التواصل البَعدي، متى يكون ما تقوله هو عكس ما تعنيه؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

للقدرة على التواصل بفعالية مزايا كثيرة مع أشخاص تربطك معهم علاقة رسمية أم غير رسمية على حد سواء، وقد ينقل التواصل قصدك واحتياجاتك ويوجه الآخرين نحو كيفية تفاعلهم معك. مع ذلك، التواصل ليس لفظياً فقط، إذ أن نبرة الصوت، وضعية الجسد، تعابير الوجه والإيماءات الأخرى التي يقوم بها الفرد قد تبعث برسالة ما إلى الطرف الآخر. يُعرف هذا النقل الخفي للمعلومات حول ما تقوله باسم التواصل البعدي (metacommunication) وهو مؤشر قوي على أفكار الشخص ونواياه. يمكن التعبير عنه باستخدام مرادفات بشكل متبادل مثل ما وراء الخطاب، الرسائل الخفية وطرق التواصل الثانوي.

تعريف التواصل البَعدي

هو تعبير ثانوي عن النوايا التي إما تدعم أو تتعارض مع ما تقوله لفظياً. بعبارة أخرى، هو الرسالة غير الشفهية التي ترسلها عند التفاعل مع شخص ما.

تقول الدكتورة كريستال شيلتون (Crystal Shelton)، أخصائية اجتماعية سريرية معتمدة: “أعمل مع مرضاي على فهم ما وراء الخطاب بوصفه سمة من سمات تواصلنا؛ هو تلميحاتنا ورسائلنا التي نرسلها بشكل مستقل عن أي شيء نقوله”.

وقد تنطوي عملية الرسائل الخفية (ما وراء الخطاب) أو التواصل البعدي على ما يلي:

  • لغة الجسد.
  • تعابير الوجه.
  • النبرة.
  • التفوه بأصوات (التنهد و الضحك).
  • اللمس.
  • التواصل البصري.
  • المساحة الشخصية (البعد عن الشخص الآخر) .
  • المظهر.
  • الأشياء.
  • عناصر الوسائط (صورة شخصية أو منشورات أو اقتباسات مختارة).

في كثير من الأحيان، يضيع التواصل الثانوي (الرسائل الخفية) ما لم ينقل عكس ما يقوله شخص ما، ولكن  تشير الأبحاث إلى أنه دائم الحدوث بين الأفراد.

التواصل البعدي (الرسائل الخفية) بعيداً عن التفاعل البشري

يمكنك رؤية هذا التواصل فوراً من خلال التفاعل مع حيوان غير مألوف. على سبيل المثال، أنت في حديقة الكلاب حيث يقترب منك أحدها. على الرغم من أنه قد لا يكون قادراً على فهم كلماتك، لكن التواصل بالعين، الوضعية التي تتخذها ونغمة الصوت التي تتكلم بها قد تشير جميعها لهذا الكلب إذا كنت صديقاً أو عدواً. وبالمثل، تعلم من خلال سلوكياته إذا كان أليفاً أو لا، فلا حاجة للكلام.

التواصل البعدي في العلاج النفسي

قد تكون القدرة على “القراءة بين السطور” أداة مهمة في البيئة العلاجية، إذ تساعد اختصاصي الصحة النفسية في فهم التحديات الكامنة، وتساهم أيضاً في تسهيل العلاقة بينك وبين معالجك النفسي.

توضح جاكلين كونورز(Jacqueline Connors)، أخصائية في علاج مشاكل الزواج والأسرة: ” يمكن استخدام التواصل الثانوي لإخفاء الشعور الحقيقي للشخص عندما يعجز عن التعبير عنها، ويساعد كشف الغطاء عن التعابير المخفية في العملية العلاجية من خلال الوصول إلى جذور المشكلة.”

وبالنسبة إلى المعالج، فإن ضمان تماشي التواصل الثانوي مع التعبيرات عن التعاطف قد يساعد في إنشاء رابط من الثقة والطمأنينة بين المعالج والمريض.

تقول شيلتون: “يعمل المعالج الماهر على التواصل مع ما يحمله المريض من قيم، تسخير قدراته وترسيخ التعاطف من خلال إشارات وتلميحات كثيرة تتجاوز تبادل الكلام”.

التهكم والسخرية في التواصل البعدي

وفقاً لـ شيلتون، فإن التواصل الثانوي ينطوي غالباً على عمليات غير لفظية ولكن قد يتضمن أيضاً كيفية استخدام اللغة.

يعد التهكم والسخرية شكلان من أشكال اللغويات المستخدمة في التواصل الثانوي لإيصال معاني ضمنية تتجاوز المعاني المحددة للكلمات التي تقال.

أمثلة عن التواصل البعدي

توضح شيلتون: ” إن كنت أحاول إخبارك أنني سعيد لأنني موجود في الحفلة التي تقيمها، لكنني أتفحص ساعة يدي باستمرار وأنظر بشكل متكرر نحو الباب، فقد يكون تواصلي المباشر يشير إلى أنني سعيدة، إلا أنّ تواصلي البعدي أو الثانوي يوحي بشيء مختلف.”

من الأمثلة الأخرى على طرق التواصل الثانوي ما يلي:

  • التواصل المباشر : “أنا بخير. كل شيء بخير “.
  • التـواصل الثانوي: تنهيدة مصحوبة بفرك للوجه وتجهم طفيف، ما قد يوحي بأنه لم يكن يوماً جيداً كما قيل.
  • التواصل المباشر : “أنا متحمسة جداً للقائك!”
  • التـواصل الثانوي: الوصول متأخراً إلى الإجتماع بمظهر مهمل، والنظر في الأنحاء بشكل مشتت ما قد يشير إلى عدم الاهتمام.
  • التواصل المباشر : “ما كنت لأفعل ذلك أبداً”
  • التـواصل الثانوي: قد تعبر حركات التململ وتجنب التواصل بالعين عن وجود شعور بالذنب أو عدم الارتياح.
  • التواصل المباشر: “أنا سعيدة للغاية لأنك تمكنت من المجيء!”
  • التواصل الثانوي: معانقة حارة وتواصل بالعين وابتسامة ترحيب تدعم تأكيد الحماس لفظياً.

كيفية تحسين مهارات التواصل الثانوي

على الرغم من أن معظم التواصل الثانوي (التواصل البعدي) يحدث دون وعي، إلا أنه قد يتطلب جهداً مركزاً وواعياً لتطويره، وبذلك تتأكد من إيصال الرسالة التي ترغب فيها عند التعامل مع الآخرين.

تقول شيلتون عن بدء العملية: “القصد ثم القصد ثم القصد، انتبه لما تريد إيصاله واجعل سلوكك وعاطفتك يلائمان ذلك”.

يساعدك مايلي من النصائح على مطابقة الرسائل اللفظية مع التواصل الثانوي:

دراسة الآخرين

إحدى الطرق للمساعدة في بناء مهارات التواصل البعدي هي ملاحظتها في الآخرين.

على سبيل المثال، ماذا يحدث عندما يتطابق ما وراء خطاب شخص ما مع ما يقوله؟  أيضاً، ماذا يحدث عندما تشعر وكأن الكلام الملفوظ وما هو غير ملفوظ لا ينسجمان؟

تعزيز مهاراتك في التواصل المباشر

لا يكون التعارض بين الخطاب وما وراءه من رسائل بقصد الخداع دائماً. قد لا تعبر أحياناً عن نفسك بكلمات مناسبة أو قد تحاول أن تكون مؤدباً أو تحافظ على خصوصيتك. وتستطيع منع إيصال مرادك بشكل خاطئ من خلال بناء مهارات التواصل الحازم.

التدريب

تنطبق المقولة “الممارسة تقود إلى الكمال” على مهارات الاتصال مثل أي مجموعة أخرى من المهارات. تقترح كونورز بالقول: “ركز على حالتك وأنت تعبر بالكلمات؛ سوف يساعدك هذا في السيطرة على لغة جسدك ونغمة ما تقوله. تمرن على التعبير عن نفسك بطريقة حَرْفية جداً تحدد بوضوح ما تريد قوله”.

خلاصة

إشارات التواصل البَعدي هي السلوكيات، الأساليب والتلميحات المصاحبة للشكل اللفظي من التواصل. وفي حين أن هذه الإشارات يمكن أن تكون غير لفظية،  فقد تخفي الكلمات ذاتها النية بشكل متعمد، مثل التهكم أو السخرية.

قد يساعد تحسين مهاراتك في التواصل الثانوي مع الآخرين على ضمان فعالية تواصلك ونقله المعلومات التي تريدها فقط.

اقرأ أيضاً: الاستدلالات في علم النفس، تاريخها، أنواعها، إيجابياتها وسلبياتها

اقرأ أيضاً: الاستيعاب في علم النفس، تعريفه وأهميته في التكيّف والتعلم

اقرأ أيضاً: المخططات العقلية، أنواعها وكيف تؤثر على حياتنا

المصدر: Metacommunication: When What You Said Isn’t What You Meant

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: