كيف تحب نفسك بعد الانفصال العاطفي؟ إليك تسع خطوات تساعدك على البدء من جديد

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

قد يتركنا الانفصال أو انفطار القلب في حالة من التوهان. إذا مررت بتجربة انفصال عاطفي لم تستطع منعها، فأنت على معرفة تامة بألم تلك التجربة. ربّما كان الانفصال من أجل الأفضل، لكنّك ما زلت تتساءل ماذا كان ليحدث لو اختلفت الأمور؟ 

بعد الانفصال تمر بمراحل عدة، سعيدٌ لأنك أعزب، ثم حزين ووحيد، ثم متفائلٌ، وحتى لا مبالٍ من وقت لآخر. على الرغم من صعوبة الانفصال، إلا أن المأساة الحقيقية تحدث عندما نهمل العلاقة الأكثر أهمية، العلاقة التي تربطنا بأنفسنا. 

في بعض الأحيان نربط القيمة والمصداقية بشريك في حياتنا، وعندما نفترق عن ذلك الشريك، نفتقر إلى تلك المشاعر الهامة. إذ نجد أنفسنا وحيدين وتائهين نترقب ما ينتظرنا بقلق. 

كم يستغرق التعافي بعد الانفصال؟

كل شخص فريدٌ من نوعه، كما هي حال كل علاقة، لذلك ليس هناك مدة محددة للشفاء من الانفصال. و يعتمد الأمر إلى حد كبير على عدة عوامل، مثل مدى قربكما من بعضكما البعض وظروف الانفصال (أذية أم خيانة؟ أم أن العلاقة وصلت إلى نهاية طبيعية؟) واللوجيستيات (إذا تشاركتما السكن سوياً و تقاسمتما أموراً مالية أو لديكما أطفال).

يشعر العديد من الناس بالارتياح في مرحلة ما بعد الانفصال مباشرة (لا شك أن هذا أمرٌ مُحزن، لكن الانفصال لا يحدث دون سبب عادة.)

ربما أحسست أن شيئاً ما لم يكن صحيحاً تماماً بينك وبين الشريك، أو كان يبتعد عنك عاطفياً أو أنكما لم تتوقفا عن الجدال. لذا، يقود الانفصال في نهاية المطاف إلى الارتياح من كل ذلك الإجهاد والقلق. 

مع ذلك، أن تُجبر على الابتعاد عن شخص قريب منك وترتاح لوجوده معك أمرٌ صعب وقد يسبب لك الكثير من الحزن والألم في الأسابيع والأشهر الأولى من الانفصال.

بعد الانفصال، لا بُدّ لك من مواجهة مشاعرك. و على الرغم من أن القيام بذلك يعدُّ تحدياً، إلا أنه أفضل بكثير من محاولة إنكارها أو قمعها أو الهروب منها. لكن، قد يؤثر سلوكك وموقفك خلال الأسابيع والأشهر التالية للانفصال بشكل كبير على مدة الشفاء والمضي قدماً. 

إذا فكرت مطولاً وانتقدت نفسك في أغلب الأحيان، فإن الشفاء والمضي قدماً سيستغرقان وقتاً أطول بكثير مما لو كنت لطيفاً مع نفسك. (إظهار الحب والرحمة لنفسك، والالتزام بعيش حياتك على أفضل وجه ممكن).

فيما يلي ستجد بعض النصائح والأساليب التي تساعدك على ممارسة العناية بالذات وحب نفسك وتنمية وصَوْن علاقة حب ورأفة معها لا علاقة لها بالسابق.

تذكَّر أن الشفاء من الانفصال وتعلم محبة نفسك عملية فريدة عند الجميع. لذلك حاول ألّا تستاء أو تشعر بالإحباط إذا لم تنجح النصائح التالية على الفور واستمر في المحاولة.

حاول أن تدرك أن لا أحد يحدد من تكون

قد تجعلك العلاقات الرومانسية تشعر وكأنك في النعيم. لكنها أيضاً قد تشعرك بالقلق أو الإجهاد عندما لا تسير الأمور فيها على ما يرام، وبعضنا أكثر عرضة للحساسية فيما يتعلق بتقلبات العلاقات العاطفية. وبغض النظر عمن تكون، فقد تربط هويتك بعلاقتك.

قد تعتقد ‘أنا صديقة/صديق حميم’ و ‘هذا هو صديقي/صديقتي الحميمة’. عندما يغادر هذا الشخص أو عندما تقرِّران أنتما الاثنان ألّا تبقيا معاً بعد الآن، قد تشعر وكأنك فقدت جزءاً من نفسك. 

يجب أن تعرف أنه مهما كانت علاقتكما جيدة (أو سيئة) (حتى لو كانت علاقة سامّة). ومهما كنتما قريبين، فإن شريكك السابق لا يحدد هويتك، ويمكنك دائماً إعادة بناء احترامك لذاتك وإيجاد سعادتك الخاصة. 

أعطِ نفسك استراحة

القسوة على النفس عند انتهاء العلاقة أمرٌ طبيعي؛ قد تقضي أياماً أو أسابيع تفكر ملياً في ما حدث من أخطاء وكيف كان بإمكانك فعل شيء مختلف. (لو كنت رحيماً أو أكثر عقلانية، أو قلت الشيء الصحيح، أو على الأقل لم تقل الشيء الخطأ).

هناك دروس يمكن تعلمها في كل علاقة فاشلة، ولكن هذا لا يعني قضاء اليوم بأكمله في التأمل واجترار الأفكار. إن كنت تقضي وقتك هكذا، فإن التغلب على الانفصال سيستغرق وقتاً أطول بكثير بالمقارنة مع معاملة نفسك بلطف وهدوء والتوقف عن لومها. 

نهاية العلاقة قد تسلط الضوء على بعض سلوكياتك التي لم تكن سليمة ضمن العلاقة، ولكن التفكير والتأمل في هذه الأمور لا يعني جَلْد نفسك. أعد التفكير واكتشف الأخطاء التي يمكنك التعلُّم منها في هذه الحالة، ولكن قبل كل شيء كن لطيفاً مع نفسك. 

انظر إلى الجانب المشرق للانفصال

كيف أثرت علاقتك مع ذلك الشخص سلباً على جوانب حياتك؟ هل أهملت شيئاً ما أو ضحيت به للحفاظ على علاقتك؟ هل هناك شيء أردت دائماً القيام به أو مكانٌ ما أردت زيارته، لكنه لم يكن صحيحاً أو منطقياً القيام به معاً؟ الآن هو الوقت المناسب لعيش حياتك دون الحاجة إلى تقديم تنازلات للشخص الآخر.

قد تجد نفسك وحيداً خلال الأسابيع والأشهر الأولى، وقد يكون ذلك صعباً إذا اعتدت على رفقة شريكك. أطلق العنان لأية مشاعر، وتذكر أن تنظر إلى الانفصال على أنه فرصة لإحداث تغيير إيجابي. فالحياة ما هي إلا وجهة نظر، لذا حاول أن تكون نظرتك جيدة. 

كلما عملت على تحسين العلاقة مع نفسك بمواصلة التركيز على نضجك و تطورك الشخصي، كان ذلك أفضل. من السهل جداً الوقوع في دورة من التفكير السلبي بعد العلاقة، ولكن الخيار بين يديك، في كل لحظة، للاستفادة من تجاربك. 

انتبه لصحتك 

تجلب أي صعوبة عاطفية معها خطر التأقلم غير الصحي –الحزن، اليأس، الندم، الغضب- هذه كلها مشاعر قوية يمكنها إحداث تأثير سلبي كبير عليك إن لم تكن متنبهاً لها.

هي مشاعر كثيفة لكنك قادر على التعامل معها. وعلى الرغم من أنها حقيقية، لكن ليس من الضروري أن تدفعك إلى سلوكيات تجعلك تشعر بما هو أسوأ فقط.

لذا، إذا كنت تصارع عواطفك لأن علاقتك قد انتهت للتو، انتبه لما ستفعله تالياً. إذا كنت ترغب في الشرب أو تعاطي مواد أخرى للهروب من الاستياء الذي تشعر به، فتوقف قليلاً و تنفس. واسأل نفسك : هل بإمكاني الجلوس ومعالجة مشاعري بنفسي بدلاً من استخدام وسائل مؤقتة؟

قد يكون الشرب أو الإفراط في تناول الأطعمة الخفيفة عند نشوء هذا النوع من المشاعر أمراً مغرياً. لكنك ستشكر نفسك على المدى الطويل إذا انتبهت إلى صحتك في هذا الوقت. 

أهمية ممارسة التمارين 

أثبتت التمارين الرياضية مراراً وتكراراً أنها تعود بفوائد جمة على الصحة النفسية. عندما تشعر بانخفاض الطاقة أو الضياع أو الكآبة بعد الانفصال العاطفي، تكون ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وسيلة رائعة لتهدئة هذه المشاعر وإبقائك متوازناً.

قد يكون من الصعب إيجاد الدافع إلى النهوض والنشاط فيما لا تزال تعاني من فقدان الحب، لكن تنمية هذا الدافع تصبح أسهل بممارسة الرياضة.

وهذا لا يعني أن ترفع الأثقال في صالة الألعاب الرياضية أو تركض لفترة طويلة كل أسبوع حتى تحصد الفوائد الصحية النفسية للرياضة.

إن الجمع البسيط بين التمارين الهوائية (الجري و الهرولة والمشي والسباحة والرقص) وتمارين المقاومة (الأوزان الحرة وآلات الوزن وأربطة الشد.) ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل يكفي لصحة جيدة والحفاظ على ثقتك بنفسك واحترامك العالي لذاتك.

الالتزام بالتمارين المنتظمة يعني الالتزام بالحصول على علاقة صحية مع نفسك و صحتك وجسدك. وهذا ما تحتاج إلى التركيز عليه بالضبط عندما تشعر أن الحياة صعبة أو مرهقة. فمن علاقة محبة النفس تنمو وتزدهر كل العلاقات المستقبلية.

وضع حدود سليمة 

لعلها الوسيلة الأكثر تحدياً والأكثر أهمية لممارسة حب الذات بعد الانفصال العاطفي. فقد تتمنّع عن مواعدة شخص آخر تحسباً لاحتمال أراد/أرادت الشريك السابق إحياء علاقتكما مجدداً أو اللقاء معك.

وقد تسمح له/لها بالزيارة أو التسكع من وقت لآخر، وكل هذا يبدو مسلياً وغير مؤذ عندما يحدث. لكن الحقيقة أن العلاقة قد انتهت، وبالسماح لعلاقة جزئية بالحدوث، أنت فقط تطيل عملية الشفاء.

يستطيع بعض الناس المحافظة على علاقة الصداقة بعد الانفصال. ولكن هناك حاجة إلى فترة من المساحة الجسدية والعاطفية بين كلي الشخصين للمضي قدماً والبدء في بناء حياة كل منهما دون بعضهما البعض.

سواء قررتما البقاء أصدقاء أم لا فذلك أمر يخصّكما فقط، لكن حاول من جهتك اتخاذ هذا القرار انطلاقاً من صحتك و رفاهك بدلاً من الأمل في أن تعودا إلى بعضكم البعض. 

الانتباه لمشاعر الغضب 

الغضب عاطفة طبيعية تماماً لا يجب كبتها، ومن المعروف أن كبت الغضب يؤدي إلى مشاعر الحزن ويحرض على بداية الاكتئاب. لذلك، يجب الانتباه إلى الغضب عندما ينشأ داخلنا.

قد نشعر بالغضب و نضمر الضغينة لشخص قام بأذيتنا أو خيانتنا. لكن الغضب في حد ذاته يخلق الإجهاد في الجسم، والتعلق به يلحق ضرراً بصحتنا الجسدية والنفسية أكثر من الطبيعي. 

لا تغلق أبواب قلبك 

قد تجعلك العلاقة الفاشلة ترغب في إغلاق أبواب قلبك وعدم فتحها مجدداً، وتعتقد أن العلاقات المستقبلية ستسير بنفس الطريقة التي سارت بها العلاقات السابقة، وربما تنسى لماذا ترغب في الدخول في علاقات في المقام الأول.

أو قد يؤذيك أو يخذلك أحدهم، لكن كن شجاعاً بما فيه الكفاية لتُبقي قلبك مفتوحاً أمام علاقات وتجارب جديدة، إذا أغلقته فأنت تغلق الحب المتأصل في داخلك والذي يساعدك على التواصل مع مصادر أخرى للحب في حياتك.

قد يخبرك شخصٌ ما أنك لن تتمكن من تجربة الحب مجدداً، لا تصغي إليه لأن ذلك مجرد وهم.

ممارسة التعاطف مع الذات 

قد نبالغ في القسوة على أنفسنا أثناء مواجهة مواقف الحياة الصعبة بما فيها الانفصالات العاطفية. الموقف القاسي إزاء الذات قد يكون حافزاً لتغيير بعض السلوكيات غير السليمة أو الظالمة لنا، لكنها ليست دائماً أفضل طريقة لتحسين الذات.

بدلاً من ذلك، من المفيد تقديم الحب والتعاطف لأنفسنا، ويعني التعاطف مشاركة المعاناة مع الآخرين لأننا نتفهم ما يمرون به من صراع. 

من السهل إظهار التعاطف مع الآخرين مقارنة مع إظهاره مع النفس، لكن إظهار التعاطف والغفران لنفسك قد يغير حياتك بأكملها.

ووفقاً لـ كريستين نيف، مؤلفة كتاب التعاطف الذاتي: قوة اللطف مع الذات، فإن التعاطف مع الذات هو أن تكون صديق نفسك وأن تهذب الطريقة التي تتحدث بها إليها، وتحدد السلبية والنقد غير البناء، واستبدال تلك الأشياء بأفكار وروايات إيجابية و لطيفة تؤكد الحياة.

إذا كان أعز أصدقائك يمر بانفصال، كيف كنت ستعامله؟ هل ستكون قاسياً عليه؟ هـل ستشير إلى كل الأسباب المحتملة وراء انفصال شريكته عنه؟ وهـل تنتقده في كل مرة وتخبره أنه لن يجد الحب مرة أخرى على الأرجح؟

من المستبعد جداً أن تقوم بذلك وستمنحه الحب والمعاملة اللطيفة وتساعده على تذكر الأمور الجيدة وتخبره أن العلاقة الفاشلة لا تحدد من يكون، وتصدق ما يشعر به وتؤكد له أنه يستحق الحب والاهتمام والرعاية. الرحمة والتعاطف الذاتي هو كل هذا الأخير، ولكن كما يوحي المسمى، موجهٌ نحو الذات. 

تقول كريستين في كتابها: “كلما لاحظت شيئاً في نفسي لا يعجبني، أو كلما ارتكبت خطأ في حياتي، أكرر في صمت العبارات التالية: هذه فقط لحظة ألم، والمعاناة جزء من الحياة، هل لي أن أكون لطيفة مع نفسي؟ هلّا منحتها الرحمة التي أحتاجها .”

خلاصة

الانفصال جزءٌ طبيعي من الحياة، وبقدر ما يكون مؤلماً بقدر ما يتيح فرصة للنضج والتطور على الصعيد الشخصي. والعلاقات بحد ذاتها هي طرق رائعة لمعرفة النفس؛ فهي تُظهر لنا مكامن ضعفنا وقوتنا، ويمكن للانفصال أن يفعل الشيء نفسه.

الانفصال عن شريك مقرب جداً يمنحك فهماً عميقاً لأسلوب تعلقك بالآخرين وكيف تواجه هذا العالم وحدك. لا تقلق إذا كان هذا الانفصال قد جعلك تشعر بالضياع والارتباك، فالوقت كفيلٌ بشفاء كل الجروح، وستكون شخصاً أفضل وأقوى عقب اختبارك له.

اقرأ أيضاً: ثمان علامات تدل أن شريكك يريد الطلاق

المصدر: How To Love Yourself After A Breakup

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: