يعتمدُ علاج اضطراب القلق الاجتماعي (SAD) على حدّة الأعراض الجسديّة والعاطفية وعلى مدى قدرتك على الأداء اليومي بشكلٍ فعّال.
تختلف مدة العلاج أيضاً، فقد يستجيب بعض الأشخاص بشكلٍ جيد للعلاج الأولي دون الحاجة إلى أي شيء آخر، بينما قد يتطلب آخرون بعضاً من أشكال الدعم خلال حياتهم.
وقد أظهر كلٌّ من العلاجين الدوائي والنفسي فعاليّةً في علاج اضطراب القلق الاجتماعي.
يستجيب اضطراب القلق الاجتماعي الذي يحدث في كلّ المواقف بشكلٍ أفضل لمزيجِ العلاج الدوائي والنفسي معاً، بينما يكون العلاجُ النفسي وحدهُ فعالاً للأشخاص الذين يعانون من قلقٍ محدّد اتجاه نمطِ أداءٍ اجتماعي واحد أو موقفٍ اجتماعي واحد.
في حال تم تشخيصك باضطراب القلق الاجتماعي أو كنت تعتقد أنك مصاب به فاعلم أنه بإمكانك التغلب عليه.
علاج اضطراب القلق الاجتماعي الدوائي
توصف العديد من الأدوية المختلفة في علاج اضطـراب القلق الاجتماعي، لكلّ منها ميزاتها وعيوبها اعتماداً على طبيعة الحالة.
أظهرت المراجعةَ المنهجية لفعاليّة العلاج الدوائي في اضطراب القلق الاجتماعي تأثيراً صغيراً إلى متوسط الحجم لكلّ أصناف الأدوية التالية ذِكرُها والتي أظهرت تحسناً في الحالة.
هذا يعني أن عدةَ أصنافٍ مختلفة من العلاج الدوائي يمكن أن تساعد في تحسين أعراض اضطراب القلق الاجتماعي و يمكن لنوعٍ واحدٍ فقط أن يكون مفيداً لعلاج حالتك.
مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)
تعتبر مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية الخيارَ الأول في العلاج الدوائي لاضطراب القلق الاجتماعي نظراً لقدرة الفرد على إدارتها وتحمُّل آثارها الجانبية، لكن بسبب احتمال حدوث آثارٍ لانسحابها من الجسم فمن الضروري أن يتم التقليلُ منها تدريجياً في نهاية العلاج.
تتضمن خياراتُ العلاج باستخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ما يلي:
- باكسيل سي آر (باروكسيتين) (Paxil CR ( Paroxetine
- لوفوكس سي آر (فلوفوكسامين) (Luvox CR (fluvoxamine
- زولوفت (سيرترالين ) (Zoloft (Sertraline
- ليكسابرو (إسيتالوبرام) (Lexapro (Escitalopram
- سيليكسا (سيتالوبرام) (Celexa (Citalopram
- بروزاك (فلوكسيتين) (Prozac (Fluoxetine
مثبطات امتصاص السيروتونين والنورابينفرين (SNRIs)
هي صنفٌ من أصناف مضادات الاكتئاب تـُستخدم في علاج القلق، وتستهدفُ سيروتونين ونورابيفيرين الناقلات العصبية، وتتضمن خيارات العلاج باستخدام مثبطات امتصاص السيروتونين والنورابينفرين ما يلي:
- ايفكسور اكس ار (فينلافاكسين) (Effexor XR (Venlafaxine
- سيمبالتا (دولوكستين) (Cymbalta (Duloxetine
- بريستيك (ديزفينلافاكسين) (Pristiq (Desvenlafaxine
مثبطات الأوكسيداز أحادي الأمين (MAOIs)
كانت ذات يومٍ العلاجَ الأكثر نجوعاً لاضطراب القلق الاجتماعي ولكن تحمِل هذه الأدويةُ معها خطرَ حدوث آثارٍ جانبية خطيرة في حال عدم اتباع الإرشادات الغذائية والدوائية المُرفقة، وتتضمن خيارات العلاج باستخدام مثبطات الأوكسيداز أحادي الأمين ما يلي:
- نارديل (فينيلزين) (Nardil (Phenelzine
- بارنات( ترانيلسيبرومين) (Parnate (Tranylcypromine
- ماربلان (إيزوكاربوكسازيد) (Marplan (Isocarboxazid
حاصرات مستقبلات بيتا (Beta Blockers)
يتم تناول هذه الأدوية عادة عن طريق الفم قبل الحدث المثير للقلق مثل الأداء الاجتماعي وذلك للتقليل من الأعراض التي يمكن أن تحصل كتسارع ضربات القلب، ارتعاش اليدين والشعور بشيء غريب في المعدة، وتتضمن خيارات العلاج باستخدام حاصرات مستقبلات بيتا ما يلي:
- انديرال (بروبرانولول) (Inderal (Propranolol
- تينورمين (اتينولول) (Tenormin (Atenolol
تفيد حاصرات مستقبلات بيتا في المواقف التي تتطلب براعةً عقلية لأنها لا تؤدي إلى آثارٍ سلبية على القدرة الإدراكية للفرد.
بينزوديازيبينات (Benzodiazepines)
هي مسكناتٌ خفيفة تهّدئ من أعراض القلق من خلال إبطاء الجهاز العصبي الرئيسي. على الرغم من سرعة فعاليتها واستجابتها الجيدة. إلا أن بإمكانها أن تؤدي إلى الإدمان عليها. بالتالي لا يجب وصفها لشخص يعاني من اضطراب إدمان المواد المخدرة، وتتضمن خيارات العلاج باستخدام البنزوديازيبينات ما يلي:
- أتيفان (لورازيبام) (Ativan (lorazepam
- فاليوم (ديازيبام) (Valium (Diazepam
- زاناكس (البرازولام) (Xanax (Alprazolam
- كلونوبين (كلونازيبام) (Klonopin (Clonazepam
لا يعتبر هذا النوع من الدواء خياراً أولياً لعلاج اضطراب القلق الاجتماعي.
هناك خياراتُ علاج دوائيةٌ أخرى يمكن أن يستخدمها الطبيب المعالج. من بينها: فيستاريل (hydroxyzine) وبوسبار BuSpar (بوسبيرون هيدروكلوريد buspirone hydrochloride).
إذا لم تكن متأكداً من خيار العلاج المناسب لك، استشر طبيبك عن احتمالات استخدام الأدوية لعلاج حالتك الخاصة.
علاج اضطراب القلق الاجتماعي النفسي
يمكن استخدام العلاج النفسي وحده أو مع العلاج الدوائي تهدف الخياراتُ المتنوعة من أنماط العلاج النفسي إلى مساعدة الفرد على تغيير سلوكه إلى سلوك مُحبّب.
على الرغم من ارتباطِ زيارة الطبيب النفسي عادةً بوصمةٍ اجتماعية. إلا أن الملايين من الأشخاص يستفيدون من تلك الزيارة. بالتالي لا يوجد ما يبعث على الإحراج أو العار.
يمكنك أن تسأل طبيبك لأجل توجيهك إلى معالج نفسي أو أخصائي صحة نفسيّة إضافةً إلى تزايد المواقع الالكترونية التي يمكن أن تساعدك في الوصول إلى المعالج النفسي المناسب وفقاً لأعراضك وجدول مواعيدك وتأمينك الصحي.
حاول تدوين عدةِ ملاحظات تخص أفكارك ومشاعرك، بالتالي يصبح لديك نقطةُ انطلاقٍ للمناقشة في الموعد الطبي الأول.
قد يكون التفكير بالأمر صعباً بالبداية وكلّما كنت صادقاً وصريحاً مع الطبيب كلّما تقدّمتَ خطوةً باتجاه البدء بالسيطرة على القلق.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لـ اضطراب القلق الاجتماعي
يُعد العلاج السلوكي المعرفي الخيارَ الأول في العلاجات النفسية لاضطراب القلق الاجتماعي؛ وهو شكلٌ من أشكال العلاج النفسي مُصمّمٌ لتعديل الأفكار والمشاعر بهدف التأثيرِ الإيجابي على العواطف.
وله ثلاثة أنواع التعرض (Exposure)، إعادة الهيكلة المعرفية (Cognitive Restructuring) والتدريب على المهارات الاجتماعية (Social Skills Training).
العلاج بالتعرض (Exposure)
يتمّ هذا النوع من العلاج النفسي إما عن طريق تخيّلِ أو معايشةِ أداءٍ اجتماعي أو موقفٍ اجتماعي محدد في الحياة الحقيقية.
إذا كنت تعاني من اضطراب قلقٍ اجتماعي حاد. فمن الممكن أن يبدأ المعالج العلاجَ بتعرُّضٍ مُتخيّل للحدث ثم يتطور تدريجياً ليصل إلى التعرّض له فعلياً.
حيث يكمن مبدأ العلاج بالتعرض في الممارسةِ والمعاينة، إذ ستصبح مرتاحاً أكثر في المواقف التي يمكن أن تتجنبها بشكلٍ آخر.
هناك بعض من تمارين التعرض التي يمكن أن تمارسها بمفردك، على سبيل المثال العلاج بالتعرض لعلاج متلازمة المثانة الخجولة والعلاج بالتعرض لعلاج قلق الهاتف.
إعادة الهيكلة المعرفية (Cognitive Restructuring)
يركّز هذا العلاج على الأعراض العقلية لاضطراب القلق الاجتماعي والنظرة المتدنية للذات والخوف من التقييم السلبي وتحيز الإسناد السلبي (عزو النتائج الإيجابية للصدفة والنتائج السلبية إلى تقصير الفرد).
ينطوي هذا العلاج على سلسلةٍ من التمارين المصممة لتحديدِ الأفكار السلبية وتقييمِ مدى صحتها ولبناءِ أفكارٍ بديلة تتحدى الأفكارَ الأساسية.
يُعتقد أن هذا العلاج مهمٌّ في علاج اضطراب القلق الاجتماعي نظراً للجانب العقلي القوي للاضطراب ومدة استمرار المعتقدات الأساسية في الحقيقة.
التدريب على المهارات الاجتماعية (Social Skills Training)
ينطوي هذا العلاج على تمارينَ متنوعة كالنمذَجَة والتدريب ولعب الأدوار المصممة لمساعدة الأشخاص على تعلّم سلوكياتٍ مناسبة وللتقليل من القلق في المواقف الاجتماعية؛ لا يحتاج الجميع إلى هذا العلاج كجزءٍ من علاجهم.
صُممت هذه التمارين خصيصاً للأشخاص الذين لديهم عجزٌ حقيقي عن التفاعل الاجتماعي يعلو ويتجاوز اضطرابَ القلق الاجتماعي، ويستهدف هذا العلاج عادةً التواصلَ البصري والنقاشَ والثقةَ بالنفس والمكالماتِ الهاتفية.
علاج القبول والالتزام (ACT) لـ اضطراب القلق الاجتماعي
هو عبارةٌ عن تقنيةِ “موجة ثالثة” تمَّ تطويره بعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وهو علاجٌ يرتكز على الفلسفة البوذية.
خلال هذا العلاج تتعلم كيف تتقبلُ الأفكارَ السلبية والقلق عوضاً عن محاولة التخلص منها وذلك بالانفصال والانسلاخ عن القلق الاجتماعي بالتالي تنقص الأعراض بشكلٍ طبيعي في النهاية.
يستخدم المعالج الذي يتبع هذه الطريقة التدريبات التجريبية والتدخلات الموجَّهة بالقيم والتدريبَ على مهارات اليقظة كجزءٍ من العلاج.
التحليل النفسي لـ اضطراب القلق الاجتماعي
ينطوي التحليل النفسي والديناميكي النفسي على مساعدة المُعالج المريضَ في فهم الأمور الكامنة من الطفولة والتي يمكن أن تكون قد ساهمت في تطور اضطراب القلق الاجتماعي.
يُعتبر هذا العلاج الأفضلَ للأشخاص الذين يعيشون صراعاتٍ داخلية عميقة غير محلولة تساهم في ظهور القلق ويمكن أن يساعد التحليلُ النفسي. أيضا في بعض الحالات وذلك لاستكشاف المقاومة المحتملة للتغيير.
علاجات مكمّلة لـ اضطراب القلق الاجتماعي
تتضمن العلاجات البديلة لاضطراب القلق الاجتماعي ما يلي: المكملات الغذائية والعلاج بالعطور (طب الروائح) واليوغا.
لم تُثبِت معظم العلاجات البديلة فعاليّة جيدة في علاج اضطراب القلق الاجتماعي بالإضافة إلى أن هذه العلاجات ليست مقررةً كنماذجَ موحدة للعلاج بدقة.
إيجاد العلاج المناسب لـ اضطراب القلق الاجتماعي
تُشابه الخطواتُ الواجب اتخاذها لإيجاد علاجٍ لاضطراب القلق الاجتماعي خطواتَ إيجاد علاج أي اضطراب آخر.
تحدّث إلى شخصٍ ما، أحد أفراد أسرتك أو طبيب أو مرشد ديني عن المشاكل التي تواجهها. يمكنك البدء بإخبار صديقٍ أو أحد أفراد العائلة وطلب الدعم منه للوصول إلى المساعدة.
إذا لم يستطع الطبيب إرشادَك إلى أخصائيّ مناسبٍ في الصحة النفسية. يمكنك البحث فيما يدعى “معالجٌ نفسي لاضطراب القلق قريبٌ مني” يشمل قائمةَ الأخصائيين. الذين يقدمون خدمات العلاج النفسي عادةً والمعالجين النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين والاستشاريين.
في حال حاجتك للعلاج الدوائي، يجب التحدث إلى المعالج النفسي حتى يرشدك إلى الطبيب المناسب. أما إذا كنت تحتاج علاجاً بديلاً ابحث عن معالجٍ فيزيائي يمارس الطب التكاملي، واحجز موعداً هاتفياً واستفسر عن تكلفة العلاج وإمكانية شمول التأمين الصحي للعلاج.
نصيحة
يمكن أن تبعث محاولةُ الحصول على مساعدةٍ للمرة الأولى على الانزعاج وتحرّض على القلق بحد ذاتها، كُنّ على يقين أنك تخطو الخطوةَ الأولى الأفضل نحو الاتجاه الصحيح للتخفيف من القلق الاجتماعي على المدى البعيد.
اقرأ أيضاً: اضطراب القلق الاجتماعي، أعراضه وتشخيصه
المصدر: Treating Social Anxiety Disorder
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم