معلومات مهمة عن المشاعر يجب معرفتها

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يخفق المجتمع الذي نعيش فيه، وخاصة المدرسة، في تثقيفنا بما يخص المشاعر، وتحتاج المشاعر الجوهرية لأن تُختبر ويُطلق لها العنان. فـ كبح المشاعر من شأنه أن يعرقل تلك الجوهرية. يمنع الاستخدام الاعتيادي لوسائل الدفاع الوقائية شعورنا بالأهمية، الحيوية والمصداقية.

تقول هيلاري جاكوبس هندل (Hilary Jacobs Hendel) أخصائية اجتماعية معتمدة، خلال السنوات الثمانية عشرة من دراستي للمشاعر، تعلمت الأشياء ذات الأهمية المشتركة بين الجميع للصحة والرخاء والتي شعرت بالصدمة بأن أحداً لم يساهم في تعليمي إياها من قبل…لماذا!

تعلمت في المرحلة الثانوية عن علم المثلثات، والذي كنت بالكاد استخدمه، لكن لم أتعلم شيئاً عن المشاعر بالرغم من أنها تؤثر على حياتي اليومية! من حسن حظي أنني درست العلوم البيولوجية، العصبية، وعلم النفس في أفضل المدارس. ولم أتعلم مرة واحدة أي من الأوجه الجوهرية التالية لكوني شخصاً في هذه الحياة.

المشاعر حقيقية

لا يمكن إيقافها ولا منعها، فنحن لا نملك خياراً إلا في كيفية استجابتنا للمشاعر. وهو خيار ذو أهمية بالغة علينا أن نتخذه عدة مرات كل يوم دائماً.

والمشاعر هي تجارب جسدية، وتمثل مجموعة متنوعة من الأحاسيس والدوافع وراء ما نقوم به من أفعال والتي اعترفنا بها كشعور محدد.

المشاعر الجوهرية

المشاعر الجوهريةهي برامج نشطة متشابكة من الولادة إلى الموت. تسبب المشاعر الجوهرية تغيرات في الجسم والتي يمكن الإحساس بها وإدراكها ببذل الجهد واستخدام التوجيهات مثل “مثلث التغيير”.

للمشاعر الجوهرية ميول فعلية (تصرفات) تكيّفية والتي نشعر بها على شكل اندفاعات. يمكن أن تدفع هذه الاندفاعات بالفرد، دون وعي أحياناً، لسلوكيات غير مرغوبة خلف الكواليس (باطنياً).

سواء كنا على إدراك واعٍ للمشاعر الجوهرية أم لا، فإنها تمارس دائماً قوة تجبر على الفعل. على سبيل المثال، عندما يثور غضبنا، يمكن أن نشعر برغبة ودافع لإلقاء اللوم أو مهاجمة الشخص الذي أثار هذا الغضب إلا أننا لا نزال غير مدركين أننا نمر بفترة غضب.

لا يستطيع الأطفال الصغار تهدئة مشاعرهم. فهم يحتاجون إلى بالغين هادئين ومحبين لفعل ذلك عنهم. وعند البلوغ، يمكننا أن نهدّئ من أنفسنا بشكل أفضل (لكن يحتاج البالغون إلى الآخرين للتهدئة والطمأنينة والراحة).

كما أن القدرة على الإحساس بالعواطف والمشاعر في الجسم لها تداعيات مهمة على نمو الشخص، تغير الدماغ والتطور.

المشاعر المثبطة

المـشاعر المثبّطة مثل القلق، الذنب، العار هي فئة أخرى للمشاعر التي تعمل على تشويش، سحق أو حجب المـشاعر الجوهرية.

تعمل المـشاعر المثبّطة على كبت المـشاعر الجوهرية بهدف إبقاء الفرد على تواصل مع الآخرين. على سبيل المثال، تعلمت أن استخدم الذنب والعار لدفن غضبي، وبالتالي لم أكن على دراية ووعي بأنني غاضبة ولم أظهر هذا الغضب للآخرين الذين اعتقدت أنهم سيطلقون أحكاماً عليّ أو يرفضونني.

يطلق الكثير من الأشخاص الأحكام  على الآخرين ويلومونهم بسبب ما يشعرون به لأنهم لا يتفهمون ماهية المـشاعر ولم يتعلموا أساليب بناءة في الاستجابة لمـشاعر الآخرين.

المشاعر أمر مُعد

تكون حوالي 70 بالمئة من مـشاعر التواصل غير لفظية. إذ نتفاعل في أعماق داخلنا مع نبرة صوت الآخرين، وضعيات جسدهم، وتعابير وجوههم. على سبيل المثال،لا يهم ما تقول والدتي؛ إذا بدت غاضبة وتتكلم بنبرة صوت قاسية وسريعة الحكم، فذلك ما يؤثر بي.

نستخدم وسائل الدفاع لتجنب المـشاعر، وتهدف هذه الوسائل إلى حماية أنفسنا من عدم الارتياح العاطفي.

تعد وسائل الدفاع طرقاً تكيّفية فائقة الذكاء مصممة لمساعدتنا على النجاة والصمود في وجه التجارب المؤلمة. لا يفيد التفكير بشكل سلبي بها؛ على العكس، من المهم جداً فهم أن استخدام وسائل الدفاع بشكل اعتيادي يكلّفنا طاقتنا و مصداقيتنا.

تعلّم كيف تعالج مشاعرك وتضبطها

معالجة المشاعر عوضاً عن دفنها أو حجبها بالدفاعات والمشاعر المثبّطة أمر بالغ الأهمية لأن الطاقة التي تخلقها المشاعر الجوهرية تحتاج إلى أن يتم إطلاقها وتحريرها وألا تبقى داخل الجسم.

في عالم مثالي، يتم صرف مشـاعر الغضب بالانخراط في العالم الخارجي (العمل، النشاطات والتواصل مع الآخرين والتي تحمل جميعها معنى وقيمة لنا) وليس بالحفاظ على الدفاعات التي تدفع بالمشـاعر بعيداً.

يعود تعلم الترحيب بمشاعرنا والإصغاء لها بالنفع علينا وذلك بدلاً من دفنها، والذي يمكن أن يسبب العديد من الأعراض العاطفية والجسدية مثل التشنج العضلي، مشاكل المعدة والأمعاء، الصداع وغيرها الكثير.

يشكل كل من الاكتئاب والقلق أعراض المشاعـر الجوهرية المدفونة.

يؤثر الانتباه للمشاعـر على الدماغ، العقل، والجسم والذي يؤدي إلى شعور أكبر بالهدوء، الثقة والمرونة النفسية إضافة إلى صحة أفضل. 

مثلث التغيير

مثلـث التغيير (Change Triangle) هو عبارة عن أداة عملية للتعامل مع المـشاعر التي يجب أن تكون بداخل كل شخص منا.

مثلث التغييـر هو عبارة عن خريطةٍ ودليلٍ يحملك من حالة عدم الاتصال إلى ذاتك الحقيقية. على المستوى العملي نجد مثلثَ التغيير مكوناً من مجموعة خطواتٍ تهدف ببساطة إلى جعلك تشعر بحالٍ أفضل. يعمل هذا المثلث على إعادة إدراكك لمشاعرك الأساسية مثل الفرح، الغضب، الحزن والخوف.

إن شفاء العقل والنفس ممكن ضمن الشروط الصحيحة وذلك بفضل المرونة العصبية (قدرة الدماغ على إعادة التشبيك مع المعلومات الجديدة). والعمل مع المشاعـر من أجله أن يطلق وسيلة قوية للتغيير والتحول.

خلاصة

يستفيد الجميع من التثقيف والتربية الأساسية عن المشاعـر والعواطف، إذ تُبدد المعرفة الكثير من الخرافات الخطيرة التي يلقنها المجتمع لنا والتي تتعلق بالمشاعـر. تربية الناس وتثقيفهم على أنهم ضعفاء أمام مشاعرهم وعواطفهم أو أنه من الممكن إجهاد العقل بأشياء تعرقل المشاعر له عواقب وخيمة على صحتنا النفسية. فهي أكاذيب تؤذي صحتنا وعافيتنا الفردية والجمعية.

اقرأ أيضاً: المشاعر والاستجابات العاطفية والعناصر الأساسية التي تؤدي لتكونها

المصدر: Important Things to Know About Emotions

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

Clear Filters
error: