قد يكون تكوين صداقات مع أشخاص مختلفين أمراً ممتعاً ومثيراً، وقد تعزز الصداقة الصحة النفسية للفرد. لكن ما أنواع الأصدقاء الذين نحتاجهم؟ يمكن تصنيف الصداقة إلى المعارف، الأصدقاء الاجتماعيون، الأصدقاء الحميمون ونخبة الأصدقاء.
تلتقي أحياناً بشخص ما وتشعر بأنكما ستصبحان صديقين مقربين. وفي أحيان أخرى، يستغرق الأمر منك وقتاً أطول حتى تتعرف بشكل أكبر عليه وتشعر (أو يشعر) بالارتياح الكافي لإزالة الحواجز بينكما.
تختلف علاقات الصداقة بين شخص وآخر من حيث مراحل تكونها ومدى قوتها. ربما لا تزال تربطك علاقة وطيدة مع أصدقاء الطفولة أو تشعر بأنك في قمة السعادة عندما تكون بين مجموعات كبيرة ومتنوعة من الأشخاص، وقد تكتفي بعدد قليل من الأصدقاء المقربين جداً (صداقات عميقة) أو ربما أنت شخص اجتماعي لا يهدأ.
أياً كانت طبيعة الصداقة التي تناسبك، هناك فوائد عدة يمكن الحصول عليها نتيجة هذا النوع من التواصل والارتباط.
تصنيف الصداقة وأنواع الأصدقاء
في حين تتنوع الفئات التي يندرج تحتها الأصدقاء، تحبذ لينا سواريز أنجيلينو (Lina Suarez-Angelino)، أخصائية اجتماعية معتمدة، تصنيف الصداقات في أربع مجموعات:
- المعارف.
- الأصدقاء الاجتماعيون.
- الأصدقاء الحميمون.
- نخبة الأصدقاء (مثال الصداقة).
المعارف (Acquaintances)
تقول سواريز أنجيلينو: “قد يكون لديك أصدقاء أشبه بالمعارف، إذ تتواصل معهم فقط لأنهم معك في العمل أو غيره من التجمعات التي تنطوي على اهتمام متبادل بينكم. وقد يكون الحديث معهم مقتضباً (كلمتين أو ثلاث) خارج هذا النطاق.”
تتضمن مزايا وجود هذا النوع من الأصدقاء (المعارف) إمكانية التواصل مع الآخرين، حديث دون سقف توقعات مرتفع وانخفاض القلق الاجتماعي.
الأصدقاء الاجتماعيون (Social friends)
تقول سواريز أنجيلينو في وصف هذه المجموعة: “هم أصدقاء اجتماعيون مبهجون ومرحون وتستمتع بوجودك معهم في التجمعات ذات الطابع الاجتماعي لكنك لا تشاركهم أشياء خاصة ولا تعتبر علاقتك معهم علاقة حميمة.”
من مزايا وجود أصدقاء اجتماعيين التواصل مع المجتمع، توسيع دائرة الأصدقاء والحديث اللطيف البعيد عن التعقيد.
الأصدقاء الحميمون (Intimate friends)
هم الذين تلجأ إليهم دائماً عندما تحتاج النصيحة، تشاركهم تفاصيل حياتك، تحتفل معهم بالأشياء الجميلة وتستطيع الاعتماد عليهم.
تقول سواريز آنجيلنو: ” يكون هؤلاء الأصدقاء سنداً لك، إذ يمتلكون نظرة ثاقبة وحكمة كبيرة.”
من مزايا الأصدقاء الحميمين تواصل أعمق، تشجيع، مرح ومساعدة يمكنك الاعتماد عليهما.
نخبة الأصدقاء (The epitome of friends)
أخيراً، هناك من نطلق عليهم لقب “خلاصة الصداقة”، هم، حسب سواريز أنجيلينو : “أصدقاء السراء والضراء، جميع الأوقات بحلوها ومرها، هم يشبهون رقصة جميلة في زحام الحياة تلهم في النفس العافية.”
من مزايا ” نخبة الأصدقاء”: حرية أن تكون على سجيتك كما أنت، الدعم الثابت الخالي من الأحكام والحب والولاء المتبادلان.
قد لا يكون لديك أصدقاء من أية فئة أو يندرج بعضهم في أكثر من فئة، لا بأس؛ إنه أمر طبيعي.
تقول سواريز آنجيلنو: “قد تكون هناك أسباب متعلقة بالماضي تقف عائقاً أمام ثقتك بالآخرين، فتختار ألا يكون هناك أي صديق مقرب تشاركه تفاصيل حياتك الخاصة والحساسة، وتحتفظ بها للعائلة أو المعالج النفسي فقط؛ ولا بأس في ذلك.”
كيف تحدد علاقة الصداقة الجيدة
تقول جولييت لام كوينيل (Juliet Lam Kuehnel)، استشارية معتمدة في شمال كاليفورنيا: “ولدنا وفي داخلنا جميعاً ميل للتواصل مع الغير، لذا فإن العلاقات الأفلاطونية (الصداقات القوية) تعد مُرضية لنا، فهي تقوي إحساسنا بذواتنا وتمنحنا شعور التأكيد، التواصل والانتماء.”
لتحديد ما إذا كانت علاقة صداقة أو غيرها جيدة لك، تأمل في طبيعة شعورك بعد أن تقضي وقتاً مع الأشخاص ضمن هذه العلاقات، هل تشعر أنك:
- على سجيتك أم تتظاهر
- موجود وحاضر أم بعيد
- مستنزَف أم مفعم بالطاقة
- متحمس أم محبط
قد يختلف “ما هو جيد” في علاقات الصداقة من شخص لآخر، لكن بعض خصائص الصداقة الصحية والمتماسكة مشتركة عند الجميع.
بالطبع، هذا لا يعني أن الخلافات أو التنافر لن يحدث من حين لآخر. لكن وفقاً لـ كوينيل، في الصداقة صحية، هناك محاولة لفهم الشخص الآخر، التسوية معه ورأب الصدع.
فوائد الصداقات على الصحة النفسية
للصداقات فوائد مختلفة، بما في ذلك الصحة النفسية، مثل:
- تقليل التوتر.
- تعزيز شعور السعادة.
- انخفاض الشعور بالوحدة.
- رضا أكبر عن الحياة.
- انخفاض احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
- زيادة الثقة بالنفس.
- تحسين قدرات حل المشكلات.
لكن، في حين أن الصداقة يمكن أن تكون جيدة لك، فلا تدوم كل الصداقات إلى الأبد.
توضح كوينيل: ” للصداقات مواسم، إذ تخدم غرضاً خلال مرحلة معينة من حياتك، لكنها قد تأخذ مجراها المناسب في النهاية”، وتضيف: “مثل أصدقاء مرحلة ما قبل المدرسة، فمع تقدمك في السن، تدرك أن لا قواسم مشتركة كثيرة بينكم؛ هم أصدقاء أوقات اللعب في الطفولة ليس إلا”. مع تغير الحياة التي تخوضها، لا بأس إذا تغيرت صداقاتك أيضاً.
خلاصة
يمكن أن تجعل الصداقات، من جميع الأنواع، العالم الذي نعيش فيه أسهل قليلاً، فوجود صداقات والشعور بالارتباط بالآخرين لهما تأثير إيجابي كبير على حياتك.
تأمل الصداقات في حياتك. كيف تخدمك؟ قد ترغب في التفكير في إظهار المزيد من الامتنان لصديقك المقرب أو الاتصال بصديق تريد معرفة أحواله.
إذا كنت تتوق إلى التواصل مع الآخرين، عليك التفكير في الخروج وبناء تلك الدائرة الاجتماعية حولك. لا تشعر بالسوء إذا كانت صداقاتك صغيرة العدد؛ لا بأس أن تحتضن حياتك القليل من الأصدقاء. فقط اعلم أنه ليس عليك خوض غمارها بمفردك؛ ففي النهاية، هذا هو جوهر الصداقة.
اقرأ أيضاً: كم عدد الأصدقاء الذين تحتاجهم؟
اقرأ أيضاً: ست نصائح للحفاظ على الصداقة وتكوين علاقات دائمة وذات قيمة
اقرأ أيضاً: الصداقة المستنزفة عاطفياً، خصائصها وماذا تفعل كي تتخطاها؟
المصدر: ?What Are the “Types of Friends” and How Can They Support You
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم
