البلوغ عند الأطفال، متى يصبح الطفل بالغاً وفقاً لذويه والقانون والعلم؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يصبح الطفل شخصاً بالغاً بشكل قانوني في الولايات المتحدة الأمريكية عندما يبلغ الثامنة عشرة من عمره.بالنسبة للكثير من الأهل، يبقى سؤال “متى يصبح الأطفال أشخاصاً بالغين؟” يراودهم باستمرار. سنوضح في هذا المقال متى يصبح الأطفال بالغين حسب القانون والعلم وفي نظر ذويه.

لكن، يمكن أن تعني كلمة “بالغ” أشياء متباينة عندما تسأل اشخاصاً مختلفين. فيما يلي ما يعنيه أن يصبح الفرد بالغاً وفقاً للأهل، القانون والعلم.

متى يصبح الأطفال بالغين في نظر ذويهم؟

بالنسبة للبعض منهم، فإن عملية بحث خاطفة على الإنترنت عن القوانين المحلية يمكن أن يعطي إجابة وافية. أما للبعض الآخر، فإن فكرة أن هناك حداً عمرياً للطفولة وخطاً واضحاً يفصله عن الدخول في مرحلة البلوغ هي عملية صعبة. 

يتنبأ معظم الأهالي بانتقال أطفالهم إلى مرحلة البلوغ وفي داخلهم خليط من المشاعر بما فيها الفخر، الأمل، الخوف والرهبة.

مع مرور الوقت، يقول الكثيرون منهم أن أدوارهم ومسؤولياتهم فيما يتعلق بهذه المرحلة تتغير باستمرار.

يظل الأهل الحديثين موجودين بالقرب على الدوام، ينتظرون بفارغ الصبر مساعدة أطفالهم إذا تعثروا. ومع بلوغهم مرحلة المراهقة، يتنحّون جانباً (حرفياً ومجازياً) مرشدين أطفالهم من مسافة آمنة لكنها تبعث على الطمأنينة.

في نهاية المطاف، سيأتي ذلك اليوم الذي يخرج فيه الأطفال الصغار إلى العالم ليعيشوا حياتهم مستعينين بشتى مهارات الحياة التي تعلموها من ذويهم على مدار عدة سنوات.

الحقيقة هي البلوغ – البلوغ الحقيقي مسألة دقيقة جداً أكثر مما تتوقع.

متى يصبح الأطفال بالغين حسب القانون؟

إذا نظرنا بعين القانون للإجابة على هذا السؤال، فإن حياة البالغ تبدأ عندما يصبح كفئاً بشكل كاف للقيام بأمور معينة والمشاركة في مجتمعه وحكومته.

في الولايات المتحدة، السن القانوني للبلوغ هو 18 عاماً. لكن، يمكن للصغار في عمر الـ 16 القيادة والالتحاق بالجيش في عمر الـ 18. أما السن المسموح عنده بشرب الكحول والتصويت فهو 21.

قد يعتقد الكثيرون أن هناك عدم ترابط رهيب بين بعض هذه الأرقام (أي الأعمار). على سبيل المثال،  يستطيع من بلغ الثامنة عشرة الانضمام إلى الجيش. لكنه لا يمتلك الحق في التصويت لممثلي الحكومة القائمين على الدستور الذي تعهدوا بالدفاع عنه. أو يستطيع ذو الثمانية عشر عاماً الذهاب إلى حرب عالمية، ولكن يمنعه القانون أن يحظى بكأس من الجعة أو النبيذ.

في أوروبا، بما فيها المملكة المتحدة، تختلف الأمور قليلاً. بينما عمر النضج والبلوغ لا يزال 18 عاماً في معظم البلدان، إلا أن الشباب في هذا العمر يستطيعون شرب الكحول، وبالنسبة للعديد من البلدان يحق للفرد التصويت قانونياً.

ما يثير الاهتمام أنه وفي بعض الدول، توجد ظروف خاصة تكون فيها متطلبات السن مختلفة بالنسبة لبعض الأفراد.

على سبيل المثال، في البوسنة والهرسك، السن القانوني للحق في التصويت هو الثامنة عشرة. لكن إذا حصل ذو الستة عشر عاماً على وظيفة، يحق له التصويت.

قد يقول البعض أن ذلك بديهي؛ إذا كنت ناضجاً كفاية لدفع الضرائب. فيجب أن تكون كذلك عندما يتعلق الأمر برأيك في الحكومة التي تفرض هذه الضرائب وتقوم بجبايتها.

أذاً إن جواب سؤال متى يصبح الأطفال بالغين حسب القانون يعتمد على القوانين المشرعة في البلد الذي يعيش فيه الطفل.

متى يصبح الأطفال بالغين حسب العلم؟

بينما ينص القانون على شيء واحد ألا وهو (عندما تبلغ الثامنة عشرة من العمر تعتبر شخصاً بالغاً قانونياً). يلقي العلم بعض الضوء على عمل أدمغتنا الداخلي ليبين لنا لماذا مرحلة البلوغ ليست ببساطة مجرد مسألة عمرية. يمكن الجواب على متى يصبح الأطفال بالغين حسب العلم في التالي.

عندما ينضج الأطفال في نهاية المراهقة وبداية البلوغ، تحدث تغييرات مهمة في تشريح الدماغ ويظل النشاط فيه قائماً. ويستمر نضجه في وقت لاحق من التطور الذي كان يعتقد سابقاً.

هذا صحيح بالفعل في مناطق القشرة الجبهية للدماغ؛ الجزء الذي يلعب دوراً في مختلف الوظائف التنفيذية، بما فيها:

  • الانتباه والتركيز.
  • الفهم وتوقع عواقب أفعال الفرد.
  • السيطرة على الاندفاعات.
  • ضبط العواطف.
  • التخطيط للمستقبل.
  • مقارنة الأخطار مع الغنائم.

لا يكتمل نمو قشرة الفص الجبهي حتى بلوغ سن الخامسة والعشرين. بينما أعطى علم الأعصاب أجوبة حول كيفية نمو وتطور قشرة الفص الجبهي، آلية عملها ووظيفتها عندما يكتمل نموها، وكيف تؤثر علينا كأفراد. لكن في الحقيقة توجد اختلافات فردية في نمو الدماغ، وتنمو مناطق مختلفة منه بمعدلات ودرجات متباينة.

يعني ذلك أن بعض الأشخاص قد يبلغون الرشد قبل غيرهم. لذا فإن الافتراضات ككل حول ما يقدر عليه الشخص أو لا لها هامش من الخطأ المتأصل.

بعض الأنظمة، كتلك الخاصة بالاستقراء المنطقي، تبلغ الرشد والنضج في عمر السادسة عشرة. بينما تكون باقي الأنظمة في طور النمو حتى مرحلة البلوغ، مثل التنظيم الذاتي.

إذاً، بينما قد يعتبر ذو الستة عشر عاماً مؤهلاً بما يكفي لاتخاذ قرارات معينة. فقد لا يكون ناضجاً كفاية لاتخاذ أفضلها أو حتى فهم عواقب هذه الأفعال بشكل كامل.

في نهاية المطاف، فإن القانون يدرك ويأخذ بالاعتبار هذه الاختلافات حيث لا يمكن محاكمة الأطفال دون سن معينة كالبالغين ( يختلف سن المسؤولية الجنائية بين دولة وأخرى).

التغير في الجانب الاجتماعي لمرحلة البلوغ

اعتيد سابقاً أن يكون خروج الشاب من المدرسة الثانوية والسعي اللاحق للحصول على التعليم العالي بمثابة طقوس العبور إلى مرحلة البلوغ. 

بالنسبة للعديد من العائلات، فإن الأطفال الذين يتخرجون من التعليم الثانوي ويتركون منازل ذويهم ليصبحوا طلاباً جامعيين، وخطواتهم النهائية نحو الاستقلال المالي تعادل مرحلة البلوغ أيضاً. لكن الزمن يتغير، وتصور البلوغ يتغير معه تماماً. 

في غياب هذه الطقوس المعتادة للمرور من مرحلة إلى أخرى (التي تم قبولها اجتماعياً على هذا النحو). يكون الأطفال والآباء أحياناً في حيرة من أمرهم لتحديد الوقت الذي يصبح فيه الأطفال بالغين رسمياً.  

زيادة الافتقار إلى الاستقلالية

غالباً ما يتشابك التصور المبكر لمرحلة البلوغ بشدة مع الشعور بالاستقلالية، والذي يبدو بالتأكيد أنه في حالة تدهور خلال العقود القليلة الماضية.

في حين أن العديد من الآباء قد يرغبون في تعريف واضح للوقت الذي يصبح أطفالهم فيه بالغين أو يتوقون ليوم “التغيير المفاجئ” كما يقول المثل، فإن أسلوب التربية قد يكون له تأثير عميق على كيفية وزمن حدوث ذلك.

في مجتمع اليوم، غالباً ما تشكل التربية المفرطة، أو باستخدام استراتيجية “الهليكوبتر” (الاهتمام الشديد بتجارب ومشكلات الأطفال حتى يغدو الآباء مثل طائرات الهليكوبتر التي تحوم فوق رؤوس أطفالهم)، أو تربية “الجرافة” ، أو الأبوة السامة التي يتبناها العديد من جيل طفرة المواليد (وتعني الطفل الذي ولد أثناء الفترة الديموغرافية لـ طفرة المواليد بعد الحرب العالمية الثانية)، تحدياً مباشراً لهذا الانتقال.

 الحقيقة هي أنه وفي حال لم يمنح الآباء أبناءهم الفرصة لاتخاذ قراراتهم بأنفسهم، المدى الذي يمكنهم من صنع أخطائهم والتعلم منها والمساحة التي يحتاجونها للتطور السليم، فسيكون من المستحيل تقريباً على أطفالهم فهم ما يعني أن يكونوا بالغين حقاً.

الطقوس المعتادة للمرور من مرحلة إلى أخرى تتأخر أو تؤجل تماماً

قبل ثلاثة إلى أربعة عقود، كانت طقوس العبور المعتادة للأطفال إلى مرحلة البالغين هي الاستقلال المالي، الزواج، إنجاب الأطفال أو شراء منزل جديد.

لكن خلال العقود القليلة الماضية، أصبحت هذه المعالم بعيدة المنال بالنسبة للكثيرين وتم تأجيلها بالكامل لسبب أو لآخر.

بدون هذه المعايير لتحديد الانتقال بشكل ملموس، يصبح من الصعب أكثر فأكثر على الشباب أن يفكروا في أنفسهم كأشخاص بالغين، ومن الصعب على والديهم كذلك أيضاً.

تجدر الإشارة هنا أيضاً إلى أننا إذا نظرنا إلى طقوس العبور هذه فقط باعتبارها علامات نهائية لمرحلة البلوغ، فسيظل التعريف موجوداً في كل مكان.

تلعب أشياء مثل العرق، الطائفة، الجندر والطبقة الاجتماعية أيضاً دوراً رئيسياً في توقيت هذه المعالم. وبالتالي، يصبح الأطفال بالغين في أوقات مختلفة اعتماداً على معتقداتهم الثقافية.

الثقافة والدين

في كثير من الحالات، للثقافة والدين معاييرهما لتحديد مرحلة البلوغ. تجدر الإشارة إلى أنه وفي حين لا تزال العديد من هذه التقاليد القديمة قائمة ويحتفل بها إلى يومنا هذا من قبل مختلف الأديان والثقافات.

إلا أنها في الأساس بالاسم فقط، لا سيما في العالم الغربي، حيث غالباً ما يتم تعديل تعريفات ومحددات سن الرشد من خلال القوانين الفيدرالية وقوانين الولايات في السلطات المحلية.

اقرأ أيضاً: نظرية بياجيه للتطور المعرفي، مراحل النمو المعرفي الأربعة للطفل

اقرأ أيضاً: طفلك يجادلك في كل شيء تقوله؟ كيف تتعامل معه؟

اقـرأ أيضاً: التفكير النقدي للأطفال، ما أهميته وكيف يمكن تعليمه للأطفال؟

المصدر: When Do Kids Become Adults

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: