ينطوي التنميط العرقي أو النمطية العرقية (Racial stereotyping) على اعتقاد ثابت ومفرط في التعميم حول مجموعة معينة من الأشخاص على أساس عرقهم. الآثار النفسية للتنميط العرقي, التنميط العرقي, الآثار النفسية, الصور النمطية العرقية, تأثير الصور النمطية على السلوك.

وبينما يقول بعض الناس أشياء مثل، “أنا لا أحكم على أي شخص بناءً على مظهره”، فالحقيقة هي أن الجميع يفعل ذلك بسبب الاختصارات العقلية المتأثرة بالتنشئة الاجتماعية العرقية. علماً أن التنشئة الاجتماعية العرقية هي عملية تلقي معلومات حول قيم ووجهات نظر العرق الذي ننتمي له من آبائنا ومقدمي الرعاية وغيرهم من الأشخاص المؤثرين.

يخلق عقلك اختصارات عقلية كوسيلة لمساعدتك على الاستجابة السريعة للمواقف بناءً على التجارب السابقة أو الرسائل المجتمعية حول الأعراق المختلفة مما يؤدي إلى تكوين قوالب نمطية، لكن هذه الاختصارات هي تعميمات ونادراً ما تكون تقييمات دقيقة لفرد أو مجموعة وتُعرف باسم الانحياز المعرفي (Cognitive Bias).

بمجرد أن تترسخ هذه المعتقدات، يصعب تغيير طريقة تفكيرك؛ هذا لأنك ستبحث وبشكل غير متعمد عن دليل يؤكد معتقداتك ويلغي أي دليل يناقضها. الآثار النفسية للتنميط العرقي, التنميط العرقي, الآثار النفسية, الصور النمطية العرقية, تأثير الصور النمطية على السلوك.

عندما تُترك الصور أو القوالب النمطية دون رادع أو رقيب، فقد تؤدي إلى سلوك عنصري. ومع ذلك، فإن الاعتراف بها وبالتأثير النفسي الذي يمكن أن تحدثه هو الخطوة الأولى لإزالة تلك المعتقدات.

كيف تتشكل الصور النمطية

عندما تقابل شخصاً ما، فإنك تصدر أحكاماً سريعة في جزء من الثانية بناءً على مظهره. وبلمح البصر، يحاول عقلك مساعدتك في تحديد ما إذا كان الفرد جديراً بالثقة ولا يشكل تهديداً عليك أو ما إذا كان من المحتمل أن يشكل نوعاً من الخطر العاطفي أو الاجتماعي أو الجسدي، وبالتالي ستؤثر هذه الأحكام على شعورك وكيف تتصرف.

تتطور العديد من الصور النمطية في مرحلة الطفولة. فيما يلي الطريقة التي يمكن من خلالها تشكيل بعض التعميمات حول العرق:

• عندما أظهر لك المعلمون في المدرسة علماء وشخصيات تاريخية مشهورة، ما هو العرق الذي كان يمثل معظم الأمثلة؟
• عندما شاهدت قصص الجرائم في الأخبار، ما هو العرق الذي رأيته كثيراً؟ وفي أي أدوار؟
• كيف تحدث والداك وتفاعلا مع أشخاص من أعراق أخرى؟
• كيف تعاملت عائلتك مع الأشخاص الذين كانوا من نفس عرقهم؟
• من هم أبطال طفولتك؟
• ما هو العرق الذي كان ينتمي إليه معظم الشخصيات الرياضية المفضلة لديك؟
• هل كان رواد الأعمال والمشاهير والموسيقيون الذين أحببتهم في الغالب من عرق معين؟
• كيف تصور شركات الإعلان أعراقاً معينة؟
• من يظهر في المجلات أو الإعلانات كمعيار مثالي للجمال؟
• هل ترى أنواعاً معينة من الأشخاص يتم تصويرهم على أنهم أذكياء؟ أثرياء؟ أصحاء؟

تؤثر الرسائل الإعلامية التي تتلقاها بالإضافة إلى تفاعلاتك مع الآخرين على كيفية رؤيتك للأشخاص بناءً على عرقهم.

الصور النمطية العرقية الفرعية

عندما يفكر معظم الناس في الصور النمطية العرقية، يضعون كل أفراد العرق بمجموعة واحدة، لكن تظهر الأبحاث أننا نميل إلى تصنيف الأشخاص وفقاً لمجموعتهم الفرعية. الآثار النفسية للتنميط العرقي, التنميط العرقي, الآثار النفسية, الصور النمطية العرقية, تأثير الصور النمطية على السلوك.

على سبيل المثال، قد يكون لدى شخص ما صورة نمطية مختلفة تماماً عن “الرجال ذوي البشرة السوداء” مقابل “النساء ذوي البشرة السوداء”. قد تشمل الأنواع الفرعية الأخرى “الرياضيين ذوي البشرة السوداء” أو “رجال الأعمال ذوي البشرة البيضاء”.

من المهم للأفراد التفكير في كيفية تصنيف الأشخاص إلى أنواع فرعية وما هي القوالب النمطية التي قد يحملونها حول هذه المجموعات بشكل عام.

كيف تؤثر صورك النمطية على عواطفك

تؤثر الطريقة التي تفكر بها في الآخرين على ما تشعر به وكيفية تصرفك، ويؤثر عرق الشخص على الاستجابة العاطفية لديك عندما يمشي أمامك، يجلس بجانبك، يقترب منك أو يبدأ محادثة معك.

قد تتراوح استجابتك العاطفية من القلق والتخوّف إلى الراحة أو الشفقة. الآثار النفسية للتنميط العرقي, التنميط العرقي, الآثار النفسية, الصور النمطية العرقية, تأثير الصور النمطية على السلوك.

تأثير الصور النمطية على السلوك

تؤثر الصور النمطية على كيفية تصرفك أيضاً، فيما يلي بعض الأمثلة:

1. عند مراجعة السير الذاتية، قد تؤثر أسماء المرشحين على ما إذا كنت ستتصل بهم؛ إذ يمكن أن تجذبك الأسماء التي تجعلك تعتقد أن شخصاً ما جزء من مجموعة أو عرق معين بينما قد تثنيك الأسماء الأخرى عن ذلك.
2. قد تعبر إلى الجانب الآخر من الشارع عندما ترى أفراداً من مجموعة معينة يقتربون منك.
3. قد تختار مقعداً في الفصل أو عند استخدام وسائل النقل العام بناءً على شكل الناس.

العدوانية المصغرة (microaggression)

من المحتمل أيضاً أن تؤدي الصور النمطية إلى أفعال عدوانية مصغرة، فيما يلي بعض الأمثلة:

1. سؤال شخص من عرق آخر من أين هو وكأنك تشير إلى أنه يجب ألا يكون من منطقتك.
2. قول “أنت لا تشبه العرق الذي تنتمي له”، لأنك وضعت في ذهنك صورة نمطية لعرقه.
3. افتراض أن شخصاً من عرق معين يعمل في مهنة محددة.

تؤثر الصور النمطية على صنع القرار

يتأثر الأفراد في الطرف المقابل عاطفياً وسلوكياً بالصور النمطية، إذ وجدت دراسة عام  2010 أجراها باحثون في جامعة “تورنتو سكاربورو” أن الصور النمطية يمكن أن يكون لها تأثير سلبي دائم على أولئك الذين يعانون منها (أي من تكون الصور عنهم).

في إحدى الدراسات، كان على المشاركين أداء مهمة تتعلق بمواجهة الصور النمطية السلبية. بعد إخراج المشاركين من الموقف، قام الباحثون بقياس قدرتهم على التحكم في العدوانية، وتناول كميات مناسبة من الطعام، اتخاذ قرارات عقلانية والحفاظ على تركيزهم.

أظهرت النتائج أن الناس كانوا أكثر عرضة للعدوانية بعد أن تم تصويرهم بشكل نمطي، وأكثر احتمالاً للافتقار إلى ضبط النفس وواجهوا صعوبة في اتخاذ قرارات جيدة. وكانوا أكثر عرضة للإفراط في تناول الأطعمة المشبعة بالكربوهيدرات والمليئة بالسكر.

يمكن أن تؤدي الصور النمطية عن الآخرين إلى صور نمطية ذاتية

وجدت الأبحاث أيضاً أن الأفراد الذين تم تصويرهم في قوالب نمطية قد يبدأون في التصرف بطريقة نمطية لأنهم يريدون أن يكونوا أكثر انخراطاً في مجموعتهم.

يمكن أن يكون التنميط الذاتي وسيلة للمهمشين للارتباط سوية في عالم يضطهدهم ويضعهم في المرتبة الدنيا من التسلسل الهرمي، وقد يساعدهم على الشعور ببعض التماسك فيما بينهم. الآثار النفسية للتنميط العرقي, التنميط العرقي, الآثار النفسية, الصور النمطية العرقية, تأثير الصور النمطية على السلوك.

بالتالي، يمكن أن تصبح الصور النمطية السلبية نبوءة تحقق ذاتها، أي إن الطفل الذي نشأ في حيّ خطِر حيث تنتشر أنشطة العصابات، وجعله المجتمع حوله يعتقد أن الأشخاص المنتمين إلى عرقه يشتركون في الجريمة، من المرجح أن ينخرط في نشاط غير قانوني خلال حياته.

بناء الوعي

إدراك الصور النمطية والضرر المحتمل الذي تسببه هو الخطوة الأولى في إحداث التغيير. لحسن الحظ، يمكنك اتخاذ خطوات لتغيير الصور النمطية المؤذية لديك.

تعاطف مع نفسك: القوالب والصور النمطية التي تحملها في ذهنك ليست خطأك؛ فمن المحتمل أنها تطورت في سياق المجتمع والشبكات الاجتماعية التي لم يكن لديك سيطرة عليها إلى حد كبير في سنوات حياتك الأولى.

ثقف نفسك: تعهد بتثقيف نفسك بشكل مستمر حول الأنواع المختلفة من التحيز وكذلك تاريخ وحقائق العنصرية وسلطة ذوي البشرة البيضاء على غيرهم من الأعراق.

انتبه إلى الصور النمطية التي تراها في وسائل الإعلام: زيادة وعيك بها سيفتح عينيك على عدد المرات التي يتم فيها تعزيز هذه المعتقدات. ومع ذلك، من المهم أيضاً أخذ فترات راحة لأن التعرض المستمر للصور النمطية في الأخبار وعلى وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون ضاراً.

كسر الصور النمطية الخاصة بك: راقب الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تعزز معتقداتك، واختر البحث عن حقيقة الشعوب والناس.

ستساعدك هذه النصائح أيضاً

اعمل على تقليل القوالب النمطية التي تصورها للآخرين: كن يقظاً لما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي والمحادثات التي تجريها مع الآخرين. ابذل ما بوسعك لتجنب تعزيز القوالب النمطية السلبية.

تواصل مع “الأشخاص الآمنين”: يمكن أن يساعدك وجود شبكة دعم من العائلة أو الأصدقاء أو المرشدين على العمل من خلال مشاعرك والتعامل بشكل أفضل مع أي نتائج.

مارس تمارين التهدئة: أدخل أنشطة مثل اليوغا والتأمل في حياتك اليومية.

اتخاذ القرار الأفضل: إذا كنت الطرف المتلقي للصورة النمطية، عبر عن مدى تأثيرها عليك. قد يعني هذا التحدث والإفصاح عنها أو قد يعني أيضاً مجرد الاعتراف بذلك أمام نفسك.

التمس الدعم: يمكن أن يساعدك أخصائي الصحة النفسية في تحديد وتطوير استراتيجيات للتعامل بشكل أفضل مع الصور النمطية أو الانحيازات السلبية.

اقـرأ أيضاً: العنصرية من وجهة نظر علم النفس وما علاقتها بالصحة النفسية؟

اقرأ أيضـاً: مناهضة العنصرية، كيف يمكن مواجه التفكير العنصري ودعم الأقليات العرقية؟

اقـرأ أيضاً: الانحياز الضمني، أسبابه، تأثيراته وكيفية الحد منه

المصدر: Harmful Psychological Effects of Racial Stereotyping

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم