الدراسات الارتباطية في أبحاث علم النفس، أنواعها، سلبياتها وإيجابياتها

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

الدراسات الارتباطية الخصائص الأنواع الإيجابيات السلبيات

الدراسات الارتباطية (Correlational Study) هي نوع من تصاميم البحث ينظر في العلاقات بين متغيرين أو أكثر، وتتصف بأنها غير تجريبية، ما يعني أن القائم على التجربة لا يتلاعب أو يتحكم في أي من المتغيرات. 

أما الارتباط (Correlation) بحد ذاته فيشير إلى العلاقة بين متغيرين، ويمكن أن يكون قوياً أو ضعيفاً، وإيجابياً أو سلبياً. وفي بعض الأحيان، قد لا يوجد أي ارتباط.

في الحاصل، توجد ثلاث نتائج محتملة للدراسة الارتباطية: ارتباط إيجابي، ارتباط سلبي أو ارتباط صفري (لا ارتباط). ويمثل الباحثون النتائج باستخدام قيمة عددية تسمى معامل الارتباط (correlation coefficient)، وهو مقياس لقوة الارتباط، والذي يمكن أن يتراوح من -1.00 (سلبي) إلى +1.00 (إيجابي)، ويشير معامل الارتباط بقيمة /0/ إلى عدم وجود ارتباط.

يكون تفسير النتائج الثلاثة كالتالي:

  • الارتباطات الإيجابية (Positive correlations): يزداد كلا المتغيرين أو يتناقصان في نفس الوقت. ويشير معامل الارتباط القريب من +1.00 إلى وجود ارتباط إيجابي قوي.
  • الارتباطات السلبية (Negative correlations): كلما ازداد أحد المتغيرين، انخفض الآخر بنفس المقدار (والعكس صحيح). يشير معامل الارتباط القريب من -1.00 إلى وجود ارتباط سلبي قوي.
  • الارتباطات الصفرية أو المعدومة (No correlations): أي لا توجد علاقة بين المتغيرين. يشير معامل الارتباط 0 إلى عدم وجود ارتباط.

خصائص الدراسة الارتباطية

تُستخدم الدراسات الارتباطية في علم النفس أحياناً، بالإضافة إلى مجالات أخرى مثل الطب. ويعد البحث الارتباطي طريقة أولية لجمع معلومات حول موضوع ما، وهذه الطريقة مفيدة أيضاً إذا لم يكن باستطاعة الباحثين إجراء تجربة ما.

الدراسات الارتباطية الخصائص الأنواع الإيجابيات السلبيات

يستخدم الباحثون الارتباطات لمعرفة ما إذا كانت هناك علاقة بين متغيرين أو أكثر، ولكن المتغيرات نفسها لا تخضع لتحكم الباحثين. الفكرة الأهم هي أن البحث الارتباطي يمكن أن يثبت وجود علاقة بين المتغيرات، لكنه لا يثبت أن تغيير متغير واحد سيؤدي إلى تغيير آخر. وبعبارة أخرى، لا يمكن للدراسات الارتباطية إثبات وجود علاقة سببية بين المتغيرات. 

إن حدث وصادفت بحثاً يشير إلى “رابط” أو “ارتباط” بين شيئين، فمن المرجح أنه يتحدث عن الدراسة الارتباطية

أنواع البحوث الارتباطية

هناك ثلاثة أنواع من البحوث الارتباطية: المراقبة الطبيعية، الاستطلاعات أو الاستبيانات، والبحث الأرشيفي. ولكل نوع هدفه الخاص، بالإضافة إلى إيجابياته وسلبياته.

المراقبة الطبيعية (Naturalistic Observation)

تتضمن طريقة المراقبة الطبيعية مراقبة وتسجيل المتغيرات التي تكون موضع الاهتمام ضمن بيئة طبيعية دون تدخل أو تلاعب من أية قوة خارجية.

إيجابيات المراقبة الطبيعية

  • يمكن أن تلهم أفكاراً لإجراء المزيد من البحث.
  • تعد خياراً متاحاً في حالة عدم توفر التجربة في المختبر.
  • تتم فيها مشاهدة المتغيرات في البيئة الطبيعية.

سلبيات المراقبة الطبيعية

  • يمكن أن تكون مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً.
  • لا يمكن التحكم بالمتغيرات الدخيلة.
  • ما من تحكم علمي بالمتغيرات.
  • قد يتصرف الأشخاص الخاضعين للتجربة بشكل مختلف إذا كانوا على علم بأنهم مراقبون.

هذه الطريقة مناسبة تماماً للدراسات التي يرغب فيها الباحثون معرفة حالة المتغيرات في بيئتها أو حالتها الطبيعية، ويمكن بعد ذلك استخلاص الأفكار من الملاحظات لإرشاد مسارات البحث المستقبلية.

في بعض الحالات، قد تكون هي الطريقة الوحيدة المتاحة للباحثين. على سبيل المثال، إذا اعترض إجراء التجارب المخبرية عوائق مثل الأخلاقيات أو الوصول أو الموارد؛ عندها قد تكون عدم القدرة على إجراء البحوث نهائياً مفضلة أكثر، ولكن يمكن أن تكون هذه الطريقة مكلفة وعادة ما تستغرق الكثير من الوقت.

الدراسات الارتباطية الخصائص الأنواع الإيجابيات السلبيات

تضع المراقبة الطبيعية العديد من التحديات أمام الباحثين، أحدها أنها لا تسمح لهم بالتحكم بالمتغيرات أو التأثير عليها بأي شكل من الأشكال، ولا يمكنهم تغيير أي متغيرات خارجية محتملة

رغم فعالية الطريقة، لكن لا يعني ذلك حصول الباحثين على بيانات موثوقة من خلال مراقبة المتغيرات، أو أن المعلومات التي يجمعونها بعيدة تماماً عن الانحياز. فكما سبق وقلنا، قد يغير الخاضعون للدراسة تصرفاتهم إذا علموا أنهم مراقبون؛ عندها لن يدرك الباحثون أن السلوك الذي يراقبونه ليس الحالة الطبيعية للشخص بالضرورة (أي كيف سيتصرف إذا لم يعلم أنه مراقب).

وأيضاً، يجب أن يكون الباحثون على وعي تام بما يحملونه من انحيازات، والتي يمكن أن تؤثر على مراقبة وتفسير سلوك الشخص المعني.

الاستطلاعات (Surveys)

تعد الاستطلاعات والاستبيانات من أكثر الطرق شائعة الاستخدام في البحث النفسي. تنطوي هذه الطريقة على إكمال عينة عشوائية من المشاركين لاستطلاع أو اختبار أو استبيان يتعلق بالمتغيرات التي يجري البحث حولها. ويعد أخذ العينات العشوائية (Random sampling) أمراً مهماً لتعميم نتائج الاستطلاع.

إيجابيات الاستطلاعات

  • غير مكلفة، سهلة وسريعة.
  • يمكن فيها جمع كميات كبيرة من البيانات في فترة زمنية قصيرة.
  • مرنة.

سلبيات الاستطلاعات

يمكن أن تتأثر النتائج بـ:

  • أسئلة الاستطلاع الضعيفة.
  • العينة غير التمثيلية.
  • المشاركين.

الدراسات الارتباطية الخصائص الأنواع الإيجابيات السلبيات

إذا كان الباحثون بحاجة إلى جمع كمية كبيرة من البيانات في فترة زمنية قصيرة، فمن المرجح أن يكون الاستطلاع هو الخيار الأسرع والأسهل والأقل كلفة.

كما أنه طريقة مرنة لأنها تتيح للباحثين إنشاء أدوات لجمع البيانات من شأنها أن تساعد في ضمان حصولهم على المعلومات التي يحتاجونها (إجابات الاستطلاع) من جميع المصادر التي يريدون استخدامها (عينة عشوائية من المشاركين الذين يقومون بالاستبيان).

صحيح أن بيانات الاستطلاعات فعالة من حيث التكلفة ويسهل الحصول عليها، ولكنها تحمل جوانب سلبية. أولاً، البيانات ليست موثوقة دائماً، خاصة إذا كانت أسئلة الاستطلاع مكتوبة بشكل سيئ أو كان التصميم العام أو التسليم ضعيفاً. تتأثر البيانات أيضاً بأخطاء محددة، مثل العينات غير الممثلة أو ناقصة التمثيل. 

تعتمد الاستطلاعات بشكل كامل على المشاركين لتقديم بيانات مفيدة. يجب أن يكون الباحثون على دراية بالعوامل المحددة والمرتبطة بهؤلاء الأشخاص والتي ستؤثر على النتائج 

على سبيل المثال، قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في فهم الأسئلة، أو قد يجيب الشخص بطريقة معينة لمحاولة إرضاء الباحثين أو التحكم في صورته أمامهم (مثل محاولة جعل الشخص نفسه “تبدو أفضل”).

في بعض الأحيان، قد لا يدرك المشاركون حتى أن إجاباتهم غير صحيحة أو مضللة بسبب ذكريات خاطئة لديهم.

البحث الأرشيفي (Archival Research)

تستفيد العديد من مجالات البحث النفسي من تحليل الدراسات التي أجراها باحثون آخرون منذ فترة طويلة، وكذلك من مراجعة السجلات التاريخية ودراسات الحالة.

على سبيل المثال، في تجربة تُعرف باسم  “القلب العصبي/ The Irritable Heart”، استخدم الباحثون سجلات رقمية تحتوي على معلومات عن المحاربين القدامى في الحرب الأهلية الأمريكية لمعرفة المزيد عن اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). 

إيجابيات البحث الأرشيفي

  • جمع كمية كبيرة من البيانات.
  • يمكن أن تكون أقل تكلفة.
  • لا يمكن للباحثين تغيير سلوك المشاركين.

سلبيات البحث الأرشيفي

  • قد تكون البيانات غير موثوقة.
  • قد تكون المعلومات مفقودة.
  • ما من تحكم بطرق جمع البيانات.

الدراسات الارتباطية الخصائص الأنواع الإيجابيات السلبيات

يمكن أن يكون استخدام السجلات وقواعد البيانات والمكتبات المتاحة للعامة أو التي يمكن الوصول إليها من خلال المؤسسات وسيلة مساعدة للباحثين ممن يفتقرون المال لدعم جهودهم البحثية. 

الموارد المجانية ومنخفضة التكلفة متاحة للباحثين على جميع المستويات من خلال المؤسسات الأكاديمية والمتاحف ونظم تخزين البيانات في جميع أنحاء العالم

من المزايا الأخرى المحتملة لهذه المصادر هي أنها توفر كمية هائلة من البيانات التي تم جمعها على مدى فترة طويلة جداً من الزمن، ما يمنح الباحثين طريقة لعرض الاتجاهات والعلاقات والنتائج ذات الصلة بأبحاثهم.

يعد عدم القدرة على تغيير المتغيرات عيباً لبعض الأساليب، لكنه في الواقع مفيد للبحث الأرشيفي. مع ذلك، فإن استخدام السجلات التاريخية أو المعلومات التي تم جمعها منذ فترة طويلة يشكل بعض التحديات. أولاً، قد تكون المعلومات المهمة مفقودة أو غير مكتملة، وقد لا تكون بعض جوانب الدراسات القديمة مفيدة للباحثين في السياق الحديث.

أكبر مشكلة في البحث الأرشيفي هي الموثوقية، فعند مراجعة الأبحاث القديمة، قد لا تتوفر سوى القليل من المعلومات حول من أجرى البحث، كيف تم تصميم الدراسة، من شارك في البحث وكذلك كيفية جمع البيانات وتفسيرها.

يمكن أيضاً أن يواجه الباحثون بعض المعضلات الأخلاقية. على سبيل المثال، هل يجب على الباحثين المعاصرين استخدام بيانات من الدراسات التي أجريت بشكل غير أخلاقي أو بأخلاقيات مشكوك فيها؟

المخاطر المحتملة

ربما تبادر إلى مسمعك عبارة “الارتباط لا يساوي السببية”، وهذا يعني أن البحوث الارتباطية يمكن أن تشير إلى وجود علاقة بين متغيرين، لكنها لا تستطيع إثبات أن تغير متغير واحد سيغير الآخر.

على سبيل المثال، قد يقوم الباحثون بإجراء دراسة ارتباطية تشير إلى وجود علاقة بين النجاح الأكاديمي وتقدير الشخص لذاته. ومع ذلك، لا يمكن للدراسة إثبات أن النجاح الأكاديمي يضفي أي تغيير على تقدير الشخص لذاته.

لتحديد سبب وجود العلاقة، يجب أن ينظر الباحثون في متغيرات أخرى ويختبرونها، مثل العلاقات الاجتماعية، القدرات المعرفية، الشخصية والحالة الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بالشخص الخاضع للتجربة.

أسئلة شائعة 

1ـ ما الفرق بين الدراسة الارتباطية والدراسة التجريبية؟

ينطوي الفرق بينهما بشكل أساسي على التلاعب بالمتغيرات. ففي الدراسات الارتباطية، لا يتلاعب الباحثون بالمتغيرات، بينما يتحكمون في المتغيرات المستقلة ويغيرونها بشكل منهجي في الدراسة التجريبية. تسمح الدراسات الارتباطية للباحثين باستكشاف وجود علاقة بين المتغيرات وقوتها، بينما تسمح الدراسات التجريبية للباحثين بالنظر في علاقات السبب والنتيجة.

2- كيف يمكن معرفة ما إذا كانت الدراسة تجريبية أم ارتباطية؟

إذا كانت الدراسة تنطوي على معالجة منهجية لمستويات متغير ما، فهي دراسة تجريبية. أما إذا كان الباحثون يقيسون ما هو موجود بالفعل دون تغيير المتغيرات فعلياً، فهي دراسة ارتباطية.

3ـ ما هي المتغيرات في الدراسة الارتباطية؟

المتغيرات في الدراسة الارتباطية هي ما يقيسه الباحث. بمجرد القياس، يمكن للباحثين بعد ذلك استخدام التحليل الإحصائي لتحديد وجود العلاقة وقوتها والمنحى الذي تأخذه. لكن، نؤكد على فكرة أن الدراسات الارتباطية يمكن أن تقول أن المتغير X والمتغير Y بينهما علاقة، لكن هذا لا يعني أن تغير X يسبب تغير Y.

4ـ ما هو هدف البحث الارتباطي؟

الهدف الأساسي له هو البحث عن العلاقات، وصف هذه العلاقات ثم وضع تنبؤات. يمكن لمثل هذه الأبحاث أيضاً أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لبحوث تجريبية مستقبلية.

اقرأ أكثر: البحوث الأخلاقية في علم النفس

اقرأ أكثـر: الاحصاءات في علم النفس، أهميتها وفوائدها

اقـرأ أكثر: العينات العشوائية في الدراسات البحثية

المصدر: Correlation Studies in Psychology Research

تدقيق: سارة الخضر
مراجعة: أوبستان
تحرير: مريم العجي
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: