إجهاد الأقليات، ماذا يعني بالنسبة للمثليين، مختلفي اللون وغيرهم؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

أن تكون من الأقليات في الولايات المتحدة الأمريكية هو تجربة مرهقة؛ فالعنصرية، رهاب المثليين، التمييز القائم على الجنس، إجهاد الأقليات والتمييز في المعاملة بأشكالها المتعددة يتم التسليط عليها في وسائل الإعلام المحلية والإقليمية بشكل كبير. 

تؤثر قصص العنف، التحيز في مكان العمل والظلم السياسي تأثيراً ضاراً على الحالة النفسية للأفراد الذين ينتمون للأقليات والذين يضعون أنفسهم أحياناً مكان هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من تلك الأحداث والفظائع مباشرة.

ما هو إجهاد الأقليات (Minority Stress)؟

يفيد ثلاثة من كل أربعة أمريكيين من معاناتهم من عرض واحد على الأقل من الإجهاد والضغط النفسي. ويشمل مصطلح إجهاد الأقليات (الضغط النفسي على الأقليات) المواقف والتجارب المرهقة التي يسببها المذهب، العرق، الاتجاه الجنسي و / أو هوية النوع الاجتماعي.

على الرغم من أن إجهاد الأقليات يمكن أن يكون ظرفياً، إلا أنه يميل إلى أن يكون مستمراً ومزمناً بطبيعته لأنه يتركز على جانب من كيان الفرد لا يتغير.

وفقاً لـ أليخاندرو رودريغز:

يُعبر إجهاد  الأقليات عن الأعباء الإضافية التي تشعر بها المجموعات المهمّشة. وتعلو هذه الضغوطات جميع الضغوطات اليومية التي تشعر بها الأقليات في المجتمعات الأكبر.

من الأمثلة على إجهاد الأقليات في مجتمعات مثليي الجنس هو الإرهاق والضغط النفسي اليومي الناجم عن الصراع مع العلاقات العاطفية. إضافة إلى العزلة التي يمكن أن يشعر بها الفرد نتيجة عدم قدرته على طلب الدعم من الأصدقاء و/أو أفراد العائلة. وذلك خوفاً من إطلاق الأحكام أو السخرية من الشخص الذي وقع في غرامه.”

نموذج إجهاد الأقليات

تمت دراسة نموذج إجهاد الأقليات بداية مع الأفراد مثليي الجنس من الشبان والشابات أو ثنائيي الجنس وذلك في بداية الألفية الثالثة. وقدمت الدراسة تفسيراً للضغط النفسي الذي تعانيه الأقليات والذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج صحية نفسية وجسدية متفاوتة. 

يعاني الأفراد الذين ينتمون للمجتمعات المهمّشة من نقص في التمثيل السياسي أو من رفض أو تمييز في التوظيف أو السكن، ما يؤدي إلى الضغط النفسي والإجهاد العاطفي والاكتئاب. ويعد إجهاد الأقليات حالة اجتماعية فريدة ومزمنة

يقدم نموذج إجهاد الأقليات شرحاً لبعض العواطف والتجارب المعقدة والمتشابكة والتي تؤثر بشكل فريد على أفراد المجتمعات المهمشة.

إضافة إلى ذلك، فإن التعرض لإجهاد الأقليات وظهور أعراض تؤثر على قدرة الفرد من ناحية الأداء اليومي يشير إلى الحاجة الملحة للدعم بكافة أشكاله ومصادره. بما في ذلك، العلاج النفسي والدوائي ومجموعات الدعم النفسي العلاجية.

خمسة أنواع لـ إجهاد الأقليات

يمكن أن يختلف إجهاد الأقليات من شخص لآخر تبعاً لتنوع مجتمعات الأقليات. لكن هناك عدة أنواع رئيسية لهذا الإجهاد والتي تؤثر على الأفراد بما فيها الاضطهاد والتمييز.

الأنواع الخمسة هي:

  • الاضطهاد
  • التمييز
  • الأعراف الثقافية المغايرة
  • النمطية والتحامل(حكم مسبق)
  • التحيز الممنهج

أقليات النوع الاجتماعي

يعاني كلٌّ من المتحولين جنسياً والأفراد المغايرين جنسياً من مستويات عالية من التمييز والاضطهاد والأذية أكثر من الأشخاص الذين تتطابق هويتهم الجنسية مع نوعهم الاجتماعي.

إضافة إلى الضغط النفسي الخارجي، فإنهم أكثر عرضة لمحاولات الانتحار أو التفكير الانتحاري. يمكن أن يعاني أقليات النوع الاجتماعي من وصمة عار داخلية ناجمة عن شعورهم بأنهم قد قاموا بإخفاء هويتهم أو حقيقة أنفسهم.

يمكن أن يؤدي التواجد في أكثر من مجتمع مهمش إلى توقعات بالتعرّض للرفض والمواقف الانعزالية والتي أُثبت بأنها مجهدة ومرهقة للفرد.

من المحتمل أيضاً التعرض إلى مواقف لا يتم فيها مناداتهم بالضمائر التي اختاروها والتي تناسب اسمهم الجديد؛ ما يسبب ضغطاً عاطفياً واضطراباً نفسياً.

الأقليات الجنسية

يمكن أن يعاني المثليون أو ثنائيو الجنس من محيط مُجهد ومُعادٍ لهم. وذلك بسبب هويتهم الجنسية والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاضطرابات الصحية النفسية كالقلق والاكتئاب.

ومن الممكن أن يتعرضوا للرفض أو سوء الفهم من العائلة والأصدقاء. إضافة إلى الانتقاد وإطلاق الأحكام الخاطئة بحقهم. ويواجهون صراعاً داخلياً أو شعوراً بالعار كونهم ينتمون لمجتمع مغاير.

يمكن أن تؤدي هذه الضغوطات المترافقة مع ممارسات التمييز والخوف الداخلي من المثلية إلى ازدياد تعاطي المواد المخدرة وعدم الرضا عن حياة الفرد والإصابة باضطرابات مؤثرة.

الأقليات العرقية 

تعاني الأقليات العرقية من مستويات متفاقمة من الضغط النفسي، وعندما يصابون باضطراب نفسي، يمكن أن تكون الأعراض أكثر ضرراً عليهم.

إن التعرض للتمييز والتحيز القائمين على العرق يسبب الضغط النفسي والذي يؤدي بدوره إلى مشاكل نفسية وجسدية على حد سواء.

في دراسة حديثة تناولت الأقليات العرقية، ارتبط التمييز بشكل كبير مع ظهور أعراض الاكتئاب والقلق والضغط النفسي الواضح. من جهة أخرى، يمكن أن يؤدي التمييز العنصري عند الأطفال والمراهقين إلى تفاقم المشاكل السلوكية.

تأثيرات إجهاد الأقليات

يكون الأفراد الذين يعانون من إجهاد الأقليات في خطر متزايد لتعاطي المواد المخدرة والإصابة بمشاكل نفسية. إذ يمكن أن يصارعوا شعوراً داخلياً بالرفض والعار.

أدى الوباء الحالي (كوفيد 19) إلى ارتفاع معدلات إجهاد الأقليات بشكل كبير. وذلك بسبب تناقص الدعم الاجتماعي وازدياد همجية الشرطة القائمة على العنصرية وظهور التباين في المعايير الجنسية عبر السياسة والممارسات المختلفة.

أفادت جموع الأقليات بمعدلات مرتفعة من الانتحار، الرفض، الأذية والمضايقات.

يمكن أن تعاني الأقليات من مستويات منخفضة عندما يتعلق الأمر بصحتهم الجسدية. إذ أكد الخبراء أن الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى زيادة ارتفاع ضغط الدم والبدانة وأمراض القلب.

يقول رودريغز: “يمكن أن يكون هناك خطر ارتفاع جنون الشك والاضطهاد (بارانويا/paranoia). أو الخوف الدائم من التعرض لأي نوع من الرفض أو التهديد، الهيجان، انخفاض الإحساس بالتواصل والقبول، النزعة باتجاه العزلة الاجتماعية، تفاقم إحساس العار والذنب وغير ذلك الكثير.

التأقلم مع إجهاد الأقليات

بينما يبدو إجهاد الأقليات أمراً حتمياً لا مفر منه، إلا أنه توجد طرق صحية لإدارته. تتجسد إحدى هذه الطرق بزيادة النشاط الجسدي وتناول الغذاء الصحي وتطوير نظام نوم جيد والتواصل مع مصادر الدعم الاجتماعي.

يمكن أن يكون الحد من تناول الكحول والتبغ والنيكوتين مفيداً أيضاً في التعامل والتأقلم مع الإجهاد إضافة إلى مد الجسم بالماء الكافي.

يقترح رودريغز أن تبدأ أولاً بمراقبة الطرق التي يتجسد فيها إجهاد الأقليات في حياتك. عندما تسلط الضوء عليها وأنت بكامل وعيك تستطيع الشروع في التفكير بطرق التغيير.

وحين تبدأ بملاحظة إجهاد الأقليات والأفكار المدمرة للذات المرافقة له تستطيع عندها تحدي هذه الأفكار عبر استبدالها بأفكار معاكسة؛ أفكار ترفع من معنوياتك وتؤكد خصالك الإيجابية.

وإذا كان هذا الأمر صعباً عليك، ابحث عن شخص آخر يقوم به بدلاً عنك مثل صديق أو أحد أفراد العائلة أو صانعي محتوى وغيرهم. هذا ما يمجّد الجمال الذي يجعلك مختلفاً.

إضافة إلى ذلك، فإن ممارسة تمارين اليقظة الذهنية مثل التأمل و التهدئة يمكن أن تساعدك على أن تكون أكثر وعياً وقدرةً على ممارسة التعاطف مع الذات.

إذ تساعد اليقظة الذهنية على تركيز وتهدئة الاستجابة للضغط النفسي والتي استُثيرت في جزء الدماغ المسمى اللوزة الدماغية.

متى تلجأ للمساعدة المختصة؟

يجب التذكر دائماً أن جميعنا يعاني من الإجهاد أو التوتر والضغط النفسي بطرق مختلفة. لكن، من المهم إدراك بعض العلامات التي تشير إلى وجوب الحصول على دعم إضافي ومساعدة متخصصة.

تتمثل الخطوة الأولى في زيارة أخصائي رعاية صحية كـ معالج نفسي أو طبيب نفسي أو طبيب رعاية أولية. وذلك لعلاج المشاكل النفسية والجسدية المرتبطة بالإجهاد.

فيما يلي ثلاث علامات تدفعك إلى طلب مساعدة أخصائي:

اضطرابات واضحة في النوم. إذا واجهت صعوبة في النوم لأكثر من أربع ساعات كل ليلة أو كنت تنام لأكثر من 12 ساعة كل مرة وبشكل دائم، فإن هذا مؤشر على حاجتك لتدخل طبيب مختص. بالإضافة إلى ذلك، فإن المعاناة من رعب ليلي مستمر أو كوابيس يمكن أن يكون دليلاً على أن الإجهاد يؤثر سلباً عليك.

الشعور المستمر بالإحباط والعجز. بالرغم من أن الشعور بالحزن هو أمر طبيعي في حياة كل فرد، إلا أن الإحساس بفقدان الأمل أو العجز التام يمكن أن يكون مؤشراً على الاكتئاب الحاد.

مشاكل في العلاقات مع الآخرين. يمكن أن يؤثر الضغط النفسي سلباً على العلاقات مع الآخرين. فالصراعات المتكررة وصعوبات التواصل والشعور بالابتعاد عن الدعم الاجتماعي كلها مؤشرات على وجوب طلب المساعدة المختصة. في هذه الحالة، من المفيد التواصل مع أخصائي صحة نفسية قادر على تفهّم مخاوفك. سواء أكانت قائمة على العرق أو اللون أو الجنس.

خلاصة

يكون إجهاد الأقليات أحياناً أمراً حتمياً لا يمكن تجنّبه، ويؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للفرد.

إن وعي وإدراك ماهية المشاعر والعواطف الذاتية وتطوير تقنيات تأقلم صحية يمكن أن تصنع فرقاً واضحاً في قدرة الفرد على إدارة الإجهاد النفسي.

لذا استثمر علاقاتك الشخصية وكُن حاضراً وطوّر نظام رعاية ذاتي وخصص فترات استراحة من الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي عند الضرورة.

اقرأ أيضاً: نظرية الهوية الاجتماعية وتأثيرها على السلوك

المصدر: What Minority Stress Means for LGBTQ+, BIPOC, & More

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: