شخصية الوسيط (INFP)، هي واحدة من ستة عشر نوع من أنواع الشخصيات التي حددها مؤشر مايرز- بريجز (MBTI)، وتُرمز INFP إلى صفات الشخص: الانطوائي (introverted)، الحدسي (Intuitive)، العاطفي (feeling)، المرن (perception).
يُطلق على شخصية INFP اسم شخصية “الوسيط” أو “المثالي” لأنها شخصية انطوائية ومثالية ومبدعة، وتقودها القيم العالية.
يرغب أفراد هذه الشخصية بتحويل العالم إلى مكان أفضل ويهتمون بمساعدة الآخرين بأفضل طريقة ممكنة، ويسعون لفهم ذاتهم بشكل أكبر وفهم كيف يتناغمون مع العالم.
يقضي أفراد هذه الشخصية الكثير من الوقت في محاولة اكتشاف هدفهم الخاص في الحياة والتفكير في كيفية استخدام مهاراتهم ومواهبهم لخدمة الإنسانية بأفضل صورة.
تُشابِه INFP، شخصية المنطقي (INTP) والمُعطي (ENFJ) وتناقض شخصية المُشرف (ESTJ).
الخصائص البارزة لدى شخصية INFP
تُعرف شخصية الوسيط (شخصية المثالي) بالانطوائية والهدوء والمحافظة، لذلك قد تستنزف الأوساط الاجتماعية طاقتها، إذ يفضل أفرادها التفاعل ضمن مجموعة مقربة من الأصدقاء.
علماً أن تفضيلهم الوحدة ليس بالضرورة أن يعني الخجل، بل ببساطة استرداد الطاقة من وحدتهم.
يعتمد أفراد هذه الشخصية على حدسهم ويركزون أكثر على الصورة المجملة بدلاً من التفاصيل الدقيقة، وقد يدققون للغاية حول الأشياء التي يهتمون بها أو المشاريع التي يعملون عليها، ولكن يميلون إلى تجاهل التفاصيل العادية أو المملة.
يركزون على مشاعر الآخرين ويؤثر ذلك على قراراتهم بدلاً من تأثير المعلومات الموضوعية.
يحب أفراد هذه الشخصية إبقاء الخيارات مفتوحة أمامهم عند صنع القرار، وغالباً يؤجلون اتخاذ القرارات المهمة إلا في حال حدوث تغييرات في الموقف أو الحالة.
علماً أنهم يركزون عادةً عند اتخاذ القرار على القيّم الشخصية بدلاً من المنطق.
تتمثل نقاط القوة لدى شخصيو الوسيط بالولاء والإخلاص، الحساسية، العناية والاهتمام بالآخرين، العمل بشكل الجيد لوحدهم، تقدير العلاقات المقربة، رؤية الصورة المجملة بشكل واضح.
أما نقاط الضعف فتتمثل بالمثالية بشكل مُفرط، الأخذ بكل شيء على محمل شخصي، صعوبة التعرف عليهم، غضّ النظر عن الأشياء الصغيرة، الإغفال عن التفاصيل.
الوظائف المعرفية لشخصية INFP
يرتكز مؤشر مايرز- بريجز (MBTI) على النظرية الشخصية التي أنشأها المحلل النفسي السويسري “كارل يونغ”، ويشير إلى أن الشخصية مؤلفة من وظائف معرفية مختلفة (الحدس والتفكير والإحساس والشعور) والتي تُوَّجه إما بشكل خارجي (انبساطي) أو بشكل داخلي (انطوائي). ويحدد الترتيب الهرمي لهذه الوظائف شخصية الفرد.
الوظيفة المهيمنة هي الجانب الأبرز والأكثر تحكماً في الشخصية رغم أن الوظيفة الثانوية أيضاً تلعب دوراً داعماً، وتُعد الوظيفة الثالثة والوظيفة الأدنى أقل أهمية، ولكنها تضفي بعض التأثير.
الوظيفة المهيمنة: الشعور الانطوائي
يملك أفراد شخصية INFP (شخصية المثالي) عمقاً كبيراً في العواطف، ولكنهم في الغالب يعالجون هذه المشاعر داخلياً بسبب طبيعتهم الانطوائية.
يولي أفراد شخصية INFP اهتماماً كبيراً في استكشاف العالم.
ورغم أنهم يشعرون بالتعاطف والتفاهم العميق تجاه الآخرين لكنهم لا يفصحون عنها. لذلك أحياناً يساء فهمهم على أنهم منعزلين.
الوظيفة الثانوية: الحدس الانبساطي
يكتشف أفراد شخصية المثالي الحالات باستخدام خيالهم والسيناريو الذي يراودهم بعد سؤال “ماذا لو” وغالباً يفكرون في مجموعة واسعة من الاحتمالات قبل الشروع بأي عمل.
الحياة الداخلية لهؤلاء الأشخاص هي قوة سائدة في شخصيتهم، إذ يتفاعلون مع العالم الخارجي باستخدام الحدس لديهم.
يركزون على “الصورة الكبيرة” والأشياء التي سوف تصقل طريقهم في المستقبل، مما يجعلهم قادةً تحوليين ومتحمسين لإحداث تغييرات إيجابية في العالم.
الوظيفة الثالثة: الحس الانطوائي
عند تلقي المعلومات، يخلق أفراد هذه الشخصية ذاكرة حيّة عن الأحداث وغالباً سوف يعيدون تذكرها في ذهنهم لتحليل التجارب في أوقاتٍ أقلَّ ضغطاً، مثل الذكريات المصاحبة لمشاعر قوية، فقد يبدو استحضار الذكريات مثل إعادة إحياء التجربة بحد ذاتها.
الوظيفة الأدنى: التفكير الانبساطي
تتضمن هذه الوظيفة المعرفية تنظيم العالم وفهمه بطريقة موضوعية ومنطقية. في حين أنه تأثير غير واعي بشكل أساسي على شخصية INFP لكن يمكن أن يظهر الجانب “الانبساطي” في أوقات الضغط.
قد يصبح صاحب هذه الشخصية فجأة عملياً للغاية عند مواجهة التوتر وموجهاً نحو التفاصيل، مثل التركيز على المنطق بدلاً من العاطفة.
نظراً لأن أفراد هذه الشخصية عادةّ ما يحكمهم الحدس والعاطفة، يمكن أن يكافحوا أحياناً للشعور بالإنتاجية والكفاءة. قد يساعدهم تعلم تطوير هذه الوظيفة خلق إحساس أفضل بالتوازن.
أبرز مشاهير شخصية الوسيط (INFP)
من أبرز مشاهير شخصية الوسيط نذكر:
- الممثلة أودري هيبورن
- المؤلف جي آر آر تولكين
- ملكة بريطانيا، الأميرة ديانا
- الكاتب المسرحي ويلبام شيكسبير
- شخصية فريد روجرز
طبيعة العلاقات الشخصية مع INFP
أفراد شخصية الوسيط مثاليون، لذا يميلون إلى خلق توقعات عالية حتى في العلاقات، مثلاً قد يحملون صورة مثالية في أذهانهم عن شريكهم المثالي، والذي قد يكون دوراً صعباً على أي فرد لتجسيده.
يهتم حامل هذه الشخصية بشدة بالآخرين ومع ذلك بصفته انطوائي، قد يصعب معرفته. إذ يميل إلى الاقتراب والالتزام الشديد تجاه القلّة من نطاق العلاقات الوثيقة.
ويميل إلى الإخلاص تماماً لدائرة الأصدقاء المقربين والعائلة والاهتمام بمشاعر وعواطف الأحباء.
يكره الصراع ويحاول تجنبه، لكن عند نشوبه يركز أكثر على شعوره بدلاً من التفاصيل الفعليّة.
خلال المجادلات، قد تبدو شخصية الوسيط عاطفية بشكل مفرط أو حتى غير عقلانية. ومع ذلك، يمكنها أيضاً أن تكون وسيطاً جيداً من خلال مساعدة الآخرين المشاركين في الصراع على تحديد مشاعرهم والتعبير عنها.
نظراً لأنها شخصية متحفظة ولديها خصوصيتها، فقد يكون من الصعب على الآخرين التعرف عليها.
خلاصة القول: يتم تركيز الكثير من طاقة شخصية INFP بشكل داخلي (انطوائي) وتتميز بمشاعرها الشديدة وقيمها العالية، مخلصة جداً لمن تحب وللمعتقدات والقضايا التي تهمها.
المسارات المهنية لشخصية INFP
يبرع أفراد هذه الشخصية في الأعمال التي يعبرون من خلالها عن مدى إبداعهم ونظرتهم، صحيح أنهم يعملون بشكل جيد مع الآخرين لكن بشكل عام يفضلون العمل لوحدهم.
أفراد هذه الشخصية مبدعون، فنانون، روحانيون، وغالباً لديهم مهارات لغوية ولكن قد يفضلون التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال الكتابة بدلاً من الإفصاح عنها شفهياً.
بسبب تمسكهم بالأخلاقيات والقيّم بشدة، يظهر عليهم الشغف عند مناصرة معتقداتهم والدفاع عنها.
نظراً لمشاعرهم القوية اتجاه قيّمهم الخاصة، يهتمون بمعرفة الآخرين أكثر، كما أنهم على أهبة الاستعداد للاستماع والاهتمام بالعديد من جوانب مشكلة ما.
الأعمال الشائعة لشخصية INFP:
- فنان
- استشاري
- مصمم رسوميات/غرافيك
- أمين مكتبة
- طبيب نفسي
- معالج فيزيائي
- ناشط في المجتمع
- كاتب
نصائح للتعامل مع شخصية INTP
إذا كان أحد الأشخاص ممن تعرفهم يمتلك هذه الشخصية، إليك بعض النصائح للتعامل معه وفقاً لنوع العلاقة:
من ناحية الصداقات
لدى شخصية INFP عدد قليل من الأصدقاء ولكن عموماً علاقاتها تدوم لفترة طويلة. في حين أن هذه الشخصية يمكنها فهم عواطف الآخرين، إلا أنها تعاني عند مشاركة مشاعرها معهم.
قد يكون التواصل الاجتماعي صعباً على أفراد شخصية INFP، رغم أنهم يتوقون إلى الألفة العاطفية والعلاقات العميقة.
تحتاج معرفة شخصية INFP وقتاً وجهداً، لكن ذلك يثمر نتائج عظيمة لمن لديهم الصبر والتفهم لها.
من ناحية التربية
عادةً آباء شخصية INFP داعمون ويهتمون بالآخرين وطيبون، كما يجيدون إنشاء المبادئ التوجيهية ومساعدة الأطفال على تطوير قيّم عالية.
بوصفهم آباء فإن هدفهم هو مساعدة أطفالهم على النمو، وإظهار تقديرهم لعجائب الدنيا، قد يعانون من مشاركة مشاعرهم مع أطفالهم. وغالباً يركزون على خلق الانسجام في المنزل.
من ناحية العلاقات العاطفية
على غرار الصداقات، قد يكافح أفراد شخصية INFP للاقتراب من شركاء رومانسيين محتملين، بمجرد تشكيل علاقة ما يخلصون لها، وقد يحملون في أذهانهم صور رومانسية تخيليّة مبالغ فيها، أو توقعات مفرطة متعلقة بالشريك ويعانون للوصول إليها.
أيضاً يميلون إلى أخذ التعليقات على محمل شخصي وفي ذات الوقت يعانون من أجل تجنب الصراعات.
إذا كان يحمل شريكك شخصية الوسيط، عليك فهم مدى معاناته عند الانفتاح أحياناً وقد يكون حساساً من النقد وغالباً يولي سعادتك أولوية بدلاً من سعادته.
اقرأ أيضاً: شخصية المنطقي (INTP)، خصائصها، ومزاياها وعيوبها
اقرأ أيضاً: شخصية المشرف (ESTJ)، خصائصها، مزاياها وعيوبها
اقرأ أيضاً: شخصية المهندس المعماري (INTJ)، خصائصها، مزاياها وعيوبها
المصدر: INFP: The Mediator (Introverted, Intuitive, Feeling, Perceiving)
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم