اضطراب الشخصية الاعتمادية، الأعراض، التشخيص والعلاج

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

اضطراب الشخصية الاعتمادية (Dependent Personality Disorder) أو المعروف أيضاً باسم اضطراب الشخصية الاتكالية، هو نوع من اضطرابات القلق، وحالة صحية نفسية تجعل الشخص يعتمد بشكل مفرط على الآخرين لتلبية احتياجاته الجسدية والعاطفية.

يواجه الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية أحياناً صعوبة في اتخاذ القرارات الشخصية، ويشعرون بالعجز عندما يكونون بمفردهم. وذلك بسبب شعورهم بعدم القدرة على رعاية أنفسهم. وتظهر لديهم حاجة ماسة إلى شخص آخر يعتني بهم بدلاً من قيامهم بذلك.

تشير الجمعية الأمريكية للطب النفسي إلى أن هذه الحالة تتميز بنمط من السلوك المحتاج والمتشبث والخاضع، بدلاً من السلوكيات المستقلة أو سلوكيات الاكتفاء الذاتي.

أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية

وفقاً لـ إيمي داراموس (Aimee Daramus)، أخصائية مرخصة في علم النفس السريري، ومؤلفة كتاب “فهم الاضطراب ثنائي القطب“، تنطوي أعراض هذا الاضطراب على ما يلي:

  • الشعور بعدم الارتياح عندما يكون الشخص بمفرده.
  • خوف كبير من أن يتم التخلي عنه.
  • الشعور بعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
  • الحاجة إلى الكثير من النصائح، الطمأنة والدعم العاطفي.
  • صعوبة في اتخاذ قرارات عادية بشكل مستقل، كنوع الطعام الذي يود تناوله أو حتى الملابس التي سيرتديها.
  • الشعور براحة أكبر عندما يتولى شخص آخر المسؤولية ويتخذ القرارات نيابة عنه.
  • الحساسية المفرطة تجاه انتقادات أو رفض الآخرين.
  • عدم القدرة على معارضة أي شخص خوفاً من فقدان موافقته.
  • الشعور بالعجز واليأس عندما تنتهي العلاقات.
  • عدم الرغبة في تجربة أي شيء جديد أو صعب.
  • قلة الثقة بالنفس والنظرة المتشائمة.

تبدأ أعراض الشخصية الاعتمادية أحياناً في مرحلة الطفولة أو البلوغ المبكر؛ قبل عمر الثلاثين عادة.

أسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية

لا تزال الأسباب الدقيقة لاضطراب الشخصية الاعتمادية غير معروفة. إلا أن هناك بعض العوامل التي تلعب دوراً في خطر الإصابة بهذه الحالة وهي:

  • العلاقات المسيئة: من المحتمل أن الأشخاص الذين سبق و تعايشوا مع علاقات مؤذية هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية (اضطراب الشخصية الاتكالية).
    وفي المقابل، تشير إحدى الدراسات التي أجريت عام 2017، إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أكثر احتمالاً للانخراط في علاقات غير صحية تنطوي على إساءة جسدية وخيانة.
  • تجارب الطفولة: تساهم الأحداث في مرحلة الطفولة سواء الإصابة بمرض مهدد للحياة، أو الإهمال، سوء المعاملة الجسدية أو الجنسية أو العاطفية في خطر الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية.
  • المورثات: يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دوراً في تطور هذه الحالة. إذ أن إصابة أحد أفراد الأسرة باضطراب الشخصية الاعتمادية (الشخصية الاتكالية) أو اضطراب قلق آخر يزيد فرص الإصابة بها.
    وتقول الدكتورة داراموس أن السمات الشخصية التي تميز هذه الحالة، مثل الطيبة والوفاق مع الآخرين والقدرة المنخفضة على تحمل المخاطر غالباً ما تكون وراثية.
  • الممارسات الثقافية: تؤكد بعض الممارسات الاجتماعية والدينية والثقافية على الخضوع والاعتماد على من لديهم السلطة. مع ذلك، من المهم ملاحظة أن التهذيب أو السلبية وحدهما ليسا أعراضاً لاضطراب الشخصية الاعتمادية.

تشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية

يمكن تشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية (اضطراب الشخصية الاتكالية) من قبل مقدم الرعاية الصحية النفسية، وذلك بناءً على التقييم النفسي.

فإذا راودك أي شك بأنك أو أحد أفراد أسرتك مصاب بهذه الحالة، فحدد موعداً مع مقدم رعاية صحية نفسية أو اطلب من طبيب الرعاية الأساسي الخاص بك إحالتك إليه.

وفقاً للدكتورة داراموس، قد تنطوي عملية التشخيص على:

  • التاريخ الطبي: سيطرح عليك مقدم الرعاية الصحية أسئلة حول تاريخك الطبي الشخصي والعائلي. ويشمل ذلك أي دواء تتناوله، وأي حالات صحية تعاني منها حالياً أو في السابق، وأي حالات مر بها أفراد عائلتك أنت على علم بها.
  • اختبارات الشخصية: هناك اختبارات شخصية أثبتت الأبحاث صحتها قد تكون مفيدة للغاية في تشخيص اضطرابات الشخصية.
  • المقابلة السريرية: سيقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بإجراء مقابلة سريرية مفصلة تغطي مدة وشدة الأعراض، وسيحاول أيضاً فهم أفكارك ومشاعرك ودوافعك.

    فالسلوك ليس الأمر الوحيد المهم عندما يتعلق الأمر باضطرابات الشخصية، بل الدافع لهذا السلوك على نفس درجة الأهمية. إذ يحتاج الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية، اضطراب الشخصية الحدية (borderline personality disorder) واضطراب الشخصية النرجسية (narcissistic personality disorder) إلى الكثير من الثناء والتوكيد، ولكن لأسباب مختلفة تماماً.
  • اختبارات أخرى: قد يحتاج مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إلى إجراء فحص جسدي أو اختبارات جسدية أو نفسية أخرى لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى التي قد تكون مسببة للأعراض التي تعاني منها.
  • التقييم: بناءً على هذه العوامل، سيقوم مقدم الرعاية الصحية بتقييم ما إذا كانت الأعراض تستوفي معايير التشخيص باضطراب الشخصية الاعتمادية المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders / DSM، وهو دليل إرشادي لأخصائيي الرعاية الصحية.

تعاطي المواد المخدرة، الاكتئاب، الأفكار الانتحارية، أو إساءة المعاملة هي مضاعفات قد تترافق مع اضطراب الشخصية الاعتمادية. لذا من المهم جداً لمقدمي الرعاية الصحية تحديد هذه الحالات ومعالجتها بالتوازي.

علاج اضطـراب الشخصيـة الاعتمـاديـة

تلخص الدكتورة داراموس بعض خيارات العلاج لاضطراب الشخصية الاعتمادية كما يلي:

  • العلاج الفردي: يمكن أن تكون خيارات العلاج النفسي مثل العلاج النفسي الديناميكي (psychodynamic therapy) أو العلاج السلوكي الجدلي (dialectical behavior therapy/ DBT)، أو العلاج المعرفي السلوكي (cognitive behavior therapy CBT) فعالة للغاية. إذ تستطيع هذه الأنواع من العلاج المساعدة في استبدال أنماط التفكير الإشكالية بأخرى صحية، وتشجيع الشخص على أن يكون أكثر استقلالية واعتماداً على الذات.
  • العلاج الجماعي: يمكن أن تكون المشاركة في العلاج الجماعي مفيدة أيضاً. حيث تصبح أنماط الأشخاص أكثر وضوحاً في إطار المجموعة، مما يسهل التعرف عليها والعمل على علاجها. ويمكن لأي شخص في المجموعة الاستفادة من الخبرات المشتركة والمناقشات والدروس المستمدة من تجارب الآخرين.
  • العلاج الدوائي: إذا تم تشخيص الفرد بالاكتئاب أو القلق جنباً إلى جنب مع اضطراب الشخصية الاعتمادية، فقد يصف مقدم الرعاية الصحية مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق.

ليس الهدف من علاج اضطرابات الشخصية تحويل شخص إلى آخر مختلف تماماً. بل هو مساعدته على أن يصبح نسخة أكثر صحة واعتدالاً وأقل تطرفاً من حالته الطبيعية.

التعامل مع اضطـراب الشخصيـة الاعتماديـة

إذا تم تشخيصك باضطراب الشخصية الاعتمادية (اضطراب الشخصية الاتكالية)، فإليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التأقلم وفقاً للدكتورة داراموس.

ابدأ في فعل الأشياء بمفردك: من المفيد أن تتحدى نفسك ببطء للقيام بالأشياء بمفردك، بدءاً من الأسهل وصولاً إلى التحديات الصعبة. على سبيل المثال، يمكنك البدء بالذهاب لشراء البقالة وتناول وجبة في مطعم بمفردك.

مارس بعض النشاط البدني: قد يكون من المفيد أن تبدأ في ممارسة الرياضة، وتحفز نفسك للقيام بالمزيد كل يوم. إذ أن توسيع حدودك الجسدية والنفسية يمكن أن يساعدك على الشعور بأنك أقوى وأكثر قدرة.

اعمل على أن تصبح مستقلاً: افحص علاقاتك مع أحبائك وحدد الطرق التي تعتمد من خلالها على الآخرين، وتعلم خطوة بخطوة الاستقلال دون الحاجة إلى دعمهم. وحاول أن تتولى مهمة واحدة على الأقل يقوم بها شخص آخر من أجلك كل أسبوع أو كل شهر.

تعلم أن تثق بنفسك: استمع إلى أفكارك ومشاعرك وحدسك، وقبل أن تسعى لمعرفة آراء الآخرين أثناء اتخاذ القرار، فكر بتلك القرارات مليّاً، وانتبه لما تشعر به أنت. ثق في حدسك وفي قدرتك على التعامل مع النتيجة؛ أياً تكن.

تحقق من مدى حاجتك لموافقة الآخرين: تذكر أن تحبيذ الموافقة والاستمتاع بها يختلف كثيراً عن الحاجة إلى موافقة الآخرين لبدء عمل معين.

خلاصة

يمكن أن يتسبب اضطراب الشخصية الاعتمادية بالقلق من فكرة اتخاذ القرارات أو الوحدة، وهذا شيء ليس بالسهل التعايش معه. إلا أن العلاج يساعد على زيادة الثقة بالنفس، وهذا بدوره يساعد في أن يصبح الشخص أكثر استقلالية واكتفاء ذاتياً.

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية الاجتنابية، التعريف، الأعراض، الأسباب والعلاج

اقـرأ أيضاً: اضطراب الشخصية الارتيابية، الأسباب، الأعراض والعلاج

اقرأ أيضـاً: كيفية التأقلم مع اضطراب الشخصية في مجالات الحياة المختلفة

المصدر: Dependent Personality Disorder Signs and Symptoms

تدقيق: هبة مسعود
مراجعة: أوبستان
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

Clear Filters
error: