الشخصية الشرجية، تعريفها وصفاتها

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

الشخصية الشرجية (Anal Personality) والمعروفة أيضاً باسم الاستبقاء الشرجي (Anal Retentive)، هي الشخصية التي يكون صاحبها ذا حاجة قصوى للسيطرة على بيئته. ويكون مهووسا بالتفاصيل (حتى غير الأساسية منها) إلى الحد الذي قد يزعج الآخرين.

يُنظر إلى الشخصية الشرجية عموماً على أنها شخصية مضطربة، قلقة وغير قادرة على ضبط دافع السيطرة على المواقف. ويتعدى سلوكها حدود المساعدة، على سبيل المثال قد يبحث ذو الشخصية الشرجية عن منتج بلا توقف قبل شرائه.

نظرية فرويد بالنسبة للشخصية الشرجية

هل تشعر بالفضول إزاء أصول مصطلح الشخصية الشرجية؟ يعود تاريخها إلى زمن طبيب الأعصاب النمساوي سيغموند فرويد، الذي كان أول من اقترح وجود هذا النوع من الشخصية كجزء من نظرية ” التحليل النفسي”.

كتب فرويد عن شخصية الاستبقاء الشرجي في أعماله الأولى عن التطور النفسي الجنسي. إذ جادل بأن هناك ثلاث مراحل نفسية جنسية أثناء نمو الطفل المبكر:

  • الـمرحلة الشفهية (Oral): منذ الولادة إلى عمر السنة
  • المرحلة الشرجية (Anal): من عمر السنة إلى ثلاث سنوات
  • المرحـلة القضيبية (Phallic): من عمر ثلاث إلى ست سنوات

جادل فرويد أن الشخصية الشرجية تنمو خلال المرحلة الشرجية (Anal) والتدريب على استعمال المرحاض.

يعتقد فرويد أنه عندما يكبر الطفل لدرجة إدراك أن بإمكانه إدارة و تقييد حركات الأمعاء الخاصة به، تتهيأ له مرحلة يمكن أن تنشأ فيها إما شخصية الاستبقاء الشرجي (Analretentive personality) أو شخصية الطرد الشرجي (Anal expulsive personality).

شعر فرويد أن الطفل سيقرر فيما إذا كان سوف يطيع والديه أم لا. وإذا كان أحد الوالدين صارماً للغاية أو حاول تدريب الطفل على استعمال المرحاض في عمر مبكر جداً، سيؤدي ذلك إلى أن تتطور لدى الطفل شخصية الاستبقاء الشرجي (analretentive personality).

بالإضافة إلى ذلك، فإن عقاب الطفل على الحوادث التي تقع عند التدريب على استعمال المرحاض من شأنه أيضاً أن ينمّي هذه الشخصية.

يعتقد بعض المؤرخين أن بعض نظريات فرويد تأثرت بطبيعة الأمور المتعلقة بالسباكة في منزله. بالإضافة إلى الأعراف الاجتماعية الفيكتورية في ذلك الوقت الذي عاش فيه.

وبما أنه لم يكن هناك صرف صحي ولا حفاضات ولا غسالات، فإن تقييد حركة الأمعاء كان يشكل مصدر قلق أكبر للأطفال الذين عاشوا عندما كان فرويد صبياً صغيراً.

تضمَّن تصوير فرويد للشخصية الشرجية أن تكون منظمة بشكل مفرط ، موسوسة، مريبة ومتحفظة. ومن الصفات الأخرى التي وُصفت بها فيما بعد أن تكون عنيدة، جامدة وبخيلة بالنسبة للمال و/أو الوقت. وأن يكون لديها هاجس الترتيب والنظافة. 

الصفات الأخرى المستخدمة لوصف هذه الشخصية هي حب الكمال والتعلق بالتفاصيل والاعتماد المفرط على الذات. كما أنّ لديها شغف لتنظيم أو تصنيف أو تجميع الأشياء.

 أخذ كارل أبراهام ،أحد تلاميذ فرويد، هذا المفهوم خطوة إلى الأمام ووصف الشخصية المعاكسة لشخصية الاستبقاء الشرجي (analretentive) وهي شخصية الطرد الشرجي (analexpulsive) التي تمثل الشخص الذي يميل إلى إحداث فوضى.

اضطراب الوسواس القهري

في حين وصف فرويد الشخصية الشرجية، كان أقرب اضطراب نفسي لها اليوم تم وصفه في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) هو اضطراب الوسواس القهري (OCPD).

يشير هذا التشخيص النفسي إلى شخص لديه حاجة قسرية وغير مرنة للسيطرة العقلية والتحكم قي العلاقات مع الآخرين.

كما الشخصية الشرجية، فإن الشخص الذي يعاني من اضطراب الوسواس القهري سوف يبدي أيضاً اهتماماً قوياً للتفاصيل، الحاجة إلى النظام في محيطه ومشاكل في مفهوم الكمال والميل إلى وضع القوائم والقواعد لاتباعها.

قد يواجه هذا الشخص أيضاً صعوبات في تفويض المهام ويكون متصلباً، صارماً وعنيداً في التعامل مع الٱخرين. وقد يعاني من صعوبة في التخلص من الأشياء القديمة أو إنفاق الأموال.

ما الفرق بين الشخصية الشرجية واضطراب الوسواس القهري؟

كما هو شائع، فإن الشخص الذي يقال أنه ذو شخصية شرجية، يُعد عموماً ذا شخصية غريبة الأطوار. في المقابل، يُعتبر المصاب باضطراب الوسواس القهري (OCPD) مصاباً باضطراب نفسي يؤثر على حياته اليومية.

الأبحاث التي تناولت الشخصية الشرجية

أظهر الباحثون في دراسة قديمة أجريت عام 1966، أن أولئك الذين لديهم شخصية شرجية كان أداؤهم أسوأ في مهمة تطلبت منهم وضع أيديهم في ماء رائحتة توحي بوجود مادة برازية. مقارنة بالأشخاص الذين ليس لديهم شخصية شرجية. وتكهن الباحثون أن هذا يعكس عدم فعالية الدفاعات عن “النزوات الشرجية“.

كشف البحث بشكل عام أن الشخصية الشرجية تَظهر كمجموعةٍ من السمات بدلاً من كونها نوعاً محدداً يمكن تعريفه على أنه اضطراب.

عموماً، نادراً ما يُستخدم مصطلح ” الشخصية الشرجية” في البحث النفسي الحالي. وقد تم اعتماده باللهجة العامية أكثر لوصف “نمط” شخصية معينة.

علامات تشير إلى أنك ذو شخصية شرجية

تشمل العلامات التي يمكن أن تبحث بها حتى تعرف فيما إذا كنت تمتلك شخصية شرجية أم لا ما يلي:

هـل تشتري كميات كبيرة من كل شيء في البقالة حتى لا تنفذ منك؟

هــل تنظم الفواتير في محفظتك حسب اللون أو مدى قدمها بحيث يمكنك صرف الفواتير المتسخة أولاً؟

هـل تبحث عن الكلمات قبل كتابتها على وسائل التواصل الاجتماعي لترى ما إذا كنت بحاجة إلى إضافة واصلة (-) حتى تكون قواعد النحو صحيحة؟

هل تصنف قائمة البقالة الخاصة بك بحيث تكون بالترتيب الدقيق للمواد التي ستشتريها في المتجر؟

عند ضبط الساعات في منزلك، هل تحتاج إلى التأكد من ضبطها جميعاً على نفس الدقيقة والثانية؟

هـل يزعجك كثيراً رؤية أخطاء أو تفاصيل صغيرة؟

هَـل أشار إليك أشخاص آخرون على أنك عصابيّ للغاية بشأن وجود أشياء مثالية من حولك؟

هـل تجد صعوبة في الاسترخاء في عطلة نهاية الأسبوع. أو في الإجازة عندما تعلم أنه يجب أن يكون وقتاً للاسترخاء وإعادة شحن طاقتك؟

هـل أنت بخيل في كيفية استهلاك أشياء مثل استخدام مربع واحد فقط من ورق المرحاض أو عدم إنفاق أي من أموالك؟

في حين أن هذه ليست سوى بعض الأمثلة لما قد يكون عليه الأمر إذا كان لديك شخصية شرجية. إلا أنها تُظهر فكرة مشتركة تتمثل في الحاجة إلى التحكم في بيئتك أو التصرف بطريقة تنطوي على الحفاظ أو توخي الحذر الشديد بشأن ما تفعله.

ماذا تفعل حيال الشخصية الشرجية؟

ماذا يجب أن تفعل إذا كنت تعتقد أن لديك شخصية شرجية؟ كل هذا يتوقف على ما إذا كانت تصرفاتك تزعجك أو تزعج من حولك.

إذا كنت تواجه مشكلة في اتخاذ القرارات أو تشعر بالقلق إذا لم تكن قادرا على التحكم في بيئتك. فقد يكون من المفيد التحدث إلى أخصائي الصحة النفسية لتحديد ما إذا كنت تعيش مع حالة هي أكثر من مجرد شخصية غريبة.

هل تشعر كما لو أن سلوكك مفرط أو خارج عن إرادتك؟ هذه علامات أخرى تدل على أنك قد تحتاج إلى طلب المساعدة. إذا كنت تواجه مشكلة في تفويض المهام أو لا يمكنك التعامل معها أو عندما لا تسير الأمور بشكل مثالي. فقد يتداخل ذلك مع حياتك اليومية أو قدرتك على الأداء في العمل.

كل ما سبق علامات تدل على أنه قد يكون من المفيد التحدث مع أخصائي. من ناحية أخرى ، إذا كنت تعمل بشكل جيد ولا تزعجك المراوغات و يتقبل الأشخاص من حولك شخصيتك؛ فقد يكون ببساطة أمراً تعلمت التعايش معه.

خلاصة

من المهم تذكر أن هناك فرقاً شاسعاً بين امتلاك شخصية شرجية وبين الإصابة باضطراب صحة نفسي قابل للتشخيص. إذا كنت تعيش مع شخص تظهر عليه علامات الحاجة للسيطرة على محيطه إلى أقصى الحدود؛ فقد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان هذا مجرد غريزة شخصية أو شيء أعمق.

إذا ظهر أن سلوك هذا الشخص يؤثر على حياته اليومية، أو يتسبب في إزعاجه  أو يسبب لك الضيق أو لأشخاص آخرين في حياته، أو أنه غير قادر على التحكم في اندفاعاته أو يشعر بقلق شديد عندما يكون غير قادر على تنفيذ رغباته، فهذه كلها علامات على شيء أعمق من مجرد شخصية شرجية.

من ناحية أخرى، إذا ظهر أحدٌ ما تعرفه ينظف وينظم ويدير أمواله بسعادة وبطريقة قد تبدو غريبة بالنسبة لك. ولكنه يستمتع بها أو قد تسرُّه، من المحتمل ببساطة أنه يبدي علامات حددها فرويد على هذا النحو منذ وقت طويل. 

تحوُّل بعض الاحتياجات غير الملباة أو الصراع أثناء الطفولة إلى تجلّ من تجليات البالغين هي أقل احتمالاً للتسبب في المتاعب وتظهر بشكل مقبولٍ اجتماعياً أكثر.

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية الحدية، أعراضه، تشخيصه وطريقة علاجه

المصدر: What Is an Anal Personality

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: