الكوابيس المتكررة هي عبارة عن أحلام تقلق وتزعج من تراودَه بشكل مستمر.
حيث يعاني أكثر من %50 من البالغين من الكوابيس، وذلك بحسب تقرير الجامعة الأمريكية لطب النوم.
فتحدث هذه الكوابيس باستمرار وهذا ما يسمى بالـ “الكوابيس المتكررة” ويعاني منها الأطفال أكثر من البالغين.
تختلف ‘الكوابيس المتكررة’ من ليلة لأُخرى بمضمونها، إلا أنها تتشابه معظمها بالمواضيع والتصورات. بغض النظر غالباً ما تُشعرَك بنفس المشاعر عندما تستيقظ من النوم مثل:
- الغضب.
- الحزن.
- الذنب.
- القلق.
فتُصاب بالأرق مما يجعل معاودة النوم أمراً صعباً.
تنتج الكوابيس من أسباب عدة، سنكشف عنها الستارة وسنتطرَق إلى طرق العلاج في هذا المقال.
أسباب الكوابيس المتكررة
سنطرح الشائعة منها وهي:
الاكتئاب أو التوتر والقلق
يجد معظم الأشخاص مشاكل في السيطرة على التوتر. لذلك يعتمد جسم الانسان هذه الكوابيس كوسيلة يفرغ من خلالها هذه الشحنات.
وقد تحدث هذه الكوابيس نتيجة الصدمات والضغوطات مُنذُّ الطفولة، وذلك بحسب ما افترضته احدى الدراسات.
كما هو الحال مع الاكتئاب والقلق، قد ترتبط الكوابيس بالحالات النفسية والانتكاسات المرضية ونوبات الهلع.
الـ(PTSD) اضطراب ما بعد الصدمة
يعد الـ(PTSD) أحد أهم مسببات الكوابيس المتكررة لدى البالغين، إذ يعاني %71 من مصابيه من تلك الكوابيس الآنف ذكرها.
وأكثر أعراضها شيوعاً هي الذكريات المرتجعة، أي إعادة تذكر الحوادث الصادمة والتي قد تتجلى بصورة كوابيس.
حيث تتنوع الآثار السلبية الناتجة عن الكوابيس المتكررة لدى المصابين بالاضطراب ومنها:
-تساهم في زيادة سوء أعراض الـ(PTSD).
-تساهم في تفاقم الاكتئاب.
-الأرق(اضطراب النوم).
وتختلف الكوابيس من شخصٍ إلى آخر، حيث تراود بعضهم أحلام بالحادثة الأساسية المسببة ل الكوابيس المتكررة. في حين تعبر عن الشعور الناتج عن تلك الحادثة عند البعض الآخر.
الحالات الطبية الأساسية
قد تنتج الكوابيس المتكررة عن اضطرابات النوم. مثل: انقطاع النفس المتمثل بصعوبة التنفس أثناء النوم والخدار، وهو اضطراب في الجهاز العصبي يسبب الخمول والهلوسة والعجز عن النوم.
فتسبب هذه الحالات الكوابيس وتؤثر في طبيعة النوم.
الدواء
يمكن أن تكون الكوابيس أحد الأعراض الجانبية لبعض الأدوية. كمضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم وبعض العقاقير المستخدمة لعلاج حالات معينة.
أشارت إحدى الدراسات القديمة عام 1998 إلى أن العقاقير أكثر مسببات الكوابيس المتكررة شيوعاً. منها العقاقير المسكنة والمنومة مغناطيسياً ومثبطات مستقبلات بيتا والأمفيتامينات.
تعاطي المخدرات كسبب ل الكوابيس المتكررة
ينتج عن تعاطي المخدرات ما يسمى بالأعراض الإنسحابية (الاقلاع). والتي بدورها تسبب الكوابيس حيث تكون أكثر حدة في بداية الإقلاع ثم تزول تدريجياً عندما يتوازن المصاب بعد عدة أسابيع.
كما أن الكحول من أكثر مسببات الكوابيس المتكررة.
الفرق بين الهلع الليلي والكوابيس
تعد الكوابيس المتكررة والهلع الليلي تجربتان مختلفتان كلياً على الرغم من تشابههما.
فالكوابيس عبارة عن أحلام مخيفة ومزعجة تدفعك إلى الاستيقاظ مباشرةً ويسهل تذكرها. أما في حالة الهلع فيصعب الاستيقاظ بسرعة.
حيث يقوم الشخص بانفعالات قوية كالحركة اللاإرادية أو الصراخ أو المشي أثناء النوم.
وعادة ما يكون الأشخاص المصابين بالهلع نائمين على الرغم من ردود الفعل هذه.
ويحدث كل منهما في مراحل مختلفة من النوم. حيث ستمر بأربعة مراحل خلال نومك، يكون نومك خفيفاً في المرحلتين الأولى والثانية ثم يغدو نومك عميقاً في المرحلتين الباقيتين.
تدخل في مرحلة حركة العين السريعة الـ (REM) كل 90 دقيقة تقريباً، وتحدث الكوابيس فيها. أما الفزع فيحدث في مرحلة ما قبل الـ(REM).
علاج الكوابيس المتكررة
يبدأ العلاج من علاج الحالة الأساسيّة المسببة:
القلق والاكتئاب كسبب ل الكوابيس المتكررة
يساعد علاج حالات الاكتئاب والقلق في حل مشكلة المشاعر والأفكار المسببة للكوابيس. وقد يتضمن علاج هذه الحالات ما يلي:
–العلاج النفسي وخاصة العلاج السلوكي المعرفي(CBT).
-الأدوية: كمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIS).
-مجموعات الدعم.
-تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل والتنفس العميق.
-التمارين الرياضيّة المنتظمة.
اضطرابات النوم
قد تختلف طرق علاج اضطرابات النوم من الخدار إلى انقطاع التنفس.
فيتم علاج انقطاع التنفس باستخدام أجهزة التنفس والأدوية وتغير نمط المعيشة وقد يتطلب التدخل الجراحي في بعض الحالات.
أما الخدار فيُعالَج باستخدام الأدوية على المدى الطويل كالمنشطات ومضادات الاكتئاب.
الـ (PTSD) أو اضطراب ما بعد الصدمة
إذا كانت الكوابيس ناجمة عن اضطراب ما بعد الصدمة. فيجب البحث عن علاجات خاصة بها كالعلاج بالتدريب التخيلي والفصل البصري الحركي.
يعتمد التدريب التخيلي على إعادة تذكر الكوابيس بعد الاستيقاظ واستبدال نهايتها بأخرى سالمة ومحببة.
أما العلاج بالفصل البصري الحركي، فهو تقنية أخرى تعتمد على إعادة ترتيب الذكريات وفصلها وجمعها في ذكرى جديدة ألطف وأخف صدمة.
ويمكن علاج الكوابيس بالـ (CBT) كما الاكتئاب والقلق.
حيث تحقق الباحثون من تأثير العلاج السلوكي المعرفي بتخفيف الكوابيس المتأثرة بالصدمة وفقاً لدراسة حديثة.
حيث تلقى المشاركون في تلك الدراسة العلاج السلوكي المعرفي لمدة 20 أسبوع. فكانت النتيجة أن 77% منهم قد تخلصوا من الكوابيس المتعلقة بالـ(PTSD).
في حالة تسبّب (PTSD) اضراب ما بعد الصدمة بالكوابيس، فإن العلاج الدوائي قد يستخدم كجزء من النهج العلاجي لكل الاضطرابات رغماً أنه من النادر العلاج الدوائي للكوابيس المتكررة بعيداً عن هذه الحالة.
تغيير الروتين الحياتي
يمكنك التخلص من الكوابيس بخلق عادات نوم صحيّة ويتحقق ذلك من خلال تنظيم روتين أوقات نومك بهذه الطرق:
تنظيم جدول لترتيب أوقات النوم
يمكّنك جدولة أوقاتك من تحصيل قسط وفير من النوم أثناء الليل. ويمنحك الاستقرار النفسي في حال كنت تعاني من الكوابيس الناتجة عن القلق والتوتر.
تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية
يلزمك أن تهيئ جسمك لتحصل على النوم الهانئ. حيث تسهم الأشعة الزرقاء المنبعثة من الالكترونيات في تثبيط هرمون النوم الـ(ميلاتونين) مما يسبب الأرق.
تجنب المنشطات
تناول المنشطات كالكحول والتدخين والكافيين قبل النوم تسبب الأرق وتؤثر سلباً على نظام نومك. وذلك بحسب الجمعية الوطنية للنوم.
تهيئة المكان
كالسرير المريح والوسائد والأغطية المريحة بالإضافة إلى تنسيق غرفتك وتزيينها بأشياء مألوفة ومحببة إليك. كل ما ذُكِر يساعدك على الاسترخاء كي تنعم بنوم عميق.
طرق الاسترخاء بعد الكوابيس المتكررة
التمرن على التنفس بعمق
حيث يساعد التنفس العميق والذي يعرف أيضاً بالتنفس البطيء، على إبطاء معدل ضربات القلب وخفض ضغط الدم بعد الخوف والقلق.
تحدث عن أحلامك وشاركها
فمشاركة أحلامك مع شريكك أو أحد أصدقائك يخفف التوتر الناتج عن هذه الأحلام. بالإضافة إلى أنها طريقة جيدة لاستعادة رشدك وأن تعي بأنه مجرد حلم ليس إلا.
دَوِّن حلمك
ويعد جزءاً من العلاج السلوكي المعرفي ويعتمد على إعادة كتابة أفكارك ومشاعرك وتحويلها إلى رواية أخرى أقل رعباً أو توتراً مما يساعدك على النوم مجدداً.
متى يتطلب تدخل الطبيب في حالة الكوابيس المتكررة؟
يجب طلب المساعدة الطبية في حال أثرت الكوابيس على نومك الهانئ ولم تستطع التخلص من القلق والاكتئاب خلال يومك.
فمن الطبيعي أن تحدد موعداً مع متخصصين لدعم حالتك، في حال سببت لك الكوابيس الإجهاد والقلق أو الاكتئاب.
وقد تحتاج الرعاية الصحيّة إلى إجراء دراسة حول نومك في حال كانت الكوابيس نتيجة اضطرابات النوم.
وتتم هذه الدراسة من خلال إجراء اختبار طوال الليل ومراقبة فترة نومك. فيساعد ذلك على التأكد فيما إذا ما كنت تعاني من اضطرابات النوم مما يسبب لك الكوابيس.
الخلاصة
تحدث الكوابيس عادة من مؤثرات عدة كالقلق والتوتر أو استخدام الأدوية أو تعاطي المخدرات.
لذلك يجب التواصل مع طبيب مختص عندما تؤثر الكوابيس على حياتك، علماً أنه لا يمكنك التخلص من تلك الكوابيس إلا بمعالجة المسبب الأساسي، فإما تقلله أو تقضي عليه نهائياً.
اقرأ أيضاً: الاقلاع عن الكافيين، ما المدة التي تحتاجها وطريقة العلاج؟
المصدر: Recurring Nightmares