تُعد الماريجوانا (marijuana) واحدة من أكثر العقاقير استخداماً في الولايات المتحدة، لذا فإن السؤال الأشيع حولها هو: هل الماريجوانا تسبب الإدمان؟ بينما علامات علاج إدمان انسحاب الماريجوانا.
الجواب نعم، قد تسبب الإدمان بالفعل. لكن هذا لا يُعمَّم على الجميع، إذ لن يصبح كل مستخدم لها مدمناً، لكنه بنفس الوقت ليس بالأمر النادر، علاوةً على وجود بعض العوامل التي ترفع من خطر الإدمان.
بعض ممن يتعاطون الماريجوانا تظهر عليهم أعراض الإدمان بعد تعاطيها لفترة طويلة. وبصرف النظر عن الإدمان فإن للماريجونا العديد من المخاطر الصحية الأخرى التي يجب أخذها في عين الاعتبار.
الماريجوانا ما تزال غير قانونية وفقاً للقانون الفيدرالي، رغم أن بعض الولايات شرعتها للاستخدام الطبي أو الترفيهي. وهذا ينطبق على أي منتجات مشتقة من القنب وتحتوي على أكثر من 0.3% من رباعي هيدرو كانابينول (THC).
هل تسبب الماريجوانا الإدمان؟
ينتج اضطراب استخدام القنب (Cannabis use disorder)، أو اضطراب تعاطي الماريجوانا (marijuana use disorder)، عن التعاطي المزمن للقنب. بينما علامات علاج إدمان انسحاب الماريجوانا.
تم تعريفه في الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) على أنه ناتج من الاعتماد على الماريجوانا أو تعاطيها.
الانتشار
أفاد المعهد الوطني لتعاطي المخدرات (NIDA) أن 30% من الأشخاص الذين يتعاطون الماريجوانا عرضةً لمواجهة مشكلات في استخدامها، والمعروفة باسم اضطراب استخدام الماريجوانا. بينما علامات علاج إدمان انسحاب الماريجوانا.
علامات إدمان الماريجوانا
من المحتمل أن يُظهر الشخص المدمن أو المعتمد على الماريجوانا بعض الأعراض السلوكية التقليدية للإدمان، والتي تشمل:
- الحاجة إلى كميات أكبر من المادة بشكل متزايد.
- سيشغل موضوع التعاطي حيزاً أكبر من تفكيرهم.
- سيبدأ تعاطي المادة في أخذ دور مركزي في حياتهم.
- إنفاق المزيد من الوقت والمال للحصول على كمية إضافية من الماريجوانا.
- العصبية والاضطراب في حال نفاذ الكمية.
- استمرار الاستخدام رغم ازدياد العواقب السلبية المترتبة.
- إنكار أي مزاعم ممن حولهم حول تغير شخصيتهم.
من أكثر العلامات شيوعاً لاضطراب تعاطي القنب الاعتماد الجسدي والانسحاب.
الاعتماد على الماريجوانا
يتفق معظم الخبراء على أن تناول مادة ما باستمرار يترافق مع زيادة قدرة الشخص على تحمل تلك المادة، ما يتطلب زيادة الجرعة للحصول على التأثيرات نفسها، وبالتالي يعاني الفرد من أعراض الانسحاب عند توقفه عن استخدام هذه المادة. بينما علامات علاج إدمان انسحاب الماريجوانا.
توصلت معظم الأبحاث الحديثة حول إدمان الماريجوانا أن استخدامها نادراً ما يسبب التحمل (Tolerance) والانسحاب. إلا أن الماريجوانا المتوفرة اليوم أقوى من تلك التي كانت في الستينيات، إذ أنها تحتوي على مستويات أعلى من المكون النشط دلتا-9-رباعي هيدرو كانابينول (THC)، وهو المكون ذو التأثير النفسي في الحشيش.
الفعالية المتزايدة لسلالات الماريجوانا الحديثة تُترجم إلى ارتفاع خطر التحمل والاعتماد والإدمان والانسحاب.
وقد وُجد أن إدمان الماريجوانا ذو تأثير على قدرة الاستجابة للناقل العصبي الدوبامين، والذي يسبب الشعور بالسعادة. إذ ظهر في إحدى إحدى الدراسات مشاعر إيجابية أقل، ومستويات توتر أعلى، وعصبية متزايدة على مدمني الماريجوانا.
انسحاب الماريجوانا
تظهر أبحاث اليوم أن التسامح يتطور نتيجةً للمكون النشط دلتا-9-رباعي هيدرو كانابينول (THC)، وأن أعراض الانسحاب تظهر على بعض الأشخاص. وتظهر الدراسات التي أجريت على من تعاطى الماريجوانا لفترة طويلة ثم تركها أعراض الانسحاب هذه:
- القلق والأرق.
- فقدان الشهية.
- زيادة إفراز اللعاب.
- انخفاض النبض.
- انفعال.
- تقلبات مزاجية متزايدة.
- زيادة السلوك العدواني.
يعتقد بعض الباحثين أنه وبسبب الفعالية المرتفعة للحشائش اليوم، يرتفع احتمال الاعتماد فسيولوجي عليها.
حتى إذا كان الفرد لا يعتمد جسدياً أو كيميائياً على الماريجوانا، فإن بعض الأشخاص سيطورون اعتماداً نفسياً على العقار. ويستمر هذا الاعتماد رغم إدراك الشخص له وحتى رغم رغبته في الإقلاع.
لماذا تسبب الماريجوانا الإدمان؟
ما يزال الخبراء يبحثون في سبب إدمان بعض الأشخاص وعدم إدمان بعضهم الآخر. ويوجد العديد من الأسباب خلف اعتماد الشخص على الماريجوانا.
لكن بالطبع، هذا لا يعني أنك ستدمنها إذا واجهت واحداً أو أكثر من عوامل الخطر هذه.
عامل الفعالية الأعلى
تتكون الماريجوانا من العديد من المكونات تسمى الكانابينويد (cannabinoids). اثنان من هذه المكونات، دلتا-9-رباعي هيدرو كانابينول (THC) والكانابيديول (CBD) لهما تأثيرات معروفة لدى مستخدمي الماريجوانا.
دلتا-9-رباعي هيدرو كانابينول هي المادة التي تجعل الشخص يشعر “بالنشوة”، في حين أن الكانابيديول غالباً ما يحفز شعور الاسترخاء.
أفاد المعهد الوطني لتعاطي المخدرات أن الفاعلية العالية للماريجوانا الموجودة اليوم، وتحديداً فيما يتعلق بمستويات دلتا-9-رباعي هيدرو كانابينول، قد تكون عاملاً في زيادة عدد الأشخاص المعرضين للإدمان أو الاعتماد.
هل تسبب دلتا-9-رباعي هيدرو كانابينول الإدمان؟
نعم، إذ تشير الدراسات إلى أن هذه المادة تحمل إمكانية الإدمان عليها، وذلك يعود لخصائصها ذات التأثير النفساني.
اليوم، توجد نسبة أعلى من رباعي هيدرو كانابينول في الحشائش مقارنةً بتلك التي كانت في الماضي. على سبيل المثال، تحتوي الماريجوانا -التي تمت مصادرتها من قبل سلطات تنفيذ القانون- اليوم على 15% وسطياً من رباعي هيدرو كانابينول مقارنة بأقل من 4% ضمن الحشائش المصادرة في التسعينيات.
وينظر الباحثون فيما إذا كانت الفاعلية العالية هي السبب في ارتفاع عدد زيارات متعاطي الماريجوانا إلى قسم الطوارئ. بينما علامات علاج إدمان انسحاب الماريجوانا.
الماريجوانا المستهلكة في المنتجات المصنوعة من مستخلص الماريجوانا، مثل الزيت القائم على المذيبات، تحتوي على نسبة تتراوح بين 54% و69% من رباعي هيدرو كانابينول، وفي بعض الحالات تتجاوز 80%.
العمر الذي يبدأ فيه الشخص بالتعاطي
وجد الخبراء رابطاً بين العمر الذي يبدأ فيه الشخص بتعاطي الحشيش واحتمال تطوير اعتماد عليه. إذ وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين بدأوا التعاطي في سن 14 إلى 15 معرضين لخطر أكبر للاعتماد.
من ناحية أخرى، بالنسبة لأولئك الذين بدأوا في استخدامها بعد سن 15 عاماً، انخفض خطر الاعتماد بشكل كبير.
وجدت دراسة أخرى أن أولئك الذين بدأوا في استخدام الماريجوانا قبل سن 18 أكثر عرضةً بنحو 4 إلى 7 مرات للإصابة باضطراب تعاطي القنب في مراحل متقدمة من حياتهم.
تكرار الاستخدام
وجد أن استخدام الماريجوانا يومياً أو أسبوعياً يزيد من فرص اعتماد الشخص عليها في المستقبل.
أما إذا كانت وتيرة الاستخدام منخفضة، أو في حال امتنع عنها الفرد لفترات طويلة من الوقت بين الاستخدام والآخر، فهذا يقلل من احتمال الاعتماد عليها لاحقاً. بينما علامات علاج إدمان انسحاب الماريجوانا.
الفكرة المهمة، هي أن طريقة تعامل الشخص مع الحشائش عامل مهم أيضاً. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن “الاستخدام الفردي”، أو استخدام الدواء من تلقاء نفسك، علامة قوية على تطور الاعتماد في المستقبل.
علم الوراثة
وجدت الأبحاث أن للعلاقات الأسرية دور في بعض حالات إدمان الحشيش. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أنه تعاطي الوالدان البيولوجيان للكحول أو المخدرات الأخرى، يرفع من فرص تعاطيها لدى الأبناء، بما في ذلك الماريجوانا.
ووجدت دراسة أجريت عام 2020 أن الأشخاص لديهم “تبعات وراثية” مع اضطراب تعاطي الحشيش، ما يعني أنهم يولدون بجينات معينة تزيد من خطر الإدمان لديهم.
عموماً يتفق الخبراء على وجود المزيد من العوامل المساهمة منها البيئة المحيطة، ومدى سهولة الحصول على الماريجوانا، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والكثير بعد.
الصحة النفسية
وجدت بعض الدراسات أن البعض يتعاطى لتخفيف مشاعر القلق أو الاكتئاب، وأن العلاج الذاتي بهذه الطريقة يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى الاعتماد على المادة المتناولة كعلاج. وقد لوحظت تداعيات أخرى تتعلق بالصحة النفسية لدى الأشخاص المدمنين على الحشيش أيضاً. بينما علامات علاج إدمان انسحاب الماريجوانا.
وهذا يشمل الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، واضطراب القلق الاجتماعي وتدني احترام الذات.
وقد يستخدم الأشخاص -الذين يعانون من قلة أو اضطرابات في النوم- الحشيش لتخفيف هذه الأعراض (على الرغم من أنه على المدى الطويل يؤدي إلى نتائج عكسية إذ أنه يقلل من جودة النوم).
تختلط الأبحاث حول ما إذا كانت مشكلات الصحة النفسية هي في كثير من الأحيان سبب تعاطي القنب، أو أن الاعتماد على القنب هو سبب مشكلات الصحة النفسية.
آثار إدمان الماريجوانا
يوجد العديد من الآثار المزمنة المرتبطة باضطراب تعاطي القنب. وجد أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة لديهم ضعف بالأداء الإدراكي. قد يعني هذا:
- فقدان الذاكرة. بينما علامات علاج إدمان انسحاب الماريجوانا.
- صعوبة في التركيز.
- قلة مهارات حل المشكلات.
- ضعف القدرة على التحكم في العواطف.
- صعوبة اتخاذ القرارات.
قد يؤثر اضطراب استخدام القنب على مناطق أخرى. إذ وجدت الدراسات أن أولئك الذين يعانون من إدمان القنب غالباً ما يشعرون بعدم الرضا في مجالات مختلفة من حياتهم، بما في ذلك العلاقات والعمل والتعليم.
علاج إدمان الماريجوانا
هناك بالفعل علاجات متاحة من شأنها المساعدة في التغلب على إدمان الماريجوانا. تركز مثل هذه العلاجات في المقام الأول على العلاج النفسي، مع ذلك يستمر الباحثون في استكشاف الأدوية التي قد تكون مفيدة في يوم من الأيام.
العلاج النفسي
لحسن الحظ، يوجد أنواع عديدة من العلاج لهذا الاضطراب. ومنها:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): ستعمل مع المعالج يداً بيد لعلاج أي مشكلات أو أفكار أو سلوكيات أساسية تتعلق بالصحة النفسية ولها دور في إدمانك. إضافةً إلى تحديد آليات التأقلم الصحية للتعامل مع هذه المشكلات.
- إدارة الطوارئ (Contingency management): تُستخدم هذه الطريقة أحياناً في عيادات إدمان المخدرات. وتركز بشكل أساسي على تعزيز السلوك الإيجابي (الامتناع عن الماريجوانا) من خلال المكافآت. على سبيل المثال، قد تمنح العيادة أشياء مادية كجوائز أو تمنح المال للأشخاص الذين جاءت نتيجة اختبار المخدرات لديهم سلبية.
- العلاج التحفيزي المعزز (Motivational enhancement therapy): يركز هذا العلاج على المواقف والمعتقدات الداخلية للشخص. سيساعدك المعالج على إنشاء عبارات تعكس سبب رغبتك في التوقف عن استخدام الماريجوانا، وسيساعدك في وضع خطة عمل للإقلاع عن التدخين.
تعديلات نمط الحياة
إضافةً إلى العلاجات السابقة، يمكن لبعض التغييرات في نمط حياتك أن تقلل أو توقف من استخدام الماريجوانا.
- تغيير بيئتك الاجتماعية: قد تزيد صعوبة الإقلاع عن التعاطي في حال كان من حولك أشخاص يتعاطون أيضاً. وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تعافوا من اضطراب تعاطي القنب وجدوا أنه التواصل مع أشخاص لا يتعاطون الحشيش كان مفيداً كجزء من تعافيهم.
- ركز على أسباب رغبتك في الإقلاع عن التعاطي: إذا ذكّرت نفسك بالأسباب التي تجعلك ترغب في الإقلاع عن التعاطي، فقد تشعر بدافع أكبر لإكمال مسيرتك. حاول الاحتفاظ بقائمة الأسباب في غرفة نومك أو على ثلاجتك مثلاً لتبقى نصب عينيك وتراها كل يوم.
- مارس هوايات جديدة: من المحتمل أن تملك وقت فراغ أكثر عند الإقلاع عن الماريجوانا، لذا من المفيد العثور على هواية أو نشاط جديد تستمتع به. يساعد ذلك في صرف انتباهك عن أي شهوة، ويحسن مزاجك، خاصةً إذا كان نشاطاً بدنياً.
يطور الناس إدمان القنب لأسباب مختلفة، لذلك من المهم معالجة أي مشكلات أساسية. على سبيل المثال، يمكن لأولئك الذين يستخدمون الماريجوانا للتعامل مع القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات النوم العثور على أنواع علاج أكثر ملاءمة، بما في ذلك تغييرات في نمط الحياة والعلاج والأدوية، للمساعدة في تخفيف أعراضهم.
الدواء
كما ذكرنا سابقاً، يبحث الخبراء عن أدوية محددة يمكن أن تساعد في علاج اضطراب استخدام القنب. وقد ثُبت أن بعض مضادات الاكتئاب تساعد في علاج أعراض الانسحاب.
ويمكنك استشارة مختص الرعاية الصحية لمعرفة إذا كان هذا خياراً علاجياً قابلاً للتطبيق بالنسبة لك.
اقـرأ أيضاً: تأثير المـاريجـوانا على الخصوبة عند الرجال
اقرأ أيضـاً: هل من الممكن الادمـان على المـاريجوانـا والحشيش؟
اقـرأ أيضاً: كل ما تحتاج معرفته حول الكوكايين
المصدر: ?Is Marijuana Addictive