كيف تتعلم أموراً جديدة؟ فهم التكييف في علم النفس

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

كيف تتعلم أموراً جديدة؟ قد يبدو سؤالاً سهلاً وبسيطاً ولكنه كان ومازال موضوعاً شائكاً وأساسياً  ومحط اهتمام علماء النفس والمعلمين. ما هو التكييف؟

يتفق الخبراء على وجود العديد من العمليات والأساليب المختلفة التي يمكن أن يتم التعليم أو إيصال المعلومات من خلالها.

وإحدى هذه الطرق التي قدمها أحد علماء النفس السابقين تعرف باسم التكييف أو المواءمة. وهي جزء من عملية التعلم التي تسمح لنا بتغيير أفكارنا الحالية لكي نستقبل المعلومات الجديدة.

التكييف جزء من عملية التأقلم

يشير مصطلح التكييف (accommodation)، والذي اقترحه اقترحه بداية جان بياجيه (Jean Piaget)، إلى جزء من عملية التأقلم (adaptation).

إذ تتضمن عملية التكييف تحويل مخططات الفرد الحالية (schemas) والأفكار نتيجة معلومات جديدة أو تجارب حديثة. مع أخذ العلم أن المخططات العقلية الجديدة قد تتطور أيضاً خلال هذه العملية.

 لنأخذ بعين الاعتبار المثال التالي: كيف يتعلم الأطفال الصغار معلومات عن أنواع الحيوانات المختلفة. قد تكون لدى طفلة صغيرة مخططات ذهنية حول الكلاب، إذ تعلم أن الكلب لديه أربع أرجل.

لذا قد تعتقد بشكل تلقائي أن ذلك يعني أن كل الحيوانات التي تملك أربع أرجل هي كلاب. لكن حين تتعلم لاحقاً أن القطط أيضاً لديها أربعة أقدام، تخضع لعملية التكييف التي ستغير مخططها الذهني الحالي المتعلق بالكلاب وتطور مخططاً جديداً يتعلق بالقطط.

تصبح المخططات الذهنية مصقولة ومفصلة ودقيقة أكثر بالتزامن مع جمع المعلومات الجديدة وتكييفها مع الأفكار والمعتقدات الحالية حول سيرورة الحياة.

كيف يحدث التكييف؟

لا يحدث التكييف عند الأطفال فقط بل البالغين أيضاً. عندما تعطيك التجربة معلومات جديدة أو معلومات تتصارع مع المخططات الحالية؛ عندها عليك تكييف هذه المكتسبات المتعلمة حديثاً للتأكد من أن ما يوجد داخل تلافيف دماغك يماثل ويوافق العالم الخارجي الحقيقي المحيط بك.

على سبيل المثال، تخيَّل أن صبيّاً قد نشأ في منزل يسود فيه مخطط ذهني نمطي حول مجموعة اجتماعية أخرى. وبسبب هذه النشأة قد يضمر أفكار مسبقة (prejudices) ضد هذه المجموعة.

عندما ينتقل هذا الشاب إلى المرحلة الجامعية، سوف يجد نفسه فجأة محاطاً بنفس أفراد تلك المجموعة، ومن خلال التجربة والتفاعل الحقيقي مع أفرادها سوف يدرك أن المعرفة القائمة المتواجدة في ذهنه خاطئة كلياً، مما يؤدي الى تغيير مذهل أو تكييف معتقداته المتعلقة بأفراد هذه المجموعة الاجتماعية.

عمليات الملاحظة

كتب المؤلفان توكمان (Tuckman) و مونيتي (Monetti) في كتابهما “علم النفس التربوي” أن بياجيه آمن بأهمية التوازن بين عمليتي التكييف والاستيعاب، وأن المحاكاة أو التقليد جزء أساسي من عملية التعلم ولكن تطوير حس وإدراك ذاتي ثابت مهم أيضاً.

اللعب جوهري أيضاً في عملية التعلم، لكن على الأطفال أن يمروا خلال عملية الاستيعاب (assimilation) والتكييف (accommodation) بمعلومات جديدة للتعلم.

يشير توكمان ومونيتي إلى أنه: “يجب أن يكون هناك تكييف وافي للانسجام والتأقلم مع حالات جديدة واستيعاب كافٍ أيضاً ليستخدم الفرد مخططاته الذهنية الحالية بسرعة وكفاءة”.

إن الوصول إلى حالة من التوازن بين عمليات الاستيعاب والتكييف هو ما يساعد على خلق شعور الاستقرار بين الفرد وبيئته.

إذاً، أيهما يحدد أن اكتساب المعلومات الجديدة، أياً كان حجمها، هي تكييف أم استيعاب، كتب بيرنز Byrnes في “موسوعة علم النفس التربوي”

(Encyclopedia of Educational Psychology) عام 2008، أن كلاً من العمليتين تعملان عكس بعضهما فعلياً.

إن هدف الاستيعاب هو الحفاظ على الحالة الراهنة، من خلال استيعاب المعلومات، أنت تحافظ على المعرفة الحالية والمخططات الذهنية دون تغيير وتجد ببساطة مكاناً لتخزين المعلومات الجديدة، هذه العملية تشبه شراء كتاب وإيجاد مكان له على رف الكتب.

من جهة أخرى، يتضمن التكييـف في الواقع تغيير المعرفة الحالية عن موضوع ما. يشبه ذلك شراء كتاب جديد مدركاً أنه لا يتناسب مع أي من رفوف الكتب لديك، ثم شراء رف كامل ووضع كل الكتب عليه.

يشير بيرنز في أي حالة أو موقف، سوف يربح أحدهما؛ إما التكييـف أو الاستيعاب، وذلك غالباً اعتماداً على ما تم تعلمه.

اقرأ أيضاً: كيف تتشكل المواقف والآراء؟ وما هو دور العامل الوراثي فيها؟

المصدر: Understanding Accommodation in Psychology

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: