تحدث هذه المغالطة عندما يتم إسناد النتائج أو العواقب بشكل غير مناسب إلى أسباب أو أفعال معينة بناءً على تسلسلها بدلاً من الأدلة الفعلية أو الارتباط المنطقي. غالباً ما تنطوي على تبسيط مفرط للمواقف المعقدة.
مثال
الموقف: أداء الطالب “سمير” ضعيف في المدرسة ويستمر بالتدهور. بعد انضمامه إلى معهد الموسيقى، تبدأ درجاته في التحسن. يستنتج الوالدان أنّ انضمام ابنهم إلى معهد الموسيقى تسبّب مباشرة في تحسين أدائه المدرسي.
ارتكاب المغالطة: يؤكد الوالدان، “درجات ولدِنا تحسنت فقط بسبب انضمامه إلى معهد الموسيقى، إنّه التغيير الوحيد الذي كنا بحاجة إليه!”
الشرح: ارتكب الوالدان مغالطة ما بعد التعيين لأنهم يعزون التحسن في أداء ابنهم الدراسي إلى الانضمام إلى معهد الموسيقى، متجاهلين أي عوامل أخرى محتملة قد ساهمت في التغيير. إذ أنّ رد فعل الوالدين يتجاهل تعقيدات الأداء الأكاديمي تماماً ويعزو النجاح إلى عامل واحد فقط، دون النظر إلى التأثيرات الأخرى المحتملة.
مثال
الموقف: كانت مبيعات شركة ما في تدهور مستمر، لذا أطلقت حملة إعلانية جديدة، وبعد فترة وجيزة، كان هناك زيادة صغيرة في المبيعات. تعزو الشركة الزيادة بالكامل في المبيعات إلى الحملة الإعلانية الجديدة.
ارتكاب المغالطة: تعلن إدارة الشركة، “زيادة مبيعاتنا كانت بالكامل بسبب الحملة الإعلانية الجديدة. من الواضح أنّ استراتيجيتنا الجديدة كانت السبب الوحيد لهذا النجاح!”
الشرح: هذه حالة من مغالطة ما بعد التعيين، حيث تُعزى الزيادة في المبيعات بالكامل إلى الحملة الإعلانية دون النظر في عوامل أخرى قد تؤثر على المبيعات، مثل تغيرات السوق، تحركات المنافسين أو التأثيرات الموسمية.
حقائق أخرى
مغالطة ما بعد التعيين هي في الأساس تسمية مختلفة لـ مغالطة المقارنات المتعددة (Multiple Comparisons Fallacy). لكن، نطاق مغالطة المقارنات المتعددة أوسع ويضم مقارنات عدة بين الدراسات، والذي لا يبدو أنه يناسب تعريف مغالطة ما بعد التعيين.
تسميات أخرى لهذه المغالطة
تعرف أيضاً باسم اصطياد المعطيات (Fishing For Data) أو الحفر بحثاً عن المعطيات.