الحُصين (Hippocampus) بنية تشريحية صغيرة ومنحنية تقع في عمق الفص الصدغي من الدماغ. ولأن الدماغ مكون من نصفي كرة مخية متناظرين، يوجد في الواقع حصينان يتوضعان فوق كل أذن مباشرة على بعد حوالي 3.8 سنتيمتر من جانبي الرأس.
نظراً لأن الحصين هو جزء من الجهاز الحوفي، فإن له ثلاث وظائف أساسية، تكوين ذكريات جديدة، التعلم والعواطف. الحصين معرض للتلف نتيجة الأذيات، الإجهاد والإصابة ببعض الأمراض، ومنها الحالات النفسية والعصبية مثل داء الزهايمر، الفصام والاكتئاب.
دور الحصيـن الحُصين
يؤدي الحُصين دوراً حاسماً في تشكيل الذكريات الجديدة، تنظيمها، تخزينها، وربط بعض الأحاسيس والعواطف بهذه الذكريات، إضافة إلى استرجاع الذكريات العاطفية؛ مثلاً له دور في ربط رائحة معينة بذكرى قوية.
تعود تسمية الحصين إلى الكلمة اليونانية (hippocampus) والتي تعني (hippo) الحصان، بينما تعني كلمة (campus) وحش البحر؛ وذلك لأن بنيته تشبه شكل حصان البحر.
وصف عالم التشريح يوليوس قيصر أرانزي (Julius Caesar Aranzi) هذه البنية لأول مرة، ونظراً لأن الحُصين كان معروفاً ومُلاحظاً منذ قرون، فهو أحد أكثر مناطق الدماغ دراسة.
وظائف الحصين الحُصين
وجدت الأبحاث أيضاً أن المناطق الفرعية المختلفة من الحصين تلعب أدواراً مهمة في أنواع معينة من الذاكرة.
الذاكرة المكانية
يشارك الجزء الخلفي من الحصين في معالجة الذكريات المكانية، إذ وجدت الدراسات التي أجريت على سائقي سيارات الأجرة في لندن أن التنقل ضمن متاهات معقدة في شوارع المدينة الكبيرة يرتبط بنمو المنطقة الخلفية من الحصين.
ترسيخ الذكرى
يؤدي الحصين دوراً في ترسيخ الذكريات أثناء النوم، إذ تشير الدراسات المنشورة عام 2004 إلى أن تزايد نشاط الحصين أثناء النوم الذي يلي التدريب أو تعلم شيء جديد يؤدي إلى تحسين تذكر ما تم التدرب عليه أو تعلمه اليوم التالي.
نقل الذكرى الحُصين
لا تتخزن الذكريات في الحصين على المدى الطويل، وإنما يُعتقد أن الحصين يعمل كمركز شحن (نقل)، حيث يستقبل المعلومات، يسجلها ويخزنها مؤقتاً قبل نقلها، حفظها وتخزينها في الذاكرة طويلة المدى، ويُعتقد أيضاً أن النوم يؤدي دوراً جوهرياً في هذه العملية. وظائف عوامل خطر أذية الحفاظ على سلامة الحصين.
عوامل خطر أذية الحصيـن
قد تتأثر وظيفة الحصين بالعوامل التالية:
العمر: قد يكون أثره كبيراً، إذ أظهرت فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ البشري أن الحصين يتقلص بنسبة 13% بين عمر 30 و80 عام. قد يُظهر الأشخاص الذين يعانون مثل هذا التراجع انخفاضاً كبيراً في وظائف الذاكرة، وربطت الدراسات أيضاً بين ضمور الخلايا في الحصين وبدء حدوث داء الزهايمر.
الإجهاد والتوتر: قد يؤثر الإجهاد في الحصين مسبباً ضعف قدرات الذاكرة.
العزلة الاجتماعية: قد يكون للوحدة والعزلة الاجتماعية مجموعة متنوعة من الآثار الصحية السلبية، وتظهر الأبحاث تأثيرهما في أداء الحصين أيضاً. وظائف عوامل خطر أذية الحفاظ على سلامة الحصين.
قلة النشاط البدني: يمكن أن يؤدي عدم القيام بالتمارين الرياضية إلى نتائج سلبية على الدماغ، إذ أظهرت الأبحاث أن ممارسة الرياضة قد تساهم في تعزيز سلامة الحصين ومحاربة التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
الاكتئاب: أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المتكرر أو غير المعالج بطريقة جيدة يعانون من انخفاض في حجم الحصين. وظائف عوامل خطر أذية الحفاظ على سلامة الحصين.
قد يؤدي الحصين دوراً مساهماً في تطور الإدمان أيضاً، ونظراً لأن المخدرات والكحول يؤثران في أنظمة المكافأة في الدماغ، يخلق الحصين ذكريات عن هذه التجارب المُرضية، وقد يساعد أيضاً في تكوين ذكريات عن المنبهات البيئية المرتبطة بتعاطي المخدرات والتي ربما تساهم في الرغبة الشديدة في تناولها عند وجود هذه المنبهات مرة أخرى.
آثار أذية الحصيـن الحُصين
توجد عوامل كثيرة قد تسبب تلف الحصين، ومنها إصابات الدماغ الرضية، السكتة الدماغية، الزهايمر، نوبات الصرع بالإضافة إلى نقص التروية. الحُصين
عند تضرر الحُصين نتيجة مرض أو أذية، قد يؤثر ذلك على ذكريات الشخص بالإضافة إلى قدرته على تكوين ذكريات جديدة. يمكن أن يؤثر تلف الحصين خصوصاً على الذاكرة المكانية أو القدرة على تذكر الاتجاهات، المواقع والوجهات.
نظراً لأهمية دور الحصين في تكوين ذكريات جديدة، فإن تلف هذا الجزء من الدماغ قد يؤدي إلى تأثيرات جسيمة طويلة المدى على أنواع معينة من الذاكرة. وظائف عوامل خطر أذية الحفاظ على سلامة الحصين.
لوحظ الضرر الذي لحق بالحصين عند تحليل أدمغة المتوفين المصابين بالخرف، وارتبط هذا الضرر بمشكلات في تكوين ذكريات واضحة مثل الأسماء، التواريخ والأحداث. الحُصين
قد يختلف التأثير الدقيق للأذية اعتماداً على الحصين المتأثر، إذ تشير الأبحاث التي أجريت على الفئران إلى أن تلف الحصين الأيسر يؤثر في تذكر المعلومات اللفظية، في حين أن تلف الحصين الأيمن يؤدي إلى مشكلات في المعلومات البصرية.
علامات تلف الحصيـن الحُصين
تتضمن بعض علامات تلف أو إصابة الحصين ما يلي:
- تغيرات في الوظائف المعرفية.
- اضطراب المزاج.
- مشكلات في تخزين الذكريات.
- صعوبة استرجاع الذكريات طويلة الأمد.
- فقدان التوجه المكاني والضياع في الأماكن المألوفة.
- إضاعة الأشياء أو وضعها في غير مكانها في كثير من الأحيان.
- مشكلات في اتباع الاتجاهات.
- مشكلات في اتخاذ القرارات. وظائف عوامل خطر أذية الحفاظ على سلامة الحصين.
- صعوبة في مواصلة المحادثات.
بالإضافة إلى مشكلات الذاكرة والأعراض الأخرى المرتبطة بداء الزهايمر، ترتبط اضطرابات الحصين أيضاً ببعض الحالات النفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والفصام.
الحفاظ على سلامة الحصيـن الحُصين
تتضمن بعض النصائح التي قد تساعد في الحفاظ على صحة الحصين ما يلي:
- ممارسة الرياضة بانتظام: تشير الأبحاث إلى أن التمارين الرياضية قد تساعد في حماية الحصين من الآثار السلبية للشيخوخة.
- السيطرة على التوتر: قد يكون للتوتر والإجهاد طويل المدى تأثير سلبي في الحصين. لذا، فإن العثور على طرق للتعامل معه يمكن أن يساعد في حماية هذا الجزء من الدماغ.
- معالجة الحالات المرتبطة بالصحة النفسية: ترتبط بعض الحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب بالتغيرات التي تطرأ على الحصين. إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن التوتر المرتبط باضطراب ما بعد الصدمة مثلاً قد يؤدي أيضاً إلى تلف الحصين. يكون الحصين عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أصغر مقارنة بالأشخاص الآخرين. وظائف عوامل خطر أذية الحفاظ على سلامة الحصين.
- حماية الدماغ: قد تؤدي إصابات الرأس الحادة إلى تضرر الحصين. لذلك، من المهم استخدام معدات الحماية كالخُوَذ وأحزمة الأمان في المواقف التي قد يؤدي فيها الحادث إلى أذية الدماغ.
اقـرأ أيضاً: اختطاف اللوزة الدماغية، متى يحدث، العلامات والأعراض
اقرأ أيضـاً: الدماغ الرطب، تعريفه، مراحل الإصابة به والعلاج
اقـرأ أيضاً: أثر الصدمة على الدماغ وتبعات اضطراب ما بعد الصدمة
المصدر: ?What Is the Hippocampus
