ما أهمية دور الشريك في التربية؟ ولماذا لايجب أن تتجاهله؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

تعد التربية مهمة صعبة، لكن عندما يتم تقويض دورك فيها من قبل من يشاركك بها، يمكن أن تصبح شاقة ومحبطة كما أن الاختلاف في أساليب التربية بين الشريكين قد ينعكس سلباً على كامل الأسرة. إذاً، ما أهمية دور الشريك في التربية ولماذا لا يتوجب عليك أن تتجاهله؟ وما هو تأثير الخلاف بين الوالدين على التربية؟

عندما يتعارض الشريكان أمام طفلهما، يمكن أن يؤثر على كيفية تفاعله مع العالم حوله عندما يحين موعد تركه للمنزل واستقلاله.

من الطبيعي أن تختلف أنت والشريك بعض الأوقات، بما في ذلك الاختلاف حول أفضل طريقة للتربية. لكن إذا كان شريكك يجادلك باستمرار أمام الأطفال إزاء الحدود التي وضعتها أو ضوابط السلوك التي وزعتها، فمن حقك أن تشعر بالقلق من ذلك.

في حين يبدو التقليل من دور الشريك في التربية غير مهم أو بريئاً في البداية، إلا أن له آثاراً سلبية دائمة على علاقتك معه ومع أطفالك، إذ تشكل علاقتك مع الشريك أو مساعد التربية أفضل مثال يحتذى به عندما يأتي الأمر لتفاعل طفلك مع الآخرين.

إذا تصادمت أساليب التربية التي تتبعها مع تلك التي يتبعها الشريك أمام طفلك، سوف تشعر بقلة الاحترام. لكن هناك أمل في تحسين الموقف وتجنب الآثار السلبية على طفلك.

علامات تدل على تقليل دور الشريك في التربية

يمكن أن يعمل شريكك على تحجيمك، أو العكس، بطرق عدة أمام الأطفال يبدو بعضها صغيراً ويمكن تجاهله أو عدم الانتباه له. إلا أن تأثير الخلاف بين الوالدين على التربية سوف ينعكس على كامل الأسرة.

حدد الدكتور هولي شيف (Holy Schiff)، عالم نفس سريري معتمد متخصص بالعائلات والعلاقات، بعض التصرفات التي يمكن أن تكون أنت تقلل من شأن الشريك من خلالها:

  • التذمر من الطرف الآخر أمام الأطفال.
  • تشجيع طفلك على عدم إخبار الطرف الآخر عن شيء ما.
  • تغيير أو تقليل العقاب الذي وضعه الشريك.
  • قول ” ليست بالأمر الجلل”، عندما يسيء الطفل السلوك.
  • النوم بشكل روتيني في غرفة نوم الأطفال بدلاً من غرفتكما.
  • الشعور وكأنك أنت دائماً ” الشخص السيء” وشريكك ” الشخص الجيد” أو العكس.

يمكن أن تساعد مناقشة طبيعة العقاب في عدم وجود الأطفال الأهل على الاتفاق حول ما هو مناسب. فإذا كنتما تتحدثان عن تفاصيل العقاب بشكل متكرر أمام الأطفال، فيمكن أن تكونا بذلك تحجّمان دور بعضكما البعض.

تنطبق هذه الأمثلة وأهمية أن تكونا متفقين على كلا الشريكين سواء كانا والدين أو زوجين منفصلين ويتشاركان تربية أطفالهما.

لكل منا زلاته وأخطاؤه، خاصة عندما نواجه رأياً يعارضنا بقوة؛ ما يهم هو تجنب النمط المستمر من التقويض والتحجيم.  

أسباب تقويض دور الشريك في التربية

أشياء عديدة يمكن أن تكون السبب وراء معارضة الشريك أمام الأطفال. أبسطها هو: الاختلاف في وجهات النظر إزاء كيفية تربية الأطفال.

تقول سو إنجلش (Sue English)، أخصائية اجتماعية سريرية معتمدة ومعالجة شؤون الأسرة: “يمكن أن تقود الاختلاف في أساليب التربية بين الشريكين والآراء حول كيفية تنشئة الأطفال إلى تدخل أحد الطرفين في طريقة وضع الحدود وتأديبهم”. 

الحديث مع الشريك مبكراً حول كيفية تربية الأطفال يمكن أن يخفف أي اختلاف في أنماط التربية. مع نمو الطفل، من المرجح أن ترغب في تغيير ما أو إجراء تعديلات على أسلوب التربية بما يتكيف مع ذلك، فالالتزام بالتواصل المنتظم دون وجود الطفل هو أمر بالغ الأهمية.

يمكن ألا يتعلق السلوك الذي يقوض دور الشريك في التربية إطلاقاً:

“إذا كان هناك نزاع ضمن العلاقة ينطوي على إحباط مكبوت، فقد يكون تقويض موقف الشريك خطوة عدوانية سلبية لاستعادة الشعور بالقوة أو السيطرة.”

في هذه الحالة، يعد التواصل والاحترام المتبادل أمران مهمان جداً خاصة للآباء والأمهات. يمكن أن ينشأ هذا السلوك من الشعور بعدم الأمان كوالد أو والدة.

“إذا شعرت بأنك لا تصلح لأن تكون أباً، فيمكن أن يكون الوقوف في الطريق الذي يتبعه الشريك في التربية نوعاً من آليات الدفاع التي تهدف إلى جعله يشعر بعدم الأمان.”

يمكن تجنب نمط التقويض بكل أشكاله عندما تبدأ بفهم سبب نشوئه والعمل سوية لصده. لا يمكن لأي أسرة سليمة أن تتجاهل أهمية دور الشريك في التربية.

آثار تقويض الشريكين لدورهما في التربية

بينما يعد الاختلاف في أساليب التربية بين الشريكين من وقت لآخر أمراً شائعاً، إلا أن التعارض المستمر بينكما أمام الأطفال يمكن أن يلحق الأذى بعلاقتكما وأن يكون له آثار سلبية طويلة الأمد على الطفل.

تأثير الخلاف بين الوالدين سينعكس على التربية وعلى الطفل حتماً، إذ يميل الأطفال إلى التعلم أكثر من خلال ما يشاهدونه أكثر مما يقال لهم.

تنطوي هذه الآثار السلبية على:

  • تعلُّم أن الصدق في العلاقة مع أي شخص ليس مهماً.
  • تعلُّم أن التلاعب أمر مقبول ويساعد في الحصول على ما يرغب الفرد به.
  • يصبح كسر القواعد أو عدم أخذ العواقب بجدية عادة.
  • قلة احترام من هم أعلى شأناً.
  • النفور من الوالدين، إذ تتضرر العلاقة بين الطفل والأب أو الأم الذي يقلل من شأنه الطرف الآخر.

“يمكن ألا يحترم الأطفال ذويهم بعد ذلك وبالتالي لا يتبعون القواعد الموضوعة من قبلهما، الحدود أو العواقب، أو العقوبات الصادرة منهما”، يقول شيف مضيفاً: “يمكن أن يطوروا عدم الاتساق والتعارض ذاته ويواجهون مشاكل مع من هم أعلى منهم سلطة”.

إذا كان أي مما سبق مألوفاً لك، فلا بأس. الأمل بتجاوز هذا النمط السلوكي واستعادة العلاقات مع الشريك أو مساعد التربية وطفلك لا يزالان قائمين.

الخطوة التالية

لكل منا معتقداته الخاصة فيما يتعلق بالتربية، ولا ضير في الاختلاف في أساليب التربية بين الشريكين. لكن دور الشريك في التربية له أهمية المهم هنا هو أن تكون على وفاق مع من يساعدك في التربية. تتوفر العديد من الخيارات التي تساعدك في تخطي عادة تحجيم الآخر واقتلاع أسبابها من الجذور.

التماهي مع مشكلة ما أو طلب العون من معالج نفسي لا يعني فشلك كشريك أو مربّي. يظهر ذلك لأبنائك أن الناس يتعاونون مع بعضهم البعض لحل المشكلات وبناء ديناميكيات أكثر صحة.

فيما يلي بعض الخطوات لأخذها في الاعتبار:

  • جد معالجاً مختصاً بالأزواج أو وسيطاً خبيراً في مشاكل شركاء التربية.
  • تحاور مع الآخرين حول أساليب التربية وقيمها المثلى.
  • اتفق مع الطرف الآخر على عدم مناقشة أو جدال الضوابط وأساليب التأديب أمام طفلك.
  • حاول أن تواجه وتحل مشكلة واحدة كل مرة وأن تجد أرضية مشتركة بينكما.
  • تناقشا بشأن الحدود أحياناً.

التربية ليست بالأمر اليسير، إن تجاهل دور الشريك في التربية يمكن أن يستنزف الوقت والجهد، لكن تعلم كيفية العمل سوية يمكن أن يجعل من التربية أكثر سلاسة وجدوى.

اقرأ أيضاً: التربية المهملة، خصائصها، أسبابها وتأثيراتها على الطفل والوالدين

اقرأ أيضاً: علامات وآثار تربية الأم الرافضة وتأثيرها على مرحلة البلوغ

اقـرأ أيضاً: طفلك يجادلك في كل شيء تقوله؟ كيف تتعامل معه؟

المصدر: Why You Shouldn’t Undermine Your Partner’s Parenting

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: