم. ومع ذلك، لا يسعى العديد من هؤلاء الأشخاص إلى العلاج أبداً.

ويشعر البعض منهم أن الاعتداء عليهم “حدثٌ بسيط لا يستحقّ الاهتمام” أو أنه حدثَ “منذ وقت طويل جداً”. ويشعر الآخرون بالحرج أو الخجل من إخبار أيّ أحد. ويعتقد بعضهم الآخر أنهم ليسوا بحاجة إلى المساعدة أو لا يعرفون حتى طرق الحصول عليها.

التأثير النفسي للاعتداء الجنسي

يختلف التأثير النفسي للاعتداء الجنسي اختلافاً كبيراً بين شخص و آخر. إن كانت الضحية طفلاً، فمن الممكن له ألا يُدرِك ماهية الاعتداء لسنوات. في المقابل، تحاول الضحية البالغة إقناع نفسها بأن الاغتصاب حصل بالتراضي. 

قد يعاني الشخص الذي تم الاعتداء عليه من قبل شخص غريب من الخوف الشديد. وقد يواجه الشخص الذي هوجم من قبل أحدٍ يعرفه مشاكل مستمرة في الثقة بالآخرين.

تَشيع مشاعر الخزي والارتباك والذنب في حالة الاعتداء الجنسي، و قد يشعر الناجي بالسوء لأنه لم يمنع الاعتداء. أو قد يقلق إزاء انتقاد الآخرين له، أو ربما يلوم نفسه حتى ولو لم يكن ذلك خطأه قط.

يذكر معظم الناجين معاناتهم من تراود ذكريات الماضي، إذ يستمرون في إعادة عرض الاعتداء في أذهانهم مراراً وتكراراً.

غالباً ما يكون الناجون من الاعتداء الجنسي في خطر متزايد للإصابة بمشاكل صحية نفسية أيضاً. مثل الاكتئاب، اضطراب ما بعد الصدمة، اضطرابات تعاطي المواد المخدرة، اضطرابات الأكل وأيضاً القلق.

ويكون الأفراد الذين تعرضوا للاعتداء عدة مرات على درجة عالية جداً من خطر الإصابة بمشاكل نفسية. كما أن ردود الفعل السلبية من الأصدقاء، أفراد العائلة، أو الاختصاصيين قد تزيد من خطر هذه المشاكل.

إن عدم تصديق الضحية (أو إلقاء اللوم عليها) يخلق صدمةً نفسيةً أكبرَ لديها.

المساعدة المختصّة

سواء حدث الاعتداء بالأمس أو منذ عقود، يمكن أن يساعدك اختصاصي الصحة النفسية على التعايش والتأقلم مع الاعتداء الجنسي. 

إن العلاج النفسي هو علاجٌ سرّي غير انتقادي يعمل على مواجهة التحديات الحاصلة، إذ  يمكن أن يساعدك المعالج على مواجهة مشاعرك، تحديد مهاراتٍ جديدةٍ للتعايش مع الاعتداء والتعامل مع الضغط النفسي.

بإمكانك مناقشة مسائل محددة مع اختصاصي المعالجة النفسية، مثل كيفية التعامل مع الذكريات السابقة و تحسين طريقة نومك؛ نظراً لاحتمال إصابتك بالقلق.

وبناءً على تجربتك في العلاج النفسي، تستطيع التوصّل إلى تحديد ما إذا كنت تريد البوح بما حدث لك لأصدقائك وأفراد عائلتك عن الاعتداء أم لا.  

توجد أنواع مختلفة لعلاج حالات الاعتداء الجنسي، ومنها:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يساعد المعالجون المرضى في التعرّف على الأفكار والسلوكيات التي تساهم في معاناتهم واستبدالها.

تقنية إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR)، هو علاج تفاعلي يُستخدم لمعالجة الصدمة والحدّ من الضيق والضغط النفسي. قد يتضمن التنصّت (متابعة حركة أصابع المعالج). أو تحريك العينين من جانب إلى آخر أثناء الحديث عن حدث مؤلمٍ.

العلاج الدّاعم (Supportive Therapy)،  يساعد المعالجون المرضى على فهم عواطفهم و تحديد المهارات التي يمكنهم استخدامها لعلاج ما يواجهونه من أعراض.

إذا كنت تعاني مشكلةً نفسيةً معينة، مثل القلق أو الكآبة، فقد يكون الدواء خياراً متاحاً للتخفيف من الأعراض. إذ يمكنك مناقشة هذا مع طبيبك أو المعالج الخاص بك لتحديد ما إذا كان ذلك مناسباً لك.

قد يكون العلاج الجماعي  خياراً آخر أمامك، إذ يمكن أن يوجّهك معالجك النفسي إلى مجموعة علاج جماعي لتعلّم مهارات التعايش والتعامل مع الصدمة. 

العلاج الجماعي ليس خياراً متاحاً للجميع، لذا يجدر بك مناقشة هذا مع مقدّم العلاج الخاص بك. 

كما تمثل مجموعات الدعم أيضاً خياراً جيداً  للتواصل مع الناجين الآخرين من الاعتداء الجنسي.

استراتيجيات التأقلم مع الاعتداء الجنسي

يمكن لاختصاصي الصحة النفسية أن يساعدك في اكتشاف التغيرات التي تطرأ على نمط حياتك بعد الاعتداء وأفضل الاستراتيجيات للتعامل مع هذه التغيرات والمناسبة لك: 

مهارات تهدئة الجسد، سواء كنت تستمتع باليوغا، أو تريد تجربة استرخاء العضلات التدريجي، فإن هناك استراتيجيات كثيرة للتكيف والتأقلم يمكن أن تهدّئ استجابات جسمك الفيزيولوجية للاعتداء (مثل تسارع ضربات القلب).

استراتيجيات مواجهة المخاوف، يبذل الكثير من الناجين من الاعتداء الجنسي جهداً كبيراً لتجنّب تذكُّر ما حدث. يمكن أن يساعدك المعالج النفسي على اكتشاف استراتيجيات التأقلم التي تساعدك على مواجهة مخاوفك.

مهارات التحكّم بالأفكار، إن الأفكار المتطفِّلة، ذكريات الماضي، والتنبؤات الكارثية ليست سوى بعض آثار الاعتداء الجنسي على تفكيرك اليومي. قد يساعدك اختصاصي المعالجة النفسية على اكتشاف المهارات اللازمة للتغلب على هذه الأفكار أو معالجتها، بحيث لا تؤثر سلباً على صحتك النفسية.

ويعمل أيضاً على تحديد الأساليب التي تساعدك على إدارة الأعراض الحاصلة، ويساعدك على تجنّب استراتيجيات التأقلم غير الصحية والتي قد تغريك باللجوء إليها، مثل الكحول والمخدرات.

الخلاصة

لا شك أن التعرّض للاعتداء الجنسي أمرٌ مؤلم للغاية. لكن ليس من الضروري أن يدمّر حياتك. إذ يتخطى العديد من الناجين هذه التجربة الصادمة و يتعافون منها بطرقٍ صحية .

إن طلب المساعدة ليس دليلَ ضعفٍ، فقد يتطلب الأمر منك قوةً وشجاعةً كبيرين، إلا أن ذلك هو ما سيساعدك على الشفاء من الصدمة الناجمة عن الاعتداء الجنسي وتجاوزها.

اقرأ أيضاَ: متلازمة صدمة الاغتصاب (RTS)، مراحلها وأعراضها وعلاجها

المصدر: How to Cope With Sexual Assault

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: