هل يستفيد السجناء ممن لديهم مشاكل في الصحة النفسية من العلاج النفسي؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

هذه المدونة الصادرة عن مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي بقلم Karen Slade. الطبيبة الحاصلة على دكتوراه في علم النفس ومشاركة في كتابة المقال الجديد في صحيفة Consulting and Clinical Psychology. بعنوان “العلاج النفسي للسجناء ممن يعانون من مشاكل في الصحة العقلية: استعراض منهجي وتحليل شامل”.

في كافة أنحاء العالم، يعاني المحتجزون في السجون من مستويات عالية جداً من الأمراض النفسية مقارنة مع غيرهم من عامة الناس. بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والاكتئاب الشديد والذهان واضطراب الشخصية.

بالإضافة إلى ذلك، من المرجح وفاتهم بسبب الانتحار أو أذية نفسهم والأشخاص الآخرين في السجن وارتكابهم جريمة أخرى عند إطلاق سراحهم.

الحاجة المتزايدة لتقديم العلاج النفسي إلى السجناء

مع وجود ما يزيد عن 10 مليون شخص في السجون المحلية والدولية؛ فإننا نحتاج للعلاجات النفسية الفعالة لهذا العدد الهائل من الأشخاص.

إلا أن هذا المجتمع معقد على وجه الخصوص، مع الاحتياجات المتعددة له. إضافةً إلى حقيقة أنه مقيد بظروف السجن التي تحمل معها تحديات بحد ذاتها.

الخبر السار هو أن الاستعراض الممنهج الحديث والتحليل الشمولي لـ 37 من التجارب السريرية العشوائية (RCTs) للعلاجات النفسية لمشاكل الصحة النفسية للسجناء. وجدوا أنه يمكن لبعض نهج العلاج أن تفيد. وأكثرها فاعلية هما العلاج المعرفي السلوكي (CBT) تحديداً والعلاج القائم على اليقظة الذهنية اللذان يحسنان بشكل معتدل من أعراض الاكتئاب والقلق.

والخبر الأقل سروراً هو أن هذه هي الحالة فقط عند مقارنة هؤلاء السجناء بالسجناء الذين لم يتلقوا العلاج مطلقاً. في حين أنه عند مقارنة نفس التداخلات مع سجناء تلقوا علاجاً مختلفاً أو “العلاج المعتاد”، كانت التحسينات أقل وضوحاً.

يجب الحذر والانتباه إلى أنه وبالرغم من إمكانية تحسن النتائج. إلا أن الحفاظ عليها حوالي ما يقارب من 3-6 أشهر كان صعباً جداً. وبذلك يجب أن تهتم النُهج العلاجية بتحسين طرق  الحفاظ على ماحصل عليه السجناء على المدى القريب و البعيد.

علاج السجناء المرتكز على الصدمة النفسية

الأمر المثير للدهشة أن العلاجات المرتكزة على الصدمة النفسية تظهر تأثيرات طفيفة على أعراض الصدمة. ما يخيب الآمال نظراً للمستوى المرتفع لاضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) في السجون على الرغم من أنه يمكن تحسين أعراض الصدمة النفسية.

كما يتجلى ذلك عند النظر في مجموع النتائج لكافة النهج العلاجية المختلفة. لذلك فإن تطوير تدخلات أكثر فعالية لأعراض الصدمة النفسية هو مجال ذو أولوية. خصوصاً أن المزيد من الصدمات يمكن تحدث أثناء الاحتجاز. رغم أنه فيما إذا توجد حاجة إلى مقاربات ونهج متخصصة على نطاق واسع أم لا هو أمرٌ قابل للنقاش.

تأخذ مراجعتنا أيضاً بعين الاعتبار استخدام نُهج موجّهة للعمل كالعلاج بالموسيقى والعلاج بالفن. ولكن هذه الطرق كان من الصعب التعقيب عليها لأنها غير متاحة بشكل واسع أو لم يتم البحث فيها. على الرغم من أنها أظهرت نتائج مبشّرة، إلا أننا نشجع إجراء المزيد من البحوث قبل الوثوق بفعاليتها.

نوع العلاج النفسي للسـجناء مهم جداً

كما نعلم، هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تقديم العلاج ونتيجة لذلك، كنا مهتمين أيضاً بشكل العلاج. من المثير للاهتمام أنه لم يتم تحديد سوى عدد قليل من الفروق؛ حيث لا يوجد فرق في النتيجة بين تقديم العلاج الجماعي أو العلاج الفردي ولا في طول فترة العلاج.

يرسل التحليل الشمولي الرسالة التالية؛ على الأقل فيما يتعلق بما نعرفه حتى الآن، وهي أن العلاجات القصيرة الأجل والعلاجات الجماعية قد تكون وسيلة فعالة لتحسين النتائج عند السجناء. (على الرغم من أن العوامل السريرية لابد وأن تظل في الاعتبار بالنسبة للفرد، وخاصة الحالات الشديدة).

ومن المفيد معرفة ذلك نظراً لأن العديد من السجناء يقضون فترة قصيرة من الحكم وأن الموارد النفسية المتاحة متغيرة.

ولكي نضع هذا في سياق أوسع نطاقاً، فقد أكدت مراجعتنا أن نتائج العلاج النفسي للسجناء تشبه على نحو ملحوظ العلاج النفسي والدوائي في المجتمع. فالتأثير نفسه إلى حد كبير، رغم أن الفوائد التي تعود على السجناء من الصعب أن تدوم على مر الزمن.

كما أن تأثير عدم وجود العلاج / قائمة الانتظار أقوى من المقارنات النشطة. بالإضافة إلى أن التشابه بين العلاج الفردي والعلاج الجماعي مشابهٌ أيضاً بشكل ملحوظ للنتائج المجتمعية.

بالإضافة إلى الأعداد، فقد اهتممنا أيضاً بتجربة الباحث في إجراء هذه الدراسات في السجن. لذلك قمنا بمراجعة الملاحظات النوعية على تنفيذ الدراسات. وذلك سلط الضوء على بعض الدروس المفيدة لكل من الباحثين والممارسين.

ذكر العديد من المؤلفين بشكل أساسي أنهم يتعارضون مع متطلبات السجن. (مثل إطلاق سراح السجناء أو القيود المفروضة على الوسائل مثل تسجيل الفيديو) أو أنظمة السجون (مثل “الإغلاق”) التي تؤثر على تدخلهم ودراساتهم.

يؤكد هذا على أهمية عدم افتراض تأويل مباشر من أماكن أخرى؛ أي الحاجة إلى تقدير الاختلافات في بيئة السجن. حيث يصب تركيز جلّ أعمالهم على العدالة وليس الصحة أو إجراء البحث. كما أنه يعزز مطلب توفر الصحة العامة وعلم النفس (الطب الشرعي والسريري) وعمل الباحث و موظفي السجون بشكل متعاون ووثيق في تصميم وتنفيذ الدراسات.

التحديات التي تواجه العلاج النفسي للسجناء

وهنا يكمن تحدّ آخر يتمثل في أن السجناء خليط معقد وكثيراً ما تظهر عليهم أمراض متعددة، بشكل ملحوظ مع تعاطي المواد المخدرة واضطراب الشخصية على مستويات عالية بشكل استثنائي. ما يَخلُق مشاكل عملية في البحث. على سبيل المثال: كم عدد الذين سيتم استبعادهم بسبب المرض المرافق.

وتنصح التجربة بعدم التطبيق المباشر للمنهجيات البحتة على هذا الإطار التطبيقي. إن محاولات التفسير المباشر للخدمات من البيئات المجتمعية إلى السجن كانت أيضاً في السابق تواجه مشاكل كبيرة بسبب عدم تمثيل هذا الخليط المعقد. ومن المهم تطوير قاعدة أدلة والتي تم تعديلها أو تطويرها خصيصاً للعمل في بيئة السجون ومع هذا المجتمع المعقد.

ومع ذلك، هناك أدلة على أن العلاجات النفسية يمكن أن تسير بشكل جيد في السجون. ومن الجدير بالذكر أن برامج العلاج النفسي الواسعة النطاق المصممة خصيصاً للسجناء قد نُفذت في العديد من البلدان منذ عقود.

وهذه البرامج مصممة لعلاج طائفة من الاحتياجات المخالفة. وبعضها قد ينذر بمشاكل صحية نفسية عندما يكون هناك تداخل مع الاحتياجات المُخالفة مثل معالجة الإدارة العاطفية.

غير أنه لم يجر سوى القليل من التجارب العشوائية السريرية (RCTs) بشأن هذه التدخلات المخالفة، وربما يكون هناك ما يدعو إلى إدراج نتائج الصحة النفسية في التقييمات مستقبلاً.

وتشير المراجعة التي قمنا بها إلى أن هذا قد يكون سبيلاً مشجعاً منذ استناد العديد من هذه التدخلات المخالفة إلى العلاج السلوكي المعرفي. وتشمل نُهجاً قائمة على التركيز الذهني وتعمل بنجاح داخل السجون وهي حالة تدعو إلى التعاون والتكامل بشكل أكبر.

يمكن أن تؤدي العلاجات النفسية المرتكزة على العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو طرق اليقظة الذهنية إلى تحسين نتائج الصحة النفسية للسجناء.

وإن كان من الواضح أن هناك حاجة إلى تطورات أكثر نظراً لصعوبة الحفاظ على هذه التحسينات. وقد يتيح المزيد من العمل المشترك بين العدالة والأطباء النفسيين وأخصائيي الصحة سبلاً مجدية لكل من النتائج والدقة في الأبحاث.

اقرأ أيضاً: تجربة سجن ستانفورد، السجين والسجّان

المصدر: CAN PRISONERS WITH MENTAL HEALTH PROBLEMS BENEFIT FROM PSYCHOLOGICAL THERAPY

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: