الذاكرة، أنواعها والفرق بينها وبين الذكريات

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

الذاكرة هي قدرتنا على تخزين المعلومات واسترجاعها عندما نحتاج إليها. الذكريات هي ما تصنعنا كأفراد، لكننا لا نفكر كثيراً في كيفية عمل ذاكرتنا.

الذاكـرة في الحقيقة ظاهرة تنطوي على عدة عمليات ويمكن تقسيمها إلى أنواع مختلفة، و يمكن تصنيف كل ذاكـرة لدينا إلى فئات مختلفة.

أنواع الذاكـرة

لعدة سنوات، ناقش وجادل الباحثون والخبراء تصنيف الذاكـرة، لكن الأمر الذي يتفق عليه معظم الناس هو أن البشر لديهم ثلاث فئات واسعة على الأقل من الذاكـرة. و تندرج جميع أنواع الذاكـرة الأخرى تحت هذه الفئات الرئيسية الثلاثة. 

تصنف الذاكرة في بعض الأحيان إلى مراحل وعمليات، ويرى بعض الأشخاص ممن يصنفون الذاكـرة إلى نوعين مميزين فقط، الذاكرة الضمنية والذاكرة الصريحة، أن الأنواع الأخرى من الذاكـرة مثل الذاكـرة الحسية والذاكـرة القصيرة الأمد والذاكرة طويلة الأمد ليست أنواعاً من الذاكـرة بل مراحل من الذاكـرة.

الذاكرة الحسية

تسمح لك الذاكـرة الحسية بتذكر المعلومات الحسية بمجرد انتهاء التحفيز. يعتقد الباحثون الذين يصنفون الذاكـرة على أنها مراحل أكثر من كونها أنواعاً أن جميع الذكريات الأخرى تبدأ بالتشكّل عن طريق تكوين ذكريات حسية، وعادةً ما تحتفظ ذاكرتك الحسية بالمعلومات فقط لفترات قصيرة جداً.

إن تذكر الإحساس بلمسة شخص ما، أو صوت قد سمعته، أو مشهد قد رأيته بشكل عابر هو ذاكرة حسية.

عندما تستمر التجربة الحسية في التكرار، وتبدأ في إرفاق وربط ذكريات أخرى بها، تتوقف التجربة الحسية عن العيش في ذاكرتك الحسية، وتنتقل إلى ذاكرتك قصيرة المدى، أو بشكل دائم إلى ذاكرتك طويلة المدى.

هناك ثلاثة أنواع من الذاكرة الحسية وهي: 

  • الأيقونية أو الصورية: والتي يتم الحصول عليها من خلال البصر.
  • ذاكرة الصدى: وهي التأثير السمعي.
  • الذاكرة اللمسية: تتشكل عن طريق اللمس.

الذاكـرة قصيرة الأمد 

كما يوحي الاسم، تسمح لك الذاكرة قصيرة الأمد بتذكّر معلومات محددة حول أي شيء لفترة وجيزة. الذاكرة قصيرة الأمد ليست عابرة مثل الذاكرة الحسية، لكنها ليست دائمة وطويلة  الأمد أيضاً مثل الذاكرة طويلة المدى.

تعرف الذاكـرة قصيرة الأمد أيضاً باسم الذاكـرة الأولية أو النشطة. وتقدر الأبحاث أن الذكريات قصيرة المدى تستمر فقط لمدة تصل إلى 30 ثانية تقريباً. فعندما تقرأ سطراً في كتاب ما أو سلسلة من الأرقام التي يجب عليك تذكرها، هنا تعمل ذاكرتك قصيرة المدى.

يمكنك الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة قصيرة الأمد عن طريق التدرب على المعلومات. على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى تذكر سلسلة من الأرقام، فيمكنك أن تستمر في تكرارها لنفسك حتى تدخل إلى ذاكرتك.

ومع ذلك، إذا طُلب منك تذكر هذه الأرقام بعد حوالي 10 دقائق تقريباً من إدخالها، فمن المرجح أنك لن تتمكن من ذلك.  في حين أن بعض الخبراء ينظرون إلى الذاكرة العاملة على أنها نوع رابع متميز من الذاكرة، إلا أنها يمكن أن تندرج تحت تصنيف الذاكرة قصيرة الأمد، وفي كثير من الحالات، يتم استخدامهما بشكل متبادل.

الذاكـرة طويلة الأمد

نحن نخزن الغالبية العظمى من ذكرياتنا في ذاكرتنا طويلة الأمد. أيّ ذكرى لا يزال بإمكاننا استدعاؤها بعد 30 ثانية يمكن أن تندرج تحت فئة الذاكـرة طويلة الأمد. تتراوح أهمية هذه الذكريات بدءاً من تذكر اسم شخص ودود في المقهى المفضل لديك إلى أجزاء مهمة من المعلومات مثل عيد ميلاد صديق مقرب أو عنوان منزلك القديم.

لا يوجد حد معين لمقدار ما يمكن أن تحمله ذاكرتنا طويلة الأمد أو لمدته. ويمكننا تقسيم الذاكرة طويلة الأمد إلى فئتين رئيسيتين: الذاكرة طويلة الأمد الصريحة والذاكـرة طويلة الأمد الضمنية.

الذاكرة طويلة الأمد الصريحة 

الذكريات الصريحة طويلة الأمد: هي ذكريات استغرقنا وقتاً طويلاً في تشكيلها وتذكرها بشكل واع و متعمد، تحتوي الذاكرة الصريحة على معلومات مثل عيد ميلاد صديقك المفضل أو رقم هاتفك. وغالباً ما تتضمن معالم رئيسية هامة في حياتك الشخصية، مثل أحداث الطفولة أو تواريخ التخرج أو العمل الأكاديمي الذي تعلمته في المدرسة.

بشكل عام، يمكن أن تكون الذاكـرة الصريحة عرضية أو دلالية، وتتشكل الذكريات العرضية من فترات معينة في حياتك. (على سبيل المثال، المرة الأولى التي ركبت فيها دراجة هوائية أو يومك الأول في المدرسة).

الذاكـرة الدلالية هي مجموعة من الحقائق العامة وأجزاء من المعلومات التي استقيتها على مر السنين. على سبيل المثال، عندما تتذكر حقيقة عشوائية أثناء حل الكلمات المتقاطعة، فإنك تسحب هذه الذكرى من ذاكرتك الدلالية.

تؤثر الكثير من الحالات والأمراض كمرض الزهايمر بشكل كبير على الذكريات الصريحة.

الذاكرة الضمنية طويلة الأمد

لا نتعمد تشكيل ذكريات ضمنية كما هو الحال مع الذكريات الصريحة، أي تتشكل الذكريات الضمنية دون وعي، وقد تؤثر على الطريقة التي يفكر بها الشخص ويتصرف.

غالباً ما يأتي دور الذاكرة الضمنية عندما نتعلم المهارات الحركية مثل المشي أو ركوب الدراجة. فمثلاً إذا تعلمت كيفية ركوب الدراجة عندما كان عمرك 10 سنوات ولم تركب الدراجة مرة أخرى إلا عندما أصبح عمرك 20 عاماً، فإن الذاكـرة الضمنية تساعدك على تذكر كيفية ركوبها.

لماذا لدينا أنواع مختلفة من الذاكرة؟

لكل نوع مختلف من الذاكـرة أهمية معينة، وكل منها يقوم بوظائف متنوعة. تسمح لك ذاكرتك قصيرة الأمد بمعالجة المعلومات وفهمها خلال لحظة. عندما تقرأ فقرة في كتاب وتفهمه، هنا تعمل ذاكرتك قصيرة الأمد. بينما يتم الاحتفاظ بذكرياتك الأكثر قيمة وأهمية في ذاكرتك طويلة الأمد.

تسهل ذاكرتك طويلة المدى كيفية المشي والتحدث وركوب الدراجة والانخراط في الأنشطة اليومية، كما تسمح لك بتذكر التواريخ و الكثير من الحقائق المهمة.

في أنشطتك اليومية، لا بد أن تجد نفسك تعتمد على ذاكرتك طويلة المدى أكثر من أي نوع آخر. من لحظة الاستيقاظ وتنظيف أسنانك إلى ركوب الحافلة المناسبة للذهاب إلى العمل، يتم تذكر كل هذه الخطوات من خلال ذاكرتك طويلة المدى بكل يسر وسهولة.

كيف تنشأ الذكريات في الدماغ؟

تنشأ الذكريات عن طريق ثلاث مراحل متميزة، بدءاً بعملية الترميز. الترميز هو الطريقة التي تشق بها المحفزات الخارجية والمعلومات طريقها إلى دماغك، ويمكن أن يحدث ذلك عن طريق أي حاسة من حواسك الخمس.

المرحلة الثانية هي التخزين، حيث يتم تخزين المعلومات التي نستقبلها إما لفترة وجيزة، كما هو الحال مع الذاكـرة الحسية وقصيرة الأمد، أو بشكل دائم، كما هو الحال مع الذاكـرة طويلة الأمد.

المرحلة الأخيرة هي الاستدعاء أو الاستحضار، وهو قدرتنا على استرداد الذكرى التي صنعناها من مكان تخزينها. بتلك العمليات أيضاً تتحول الذاكـرة الحسية إلى الذاكـرة قصيرة الأمد أو الذاكـرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد.

هل يمكنك تحسين ذاكرتك؟ 

من الشائع جداً سماع الناس يشتكون من ضعف في الذاكـرة، فعندما نحاول تذكر المعلومات التي قمنا بترميزها وتخزينها، ولا نتمكن من ذلك، تكون ذاكرتنا قد خذلتنا.

الخبر السار هنا أنه بالإمكان تحسين ذاكرتك وجعل عملية ترميز المعلومات وتخزينها واسترجاعها أكثر سلاسة وأريحية. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على تحسين ذاكرتك:

  • اعتن بجسمك: إذا كنت تهتم بجسمك عن طريق اتباع حمية ونظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، فإنك تحسن من صحة دماغك ما يساعدك على معالجة الذكريات واسترجاعها بشكل أفضل. 
  • درّب عقلك: هناك العديد والعديد من الأنشطة والألغاز التي يمكنك القيام بها لتمرين عقلك بشكل رائع. 
  • استفد من التقويمات والمخططات: امسح فراغات الذاكرة من دماغك باستخدام التقويمات والمخططات لتذكر الأشياء والتفاصيل الصغيرة مثل قوائم التسوق وأوقات الاجتماعات. 
  • حافظ على نشاطك العقلي: تساعدك القراءة والكتابة والتعلم المستمر على ابقائك نشطاً عقلياً مما قد يحسن ذاكرتك بشكل كبير.

اقرأ أيضاً: سيكولوجيا النسيان، لماذا تخفق الذاكرة وهل يمكن قياس النسيان؟

المصدر: Are There Different Types of Memory

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

Clear Filters
error: