سفاح القربى العاطفي، تعريفه، أسبابه والشفاء منه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

سفاح القربى العاطفي (Emotional incest)، المعروف أيضاً باسم سفاح القربى السري، هو شكل من أشكال الإساءة العاطفية. إذ يعامل أحد الوالدين أو مقدمي الرعاية الطفل كشريك رومانسي، ويعتمد عليه للحصول على الدعم العاطفي الذي يقدمه الشريك عادة.

حسب إيمي داراموس (Aimee Daramus)، المختصة بالطب النفسي السريري، فإن سفاح القربى العاطفي يختلف عن الأشكال الأخرى من سفاح القربى، فهو ليس جسدياً ولا جنسياً. مع ذلك، فإنه ينطوي على إقحام الطفل في دور عاطفي للبالغين قبل أن يكون جاهزاً 

بينما تشمل الأشكال الأخرى من سفاح القربى العديد من الأقارب البيولوجيين، كالأشقاء، فإن هذا النوع منه خاص بالعلاقة بين الطفل ومقدم الرعاية الأساسي. مثل أحد الوالدين، وذلك بحسب أنجيلينا فرانسيس (Angeleena Francis)، المدير التنفيذي لـ “AMFM Healthcare”

ماهية سفـاح القربـى العاطفـي

حسب الخبراء، فيما يلي بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى وجود علاقة سفاح قربى عاطفي:
الاعتماد العاطفي على الطفل: بحسب فرانسيس، يُثقل أحد الوالدين كاهل الطفل بالضغوطات التي يتعامل معها ويعتمد عليه للحصول على الدعم العاطفي والأمان.

الإفراط في المشاركة مع الطفل: وفقاً للدكتورة داراموس، يشارك أحد الوالدين شؤون البالغين مع الطفل. إذ يمكن أن يكون الإفراط في المشاركة أو نقل ما يعانونه من صدمات وآلام من الماضي إلى الأطفال أمراً مربكاً بالنسبة لهم.

المبالغة في التدخل في حياة الطفل: تقول الدكتورة داراموس أنه في هذه الحالة، يريد الوالد/الوالدة معرفة كل ء عن حياة الطفل. ويمنعون عنه التمتع بالخصوصية المناسبة لعمره ولا يحترمون مساحته أو حدوده الشخصية.

احتكار حياة الطفل: يهيمن الوالد/الوالدة على حياة الطفل ويتوقعان منه تقييد صداقاته وأنشطته لتلبية الاحتياجات العاطفية لهما؛ حسب الدكتورة داراموس.

جعل الطفل مسؤولاً عن رفاهيته: تقول فرانسيس أن الأهل يشعرون داخلياً أن الطفل مسؤول عن الرفاهية العاطفية لهم. لذا، فقد يتعلم أن احتياجاته العاطفية ثانوية بالنسبة للوالدين بدلاً من العكس.

التلاعب بالطفل: قد يستخدم الوالد/الوالدة أساليب التلاعب مثل جعله يشعر بالذنب أو التهديد العاطفي لإبقائه قريباً منهم.

أمثلة على سفاح القربى العاطفي

يتحدث أحد الوالدين إلى الطفل عن الصعوبات التي يواجهها في مكان العمل، معتمداً عليه للحصول على الدعم العاطفي.

يشارك أحد الوالدين التفاصيل الحميمة لعلاقاته الرومانسية مع الطفل، والتي يمكن أن تكون مربكة وغير مريحة له.

يشـارك أحد الوالدين الطفل مشاكله الزوجية، والتي يمكن أن تكون مؤلمة.

لا يحترم أحد الوالدين خصوصية طفله ويقرأ مذكراته أو رسائله.

يتوقع أحد الوالدين من الطفل ترك أنشطته وإنقاذه عندما يحتاج إلى دعم عاطفي.

يقلل أحد الوالدين من شأن جهود الطفل في تكوين الصداقات ليكون اهتمامه كاملاً منصباً عليه.

يُثقل أحد الوالدين كاهل الطفل بالشعور بالذنب عندما لا يمتثل لرغباته.

أسباب سفاح القربى العاطفي

وفقاً للخبراء، هناك عدد من الأسباب الكامنة وراء سفاح القربى العاطفي؛ منها:
عدم النضج العاطفي: قد يلجأ الآباء غير الناضجين عاطفياً إلى أطفالهم للحصول على الدعم العاطفي، بدلاً من إدراك أن المفترض حدوث العكس.

نقص الدعم: تقول فرانسيس أن الآباء الذين لم يتلقوا الدعم العاطفي قد يلجأون لأطفالهم للحصول على شعور زائف بالأمان العاطفي. قد يشمل ذلك الحالات التي يكون فيها الوالدان عازبين أو مطلقين.

عدم الثقة: بحسب فرانسيس، فإن الآباء الذين نشأت لديهم مشاكل ثقة أو عانوا من صعوبات الهجر قد يرون أطفالهم أبرياء وآمنين، فيتطلعون إليهم كمصدر أمان عاطفي. وتضيف:”لا يستطيع الأطفال ترك مقدم الرعاية الأساسي لأنهم يعتمدون عليه، ما ينفي إمكانية تخلي الطفل عن الوالد، ما يشعره بالأمان”.

حالات صحية نفسية: بحسب الدكتورة داراموس، قد يعاني بعض الآباء من حالات لم تعالج بعد مثل الحالات الصحية النفسية، تعاطي المخدرات أو تاريخ من الصدمة، فيعتمدون على أطفالهم عاطفياً نتيجة لذلك.

خطورة سفـاح القربـى العاطفـي

يمكن أن يكون سفاح القربى العاطفي ضاراً بنمو الطفل العقلي والعاطفي، فيجعله يعاني من القلق وانعدام الأمن.

يتطلب النمو العاطفي للأطفال تعلقاً صحياً بمقدم الرعاية الأساسي الذي يوفر السلامة والأمن العاطفي والجسدي. إذ تقول فرانسيس: “جعل الطفل مسؤولاً عن الاستقرار العاطفي لمقدم الرعاية يخلق تأرجحاً وعدم استقرار في نموه”.

علاوة على ذلك، فإن الأطفال يعرفون أنهم لا يستطيعون القيام بوظائف الكبار، “لذا، عندما لا يستطيع الطفل القيام بأمور البالغين. ولا يستطيع البالغ القيام بمهامه، سيشعر الطفل بالقلق بسبب عدم وجود من يتحمل المسؤولية”.

توضح الدكتورة داراموس بالقول أنه يمكن للأطفال تحمل بعض المسؤوليات، ويجب عليهم ذلك. إلا أن هذه المسؤوليات ينبغي أن تكون مناسبة لأعمارهم. إذ “يحتاج الأطفال إلى مساحة ليكونوا أطفالاً، هم بحاجة إلى معرفة أن كل شيء سيبقى على ما يرام. وأن البالغين المسؤولين يمكنهم التعامل مع كونهم بالغين”.

 تأثير سفاح القربى العاطفي

يمكن أن يؤثر سفاح القربى العاطفي على نمو الطفل، وأن يستمر هذا التأثير حتى مرحلة البلوغ. فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن تؤثر بها هذه الحالة على الطفل:

صعوبات عاطفية: تقول فرانسيس أن الأطفال الذين وقعوا ضحايا لسفاح القربى العاطفي قد يواجهون تحديات في معالجة عواطفهم وتحديد أولويات حاجاتهم العاطفية.

انعدام الأمن: إذا نما الطفل وهو يحاول تلبية احتياجات الوالدين (ولا يبدو أنه قادر على القيام بذلك)، فقد يرافقه هذا الشعور بحالة عدم الأمان حتى الكبر، حسب الدكتورة داراموس.

تدني تقدير الذات: قد يستمر الطفل بالاعتقاد بأن قيمته تكمن في تلبية الحاجات العاطفية للآخرين، ما يؤدي إلى تدني تقدير الذات وتضاؤل الشعور بقيمة نفسه. بينما أسباب أمثلة سفاح القربى العاطفي السري.

ضعف المهارات الاجتماعية: قد يكافح الطفل لتكوين علاقات صحية مع أقرانه ويواجه صعوبة في وضع حدود مع الآخرين بسبب الطبيعة المعقدة لعلاقته مع ذويه.

علاقات مضطربة: إذا ظل أحد الوالدين متطفلاً، فقد يؤدي ذلك إلى تخريب علاقات الطفل في البلوغ عندما يدرك الشركاء أو الأصدقاء أنه لن يتم منحهم الأولوية أبداً. (تخيل الذهاب في موعد غرامي ومن ثم معرفة أن والدة شريكك قد اختارت بالفعل الفيلم والمطعم لك).

الافتقار إلى الاستقلالية: حسب فرانسيس، قد تتعرقل قدرة الطفل على اتخاذ القرارات، تأكيد احتياجاته الخاصة، الاعتناء بنفسه وتطور شعوره بالاستقلالية لأنه سيعتمد بشكل مفرط على الوالد/الوالدة. نتيجة لذلك، قد ينجذب الطفل نحو العلاقات الاعتمادية عند البلوغ.

التعرض للأذى: تُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين مروا بتجارب سلبية في مرحلة الطفولة هم أكثر عرضة للوقوع ضحايا سواء عاطفياً أو جنسياً في مرحلة البلوغ. بينما أسباب أمثلة سفاح القربى العاطفي السري.

الشعور بعدم الرضا عن الحياة: تشير دراسة أجريت عام 2021 إلى أن الأطفال الذين عانوا من سفاح القربى العاطفي يشعرون بعدم الرضا عن حياتهم كبالغين.

الشفاء من سفـاح القربـى العاطفـي

يقترح الخبراء بعض الخطوات للأطفال من أجل الشفاء من سفاح القربى العاطفي:

  1. بناء علاقات صحية: حسب فرانسيس، فإن بناء الأطفال علاقات صحية مع البالغين ووجود بيئة عاطفية آمنة هو الخطوة الأولى نحو الشفاء. بينما أسباب أمثلة سفاح القربى العاطفي السري.
  2. وضع الحدود: يجب أن يتعلم الطفل كيفية تحديد أولويات نفسه، إذ تقول الدكتور داراموس: “عليهم أن يتعلموا تحديد مقدار حياتهم التي سيتخلون عنها لخدمة احتياجات الآخرين”. يوصى في هذه الحالة بالعلاج النفسي أو مجموعات الدعم كطريقة صحية لتعلم وضع الحدود.
  3. طلب العلاج: تقول فرانسيس أن العمل على حل هذه المشاكل مع أخصائي الصحة النفسية يمكن أن يساعد الأطفال في فهم تأثير سفاح القربى العاطفي، بما في ذلك كيفية تأثيره على نمو الطفل العاطفي وعلاقته مع البالغين وأسلوب الأبوة والأمومة. يمكن أيضاً العمل مع المعالج لتطوير مهارات التأقلم وبناء أنماط علاقات أكثر صحة.  تأثير سفاح القربى العاطفي.

نصائح للوالدين

يوصي الخبراء ببعض الخطوات التي يمكن للوالدين اتخاذها للتوقف عن الانخراط في سفاح القربى العاطفي والشفاء منه:

  1. الحصول على مساعدة من المختصين: قد يحتاج الآباء إلى علاج المشاكل الصحية النفسية وغيرها من أجل الشفاء. بينما أسباب أمثلة سفاح القربى العاطفي السري.
  2. الاعتراف بالمشكلة: إذا أدرك أحد الوالدين أنه يمارس سفاح القربى العاطفي، فمن المهم أن يعترف بهذه المشكلة ويناقشها مع الطفل، وأن يعتذر ويبني علاقة أكثر صحة بينهما؛ تشرح فرانسيس ذلك بالقول:”أن تعود لتأخذ دورك كأب دون إجراء مناقشة مفتوحة حول هذا الموضوع يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الارتباك والشعور بعدم الكفاءة لدى الطفل، إذ قد يشعر أنه لم يعد مطالباً بالقيام بالدور الذي اعتاد عليه.”
  3. بناء نظام دعم: حسب الدكتورة داراموس، يحتاج الآباء إلى بناء نظام دعم قوي لصداقات البالغين التي تدعم بعضها البعض للتوقف عن الاعتماد العاطفي على أطفالهم.

اقـرأ أيضاً: الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة، آثاره السلبية وكيف يمكن تجاوزها

اقرأ أيضـاً: التوكيد العاطفي للأطفال، أهميته لنمو الطفل وصحته النفسية

اقـرأ أيضاً: دليل موجز للعار السام خلال مرحلة الطفولة الذي لم تتم معالجته

المصدر: Understanding and Healing From Emotional Incest

تدقيق: نسيم الخوري
مراجعة: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: