آنا أو (Anna O)، سيرة موجزة عن حياتها ومدى تأثيرها في علم النفس

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

آنا أو الأهمية في علم النفس الأعراض التأثير على فرويد الموت

آنا أو، المعروفة أيضاً باسم بيرثا بابنهايم (Bertha Pappenheim)، هو الاسم المستعار الذي أطلقه الطبيب جوزيف بروير (Josef Breuer). وصِفت حالتها في الكتاب الذي كتبه بروير مع سيغموند فرويد، “دراسات حول الهستيريا”.

بيرثا بابنهايم (27 فبراير/شباط 1859 – 28 مايو/أيار 1936) هو اسمها الحقيقي، وقد التمست المساعدة من بروير بسبب معاناتها من سلسلة من الأعراض التي شملت الاضطرابات البصرية، والهلوسة، والشلل الجزئي، ومشكلات في النطق.

شخَّص بروير إصابتها بالهستيريا ثم ناقش حالتها لاحقاً مع فرويد، الذي طوّر أفكاره الخاصة حول السبب الجذري لحالة “آنا أو”؛ لعب علاجها دوراً هاماً في تأسيس وتطوير علم النفس التحليلي (psychoanalysis).

لمحة عن “آنا أو”

كانت “آنا أو” مريضة لدى الطبيب جوزيف بروير، أحد زملاء سيغموند فرويد ومساعديه. وتعد مسؤولة عن صياغة مصطلح “العلاج بالكلام” لوصف العملية العلاجية التي استخدمها بروير لحالتها. وبالإضافة إلى تأثيرها في التحليل النفسي، أصبحت بابنهايم شخصية مؤثرة في مجال العمل الإجتماعي في ألمانيا.

أهمية “آنا أو” في علم النفس

 في سجل سيرة المريضة، جاءت بيرثا بابنهايم، المُلقبة باسم “آنا أو” إلى جوزيف بروير لتلقي العلاج لما كان يعرف آنذاك بالهستيريا.

آنا أو الأهمية في علم النفس الأعراض التأثير على فرويد الموت

فِي ذلك الوقت، كانت الهستيريا توصف بأنها حالة عقلية تؤثر على النساء وتؤدي إلى العمى، والانفعالات العاطفية الشديدة، والهلوسة، والسلوك الهستيري.

في حين أن فرويد لم يرها أبداً كمريضة، إلا أن حالتها كان لها تأثير كبير على تطوّر التحليل النفسي. فقد كان فرويد مفتوناً بحالتها وتشاور بشأنها مع بروير خلال فترة علاجها.

أعراض “آنا أو”

أثناء رعايتها لوالدها الذي يرقد على فراش الموت، عانت بابنهايم من مجموعة من الأعراض منها:

  • الشلل الجزئي
  • عدم وضوح الرؤية
  • الصداع
  • الهلوسة
  • تقلب المزاج
  • اضطرابات الاكل
  • فقدان الذاكرة
  • ألم في الوجه
  • حُبسة اللغة (عُسر الكلام)

أثناء فترة العلاج، التي استمرت من عام 1880 حتى عام 1882، وجد بروير أن الحديث عن تجاربها يخفف من وطأة أعراضها؛ أطلق على العلاج اسم “العلاج بالكلام”.

تأثير “آنا أو” على فرويد

على الرغم من عدم لقاء فرويد مع بابنهايم، إلا أن قصتها أذهلته وكانت بمثابة الأساس لطرح كتاب “دراسات حول الهستيريا” في عام 1895، الذي شارك في كتابته كل من بروير وفرويد. الوصف الذي قدمه بروير لعلاجها دفع فرويد إلى استنتاج أن الهستيريا كانت متجذرة في الاعتداء الجنسي على الأطفال.

في النهاية أدى إصرار فرويد على اعتبار العوامل الجنسية سبباً للحالة إلى نشوب خلاف مع بروير الذي لم يشاركه وجهة النظر ذاتها حول نشأة الهستيريا. وأوضح بروير أن “الانغماس في الحياة الجنسية من الناحية النظرية والتطبيقية لا يليق بي”. رغم انتهاء الصداقة والتعاون بينهما سريعاً، لكن واصل فرويد عمله في تطوير العلاج بالكلام بوصفه علاج للأمراض العقلية.

آنا أو الأهمية في علم النفس الأعراض التأثير على فرويد الموت

أثرت حالة بابنهايم أيضاً على تطوّر تقنية الارتباط الحرّ (تقنية التَحْليلِ النَّفْسِيّ التي تعتمد على ترك المجال للمريض للإفصاح عن الافكار التي تتبادر لذهنه دون تدخل أو توجيه).

استخدم بروير التنويم المغناطيسي أثناء جلسات العلاج، لكنه وجد أن السماح للمريضة في التحدث بحرية مطلقة عن كل ما يجول في خاطرها هي طريقة جيدة لتعزيز التواصل.

وصف فرويد ذات مرة “آنا أو” أنها المؤسس الحقيقي لنهج التحليل النفسي في علاج الصحة العقلية. وبعد خمس سنوات، نشر فرويد كتابه “تفسير الأحلام”، الذي أضفى طابعاً رسمياً للكثير من نظرياته في التحليل النفسي.

ماذا حدث ل”آنا أو”؟

في حين رسم كل من بروير وفرويد صورة تقتضي بشفاء “آنا أو” من أعراضها وفقاً للعلاج الذي قدمه بروير، فقد أشارت السجلات إلى استياء حالتها بشكل تدريجي وأنها نُقلت لتلقي الرعاية في المستشفى في نهاية المطاف.

“إذاً فإن الحالة الأولى الشهيرة التي عالجها مع بروير والتي تمت الإشادة بها على نطاق واسع بوصفها نجاحاً علاجياً متميزاً لم تكن كذلك في الواقع”، حسب ما أشار إليه كارل يونج (تلميذ سابق لفرويد) في عام 1925.

في النهاية، تماثلت بابنهايم إلى الشفاء التام من مرضها وأصبحت ذات نفوذ وتأثير هام في العمل الاجتماعي الألماني. كما نشرت عدداً من النصوص تحت اسم مستعار بالإضافة إلى اسمها، بما في ذلك المسرحيات والقصائد والروايات.

آنا أو الأهمية في علم النفس الأعراض التأثير على فرويد الموت

وفي عام 1954، أصدرت ألمانيا طابعاً بريدياً يحمل صورتها وذلك تقديراً لإنجازاتها العديدة.

يقترح الباحث مارك جيه بليشنر (Mark J. Blechner) أن بابنهايم قد شُفيت في النهاية بفضل ثلاثة طرق من العلاج وهي: العلاج بالكلام، العلاج بالكتابة، العلاج الاجتماعي. كما كتب: “لم تشفى بفضل العلاج بالتحليل النفسي فقط، بل أيضاً من خلال إدراك مواهبها الفكرية عن طريق الكتابة والمساهمة في تغيير المجتمع الذي كان سبباً لمرضها”.

من غير الواضح تماماً فيما إذا شعرت بابنهايم بفائدة أو نجاح علاج بروير، لأنها لم تترك أي سجلات متعلقة بذلك. ولكن في عملها مع المرضى كأخصائية اجتماعية، ورد أنها عارضت أي استخدام للعلاج النفسي للأشخاص الذين تقدم الرعاية لهم.

وجهات نظر معاصرة

كيف سيتم تشخيص حالة “آنا أو” وعلاجها اليوم؟ لم يعد يُنظر إلى الهستيريا على أنها حالة مرضية منفصلة. في يومنا هذا، قد يتم تشخيص الأفراد الذين تظهر عليهم مثل هذه الأعراض بنوع من الاضطراب التفارقي أو الجسدي. تشمل هذه الاضطرابات اضطراب الهوية الانفصامية أو اضطراب الأعراض الجسدية.

آنا أو الأهمية في علم النفس الأعراض التأثير على فرويد الموت

ومع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن حالتها لم تكن نفسية على الإطلاق، وبدلاً من ذلك ربما تكون ناجمة عن نوع من الأمراض الجسدية أو العصبية. كما اقترح البعض أنها ربما كانت مصابة بالسلّ العصبي أو أحد أنواع التهاب الدماغ، واقترح آخرون أن أعراضها ناجمة عن نوبة مَرَّضيّة جزئية معقدة تفاقمت بسبب الاعتماد على العقاقير.

اقرأ أكثر: اختيار الطريقة المناسبة للعلاج النفسي

اقرأ أكثـر: تشارلز داروين، سيرته الذاتية، نظرياته، مساهماته وأشهر مؤلفاته

اقـرأ أكثر: البحث النفسي وخطوات إجرائه بالتفصيل

المصدر: Anna O’s Life and Impact on Psychology

تدقيق: هبة محمد
مراجعة: أوبستان
تحرير: مريم العجي
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: