اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (Attention-deficit hyperactivity disorder) ويرمز له (ADHD)، هو حالة سلوكية عصبية شائعة ويتم تشخيصها في البداية عادة خلال مرحلة الطفولة. يعاني ما يزيد عن الستة ملايين طفل ممن تتراوح أعمارهم بين العامين إلى السبعة عشر عاماً من هذا الاضطراب.
يتميز اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بأنماط من تشتت الانتباه وفرط الحركة والاندفاع والتي تجعل الاهتمام والتحكم في سلوك المصابين به أمراً صعباً.
معلومات مهمة عن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
يُعد هذا الاضطراب حالة تدوم مدى الحياة، وعلى الرغم من أن أعراضه تتغير بمرور الوقت، إلى أنها تبقى قادرة على التدخل والتأثير على الأداء الوظيفي عند البالغين. وتمثّل العلاقات الاجتماعية والصحة والعمل والأمور المالية بعض النواحي التي يمكن أن تتأثر بهذا الاضطراب.
تتوفر خيارات علاجية متنوعة لهذا الاضطراب بما فيها العلاج الدوائي والعلاج النفسي إضافة إلى استراتيجيات التأقلم؛ والتي يمكن أن تساعد على العيش مع اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بشكل سليم وجيد.
يشكل هذا الاضطراب موضوعاً للنقاش يتم تداوله بين الناس بكثرة هذه الأيام، إذ يطلقون هذا التعبير على الشخص الذي يبدو مُشتّتا ومضطرباً بشكل غير اعتيادي.
لكن يصعب وصف هذا الشخص كحالة طبية، إذ يعاني الأهل أحياناً في التفريق بين ما قد يُعد فرط نشاط طبيعي وعدم انتباه وبين عدم القدرة الأساسية على الثبات والتركيز.
في بعض الأوقات، يتم تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط في وقت متأخر من حياة الفرد، فالبالغ الذي يعاني دائماً من صعوبة الالتزام بمهمة ما يمكن أن يتفاجأ بأن السبب الكامن وراء هذا الأمر هو إصابته بهذا الاضطراب.
كيف يتجلّى اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط؟
تختلف أعراض هذا الاضطراب من شخص لآخر وتوجد أنواع مختلفة له. لذا من المهم جداً الانتباه إلى هذا الأمر عند التفكير فيما إذا كنت أو أحد احبائك مصاباً به.
يمكن لأعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أن:
- تتغير مع التقدم بالعمر
- تتغير اعتماداً على الظرف أو البيئة المحيطة بالفرد
- تختلف بناءً على جنس الفرد (ذكر أم أنثى)
- تتفاوت في حدتها من الخفيفة إلى الشديدة
- تزداد حدةً عند الشعور بالضغط النفسي
لا يوجد اختبار وحيد ومحدَّد يمكنه تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أو اضطرابات التعلم والسلوك المشابهة، وحتى المعالج النفسي المتدرّب يمكنه أن يواجه صعوبة في تقديم التشخيص الصحيح.
لكن من المهم جداً الحصول على التشخيص الدقيق وذلك لفهم وتحديد النوع المحدد من الاضطراب الذي تعاني منه.
لهذا الاضطراب ثلاثة أنواع:
- النوع المشترك وهو النوع الذي يجتمع فيه نقص الانتباه مع النشاط الحركي الزائد والاندفاع في آن واحد.
- الـنوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه.
- النـوع الذي يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاع.
أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط
حدّد الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM) تسعة أعراضٍ لـ نقص الانتباه وتسعة أعراض لـ فرط النشاط والاندفاع.
أعراض نقص الانتباه
يواجه الأطفال و البالغون المصابون بنقص الانتباه صعوبة في التركيز والانتباه على أداء المهمات العادية لوقت طويل. ونتيجة ذلك، فإنهم يماطلون بالقيام بأعمالهم التي تتطلب منهم جهداً وطاقة عقلية كبيرة.
يتشتت هؤلاء الأشخاص بسهولة من الأصوات والمشاهد الدخيلة، ويتنقلون من نشاط إلى آخر ويشعرون بالملل بسرعة، ويمكن أن ينسوا بسهولة أو تبدو عليهم مظاهر الارتباك وتعكّر المزاج؛ كما لو أنهم يعيشون في ضبابية أو في عالم مختلف موجود فقط داخل رؤوسهم.
ويمكن ألا يعيروا الانتباه لسماع من يتحدث إليهم ويكون تنظيم وإتمام المهام أمراً صعبا بالنسبة لهم وكذلك فرز المعلومات المهمة ذات الصلة عن غيرها.
قائمة أعراض نقص الانتباه التكيفية وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية
- ارتكاب أخطاء متهورة عند القيام بالوظائف الدراسية أو المشاريع في العمل؛ إذ يكون الانتباه الدقيق للتفاصيل أمراً صعباً.
- مواجهة مشكلة في الالتزام بمهمة معينة، حتى الممتعةَ منها.
- عدم الإنصات للمتكلّمين، سواء أكان مدرّساً أو صديقاً أو أحد الوالدين أو المدير في العمل، إذ يمكن أن ينظروا من النافذة أو يسترقوا النظر إلى الساعة خلال الحديث.
- صعوبة اتباع التعليمات، ويشكل إتمام المهمة من البداية إلى النهاية تحدياً بالنسبة لهم، إذ يضيع الدافع عندهم ويمكن أن ينحرفوا عن الطريق الصحيح.
- مشاكل في تنظيم المهام، ويمكن أن يبعث القيام بشيء ما خطوة بخطوة على الشعور بالتشتت.
- مقاومة، تجنبُ والمماطلة في البدء بالمهام التي تتطلب طاقة و جهدا عقليا.
- فقدان الشعور بالانتماء أحياناً، إذ يجب تغيير النظارات والهواتف الخليوية والمظلات بشكل دائم.
أعراض فرط النشاط والاندفاع
يُعد فرط النشاط أكثر عَرَض يراود الناس عندما يسمعون مصطلح اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، إذ يكون الأطفال والبالغين ممن لديهم فرط في النشاط على درجة عالية من النشاط الذي يتجلى بنشاط بدني أو لفظي مفرط أو كليهما.
إذ تبدو عليهم الحركة الدائمة ويكونون على استعداد دائم للانطلاق في أي نشاط وكأن محركاً ما يدفعهم. ويواجهون صعوبة في الثبات، إذ يتحركون بشكل مفرط في جميع الاتجاهات و يرتبكون و يتململون.
يشعر الأشخاص ذوو النشاط المفرط بعدم الراحة، إذ يتكلمون بشكل زائد ويقاطعون الآخرين و يهيمنون وحدهم على الحديث دون السماح لغيرهم بذلك.
من الشائع مشاركة الشخص الذي يعاني من أعراض فرط النشاط في إبداء التعليقات على ما يجري من حوله. ويميل سلوك هؤلاء الأشخاص لأن يكون صاخباً ومخرّباً، إذ تخلق الصعوبة في تنظيم مستوى نشاطهم مشاكل هائلة في المجتمع والمدرسة والعمل من حولهم.
قائمة الأعراض التكيفية لفرط النشاط والاندفاع
- صعوبة في الحفاظ على ثبات الجسم، إذ يتلوون بشكل مستمر مع تحريك اليدين والأقدام.
- يشكل البقاء جالسين في نفس المكان تحدياً لهم، إذ يقفون ويتحركون بشكل مستمر حتى إذا كان الجلوس هو المطلوب في الموقف الاجتماعي الحاضر.
- يركضون ويقفزون في أوقات غير مناسبة، ويمكن أن يكون المراهقون والبالغون هادئين جسدياً ولكنهم يعانون من عدم سكينةٍ داخليةٍ تبعث على الألم بعض الأوقات.
- نادراً ما يأخذون قسطاً من الراحة أو ما يقومون بنشاطاتهم بهدوء.
- يوصَفون بأنهم “نشيطون دائماً” أو”متسرّعون”، ويمكن أن يبعث هذا الشيء على التململ خاصة لأهل الأطفال الصغار. أما بالنسبة للمراهقين، يمكن أن يكونوا موضع حسد أو إعجاب الآخرين بسبب الطاقة العالية التي يمتلكونها.
- التكلّم دون توقف، ما يسبب مشاكل في المدرسة والعمل والمواقف الاجتماعية وفي التفاعل مع الآخرين.
- يمكن أن يظهروا بمظهر الأنانيّ، إذ يواجهون صعوبة في تناوب الأدوار مع الآخرين.
- يقاطعون الآخرين خلال حديثهم أو قيامهم بنشاطاتهم.
أعراض إضافية للاضطراب
إضافةً إلى الأعراض الرسمية لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، هناك أعراض إضافية يمكن أن يعاني منها العديد من الأطفال والبالغين. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض لا يتم الأخذ بها عند إجراء التشخيص، إلا أنها تؤثر أحياناً على جودة حياة هؤلاء الأشخاص.
يدرك الأشخاص الذين يعيشون مع هذا الاضطراب بأن هذه الأعراض مرتبطة به، إذ يشعرون بشيء من الراحة عندما يعرفون ذلك. ويساعدهم هذا على شرح ما هم عليه ولماذا يشعرون بالاختلاف عن الآخرين.
قائمة بالأعراض الإضافية لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
- تستغرق منهم المهام أو الوظائف المدرسية أو المشاريع في العمل أو الأعمال المنزلية وقتاً أطول من غيرهم.
- تُوجَّه لهم أحياناً تهمة عدم المحاولة أو عدم الاكتراث.
- لديهم نقصٌ في الإنجاز في مجالات الحياة التي يمتلكون موهبةً وإمكانيات كبيرة فيها كـ الجامعة أو العمل أو الرياضة أو إدارة الأموال.
- يمكـن أن يتعرضوا كثيراً لنسيان أشياءَ كثيرة مهمة ابتداءً من أعياد الميلاد ورمي الأوساخ وليس انتهاء بالمساعدة في الأعمال المنزلية (حتى لو كانت على وشك الانتهاء).
- يمكن أن يفرطوا في التركيز على المهام التي تثير اهتمامهم على حساب الأمور المهمّة الأخرى. مثل النوم والتواصل الاجتماعي مع الآخرين.
- لديهم قدرة منخفضة على تحمّل شعور الملل.
- يمـكن أن تفوتهم معلومات مهمة كونهم “يسهون” لدقيقة أو دقيقتين.
- يواجهون صعوبة في قراءة كتاب كاملاً، حتى لو كان مثيراً للاهتمام.
- يتعرضون للمخالفات المرورية بكثرة كـ ركن السيارة في مكان مخالف أو السرعة الزائدة.
- يواجهون مشاكل مالية، حتى لو كانوا يجنون الكثير من الأموال، إذ يسبب التبذير ونسيان دفع الفواتير المترتبة عليهم مشكلة لهم.
- يحبّذون تناول المشروبات المنبهة، إذ من الممكن أن يكونوا مصدر تهكّم من أصدقائهم. وذلك بسبب الكمية الكبيرة التي يتناولونها من القهوة ومشروبات الطاقة.
- يصارعون إدارة الوقت والالتزام بالمواعيد.
- يواجهون صعوبة كبيرة في النوم والخلود إلى النوم والبقاء نائمين والاستيقاظ في الوقت المناسب.
- لا يثقون بأنفسهم في تنفيذ ما يقولونه بشكل جيد.
- تراودهم مخاوف حيال الكثير من الأشياء، بما فيها ما يمكن أن ينسوه.
- لديهم تقدير منخفض للذات نتيجة عدم قدرتهم على أن يكونوا بمستوى توقعاتهم وتوقعات الآخرين.
اقرأ أيضاً: علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى الأطفال والبالغين
اقرأ أيضاً: صعوبات التعلم وتأثيرها على الصحة النفسية للطفل
المصدر: Symptoms of Attention-Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD)
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم