مغالطة “ماذا عن؟” والمعروفة أيضاً بـ مغالطة “التهرب بالمقارنة”، هي تكتيك تحويلي ومغالطة منطقية يتم بواسطتها الرد على الانتقاد بتوجيه الحجة مرة أخرى إلى المتهم، متسائلاً عن سلوكهم أو أفعالهم بدلاً من معالجة الانتقاد الأصلي أو المسألة.
هذا التكتيك لا يحل النزاع الأصلي ولكن بدلاً من ذلك، يحوّل التركيز إلى موضوع جديد، مشيراً غالباً إلى ادعاء بالنفاق أو الخطأ في حجة الخصم أو أفعاله.
من وجهة نظر جدلية ومنطقية، تعتبر هذه المغالطة متغيراً لمغالطة “أنت أيضاً”؛ مصطلح يستخدم في الاتهام المضاد، والذي يعتبر فئة من حجة الشخصنة (Ad-hominem).
مثال
الموقف: يتم انتقاد زعيم سياسي لسوء تعامله مع السياسات البيئية. عندما يُواجِه الانتقاد، يرد بالإشارة إلى سجل بيئي أسوأ لدولة أخرى مجاورة.
ارتكاب المغالطة: “ماذا عن مشاكل التلوث في البلد X؟ إنها أسوأ بكثير من مشاكلنا!”
الشرح: هذه مغالطة “ماذا عن؟” لأن رد الزعيم لا يعالج الانتقادات الموجهة لسياساته البيئية. بدلاً من ذلك، يحوّل الانتباه باتهام كيان آخر بأنه أسوأ، في محاولة للتقليل من القلق الأصلي.
مثال
الموقف: يتم انتقاد رياضي ما لتصرفه غير الرياضي خلال مباراة معينة من قبل رياضي آخر. يردّ الرياضي باتهام منتقده بأنه فعل شيئاً مشابهاً في الماضي.
ارتكاب المغالطة: “ولكن ماذا عندما فعلتَ نفس الشيء في مباراة سابقة؟”
الشرح: هذه مغالطة “ماذا عن؟” لأن الرياضي لا يعالج الانتقادات الموجهة لسلوكه الحالي، ولكنه بدلاً من ذلك يحول الانتباه بإثارة حادثة سابقة لمنتقده، محولًا التركيز والتدقيق بعيداً عن نفسه.
أمثال شعبية
بالإضافة إلى العبارة النمطية “وماذا عن؟” هناك عبارات شائعة لـ مغالطة التهرب بالمقارنة وتشمل أمثالاً شعبية نستخدمها بشكل يومي، مثل:
- من بيته من زجاج، لا يرمي الناس بالحجارة! (He who sits in glass houses should not throw stones).
- عندما تشير بإصبع الاتهام نحو الآخرين، تتجه ثلاثة أصابع من نفس اليد نحوك! (When you point a finger at others, three fingers point back at yourself).
- ترى ذرة الغبار في عين غيرك ولا ترى الخشبة في عينك؟ (You see the mote in another’s eye, you do not see the beam in your own).
- اكنُس الغبار أمام بيتك أولاً! (Sweep in front of your own door).
وكلها تعني عدم الحكم على الآخرين والالتفات إلى العيوب الشخصية للقائل.