جيني وايلي القصة المرض الحاضر نظرية الفترة الحرجة
يوجد بالفعل عدد من الحالات لأطفال متوحشين نشأوا في عزلة اجتماعية بعيداً عن أي تواصل بشري،.ومنهم من استحوذ على الاهتمام العام والعلمي مثل قصة فتاة صغيرة تدعى جيني وايلي (Genie Wiley). أمضت هذه الطفلة طفولتها بأكملها تقريباً محبوسة في غرفة النوم،.معزولة عن العالم الخارجي وضحية للعنف لأكثر من عقد من الزمن.
جيني وايلي القصة المرض الحاضر نظرية الفترة الحرجة
حالة جيني واحدة من أولى القضايا التي وضعت نظرية الفترة الحرجة (Critical Period) موضع الدراسة؛.وهي نظرية قائمة على فرضية أن هناك فترة حرجة لاكتساب اللغة،.وبعد هذه الفترة يصبح اكتساب اللغة أكثر صعوبة ويتطلب جهداً أكبر. وأثارت العديد من التساؤلات، فهل يمكن للطفل الذي ترعرع في ظل الحرمان التام والعزلة أن يطور اللغة؟ هل يمكن للبيئة الحاضنة أن تعوض عن الماضي المرعب؟
قصة جيني
لفهم قصة جيني، من المهم أن ننظر إلى المعلومات التي توضح حياتها المبكرة،.ونفهم سوء المعاملة التي تعرضت لها، والجهود اللاحقة لعلاجها ودراسة حالتها.
الحياة المبكرة (1957-1970)
كانت حياة جيني قبل اكتشاف حالتها مليئة بالحرمان التام، وأمضت معظم أيامها عارية ومقيدة إلى.كرسي الحمام، ولم تكن قادرة إلا على تحريك يديها وقدميها. وعندما تصدر أي صوت، تتعرض للضرب على يد والدها. حتى خلال الدقائق النادرة التي تفاعل فيها والدها معها، اقتصر ذلك على الصراخ والتأنيب،.وقد تعرض شقيقها الذي يكبرها بخمس سنوات لسوء المعاملة على يد والدهما أيضاً.
الاكتشاف والدراسة (1970-1975)
ظهرت قصة جيني إلى العلن في 4 نوفمبر من عام 1970 في لوس أنجلوس، كاليفورنيا. وكانت تبلغ الثالثة عشرة من العمر عندما اكتشف قضيتها أخصائي اجتماعي.طلبته والدتها من أجل فحص حالتها الصحية، والذي سرعان ما اكتشف أن الفتاة كانت محتجزة في غرفة صغيرة. أجرت السلطات على الفور تحقيقاً اكتشفت.فيه أن الطفلة قضت معظم حياتها في هذه الغرفة، وغالباً ما كانت مقيدة إلى كرسي.
أُنتج فيلم وثائقي عن جيني وايلي عام 1997 بعنوان “أسرار الطفل المتوحش”. أوضحت خلاله الدكتورة سوزان كيرتس (Susan Curtiss)، وهي عالمة لغوية وباحثة عملت مع جيني،.أن اسم جيني هو اسم مستعار استخدم في ملفات القضية لحماية هوية الفتاة وخصوصيتها. وكتبت في بداية الفيلم: “اسم الحالة (جيني)،.هو ليس الاسم الحقيقي للشخصية، ولكن عندما نفكر في حقيقتها، فهي مخلوق خرج من زجاجة أو لنقل مكان صغير مظلم،.ثم ظهر فجأة في المجتمع البشري بعد مرحلة الطفولة. ونحن نفترض في الحقيقة أن هذا المخلوق لم يعش طفولة مثل باقي البشر.”
جيني وايلي القصة المرض الحاضر نظرية الفترة الحرجة
أُدين الوالدان بتهمة إساءة المعاملة، لكن والد جيني مات منتحراً في.اليوم السابق لمثوله أمام المحكمة، تاركاً وراءه رسالة تقول “العالم لن يفهم أبداً”.
وسرعان ما انتشرت قصة جيني، ما جذب انتباه الجمهور والمجتمع العلمي. وقال هارلان لين، مؤلف ومختص في علم نفس اللغة، أن هذه القضية مهمة لأن: “أخلاقنا لا تسمح.لنا بإجراء تجارب الحرمان مع البشر، لذا فإن مثل هذه النماذج.الحية ومثل هؤلاء الأشخاص التعساء هم كل ما لدينا للاستمرار.”
ومع الاهتمام الكبير بحالتها، أصبح السؤال الأكبر حول ما يجب فعله لمساعدتها. لذا، بدأ فريق من علماء النفس وخبراء اللغة عملية إعادة تأهيل لـ جيني.
موّل المعهد الوطني للصحة النفسية (NIMH) البحث العلمي لحالة جيني،.وكان أحد أفراد الفريق المسؤول عن حالتها والذي سمي “فريق جيني” هو عالم.النفس ديفيد ريجلر (David Rigler)، الحائز على درجة الدكتوراه، وشرح العملية كالتالي:
“أعتقد أن كل من كان على اتصال بهذه الفتاة كان منجذباً إليها، فقد تمتعت بقدرة عل. التواصل مع الناس بطريقة أو بأخرى، والتي تطورت أكثر فأكثر، ولكن المثير.في الأمر أن هذه القدرة كانت موجودة بالفعل منذ البداية. امتلكت القدرة على التواصل دون قول أي شيء، فقط من خلال النظرة في عينيها. لقد أراد من حولها أن يفعلوا أشياء لمساعدتها.”
جيني وايلي القصة المرض الحاضر نظرية الفترة الحرجة
ضم فريق إعادة تأهيل جيني أيضاً طالبة الدراسات العليا سوزان كيرتس (Susan Curtiss) وعالم النفس جيمس كينت (James Kent). عند وصولها أول مرة إلى جامعة كاليفورنيا، كان وزنها 59 رطلاً فقط وتحركت بـ “مشية أرنب” غريبة. كانت تبصق في كثير من الأحيان ولم تكن قادرة على تقويم ذراعيها وساقيها. كانت صامتة، وعانت من سلس البول، ولم تملك القدرة على المضغ، وبدا في.البداية أنها قادرة فقط على التعرف على اسمها وكلمة “آسف”.
بعد تقييم قدرات جيني العاطفية والمعرفية، وصفها كينت بأنها “الطفلة الأكثر تضرراً ممن رأيتهم في حياتي. حياة جيني أشبه بأرض قاحلة”. وبسبب صمتها وعدم قدرتها على استخدام اللغة، كان من الصعب تقييم قدراتها.العقلية، ولكنها حصلت في الاختبارات على مستوى طفل يبلغ من العمر سنة واحدة تقريباً.
سرعان ما بدأت جيني تحرز تقدماً سريعاً في مجالات محددة، وتعلمت كيفية استخدام المرحاض وارتداء ملابسها بنفسها. خلال الأشهر القليلة التالية، تقدمت أيضاً من الناحية التطورية، لكنها ظلت ضعيفة في بعض مجالات مثل اللغة. واستمتعت بالخروج في رحلات يومية خارج المستشفى، واستكشفت بيئتها الجديدة بطريقة أذهلت مقدمي الرعاية لها والغرباء على حد سواء.
اقترحت كيرتس أن جيني تتمتع بقدرة قوية على التواصل غير اللفظي،.كانت تتلقى هدايا من غرباء يبدو أنهم يفهمون حاجة الفتاة القوية لاستكشاف العالم من حولها.
شارك أيضاً الطبيب النفسي جاي شورلي (Jay Shurley) في تقييم جيني بعد اكتشاف حالتها لأول مرة،.وأشار إلى فكرة أن المواقف المشابهة لحالتها نادرة جداً، وهذا ما جعلها.محط اهتمام وجدل بين الباحثين المشاركين في حالتها، وظهرت وجهات نظر مختلفة حول البحث ومسار علاجها. أما بالنسبة لمكان بقاء جيني، فقد كانت تقضي أحياناً الليل.في منزل جين بتلر (Jean Butler)، إحدى المسؤولين في الفريق عن تعليمها.
جيني وايلي القصة المرض الحاضر نظرية الفترة الحرجة
بعد تفشي مرض الحصبة، عُزلت جيني في منزل بتلر، وأصبحت شديدة الحرص على وقايتها ومنع أي شخص من الوصول إليها. وهذا ما أشعر بقية أعضاء الفريق أن هدف بتلر هو الشهرة على حساب هذه القضية،.وزعموا في وقت ما أن بتلر أطلقت على نفسها اسم آن سوليفان الثانية،.المعلمة المشهورة بمساعدة هيلين كيلر على تعلم التواصل.
في النهاية، أُخرجت جيني من تحت جناح بتلر، وذهبت لتعيش في.منزل عالم النفس ديفيد ريجلر (David Rigler)، حيث مكثت لمدة أربع سنوات. ورغم أن الأمر لم يخلو من الصعوبات، لكن بدا وكأنها انسجمت مع أسرة ريجلر. استمتعت بالاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية على البيانو وأحبت الرسم ووجدته طريقة أسهل للتواصل مع من حولها مقارنة بالطرق الأخرى.
بإيجاز
بعد العثور على جيني واكتشاف حالتها، بدأت مجموعة من الباحثين.عملية إعادة التأهيل، وتزامن هذا العمل مع بحث لدراسة قدرتها على اكتساب اللغة واستخدامها. خلق هذا التزامن نزاعاً في عملية علاجها وبين الباحثين والمعالجين القائمين على حالتها.
فترة رعاية الدولة لـ جيني (1975 إلى الوقت الحاضر)
سحب المعهد الوطني للصحة النفسية تمويله في عام 1974، وذلك لعدم وجود نتائج علمية. واكتشفت عالمة اللغة سوزان كيرتس أنه ورغم قدرة جيني على استخدام الكلمات،.فإنها لم تستطع استخدام أية قاعدة، ولم تتمكن من.ترتيب هذه الكلمات في جمل ذات معنى، ما يدعم فكرة الفترة الحرجة في تطور اللغة.
أما بالنسبة لبحث ريجلر، فكان غير منظم وسردياً إلى حد كبير. وفي غياب التمويل اللازم لمواصلة البحث والعناية بـ جيني، تم نقلها من منزل عائلة ريجلر.
عام 1975، عادت جيني لتعيش مع والدتها. ولأن الأخيرة وجدت المهمة صعبة للغاية، تنقلت جيني عبر.سلسلة من دور الحضانة، والمؤسف أنها تعرضت في كثير من الأحيان لمزيد من سوء المعاملة والإهمال.
جيني وايلي القصة المرض الحاضر نظرية الفترة الحرجة
استمر وضع جيني في التدهور. وبعد قضاء وقت طويل في دور الحضانة، عادت إلى مستشفى الأطفال. ولسوء الحظ، فقد ذهب معظم التقدم الذي حدث خلال إقامتها الأولى.أدراج الرياح بسبب العلاج اللاحق الذي تلقته في الحضانة، لدرجة جعلت جيني خائفة من فتح فمها وعادت إلى الصمت.
بعد ذلك، رفعت والدة جيني دعوى قضائية ضد مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس.وفريق البحث أيضاً، واتهمتهم بالإفراط في إجراء الاختبارات. تمت تسوية الدعوى القضائية في نهاية المطاف،.إلا أنها أثارت أسئلة مهمة حول معاملة جيني ورعايتها، وأهمها التساؤل حول ما إذا تعارض البحث مع علاج الفتاة.
زارها الطبيب النفسي جاي شورلي (Jay Shurley) في عيد ميلادها.السابع والعشرين والتاسع والعشرين، ووصفها بأنها صامتة إلى حد كبير ومكتئبة، وأن تنقلها بين.عدة مؤسسات وبيوت أثر بشكل مزمن عليها. لا يُعرف سوى القليل عن حالة جيني الحالية، على الرغم من أن شخصاً مجهولًا.قام بتعيين محقق خاص لتعقبها في عام 2000 ووصفها بأنها سعيدة، لكن هذا يتناقض مع التقارير الأخرى.
جيني وايلي اليوم
مكان وجود جيني وايلي اليوم غير معروف. لكن من المؤكد أنها ما زالت على قيد الحياة، ومن المفترض أنها في ولاية كاليفورنيا، وتعيش في دار رعاية البالغين. وبحلول عام 2022، ستكون قد بلغت الـ 65 عاماً.
جيني وتطور اللغة
جزء من السبب الذي جعل قضية جيني تثير إعجاب علماء النفس.واللغويين بشدة هو أنها قدمت فرصة فريدة لدراسة جدل محتدم حول تطور اللغة، وهو جدل قديم حول الطبيعة مقابل التنشئة،.وما إذا كانت الجينات أو البيئة يعلبان دوراً أكبر في تطور اللغة.
مذهب الفطرة (Nativists)
يعتقد أنصار الفطرة أن القدرة على تعلم اللغة أمر فطري،.في حين يرى المذهب التجريبي أن المتغيرات البيئية تلعب دوراً رئيساً في ذلك. اقترح نعوم تشومسكي (Noam Chomsky)، وهو من أنصار الفطرة،.أنه من غير الممكن تفسير مسألة اكتساب اللغة بالكامل من خلال التعلم وحده، واقترح بدلاً من ذلك،.أن الأطفال يولدون ومعهم ما يسمى أداة اكتساب اللغة (LAD/language acquisition device)، وهي قدرة فطرية على فهم مبادئ اللغة. وبمجرد تعرض الطفل للغة، يسمح هذا الجهاز له بتعلمها بوتيرة ملحوظة.
الفترة الحرجة
يقول اللغوي إريك لينبيرج (Linguist Eric) أن القدرة على اكتساب.اللغة تخضع لفترات حرجة، مثلها مثل العديد من السلوكيات البشرية الأخرى. والفترة الحرجة هي فترة زمنية محدودة يكون خلالها الكائن الحي حساساً للمحفزات الخارجية ويتمتع بالقدرة على اكتساب مهارات معينة.
وفقاً له، فإن الفترة الحرجة لاكتساب اللغة تستمر حتى سن 12 تقريباً. وبعد بداية سن البلوغ، يصبح تنظيم الدماغ ثابتاً ويفقد القدرة على تعلم واستخدام اللغة بطريقة وظيفية كاملة.
جيني وايلي القصة المرض الحاضر نظرية الفترة الحرجة
هذا ما جعل من حالة جيني فرصة فريدة للباحثين. فماذا كان سيحدث لو توفرت لها بيئة تعليمية غنية،.هل كانت تستطيع التغلب على طفولتها المحرومة وتعلم اللغة رغم أن الفترة الحرجة قد فاتتها بالفعل؟
بفرض أن جيني تمكنت من تعلم اللغة، يعني هذا أن فرضية الفترة الحرجة لتطور اللغة خاطئة،.وإن لم تستطع ذلك، فهذا يثبت صحة النظرية
رغم أن جيني سجلت مستوى طفل يبلغ من العمر عاماً واحداً.في تقييمها الأولي، فإنها بدأت بإضافة كلمات جديدة إلى حصيلة مفرداتها بوتيرة سريعة، وتعلمت كلمات مفردة من ثم.استطاعت في النهاية تجميع كلمتين معاً بالطريقة التي يفعلها الأطفال الصغار،.وهذا ما ولد لدى كيرتس شعوراً بأن جيني قادرة تماماً على اكتساب اللغة.
تطور لغة جيني
بعد عام من العلاج، استطاعت جيني تجميع ثلاث كلمات معاً من حين لآخر. في التطور اللغوي الطبيعي عند الأطفال، يتبع هذه المرحلة ما يعرف.بالانفجار اللغوي (language explosion)، يتعلم الأطفال خلاله بسرعة كلمات جديدة، ويركبونها معاً بطرق جديدة.
لسوء الحظ، لم يحدث هذا مطلقاً لـ جيني، إذ بقيت قدراتها اللغوية.عالقة في هذه المرحلة وبدت غير قادرة على تطبيق القواعد النحوية واستخدام اللغة بطريقة ذات معنى. وفي هذه النقطة تماماً، استقر تقدمها وتوقف اكتسابها للمفردات جديدة.
بعد بلوغها، تمكنت من تعلم بعض المفردات، لكن عدم قدرتها على استخدام القواعد.(وهو ما يقترح تشومسكي أنه الخط الفاصل بين لغة الإنسان و التواصل الحيواني) دليل على فرضية الفترة الحرجة
جيني وايلي القصة المرض الحاضر نظرية الفترة الحرجة
بالطبع، حالة جيني ليست بهذه البساطة. ولم يقتصر الأمر على أن الفترة الحرجة لتعلم اللغة قد فاتتها فحسب،.بل تعرضت أيضاً لإساءة معاملة مروعة، وعانت من سوء التغذية وحرمت من التحفيز المعرفي لمعظم فترة طفولتها.
لم يتمكن الباحثون أبداً من تحديد ما إذا كان لدى جيني أي عجز معرفي موجود مسبقاً. وعندما كانت طفلة رضيعة، شخصها طبيب الأطفال بنوع من التأخر العقلي،.وهذا ما ترك الباحثين في حيرة عما إذا كانت جيني قد عانت من أوجه عجز معرفي.ناجم عن سنوات من سوء المعاملة أو أنها ولدت بدرجة معينة من الإعاقة الذهنية.
المخاوف الأخلاقية
هناك العديد من المخاوف الأخلاقية المحيطة بقصة جيني،.والنقاشات المتداولة بين المسؤولين عن رعايتها وإعادة تأهيلها تعكس بعضاً من هذه المخاوف.
يقول هارلان لين المختص بعلم نفس اللغة في الفيلم الوثائقي “نوفا/NOVA ” الذي يركز.على حياتها: “إذا أردت إجراء أبحاث علمية ذات معنى،.فإن مصلحة جيني ستأتي في المرتبة الثانية في بعض الأحيان. أما إذا كنت تهتم فقط بمساعدتها، فلن تقوم بالكثير من البحث العلمي.”
في حالة جيني، تم الجمع بين دور الباحث والمعالج في شخص واحد. ورغم إمكانية دراسة قصة جيني لمعرفة آثارها على فهمنا لاكتساب اللغة وتطويرها، فإنها.ستظل موضع دراسة مستمرة بسبب القضايا الأخلاقية الخطيرة المتعلقة بها.
وأوضح لين: “أعتقد أن الأجيال القادمة ستدرس حالة جيني ليس فقط لما يمكن.أن تعلمنا إياه عن التطور البشري، ولكن أيضاً لما يمكن أن تعلمنا إياه عن محاسن ومخاطر إجراء (التجربة المحرمة).”
أسئلة شائعة حول قضية جيني
1ـ أين جيني وايلي الآن؟
يُعتقد أن جيني البالغة الآن الستين من عمرها تعيش في منشأة لرعاية البالغين في كاليفورنيا. وقد رفضت السلطات الجهود التي بذلها الصحفيون لمعرفة المزيد عن موقعها.وحالتها الحالية بسبب قواعد السرية، وأبلغت كيرتس أيضاً عن محاولتها الاتصال بها لكن دون جدوى.
2ـ لماذا لم تتم محاكمة والدة جيني وايلي؟
تم اتهام إيرين وايلي وزوجها بإساءة المعاملة، ولكن أُسقطت هذه التهم في النهاية. فقد كانت إيرين عمياء ويُقال إنها مريضة نفسياً، لذلك يُعتقد أن الوالد كان هو المسؤول الرئيسي عن رعاية جيني. وما يثبت التهمة أكثر أنه أساء معاملة زوجته وأطفاله الآخرين،.وتوفي اثنان من أطفال الزوجين في سن الطفولة في ظروف مشبوهة.
3ـ ماذا تعلمنا من جيني وايلي؟
تشير قصة جيني إلى أن اكتساب اللغة يمر بفترة حرجة من التطور. ومع ذلك، فإن حالتها معقدة، فمن غير الواضح ما إذا كان عجزها اللغوي ناتج عن الحرمان.أو ما إذا كانت هناك إعاقة ذهنية خفية لعبت دوراً في الأمر،.وربما أثرت الإساءة الشديدة التي تعرضت لها على نموها العقلي واكتساب اللغة.
خلاصة
ربما تركت لنا قصة جيني وايلي أسئلة أكثر من الإجابات. فعلى الرغم من صعوبة تعلم جيني للغة، فإنها كانت قادرة على التواصل من خلال لغة الجسد.والموسيقى والفن بمجرد تواجدها في بيئة منزلية آمنة. لسوء الحظ، لا نعرف ما الذي كان يمكن أن تحرزه من تقدم لو أكملت رحلة العلاج وقدمت لها العناية المناسبة.
تثير قصتها أيضاً تساؤلات حول الطريقة التي يمكننا من خلالها تلبية.احتياجات الناجين من إساءة المعاملة بشكل أفضل، وكيف يمكننا التعلم منهم دون استغلال حالتهم أو الوقوف في وجه رعايتهم.
اقرأ أكثر: تشارلز داروين، سيرته الذاتية، نظرياته، مساهمه وأشهر مؤلفاته
اقرأ أكثـر: “هاري هارلو” وطبيعة عاطفة الحب
اقـرأ أكثر: الأبحاث الأساسية في علم النفس، أهميتها وأمثلة عنها
المصدر: The Story of Genie Wiley