اضطراب الشخصية النرجسية، أعراضه، تشخيصه، أنواعه وعلاجه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

اضطراب الشخصية النرجسية هو نمط مستمر من التجربة والسلوك الداخلي، يتميّز بتمحوره حول الذات، نقص التعاطف والمبالغة في تقدير أهمية الذات.

وهو أحد أنواع اضطرابات الشخصية المختلفة والمعترف بها من قبَل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) المُستخدم من قبَل العديد من أخصائيي الصحة العقلية في تشخيص هذا الاضطراب والاضطرابات الأخرى.

يسبب اضطراب الشخصية النرجسية اعتلالاً ملحوظا في الشخصية فيما يتعلق بالأداء الوظيفي ويصحبه عدد من ميّزات الشخصية المرضية. كما هو الحال في اضطرابات الشخصية الأخرى، يؤثر اضطراب الشخصية النرجسية سلباً على مختلف نواحي الحياة بما فيها العلاقات الاجتماعية ،العائلية وفي العمل.

أعراض اضطراب الشخصية النرجسية

تتضمن بعض الأعراض المرتبطة باضطراب السخصية النرجسية ما يلي:

  • الاعتقاد بأن الشخص فريدٌ ومميز ولا يجدر به التعامل إلا مع أشخاص من ذات المستوى.
  • الحاجة الملحة للفت الانتباه، التمجيد والثناء.
  • الشعور المبالغ به بقدرة الذات و إنجازاتها.
  • استغلال الآخرين لتحقيق منافع شخصية.
  • حسدُ الآخرين أو الشعور بأنهم موضعُ حسد.
  • افتقار التعاطف مع الآخرين .
  • أوهام دائمة عن تحقيق النجاح والنفوذ.
  • الانهماك في مفهوم النفوذ والنجاح.
  • الشعور بالجدارة وأنهم يستحقون نمطاً مميزا من التعامل..

يتّصِف هؤلاء الأشخاص عادةً بالأنانية، التعجرف، التكبّر والغطرسة، ويحرصون على امتلاك أشياءَ تدل على أسلوب الحياة الناجح. لأنهم يجدون أنفسهم أسمى من الآخرين.

على الرغم من تصوّراتهم المبالغ فيها عن أنفسهم، إلا أنهم يعتمدون بشكل رئيسي على المديح ولفت الانتباه المستمرَّين، كوسيلة لتغذية تقدير الذات. ونتيجةً لذلك لا يتحملون النقد ويعتبرونه هجوماً شخصيا عليهم.

النرجسية مقابل اضطراب الشخصيّة النرجسية

يُعَدّ مصطلح النرجسية شائع الاستخدام في وصف أولئك الذين يولون أنفسهم اهتماماً مبالغاً مقارنةً بالآخرين. إلا أنه ليس بالضرورة أنّ كل من يحمل هذه الصفات يعاني من اضطراب في شخصيته.

على الرغم من احتمالية انتشار الصفات النرجسية خلال مراحل معينة من حياة الفرد، كالمراهقة مثلاً، إلا أن ذلك لا يعني استمراريتها وتطورها إلى اضطراب الشخصية النرجسية.

تشخيص اضطراب الشخصية النرجسية

لا يمكن إجراء التشخيص الرسمي لهذا الاضطراب إلا عن طريق الأخصائيين المؤهلين في الصحة العقلية. ويتطلب ذلك أن يبدي الفرد اعتلالاً في الوظائف الشخصية ضمن عدة مجالات. بما فيها التّعظيمُ المبالغ به لأهمية الذات، إضافةً إلى المعاناة الشخصية الداخلية لاستجداء التعاطف،الاهتمام والمودة.

يجب أن يكون هذا الخلل في الوظيفة الشخصية والتعبيرُ عن المميزات الشخصية ثابتاَ طوال الوقت وخلال مواقفَ مختلفة من الحياة. وألا يكون نموذجاً لثقافة الفرد، بيئته ومستوى تطوره أو نتيجة التأثير المباشر لتعاطي المخدرات أو لحالة طبية عامة .

انتشار اضطراب الشخصيّة النرجسية

بيّنَ المعهد الوطني للصحة العقلية إلى أن ما يقارب الـ 9.1% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون إحدى حالات اضطراب الشخصية النرجسية على الأقلّ خلال أي مرحلة عمرية.

أشارت إحصائياتٌ سابقة إلى أن ما يقارب الـ 6.2% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية، قد عانوا من اضطراب الشخصية النرجسية بشكل خاص. ومع ذلك، تشير الإحصائيات مؤخراً إلى أنه من المرجح انخفاض معدلات تفشي الحالة أكثرَ من المعتقَد سابقا.

تشيرُ التقديرات أيضاً إلى أن معدل البالغين الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية يتراوح مابين الـ 0.5% و الـ 5%، و أنه اضطراب شائع عند النساء أكثر من الرجال.

يُعتقَد أن اضطراب الشخصية النرجسية هو أقلّ حالات اضطرابات الشخصية الأخرى شيوعاً. مثل اضطراب الشخصية الحدية، اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب الشخصية الهستيرية.

أسباب اضطراب الشخصية النرجسية

حدد الباحثون بعض العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى هذا الاضطراب، في حين لا يزال السبب الأساسي مجهول الهوية. يسود الاعتقاد بأن بعض تجارب الحياة التي تحدث في وقت مبكر منها قد تقود إلى اضطراب الشخصية النرجسية، وتتضمن:

  • سوء المعاملة أو الصدمة
  • المديح المبالَغ فيه
  • عدم وجود بيئة داعمة وصحيحة على الإطلاق
  • الدلال المفرط من قبل الوالدين
  • عدم كفاءة الوالدين في التربية

على الرغم من أن الأسباب الأساسية معقدة ومتنوعة، إلا أن العوامل الجينية والبيولوجية يمكن أن تلعب دورا في تطور اضطراب الشخصية النرجسية. 

أنواع اضطراب الشخصية النرجسية

على الرغم من أن الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية لم يفرّق بين الأنواع المتعددة والمختلفة لهذه الحالة، تشير الدلائل إلى تنوع التعبير عن الأعراض الحاصلة بشكل ملحوظ. 

أشار بعض الباحثين إلى وجود نوعين فرعيين على الأقل يمكن تمييزهما لاضطراب الشخصية النرجسية، ألا وهما:

العظمة والنرجسية الواضحة

تتّسِم هذه الشخصية بالجرأة، الغرور وجنون العظَمَة. يفتقر الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع إلى التعاطف ويتصرفون بعدوانية ويستغلون الآخرين و ينخرطون في السلوكيات الاستعراضية.

النرجسية الدفينة والضعيفة (الهشة)

يتَسِم المصابون بهذه الحالة بالحساسية المفرطة والمواقف الدفاعية تجاه الانتقاد و يستجدون القبول الاجتماعي، ولكنهم سرعان ما يتوارون عن الأنظار في حال لم يحققوا غايتهم، إضافة إلى افتقارهم تقدير الذات.

تتضمن الأنواع الفرعية المُفترَضة الأخرى، النرجسية ذات اليقظة المفرطة و النرجسية ذات الأداء العالي.

يتصف الأشخاص ذوو النرجسية المفرطة بالخجل والحساسية المفرطة و رقة المشاعر.

أما المصابون بالنوع الآخر فيتميزون بالظهور في الحالات التي تتمحور حول فقر التعاطف والشعور بالاستحقاق والتركيز على النفس فقط.

علاج اضطراب الشخصية النرجسية

من المهم جداَ الانتباه إلى أن الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب نادراً ما يسعون إلى الحصول على العلاج وغالباً ما يضطرون إلى البدء به بطلب ملحّ من أحد أفراد العائلة أو بهدف علاج الأعراض الناتجة عنه مثل الإكتئاب.

ولأنهم لا يفضّلون الاعتراف بحالتهم، يشكل الحصول على العلاج تحديا بالنسبة لهم، وقد تتفاقم هذه الصعوبة في العلاج غالباً بسبب عدم تكفل شركات التأمين بتغطية نفقات علاج الأسباب الكامنة وراء اضطرابات الشخصية، وإنما تتكفل بالعلاجات قصيرة الأمد والتي تستهدف تخفيف الأعراض فقط.

هنالك علاجات تساعد الأشخاص في تسليط الضوء بشكلٍ أكبر على سلوكياتهم وعلى خلق شعور ذاتي أكثر ترابطاً واتّساقاً وعلى أسلوب تحكّم أفضل بسلوكهم. بما فيها:

  • العلاج النفسي الديناميكي الفردي

يمكن أن يكون هذا العلاج فعالاً في علاج اضطراب الشخصـية النرجسية على الرغم من صعوبة العملية العلاجية وطول مدتها.

  • العلاج السلوكي المعرفي

غالباً ما يكون هذا العلاج فعالاً في تغيير أنماط السلوك والأفكار المحبطة. الغاية منه هي تغيير الأفكار المشوهة عن الذات واستبدالها بصورةٍ أكثر واقعية عنها.

  • الأدوية المؤثرة على الدماغ

على الرغم من أن تأثير هذه الأدوية قصير المدى عموماً، إلا أنها يمكن أن تستخدم لعلاج أعراض القلق أو الاكتئاب.

كيفية التأقلم مع اضطراب الشخصيّة النرجسيّة

قد يجد الأفراد المرتبطون بأشخاصٍ يعانون من اضطراب الشخصـية النرجسية معاناةً في التعامل مع تصرفات أحبائهم هؤلاء. إذ يعاني الأشخاص المصابين بهذه الاضطرابات من التفكك الذاتي مما يجعلهم يُقدمون على سلوكيات استغلالية ومؤذية بدافع استجداء الانتباه، الاحترام والحب من الآخرين.

إذا كنت تعرف شخصاً مصاباً باضطراب الشخصـية النرجسية، فإليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها والتي قد تُسهّل عليك فهم سلوكياتهم والتعامل معها:

  • تعلّم كيفية إدراك السلوكيات النرجسية

قد يُقدِم الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب على الانخراط في أفعال مؤذية مثل إشعال الغاز بهدف التلاعب بمشاعر الآخرين وأفعالهم. تشكل معرفة و إدراك هذه السلوكيات الخطوة الأولى نحو التعامل معها بشكلٍ فاعل .

  • ضع حدوداً واضحة للأشخاص المحيطين بك

لا تسمح لأي شخص بتوجيه السلوكيات الغاضبة، المسيئة أو المتطرفة مباشرةً إليك . 

ضع حدوداً له، وكن على استعداد لفرضها عليه، حتى لو كلفك ذلك  إنهاء العلاقة معه.

  • تحدث مع الآخرين

يصبح التعرف على السلوكيات المؤذية صعباً في بعض الأحيان وذلك عندما تغدو تلك السلوكيات اعتياديّة في علاقتك معهم. قد يساعدك وجود الأصدقاء، أفراد من العائلة أو معالج مختص يساعدك في فهم ديناميكيات علاقاتك، على التعلّم بشكل أفضل كيفية تحديدِ متى يتجاوز الشخص المصاب باضطراب الشخصية النرجسية لحدوده معك.

شجّع من تحب على السعي وراء معالجة حالته. لكن، عليك أن تدرِك أن الكثير منهم لا يسعون أبداً للعلاج، لذا في حال باءت محاولاتك  في جعلهم يبحثون عن العلاج بالفشل، عليك التواصل مع أخصائي الصحة العقلية أو الطبيب  بنفسك. إذ يساعدك المعالِج على إعادة ترميم مفهوم احترام الذات المتضرر من جراء العلاقة.

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية الحدية، أعراضه، تشخيصه وطريقة علاجه

المصدر: Narcissistic Personality Disorder (NPD)

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: