رهاب اللمس، أعراضه، تشخيصه، علاجه وكيف تتأقلم معه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

ينطوي رهاب اللمس (Haphephobia/ هافيوفوبيا) على الخوف من اللمس، وعلى الرغم من أنه غير شائع، إلا أنه عادةً ما يكون رهاباً مدمرّاً لحياة الشخص. أعراض تشخيص علاج التأقلم مع رهاب اللمس

يُصنّف هذا الرهاب ضمن فئة الرهاب المُحدد (specific phobia)،أي الخوف من أمورٍ أو مواقف محددة .

إذا كنت تعاني من رهاب اللمس، فأنت تخاف بالطبع من أن يلمسك أيّ أحد، على الرغم من وجود بعض الأشخاص الذين يخافون من أن يلمسهم الجنس الآخر فقط.

يعتبر الخوف غير المنطقي من اللمس أمراً غير عاديّ؛ كونه لا يرتبط بشكلٍ خاص بحالات القلق الأخرى. مثل الرّهاب الاجتماعي (اضطراب القلق الاجتماعي) أو الخوف من سرعة التأثر بالأخطار أو من العلاقات الحميمية.

يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون من رهاب اللمس أن يشكلوا روابط متينة وحميمية مع الآخرين. على الرغم من أنهم قد يشعرون بالقلق من أن تكون هذه العلاقات غيرَ مستقرةٍ بسبب افتقارهم للقدرة على إظهار الودّ الجسدي.

يمكن أن يكون رهاب اللمس أصعبَ من أن يفهمه الغرباء أو حتى الأشخاص المقربون منك، فالشخص الذي يحاول الاقتراب ولَمسك بشكلٍ ودّي وطبيعي سيشعر بأنه مرفوض عندما تبتعد عنه خجلاً.

 يُعرَف رهاب اللمس أيضاً بأسماءَ أخرى، وهي: (أفينفوسومفوبيا/Aphenphosmphobia) و (شيرابتوفوبيا/Chiraptophobia) و (ثيكسوفبيا/Thixophobia)، وجميعها تعني الخوف من اللمس.

أعراض رهاب اللمس

تتفاوت حدّة أعراض رهاب اللمس، إذ يمكن لبعض المصابين به بناء ثقة كافية للتغلب على ردود أفعالهم غير الاعتيادية. وذلك مع شخص أو شخصين محددين على المدى الطويل. و / أو يمكن أن يتقبّلوا مبادرة هؤلاء الأشخاص للاقتراب واللمس ويعبرون عن سماحهم للشخص الآخر بالمبادرة.

بينما يبقى آخرون ممن يعانون من هذا الرهاب غير مرتاحين لأي نوع من أنواع اللمس على الإطلاق.

إذا كنت تعاني من رهاب اللمس، فقد تكون ردود أفعالك تجاه مواجهةِ ما يحفزّك على الخوف مماثلةً لتلك الأعراض المرتبطة بأحد أنواع الرهاب المحدّد الأخرى.

إذ يمكن أن تتعرض لـ البكاء، الجمود في المكان،محاولة الهروب، الارتعاش والتعرق.

 يعاني بعضُ المصابين برُهاب اللّمس من نوباتِ هلعٍ أيضا والتي تتميز بسرعةِ خفقان القلب، التنفس السريع، والشعور بالموت الوشيك.

تتضمن أعراض الرهاب المحدّد عادةً سلوكياتِ التجنّب. تتمثل هذه السلوكيات في حالة رهاب اللمس، بتجنّب المصافحة والعناق من خلال إبقاء يديك مشغولتين بشيء ما، وتجنّب كُلّ من تعتقد أنه يشعر بانجذابٍ نحوك أو حتى تجنّب المناسبات الاجتماعية، حيث تخاف من توقع الآخرين منك أن تظهِر تفاعلاً جسدياً طبيعياً.

الحاجةُ إلى اللمس والتواصلِ البشري هي حاجةٌ فطريّة، وعدم القدرة على الاستمتاع بهذا التواصل الوديّ يمكن أن يسبب مشاكلَ نفسية إضافية ناجمةً عن  الشعور بالعزلة والوحدة.

تشخيص رهاب اللمس

لم يتم اعتبار رُهاب اللمس على أنه حالة نفسية فريدة في “الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية” (DSM-5). بل تم تشخيصه على أنه رهابٌ محدد (رهاب من عنصر أو موقف معين).

يطرح الطبيب بعض الأسئلة حول طبيعة الأعراض،مدتّها وشدتها حتى يتم تشخيصك بهذه الحالة النفسية. كما يمكن أن يأخذ تاريخك الطبي أيضاً، يجري فحوصاتٍ جسدية أو بعض الاختبارات السريرية التي تساعد على استبعاد احتمال وجود حالات نفسية أخرى.

يحدد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية أن الرّهاب المحدد يجب أن:

  • يخلق خوفاً مفرطاً وغير منطقي.
  • يـحدثُ بشكلٍ فوري عند وجود مصدرِ الخوف.
  • يؤدي إما إلى النفور أو الضّيق الشديد.
  • يَـخلق حدوداً في حياة الفرد الشخصية.

يجب أن تكون الأعراض ظاهرةً لمدة ستة أشهر على الأقل أيضاً، وألا تكون ناجمةً عن حالةٍ طبية أو عقلية أخرى.

الحالات النفسية المرتبطة برهاب اللمس

قبل إمكانية تشخيص مرضك بهذا النوع من الرهاب، يجب على الطبيب أولاً أن يستبعد الحالات النفسية المحتملة الأخرى والتي يمكن أن تسبب الأعراض الحاصلة.

تتضمن الحالات النفسية التي تتشارك ببعض الأعراض مع رهاب اللمس ما يلي:

  • رهاب الخلاء (Agorapgobia).
  • حالات أخرى من الرهاب المحدد، مثل رهاب الازدحام (Enochlophopia)، أو رهاب الجراثيم (Musophobia).
  • اضـطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • اضطـراب الهلع.
  • اضطراب القلق الاجتماعي.

قد يستبعد الطبيب أيضاً الإصابة بالألم الخَيفي (allodynia) والذي ينطوي على فرط الحساسية للّمس. ففي هذه الحالة، يتجنب المصابون بها التعرض للّمس، لأنهم يجدونه مؤلماً أو مستفزاً، كما يمكن أن يرتبط رهاب اللمس بمشاكلَ في العمليات الحسية.

أسباب رهاب اللمس

إن الأسباب الدقيقة للرهاب مجهولة، ولكن توجد بعض العوامل التي قد تلعب دوراً في ذلك. كما هو الحال في أنواع الرهاب الأخرى، يمكن أن تساهم الجينات، التاريخ العائلي، التجارب الشخصية والمزاج العام في تطوّر الرهاب.

التاريخ العائلي

يمكن اكتساب مشاعر الخوف من خلال ملاحظة مشاعر الأهل. لذلك فإن رؤية المقربين الذين يعانون أيضاً من رهابٍ أو اضطرابِ قلق آخر يمكن أن يزيد من احتمالية إصابة الشخص بهذه الحالة.

التجارب الصادمة

قد يلعب الاعتداء الجنسي أو الصدمات الأخرى دوراً في الإصابة بهذا الرهاب، إذ يمكن لأيّ تجربةٍ سلبية تنطوي على اللّمس أن تسهم في تطور الحالة.

تظهِر الأبحاث أن النساء أكثرُ عرضةً بمرتين من الرجال للإصابة بالرهاب المحدد مثل رهاب اللمس. ويزيد وجود نوعٍ آخر من الرهاب أو أية حالة عقلية صحية أخرى من احتمال تطور الرهاب المحدد.

وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، فإن 75% من المصابين بحالات الرهاب المحدد يعانون من أكثر من رهابٍ واحد.

غالباً، يبدو أن الرهاب يتطور دون معرفة السبب، وينطبق هذا الأمر على العديد من حالات الرهاب المُحدد.

معظم المصابين العاجزين عن تتبّع آثار الرهاب وربطه بحدثٍ معين نشأ عندهم هذا الخوف في مرحلة الطفولة المبكرة،لكنّ المواقف المثيرة له قد تحدث في أي وقت من حياتهم.

الخبر السّار هو أنه لا توجد ضرورةٌ لمعرفة الأسباب وراء اضطراب القلق هذا كشرطٍ لمعالجته بنجاح.

طرق علاج رهاب اللمس

لحسن الحظ، يمكن علاج الرهاب المحدد بدرجةٍ كبيرة، إذ يتراوح معدل العلاج الناجح لحالات الرهاب من 80% إلى 90%، وهناك العديد من الخيارات المتاحة لعلاجه، وتشمل مايلي:

العلاج الدوائي

يمكن وصف مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق لمساعدة المصابين على التعامل مع أعراض الرهاب المحدد، مثل رهاب اللمس، في كثير من الأوقات،وغالباً ما تكون هذه الأدوية أكثر فاعليةً عندما يتم استخدامها بالتوازي مع العلاج النفسي.

العلاج النفسي

غالباً ما يُنصَح بالعلاج بالتعرّض (Exposure therapy) للتعامل مع الرهاب المحدد. ويتضمن هذا العلاج تعريضَ الأشخاص تدريجياً لمصادر الخوف مع ممارستهم لأساليبِ الاسترخاء. بالتالي سوف تقلّ حدة الاستجابة للخوف بشكلٍ تدريجي.

يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) علاجاً آخر يوصَى به لحالات الرهاب المحدد.

يستهدف هذا النوع من العلاج الأفكار والعوائق السلبية التي تساهم في تطور الرّهاب واستمراره.

التأقلم مع، علاج، تشخيص، أعراض رهاب اللمس

كيفية التأقلم مع رهاب اللمس

إضافة إلى البحث عن علاجٍ لحالتك، هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها بنفسك والتي من أجلها أن تسهّل عملية التأقلم مع هذا الرهاب. تتضمن هذه الخطوات:

العناية بنفسك

احرص على أن تهتم جيداً بكل من صحتك الجسدية والعقلية. خذ قسطاً كبيراً من الراحة، اتّبع نظاماً غذائياً صحياً، مارس التمارين الرياضية بانتظام، واعمل على إيجاد طرق تناسبك للاسترخاء والسيطرة على الضغوطات.

احصل على دعمِ الآخرين

من المهم جداً وجودُ أصدقاءٍ بجانبك وعائلةٍ تفهمك وتدعمك. ومن المفيد أيضاً الانضمامُ لمجموعاتِ المساعدة الذاتية، حيث يمكنك المشاركة بما تعانيه مع أشخاصِ يمرّون بذات التجربة.

حاول تجنب تعزيزَ ما يخيفك

إن الهروب مما يثير الخوف يعزز من حالة الرهاب لديك ويزيدها سوءاً. لا يعني هذا أنك تحتاج إلى مواجهة مخاوفك بشكل مباشر. ولكن إيجاد وسائل تُعرّضك تدريجياً لما يثير الخوف لديك يمكن أن يساعدك في التغلب عليه.

يساعد أسلوب معالجة الشريك أو أفراد العائلة بشكل كبير الأشخاصَ المقربين منك على فهم مخاوفك وإيجاد طرقٍ بديلة للتعبير عن مشاعرهم تجاهك (غير اللمس) .

ابحث عن معالج نفسي متخصص تستطيع إنشاء علاقة الثقة والعلاقة العلاجية معه. و خذ في اعتبارك أن التعافي يستغرق بعض الوقت.

التأقلم مع، علاج، تشخيص، أعراض رهاب اللمس

الخلاصة

إن الخوف من التعرض للَّمس يمكن أن يتطور بسبب تجارب مؤلمة للغاية. يمكن فهم واستيعاب هذه التصرفات ويساعد العلاج على تأقلم المصابين بهذا الرهاب مع ذكرياتهم المؤلمة إضافة إلى الأعراض الناجمة عنه.

إذا كان خوفك يبقيك بعيداً عن تلبية حاجاتك اليومية، فمن المهم التواصل مع أخصائي الصحة العقلية.

قد تواجه صعوبة كبيرة في الشعور بالراحة في حال اللمس، ولكن مع العمل الجاد، تستطيع تعلم كيفية التحكم بتصرفاتك النابعة من الخوف.

التأقلم مع، علاج، تشخيص، أعراض رهاب اللمس

اقرأ أيضاً: رهاب الأماكن المرتفعة، أعراضه، أسبابه، وطرق علاجه

المصدر: What Is Haphephobia

تدقيق: هبة مسعود
مراجعة: أوبستان
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: