وصمة العار المرافقة للأمراض النفسية العلامات الأسباب الأنواع التأثير
يحوم معنى “الوصمة” حول سلوكيات سلبية أو تمييز موجه نحو الشخص بسبب علامات فارقة مثل مرض عقلي،.مشكلة نفسية أو إعاقة جسدية، وقد تُنسَب الوصمة الاجتماعية إلى سمات أخرى مثل الجندر والجنس والعرق والدين والثقافة.
ما تزال هالة الوصمة المحيطة بالصحة العقلية شائعة في مجتمعاتنا،.في حين أن الوصمة لا تقتصر على الحالات العقلية،.فإن المواقف التي يتخذها الناس تجاه الحالات النفسية تميل إلى السلبية مقارنة بالحالات الطبية.
تظهر الأبحاث أن الوصمة أحد أكثر عوامل الخطر التي تؤدي إلى نتائج ضارة على.مستوى الصحة العقلية فهي تؤخر العلاج وتقلل فرص الحصول على العلاج المناسب والدقيق للفرد.
تاريخ وصمة الأمراض العقلية
عاشت الأمراض العقلية لفترة طويلة ضمن إطار الوصمة المجتمعية في أنحاء العالم،.بدءاً من اعتبار الشخص يحمل علامة “الشيطان” وصولاً إلى اعتبارها عقاباً أخلاقياً له،.وقد تنوعت “الأيديولوجيات” حول مسببات المرض العقلي على نطاق واسع.
وصمة العار المرافقة للأمراض النفسية العلامات الأسباب الأنواع التأثير
تبعاً لذلك، لم يكن العلاج على مدى التاريخ منطقياً دائماً وكان وحشياً وغير إنساني. على سبيل المثال، بالعودة إلى العصر الحجري الحديث [هو المرحلة الأخيرة من عصور ما قبل التاريخ]،.استخدمت طريقة «نقب الجمجمة» وهي عملية إحداث ثقب في جمجمة الشخص لتحرير الأرواح الشريرة.
منذ ذلك الحين قطع علاج الأمراض العقلية شوطاً طويلاً ولكن لا تزال مجالات علم النفس.والطب النفسي حديثة نسبياً وأفاقها متعددة كما أمامها الكثير من الاكتشافات.
نشأت الوصمة بسبب الخوف وقلة الفهم واستمرت حتى مع زيادة المعرفة بالطبيعة.البيوكيميائية والوراثية للحالات المختلفة، كما أن تصورات المرض العقلي في عيون وسائل الإعلام لها دور أيضاً في انتشارها.
ومع استمرار اكتشاف العلماء المزيد من المعلومات والأسباب حول الأمراض العقلية.وتطوير طرائق علاجية فعالة، يحدوهم الأمل في تراجع تأثير الوصمة.
علامات الوصمة
من الأمثلة على ترسيخ وديمومة الوصمة ما يلي:
- تصوير وسائل الإعلام، حيث غالباً يكون “الشرير” شخصية مصابة بمرض عقلي.
- الصور النمطية الضارة للأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي.
- التعامل مع مشكلات الصحة العقلية كما لو أنه يمكن التغلب عليها بمجرد “بذل جهد أكبر” أو “تجاوزها وتغيير العادات”.
- استخدام عبارات مثل “إنها مجنونة” أو “إنه أخرق” لوصف الآخرين أو وصف سلوكهم.
- أزياء الهالوين التي تصوِّر الأشخاص المصابين بمرض عقلي على أنهم عنيفون وخطيرون.
يمكن لأي فرد لديه خبرة واطلاع حول ماهية المرض العقلي أن يخبرك أنه حتى.مع التقدم في مجال الطب النفسي وعلم النفس، لا تزال الوصمة محفورة في الأذهان بشكل كبير.
وصمة العار المرافقة للأمراض النفسية العلامات الأسباب الأنواع التأثير
في حين أصبح الناس أكثر اطلاعاً على الاضطرابات النفسية عموماً، إلا أن الوصمة لا تزال حقيقة واقعة.
أنواع الوصمة
يمكن تقسيم الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي إلى نوعين:
- الوصمة الاجتماعية، والتي تنطوي على المواقف المتحيزة لدى الآخرين حول المرض العقلي.
- وصمة العار الذاتية، والتي تنطوي على وصمة عار داخلية يعاني منها الشخص المصاب بالمرض العقلي.
أظهرت مراجعة أجريت في عام 2013 عن الدراسات حول وصمة الأمراض.العقلية أنها لا تزال منتشرة على نطاق واسع، رغم زيادة الوعي حول طبيعة مشكلات الصحة العقلية المختلفة. أي في حين تقبُّل الناس للطبيعة الطبيّة أو الجينية للأمراض النفسية والحاجة إلى العلاج،.لا يزال لدى الكثير من الناس نظرة سلبية تجاه المصابين بحالات الصحة العقلية.
ما مدى انتشار الوصمة؟
تشير التقديرات إلى أن الوصمة منتشرة على نطاق واسع على الرغم من أنها تختلف باختلاف السكان والظروف والعوامل الفردية. على سبيل المثال، يبلغ معدل انتشار الوصمة المتصورة بين الأشخاص المصابين بالفصام حوالي 62.6%.
كما أن الوصمة الذاتية، التي تنطوي على الأفكار والتوجهات السلبية شائعة أيضاً،.حيث تؤثر على حوالي 54.4% من الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية.
تؤدي الوصمة المتصورة إلى شعور داخلي يعتريه الخجل من الإصابة بمرض عقلي؛.خلُصت دراسة طويلة الأمد أن هذا النوع من الوصمة الداخلية يؤدي إلى نتائج علاجية سيئة.
أسباب الوصمة
تُعزى وصمة العار المتعلقة بالصحة العقلية إلى عدد من العوامل المختلفة. تشمل بعض الأسباب المحتملة مايلي:
الأفكار النمطية
تلعب الصور النمطية المعممة والتمييزية حول الأشخاص المصابين بأمراض عقلية دوراً رئيسياً في الوصمة. على سبيل المثال، تظهر الصورة النمطية لدى الأشخاص المصابين بمرض عقلي أنهم عنيفون أو لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم غالباً. وفي حين أن هذه الصورة النمطية شائعة، لكن في الواقع هم أكثر عرضة للوقوع ضحايا للعنف بدلاً من ارتكابه.
قلة الوعي
يفتقر الكثير من الناس ببساطة إلى الوعي بأعراض المرض العقلي وأسبابه وانتشاره وعلاجاته،.ما يساهم في ضعف التصورات حول الأمراض العقلية المختلفة والأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات.
وفقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية، يعاني واحد من كل خمسة بالغين أو حوالي 52.9 مليون شخص، من مرض عقلي.
تصورات وسائل الإعلام
تسهم تصورات وسائل الإعلام المتعلقة بالأشخاص المصابين بأمراض عقلية في ديمومة وصمة العار،.فغالباً يتم تصوير حالات الصحة العقلية بشكل سلبي، وتحاول تقارير وسائل الإعلام ربط النشاط الإجرامي والعنف بمشكلات الصحة العقلية.
وصمة العار المرافقة للأمراض النفسية العلامات الأسباب الأنواع التأثير
تأثير الوصمة
يمكن أن تكون عواقب الوصمة جسيّمة ومدمرة، ويرافقها عدم فهم الآخرين،.الأمر الذي يمكن أن يكون مؤلماً وجارحاً لمن يوصف بها. علاوةً على ذلك، تحمل الوصمة عواقب أكثر خطورة بما في ذلك تأجيج مشاعر الخوف والغضب والتعصب الموجَّه نحو الآخرين. إذ يتعرض الأشخاص الذين يتم وصمهم لما يلي:
- العزوف عن البحث عن العلاج.
- تأخر العلاج، ما يزيد من معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات.
- الرفض الاجتماعي وتجنب الآخرين والعزلة.
- سوء الحالة النفسية.
- قلة التفاهم بين الأصدقاء والعائلة.
- التحرش أو العنف أو التنمر.
- تدني جودة الحياة، والعجز، وزيادة العبء الاجتماعي والاقتصادي.
- زيادة الشعور بالخجل والشك في النفس.
من المرجح أن تقل احتمالية بحث الأفراد عن العلاج بسبب الوصمة المحيطة بالصحة العقلية؛.لذا قد تتفاقم بعض الحالات بمرور الوقت ما يؤدي في النهاية إلى تفاقم النتائج.
يمكن للوصمة أيضاً أن تشكك الناس في أنفسهم وقدراتهم على بلوغ أهدافهم في الحياة،.ويمكن أن يؤدي إلى الشعور بالخجل وحتى العزلة وقد تزيد من صعوبة العثور على وظائف وسكن مناسبين.
نصائح من أجل مكافحة الوصمة
ليس من السهل التغلب على الوصمة ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها للتعامل مع.المواقف السلبية تجاه حالات الصحة العقلية ومكافحة الوصمة الاجتماعية ووصمة العار الذاتية المتعلقة بالمرض العقلي.
- تذكر أن العديد من الأشخاص يعانون من مرض عقلي. إذ يعاني واحد من كل أربعة أمريكيين من مرض عقلي بغض النظر عن نوعه.
- البحث عن مصادر تهتم بالصحة العقلية، أياً كان الأمر ينبغي الحفاظ على تواصل دائم مع الآخرين وتقبل الحصول على الدعم. تقدم منظمات مثل التحالف الوطني للأمراض العقلية (NAMI) مصادر تعليمية وداعمة للأشخاص والعائلات المتضررة من الأمراض العقلية.
- الانضمام إلى مجموعة دعم، حيث يمكنك التحدث مع الآخرين الذين خاضوا تجارب مماثلة. يمكن أن تكون هذه المجموعات حيزاً رائعاً للحصول على الدعم والرفقة والتشجيع والنصائح.
- استمرار السعي للحصول على العلاج، في حين أن وصمة العار يمكن أن تقلل من.احتمالية طلب الأشخاص للعلاج، فإن الحصول على المساعدة التي تحتاجها يمكن أن يساعد في علاج الأعراض وفي تحسين نوعية الحياة. وأيضاً يساعد العلاج النفسي على إدراك الأفكار السلبية التي تلعب دوراً في تشكيل الوصمة وتغييرها.
- طلب الدعم الاجتماعي، لأن العزلة يمكن أن تزيد من صعوبة التعامل مع المرض العقلي والوصمة. للأسف من الطبيعي أن يتجنب الأشخاص الذين يعانون من مشكلات الصحة النفسية قضاء الوقت مع الآخرين.
- التحلّي بالشجاعة والتحدث علناً عن الحالة، من خلال تثقيف الأشخاص من.حولك حول حقائق المرض العقلي، بما في ذلك مدى انتشاره، والتحدث بجدية عن الوصمة وماهيتها. ومن خلال فضح الخرافات المتعلقة بالأمراض العقلية، مثل فكرة عنف الأشخاص المصابين بالفصام. على سبيل المثال، إذا أدلى أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء بملاحظة مُهينَّة.بشأن شخص مصاب بمرض عقلي، يمكنك تثقيفه واتباع سياسة صارمة بما يخص ذلك.
رغم استمرار انتشار الوصمة لكن يمكن القضاء عليها من خلال زيادة التثقيف والوعي حول الأمراض العقلية.
اقرأ أكثر: كيف تنتشر وصمة العار المتعلقة بالصحة العقلية عن طريق وسائل الإعلام؟
اقرأ أكثـر: الروحانية، ما هي وكيف يمكن أن تعود بالنفع على صحتك؟
اقـرأ أكثر: الانفتاح الذهني، ماذا يعني وما إيجابياته؟ وما هي العامل المؤثرة عليه؟
المصدر: How to Cope With Stigma When You Have a Mental Illness