تتعلق أعراض الفصام المعرفية بطريقة تفكير الفرد، على الرغم من أن الأعراض المعرفية (العقلية أو الإدراكية) لا تُستخدم في تشخيص هذا المرض، إلا أن بعضها شائعٌ إلى حدّ ما في هذه الحالة النفسية وهناك حالات نفسية مرتبطة بالفصام.
أعراض الفصام المعرفية (الإدراكية)
يمكن تحديد أعراض الفصام المعرفية (وتُعرف أيضاً بالأعراض الإداكية أو العقلية) في الأعراض التالية.
صعوبة في المحافظة على التركيز ومشاكل في الذاكرة
تجعل عدم القدرة على المحافظة على الانتباه والتركيز المصابين بالفصام يبدون وكأنهم مشوَّشون أو حائرون.
فيما يؤثر الفصام عادة على الذاكرة العاملة (working memory)؛ وهي نوع من أنواع الذاكرة تُستخدم للاحتفاظ بالمعلومات في الدماغ لمعالجتها بفعالية، مثل رقم الهاتف الذي تريد مكالمته.
صعوبة في تخطيط وبناء النشاطات
وذلك بسبب انخفاض الوظيفة التنفيذية؛ وهي مجموعةٌ من العمليات العقلية التي تسمح لنا بتحديد الخطوات المطلوبة لإنجاز وتنفيذ مهمة ما بالترتيب المناسب. تسمح لنا الوظيفة التنفيذية أيضاً بكَبت استجاباتنا للمشتّتات في سبيل إنجاز المهمة على أتمّ وجه.
انعدام البصيرة (القدرة على التمييز)
يمتلك الأشخاص المصابون بالفصام نقطةً إدراكيّةً عمياء تمنعهم من إدراك أنهم مريضون، ما يعني أنه يجب على أحبائهم ومقدميّ الرعاية الصحية البقاء متيقّظين قدر الإمكان لمساعدة المريض في الحفاظ على خطوات العلاج اللازمة للسيطرة على الأعراض.
التقييم النفسي لأعراض الفصام المعرفية
يَصعُب تشخيص الفصام بسبب تعدُّد الأعراض التي يمكن أن تظهر. وقد أصبحت المعايير السريرية لتشخيص الفصام التي حدّدها الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية أكثر تعقيداً مع مرور الوقت نتيجة الجهود الحثيثة التي بُذلت للوصول إلى مستوى تشخيص أكثر دقّة.
يجب توخي الدقة في تشخيص الفصام وذلك لعدة أسباب:
- الفصام حالةٌ شائعة أكثر مما يعتقده الناس.
- يمكن أن ترافق الأعراضُ الأشخاص المصابين به بقية حياتهم.
- تؤثر الأعراض بشكل كبير على قدرات الفرد الاجتماعية و أدائه الوظيفيّ.
- يمكن أن يُضطر الأشخاص المصابون به إلى أخذ الدواء بقية حياتهم.
معايير التشخيص الخاصة بـ الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM)
حدّد الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية في النسخة الخامسة الخصائص السريرية التي يجب أن تكون ظاهرةً في الحالة حتى يتم تشخيصها بالفصام بما يلي:
أولاً، وجود نوعين اثنين على الأقلّ من أنواع الأعراض التالية (مع عرَض واحدٍ على الأقل من الأعراض الثلاثة الأولى المذكورة هنا):
- أوهام.
- هلوسات.
- حديث مشوش.
- سلوك مضطرب.
- أعراض سلبية.
ثانياً، يجب أن يعاني المريض من الأعراض لمدة لا تقلّ عن ستة أشهر مع الأعراض الذهانية (أول ثلاثة أعراض مما سبق) لمدة لا تقل عن شهر واحد.
ثالثاً، معاناة المريض من مشاكل ملحوظة في الأداء المهني والاجتماعي كنتيجة للأعراض الحاصلة.
رابعاً، يمكن أن يُحدد أطباء التشخيص السريري فيما إذا كانت الأعراض التي يعاني منها المريض نتيجة حالة طبية أو نفسية أخرى أو تعاطي المواد المخدرة أم لا.
أعراض الفصام الأخرى
إضافةً إلى معايير التشخيص السابقة، توجد أعراض عدة أخرى يمكن أن يعاني منها بعض الأشخاص المصابون بالفصام عادةً، وتتضمن:
اعتبارات تشخيصية أخرى
إضافة إلى استكشاف وتحديد فيما إذا كان الفرد يستوفي المعايير السريرية كما في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) أم لا، هناك أمورٌ إضافية يجب أن يأخذها الطبيب بعين الاعتبار خلال عملية التشخيص. وهي:
- تاريخ العائلة الطبي فيما يتعلق بالفصام: يمكن أن يزيد وجود أحد أفراد العائلة المقربين المصابين بالفصام من احتمال الإصابة به.
- الاستجابة للأدوية: يمكن أن يكون المريض قد تناول أدويةً ما كجزءٍ من علاج حالة نفسية في الماضي.
يتم تحديد بعض الاحتمالات التشخيصية اعتماداً على استجابة الفرد لأدوية معينة تناولها في الماضي. - العمر الذي بدأ فيه الفصام: تظهر الأعراض عادةً في نهاية المراهقة إلى متوسط الثلاثينات من العمر، وعندما تظهر في وقت متأخر من الحياة فذلك يشير إلى خلل ما مختلف.
ليس بالضرورة أن يتم استبعاد انفصام الشخصية في هذه الحالة، إذ يمكن أن يكون ببساطة أمراً آخر في عملية التشخيص. - عوامل ظرفيّة: يمكن أن يؤدي المرور بتجارب تبعث على إجهاد عاطفي حاد إلى حدوث فترات قصيرة من الاضطرابات الذهانية.
من المرجح أن يأخذ الطبيب أثناء التقييم السريري في عين الاعتبار أيّة تغييرات أو أحداث كبيرة في حياة المريض لتحديد مدة وحدّة الأعراض، وفيما إذا وجدت حالة نفسية أخرى يجب اعتبارها أم لا.
يُشكل الفحص الكامل والشامل جانباً مهماً من تشخيص الفصام، فلن يعتمد الطبيب على معلومات محدودة أو تقارير ذاتية من المريض فقط.
يقوم الطبيب بجمع المعلومات عن تاريخ عائلة المريض الطبي وتعاطي المخدرات والأدوية واضطرابات النوم وتغييرات في الشهية وغيرها.
إضافةً إلى ذلك، من المهم للطبيب أن يبحث في المعلومات المتعلقة بنظام القِيَم الخاص بالمريض ورؤيته للعالم الخارجي واهتماماته ومواهبه بالإضافة إلى معتقداته وآلية علاقته الاجتماعية.
يمكن أن تتم مقابلة العائلة والأصدقاء المقرّبين خلال عملية العلاج للمساعدة في تقديم معلومات جَمعيّة مفيدة بالإضافة إلى التعرف على أعراض الفصام الإدراكية (العقلية).
متى تستشير الطبيب؟
نظراً لتعقيد وتنوّع الأعراض المرتبطة بالفصام، يواجه الأشخاص صعوبةً في معرفة فيما إذا كانت حالة الشخص الذي يهمّهم أمرُه مقلقلةً كفاية لرؤية الطبيب. كما أن هناك حالات نفسية مرتبطة بالفصام تستوجب العلاج.
تتدرّج بداية ظهور الأعراض وتزداد حدّتها بمرور الوقت، وقد يؤدي هذا التطور البطيء للأعراض أحياناً إلى صعوبة معرفة إذا كان ما تعانيه أنت أو أيّ شخص تحبه يثير القلق.
عندما يتعطّل أداء الفرد في المجتمع أو العمل (أو المدرسة)، من المفيد استشارة الطبيب. ولأن الأعراض تميل إلى التطور بمرور الوقت، يمكن ألا تكون قادراً على معرفة المدة التي عانيت فيها من مشاكل في هذه الجوانب من الحياة. يمكن أن تكون ملاحظة تطور نمط أداء ما إشارةً من أجل استشارة المختص.
أيضاً يمكن أن يُشكّل طلب المساعدة تحدياً للأشخاص المصابين بالفصام. ويمكن أن يكون صعباً على وجه التحديد عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض تجعلهم في شكّ دائم بالآخرين.
يساعد تقديم التشجيع ومنح الطمأنينة من قبل الأشخاص الذين يثقون بهم في تحفيز ودفع المريض للحديث مع الطبيب أو أي أخصائي صحة عقلية.
حالات نفسية مرتبطة بانفصام الشخصية
يـُـعد الفصام تشخيصاً معقداً يترافق بأعراض ومتغيرات يجب الانتباه لها. وما يجعل الأمر معقداً أكثر هو وجود عدة حالات نفسية وثيقة الصلة بالفصام؛ إذ تشتمل على حالات ذهانية منها:
- الاضـطراب فصاميّ الشكل (Schizophreniform disorder).
- الاضطراب الفصامي العاطفي (Schizoaffective disorder).
- الاضطـراب الذهاني قصير المدى (Brief psychotic disorder).
- اضطراب الوهام (Delusional disorder).
- الاضطـراب الانشقاقي (Dissociative disorder).
- اضطراب ذهاني ناجم عن تعاطي المخدرات والأدوية (Substance or medication-induced psychotic disorder).
- اضـطراب المزاج المترافق بالذهان (Mood disorder with psychosis).
- اضطرابات إدراكية مترافقة بالذهان (Cognitive disorders with psychosis) .
- اضطـرابات الشخصية (Personality disorders).
اقرأ أيضاً: العوامل الاجتماعية، الجسدية والعقلية المسببة لمرض الفصام
اقـرأ أيضاً: مراحل الفصام الثلاثة وأعراض كل مرحلة، التشخيص والعلاج
اقرأ أيضاً: تاريخ مرض الفصام، التشخيص، العلاج والتخلص من وصمة العار
المصدر: The Signs and Symptoms of Schizophrenia
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم