اللعب الاجتماعي ومراحل بارتن الاجتماعية الستة للعب عند الأطفال

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

اللعب حاجة ماسة لنمو الطفل بشكل صحي، هذا النشاط الممتع هو غالباً جزء من الروتين اليومي للأطفال الصغار، ويتعلم الأطفال مهارات تطورية مهمة من خلال مراحل اللعب المختلفة. اللعب الاجتماعي (Social play) هو نوع من اللعب يوفر للأطفال بيئة تعليمية مهمة وفريدة من نوعها لتطوير المهارات الاجتماعية من خلال تفاعل الأقران. سنتحدث في المقال عن مراحل بارتن الاجتماعية للعب وأهمية اللعب للأطفال.

يمكّن اللعب الاجتماعي التعلم القائم على اللعب بالطرق التالية:

نظرية ميلدريد بارتن للتعلم الاجتماعي

نشرت ميلدريد بارتن (Mildred Parten)، أستاذة علم الاجتماع في معهد تنمية الطفل بجامعة مينيسوتا، دراسة كلاسيكية في عام 1932 عُرفت بـ “مراحل بارتن الاجتماعية للعب” حول المراحل التدريجية لتطور اللعب وأهميته للأطفال.

من خلال مراقبة سلوك الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، وجدت أن المشاركة الاجتماعية زادت مع تقدم العمر فيما يتعلق باللعب الحر.

صاغت بارتن نظريةً وتصنيفاً للعب الأطفال يتوافق مع مراحل نموهم وذلك بناءً على مراقبتها لهم.

مراحل اللعب الاجتماعي الستة

فيما يلي نظرة عامة على مراحل بارتن التطورية الستة للعب مع المشاركة الاجتماعية.

كلما كبر الطفل، كلما شارك أكثر في المراحل الاجتماعية الأعلى من اللعب وهي أشكال قوية من التعلم للأطفال الصغار ولها أهمية كبيرة.

اللعب الشاغر (Unoccupied Play) 

يظهر هذا النوع عادة لدى الأطفال الصغار جداً من سن الولادة وحتى الثالثة، ويبدؤون عادة هذا الشكل الأول الشائع من اللعب في الأشهر القليلة الأولى من الحياة.

هذه هي مرحلة التطور حيث يبدو الرضع أو الأطفال الصغار فيها يقومون بأداء الكثير من الحركات العشوائية بأذرعهم، أرجلهم، أيديهم وأقدامهم، لكنهم لا يشاركون الآخرين.

خلال هذه الفترة، لا يبدو الأطفال أنهم يلعبون ولكنهم يشغلون أنفسهم بمشاهدة أي شيء يحدث ليشعروا بمتعة عابرة.

لعب المتفرج (Onlooker Play)

بعد مرحلة اللعب الشاغر، ينتقل الأطفال إلى مرحلة لعب المتفرج. هو الأكثر شيوعاً بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات. يحدث نوع لعـب المتفرج عندما يشاهد الطفـل ويراقب الأطفال الآخرين أثناء اللعـب؛ ولكن دون تفاعل مباشر.

هذه هي العلامة الأولى لإظهار الأطفال اهتماماً بالجوانب الاجتماعية للعـب من خلال الملاحظة وطرح الأسئلة وتقديم اقتراحات للآخرين. ومع ذلك، فإنهم لا يشاركون مباشرة في اللعب.

على عكس اللعـب الشاغر، يراقب المتفرج بشكل تام مجموعة معينة من الأطفال بدلاً من أي شيء آخر مهم الوقت الحالي. من أجل أن يكون قادراً على رؤية وسماع كل ما يحدث، يقف الطفل أو يجلس على مسافة من المجموعة بحيث يستطيع سماعهم.

اللعب الانفرادي (Solitary Play) 

اللعب الانفرادي أو اللعب المستقل هو المرحلة الثالثة من سلوكيات اللعب. كما يوحي الاسم، يقضي الطفل الكثير من وقته في اللعـب بمفرده مع الألعـاب التي لا يستخدمها الأطفـال الآخرون القريبون منه.

في اللعب الانفرادي ينغمس الطفـل عادة في لعبـه الخاص بشكل كبير لدرجة أنه لا يظهر أي اهتمام إذا كان الأطفال الآخرون قريبين ولا يكلف نفسه عناء الاقتراب منهم.

خلال هذه المرحلة، يمكن للأطفال تطوير مهاراتهم الشخصية بما في ذلك المهارات الحركية والمهارات اللمسية ومهارات صنع القرار.

مثال جيد على ذلك هو بناء الكتل، إذ ينطوي على تحديد موقع كل قطعة ووضعها في موضعها المطلوب. أثناء العمل على الربط بين الأشياء، يمارس الأطفال مهاراتهم في التفكير. بالإضافة إلى ذلك، توفر كتل الرغوة تجارب حسية فريدة من نوعها.

اللعـب الموازي (Parallel Play)

يشيع اللعب الموازي عادة في عمر السنتين، إذ يلعب الأطفال في هذه المرحلة بشكل مستقل باللعب الموازي، لكن النشاط الذي يختارونه أو الألعاب التي يلعبون بها تشبه التي يستخدمها الأطفال الآخرون حولهم.

ومع ذلك، فإن لعبهم لا يحاكي طريقة لعب الأطفال الآخرين باللعبة ولا يحاولون تغيير الطريقة التي يلعبون بها، هم فقط يلعبون بجانبهم بدلاً من اللعب معهم.

يعد اللعـب الموازي أحد العلامات الأولى للعب الاجتماعي البسيط لدى الأطفال الصغار، يتقدم الأطفال عبر هذه “المرحلة” من لاعبين منفردين إلى اجتماعيين.

على الرغم من عدم وجود تفاعل اجتماعي مباشر بين الطفل والأطفـال الآخرين، فإن هناك عنصراً اجتماعياً في حقيقة أنهم يختارون اللعب بنفس الألعـاب.

اللعـب الترابطي (Associative Play)

غالباً، يتقدم الأطفال نحو اللعـب الترابطي بعد مرحلة اللعب الموازي. في اللعب الترابطي، تُنظم الأنشطة الجماعية تنظيماً غير مقيد (فضفاض).

يشارك الأطفال في نشاط مشترك أو مماثل، ولكن قد يكون لديهم أهداف ومواضع تركيز منفصلة. في حين أنهم قد يتفاعلون مع بعضهم بعضاً، إلا أن هناك القليل من التعاون الفعلي. 

مع تقدمهم بالسن، يصبح اللعب الترابطي أكثر شيوعاً. تعلم هذه المرحلة من اللعـب الأطفـال كيفية التوافق مع الآخرين، التعاون وتطوير المهارات اللغوية.

لا توجد قواعد صارمة في اللعب الترابطي. قد يلعـب الأطفال في المجموعة بألعاب مماثلة أو يشاركون في نفس اللعبة ولكن ليس بالضرورة أن يفعلوا نفس الشيء.

اللعـب التعاوني (Cooperative Play)

يرتبط اللعب الترابطي واللعب التعاوني ارتباطاً وثيقاً ويصعب التمييز بينهما في بعض الأحيان. يبدأ الأطـفال بلعـب هذا النوع في سن الثالثة تقريباً، ويلعـب الطفـل فيه ضمن مجموعة منظمة لإنتاج شيء ما أو لتحقيق هدف مشترك.

نظراً لأن الأطفال الأصغر سناً يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم لفظياً، فإنهم يميلون إلى عدم المشاركة.

هناك شعور واضح ومميز بالانتماء أو عدم الانتماء بين الأطفال في المجموعة. ينفذ طفل واحد أو اثنان الأنشطة الجماعية الموجهة نحو الهدف، وقد يقسم الأطفال العمل وفقاً لأدوارهم.

يساعد اللعب التعاوني الأطـفال على تطوير مهارات التواصل ومهارات التنظيم المتقدمة من خلال عملهم على هدف مشترك أثناء اللعب. تعتبر ألعاب الطاولة (اللوحية) ولعب الأدوار من أكثر أشكال اللعب التعاوني شيوعاً. 

اقرأ أيضاً: اضطرابات التعلم (إعاقات التعلم)، ما هي وما أنواعها وتأثيراتها؟

اقـرأ أيضاً: الكذب عند الأطفال، أسبابه وكيفية التعامل معه

اقرأ أيضاً: كيف يمكن للوالدين المساعدة في مهارات التأقلم عند الأطفال؟

المصدر: Parten’s 6 Social Stages of Play and Why They Are Important

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: