الفصام (Schizophrenia) مرض مزمن قادر على التأثير على العواطف وعمليات التفكير والعلاقات. يمكن أن يُظهر شخص واحد أعراض عدة أنواع فرعية من الفصام على مدى فترة مرضه. هذه الأنواع الفرعية هي الفصام البارانويدي، الفصام غير المنظم، الفصام الجامودي، الفصام غير المتمايز والفصام المتبقي.
قد تظهر الأعراض وتختفي وتشمل:
- الهلوسات
- الأوهام
- تشتت الانتباه أو صعوبة في التركيز
- الافتقار إلى العاطفة أو “العاطفة المسطحة/ Flat Affect” واللامبالاة.
تساعد أعراض الفصام الطبيب على تحديد نوعه لدى الشخص المصاب به. تم تعريف هذه الأنواع من الفصام (أو الأنواع الفرعية) مرة وفقاً لأهم الخصائص التي تظهر لدى كل شخص.
عام 2013، توقف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – الإصدار الخامس (DSM-5) عن استخدام الأنواع الفرعية في التشخيص.
رغم أن هذه الأنواع لم تعد تُستخدم في التشخيص السريري، فإن الأطباء يستخدمونها أحياناً للمساعدة في وضع خطة العلاج والتعريف بها، وأحياناً أخرى يُستخدم الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – الطبعة الرابعة ، المراجعة النصية (DSM-IV-TR) كمصدر إضافي.
على الرغم من أن هذه الأنواع الفرعية لم تعد تستخدم للتشخيص السريري، يتم استخدام أنواع فرعية مختلفة أحياناً لتوجيه التشخيص.
الفصام البارانويدي (Paranoid subtype)
نوع فرعي من الفصام (معروف أيضاً باسم الفصام الزوراني أو الارتيابي) وهو هلوسات سمعية أو أفكار الوهمية حول اضطهاد الفرد أو المؤامرة ضده.
عندما استُخدمت الأنواع الفرعية للتشخيص، كان الفصام البارانويدي هو النوع الفرعي الأكثر شيوعاً. تشمل أعراض الفصام البارانويدي تلك الأعراض المشتركة بين أنواع قليلة، مثل:
- الهلوسات.
- الأوهام.
- صعوبة في صياغة الكلمات والكلام.
- تكرار الكلمات أو الجمل (echolalia).
- صعوبة في التركيز.
- مشكلات سلوكية مثل التحكم في الانفعالات.
- انخفاض العاطفة أو اللامبالاة (العاطفة المسحة).
قد ينخرط الأشخاص المصابون بهذا النوع أحياناً في العمل والعلاقات بسهولة أكبر من الأشخاص المصابين بأنواع فرعية أخرى من الفصام.
على الرغم من عدم وضوح أسبابه تماماً، فإن بعض الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع لا تظهر عليهم الأعراض إلا في وقت لاحق من حياتهم وقد يكونوا بلغوا درجة أعلى من الأداء الوظيفي قبل إصابتهم بالمرض.
عند ظهور الأعراض، يرتبط مزاج الشخص وسلوكه بأعراضه، وينسج مما قد يسمعه أو يراه إضافة إلى معتقداته الوهمية “قصة” مترابطة ومتسقة، على عكس الهلوسات والأوهام في الأنواع الفرعية الأخرى. مثلاً، يسهل إغضاب الأشخاص الذين يتوهمون أنهم مضطهدون ظلماً.
الفصام غير المنظم أو الفَنَديّ
العرض السائد للفصام غير المنظم أو الفندي (hebephrenic) هو فوضى واضطراب عمليات التفكير. قد تكون الهلوسات والأوهام أقل وضوحاً ولا تصنع عادةً “قصة” محبكة أو مترابطة، على الرغم من أنه قد يكون هناك بعض الأدلة على هذه الأعراض.
تشمل أعراض هذا النوع الفرعي:
- مشاكل في الكلام والتواصل
- أفكار غير منظمة
- تأثير مسطح أو اللامبالاة
- عدم تناسب المشاعر وردود الأفعال مع الموقف
- مشكلات في التحكم بالأنشطة اليومية
قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من أعراض غير منظمة صعوبة في خوض غمار الحياة اليومية، مثل الحفاظ على علاقات العمل أو العلاقات الاجتماعية. حتى أن أداء المزيد من المهام الروتينية، مثل ارتداء الملابس أو الاستحمام أو تنظيف الأسنان، يمكن أن يكون مزعجاً.
قد تتأثر العواطف بشكل كبير، ربما يبدي المصاب بالفصام غير المنظم القليل من المشاعر أو عدمها، ويشير أخصائيو الصحة النفسية إلى ذلك على أنه تأثير ضعيف أو مسطح. في أوقات أخرى، قد يبدون غير مستقرين عاطفياً، أو قد لا تناسب عواطفهم الموقف الحالي.
قد لا يتمكن الأشخاص الذين يعيشون مع أعراض هذا النوع الفرعي من التواصل الفعال ويصبح كلامهم أحياناً غير مفهوم بسبب التفكير غير المنظم؛ أي قد يكون كلاماً مبعثراً أو قد يقولون جمل لا معنى لها.
الفصام الجامودي (Catatonic)
تتضمن المظاهر السريرية السائدة في الفصام الجامودي مشاكل في الحركة والاستجابة للآخرين أو المواقف اليومية وتشمل:
- قلة الحركة، كما هو الحال في الذهول الجامودي (catatonic stupor) أو عدم الحركة.
- تقليد الأفعال أو الكلام أو الحركات ( الأداء الصَدوي/ echopraxia).
- ترديد الكلام أو تقليده (echolalia/ اللفظ الصَدوي).
- أعراض الخرس أو فقدان الكلام.
- السلوك النمطي أو الأفعال المتكررة التي تبدو بلا هدف.
يقل نشاط أولئك الذين يعايشون أعراض الفصام الجامودي بشكل كبير لدرجة توقف الحركة الإرادية. قد يُعتقد خطأ أن العديد ممن يعانون هذا النوع الفرعي مكفوفون أو أصمّاء أو غير قادرين على الكلام لأنهم قد يظلون “متيبّسين” أو “متجمّدين” عند محاولة تفاعل الآخرين معهم.
يمكن أن يزداد نشاطهم بشكل ملحوظ أيضاً وهو ما يُعرف بالإثارة الجامودية. ويمكن أن تظهر هذه الأعراض أيضاً في العديد من الحالات الأخرى.
يمـكن أن يتخذ الأشخاص المصابون بالمرض طواعية أوضاعاً للجسم، تعابير وجه، حركات ذراعين وساقين غير عادية.
الفصام غير المتمايز (Undifferentiated)
يتم التشخيص بالنوع الفرعي غير المتمايز عندما يكون لدى الشخص أعراض فصام غير واضحة الشكل ولا محددة بما يكفي لتصنيفها.
يمكن أن تتقلب أعراض الفصام غير المتمايز في أوقات مختلفة، مما يؤدي إلى عدم اليقين في تصنيف النوع الفرعي.
يمكن أن تظهر على المصابين به أيضاً أعراض قد تتناسب مع بعض الأنواع الفرعية. مع إزالة أنواع فرعية معينة من التشخيص، يشير هذا النوع الفرعي الآن إلى وجود أعراض مختلفة.
الفصام المتبقي (Residual)
لا يُظهر الشخص الذي يعاني من هذا النوع الفرعي أعراضاً واضحة أو تكون قد تضاءلت شدتها. من الممكن أن يعاني الشخص من بعض الأعراض الخفيفة أو أنماط من التفكير غير المنظم أو الأفكار التي يجدها الآخرون غير عادية.
أحياناً، لا تكون أنماط التفكير هذه شديدة بما يكفي لتعطيل حياة الشخص ما لم يمر بفترات تعود فيها الأعراض الأكثر وضوحاً. لا يستخدم هذا التصنيف غالباً بسبب تقلبات الأعراض طيلة فترة المرض.
خلاصة
لا يمكن الوقاية من مرض الفصام، ولكن يمكن إدارته من خلال العلاج، خاصة عند فهم الأعراض وعلاجها مبكراً.
تؤثر أنواع الأعراض المختلفة على حياة كل شخص بدرجات متفاوتة، إذ يحتاج بعض الأشخاص إلى رعاية علاجية في المشفى، ويمكن للبعض الآخر الحفاظ على العمل والحياة الاجتماعية النشطة، ومعظم الناس لديهم أعراض في مكان ما بين مجموعتي الأعراض السابقتين.
يتضمن العلاج عادةً الأدوية، وقد يشمل أيضاً:
- تدريب المهارات العاطفية
- العلاج الأسري
- أشكال متخصصة من العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
- الاندماج ضمن المجتمع والتدريب الوظيفي
تحدث مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك حول خطة العلاج الأفضل لك.
أظهرت العلاجات الحالية فعاليتها مع بعض الأنواع الفرعية التي تستجيب بشكل جيد للعلاج مقارنة مع الأنواع الأخرى.
الخبر السار هو وجود بريق أمل في سد ثغرات العلاج لجميع الأنواع الفرعية، إذ يأمل بعض الباحثين أن يكون هناك علاج نهائي للمرض.
اقرأ أيضاً: تاريخ مرض الفصام، التشخيص، العلاج والتخلص من وصمة العار
اقـرأ أيضاً: مراحل الفصام الثلاثة وأعراض كل مرحلة، التشخيص والعلاج
اقرأ أيضاً: الفصام عند الأطفال، أعراضه، تشخيصه، أسبابه وعلاجه
المصدر: Types of Schizophrenia
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم