قلق الهاتف (رهاب الهاتف)، أعراضه، علاجه وكيفية التأقلم معه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يشير مصطلح قلق الهاتف إلى الخوف من إجراء المكالمات الهاتفية أو الرد عليها (وهو ما يُعرف أيضاً بـ رهاب الهاتف/ Telephobia). يشيع هذا الخوف بين الناس الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي (SAD).

قد لا يحبذ الكثير من الناس التحدث على الهاتف أو يتجنبون المحادثات التي يجب عليهم إجراؤها عبره، ولكن عندما يسبب هذا التردد أعراضاً كالقلق الشديد، ضيق التنفس أو تسرع ضربات القلب، ربما تعاني من قلق أو رهاب الهاتف.

يمكن أن يشعر الأشخاص الذين لا يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي بالقلق من استعمال الهاتف. إذ تكون التعاملات الاجتماعية المباشرة مريحة أكثر بالنسبة لهم. ويعود ذلك ربما إلى حقيقة أن المواقف التي تنطوي على لقاءات وجهاً لوجه مع الآخرين تتيح لهم قراءة الإشارات غير الشفوية كتعابير الوجه.

لكن، من البديهي أن يعاني المصابون باضطراب القلق الاجتماعي من عكس ذلك؛ أي أن خوف الهاتف سيعكس المشاكل التي يواجهونها أثناء تعاملهم مع الآخرين بشكل عام. 

أعراض قلق الهاتف

إذا كنت تشعر بقلق شديد قبل أو بعد التواصل عبر الهاتف، فمن المحتمل أن تكون مصاباً بقلق الهاتف، ومن بعض الأعراض العاطفية التي يتضمنها قلق الهاتف ما يلي:

  • تجنّب إجراء المكالمات الهاتفية أو تلقيها.
  • الخوف من الرد على المكالمات الهاتفية أو تأجيل الرد عليها.
  • الخوف من إجراء المكالمات الهاتفية أو تأجيلها.
  • الهوس بما قيل على الهاتف بعد انتهاء المكالمات.
  • القلق من أن تُحرِج نفسك.
  • الهمّ إزاء من إزعاج الآخرين.
  • القلق ممّا ستقوله.

كما يتضمن أعراضاً جسدية، منها:

  • زيادة ضربات القلب.
  • غثيان.
  • ارتجاف.
  • صعوبة في التركيز.

قد يكون للخوف من إجراء المكالمات الهاتفية أو الخوف من الرد على المكالمات الهاتفية أثراً ضاراً على الصعيدين الشخصي والمهني. لذلك من المهم أخذ موضوع قلق الهاتف على محمل الجد.

على الرغم من أن الرد على الاتصالات الهاتفية وإجراءها قد يبدوان مهمتان بسيطتان يمكن للجميع أداءهما، فإن القلق بالنسبة للذين يعانون من رهاب الهاتف مرعب وحقيقي.

علاج قلق الهاتف 

يمكن أن يتضمن علاج قلق أو رهاب الهاتف تقنيات العلاج المعرفي السلوكي (CBT) مثل إعادة الهيكلة المعرفية والتدريب على التعرض لما يثير الخوف. بالإضافة إلى وجود العديد من استراتيجيات المساعدة الذاتية التي تستطيع الاستعانة بها للتأقلم مع قلق الهاتف.

إعادة الهيكلة المعرفية (Cognitive Reconstructing)

وتتضمن تحدي المعتقدات واستبدال الأفكار السلبية بأفكار بنّاءة وأكثر إيجابية. على سبيل المثال، إذا كنت تقلق باستمرار بشأن إزعاج الشخص الذي تتصل به، فإن إعادة الهيكلة المعرفية ستدفعك للتفكير في الدليل الذي يثبت ذلك فعلاً.

ما الذي يجعل الإنسان يجيب على الهاتف إذا كان مشغولاً جداً؟ لمَ سيطلب منك الاتصال به إذا لم يكن راغباً بالتحدث معك؟

وستصل أخيراً إلى استنتاج أنه من غير المرجح أنك تزعج الشخص الآخر أو أنه لا يرغب بالتحدث معك.

تدريب التعرُّض

يتضمن تدريب التعرض ممارسة التعرض التدريجي لسلوكيات أكثر صعوبة خطوة خطوة. وفي حالة قلق الهاتف، تبدو هرمية الخوف كما هو موضّح في الأسفل (مرتّبة من الأسهل إلى الأصعب)، إذ تمارس كل سلوك منها إلى أن تشعر بالراحة ومن ثم يمكنك الانتقال إلى السلوك التالي الأصعب.

نموذج هرمية قلق الهاتف

فيما يلي مثال عن هرمية أو سلم مراتب الخوف الموجودة لدى شخص يشعر بالتوتر عند التواصل عبر الهاتف:

  1. الاتصـال برقم تعلم مسبقاً أنك ستسمع منه رسالة مسجلة فقط، مثل خط خدمة الزبائن.
  2. الاتـصال بفرد من العائلة أو صديق تعرفه معرفةً وثيقة.
  3. الاتصال بجهة عمل وطرح سؤال مباشر، كالسؤال عن موعد إغلاقهم مثلاً.
  4. الاتصال بشخص لا تعرفه جيداً كي تسأله سؤالاً بسيطاً.
  5. الاتصـال بشخص لا تعرفه جيداً كي تناقشه في قضية معقدة.
  6. إجراء الاتصالات السابقة جميعها أمام شخص واحد.
  7. إجراء الاتصالات السابقة جميعها بحضور مجموعة من الأشخاص.

من الممكن أن يختلف سلم مراتب الخوف لديك تبعاً لأي منهما تستصعب التحدث إليه أكثر الأصدقاء أم الغرباء، وفيما إذا كان إجراء اتصال هاتفي أمام شخص آخر هو الأصعب بالنسبة لك.

لكن قد يكون من الصعب تشكيل هرمية للتعامل مع خوف الرد على المكالمات، فإن كنتَ تتجنب الرد على الهاتف بشكل اعتيادي، يمكن استخدام استراتيجية معرفة هوية المتصل، ويمكنك حينها البدء بالرد على الاتصالات الصادرة من الأشخاص الذين تشعر بالراحة معهم، وترك الاتصالات الأخرى تتوجه إلى البريد الصوتي، وتستطيع أخيراً أن تتقدم إلى مرحلة الرد على المكالمات الأصعب.

استراتيجيات التأقلم 

بشكل مثالي، يجب عليك ممارسة التقنيات المعرفية السلوكية تحت إشراف معالج مؤهل ومدرب، وفي حال كان من الصعب عليك لقاء استشاري العلاج المعرفي السلوكي، أو إذا كنت قد شاركت مسبقاً في هذا النوع من المعالجة وتبحث عن طرق إضافية لمواجهة المشكلة، فمن الممكن لهذه الاستراتيجيات أن تساعدك حينها:

  • ابتسم: ارسم ابتسامة على وجهك قبل إجراء أو تلقي المكالمات. قد تبدو هذه الطريقة سخيفة، ولكنها ستساعدك على الاسترخاء وستنقل إحساساً من السعادة إلى الشخص الذي تتحدث معه.
  • كافئ نفسك: كافئ نفسك بعد الانتهاء من المكالمات الصعبة بقضاء بعض الوقت في فعل أمر تحبه.
  • تخيل النجاح: تصوّر إجراء محادثة إيجابية والشعور بالرضا الذي يليها.
  • تأكد من توفر الشخص الآخر: إذا كنت قلقاً من مقاطعة شخص ما عندما تتصل به، اسأله إن كان الوقت مناسباً للاتصال، فإن كان مشغولاً سيتيح له سؤالك السابق الاعتذار ثم معاودة الاتصال بك لاحقاً.
  • لا تبالغ في التفكير في الأمر: حين يقول أحدهم “لا” أو عندما يرفض طلباً، قد يرجع ذلك لأسباب عديدة لا تخصّك، فحاول ألا تفرط في التفكير في أفعال الآخرين وتحليلها.
  • استعد للمكالمة: قم بقليل من التحضير قبل إجراء مكالمة هاتفية، ولكن دون مبالغة. جهز أقوالك بشكل عام وحاول ألا تتوقع أن تسري المكالمة كما خططت لها بالضبط، لذلك احرص على تدوين النقاط المهمة التي تريد طرحها وإبقائها في متناول اليد.
  • حوّل بعض المكالمات إلى البريد الصوتي: لست مضطراً دوماً للرد على الهاتف، فإن اتصل أحد ما بك في وقت غير مناسب، أو إذا كنت قلقاً جداً من الرد والحديث، فمن المقبول أن تحول الاتصالات إلى البريد الصوتي من وقتٍ لآخر.
  • جرب وسيلة اتصال أخرى: ربما لا يكون الهاتف أفضل وسيلة للاتصال دائماً، فالبريد الإلكتروني خيار أفضل عندما تريد الاحتفاظ بتسجيل رقمي لمحادثتك، أو عندما تريد إفساح المجال للمتلقي للتفكير قبل الرد عليك. ولكن عندما تحتاج إلى خوض نقاش عاطفي، أو عندما يكون الموضوع معقداً، فيجدر بك حينها الاتصال هاتفياً أو اللقاء وجهاً لوجه.

خلاصة

على الرغم من صعوبة قلق الهاتف، فيمكن تجاوزه والتغلب عليه. إذا وجدت أن خوفك من إجراء المكالمات أو الرد عليها يمتد ليطال نواحٍ أخرى من حياتك، وتراودك مخاوف من التواصلات الاجتماعية بشكل عام،

فالأجدر بك حينئذٍ أن تستشير خبيراً في الصحة النفسية، فإذا شخّص حالتك بأنها اضطراب القلق الاجتماعي، سيعرض عليك البدء بتلقي العلاج كالأدوية أو المعالجة النفسية.

اقرأ أيضاً: ما علاقة الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي بالضغط النفسي؟

اقرأ أيضاً: رهاب الكلام، أعراضه، أسبابه وعلاجه

اقرأ أيضاً: رهاب الغرباء، تعريفه، أنواعه وكيف نواجهه

المصدر: ?What Is Phone Anxiety

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

تدقيق: هبة مسعود
مراجعة: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: