هل يستطيع العلاج المعرفي السلوكي المساعدة في مشاكل إيذاء الذات؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

إيذاء الذات (Self-harm) أو إيذاء النفس هو قيام الشخص بأذية نفسه عن عمد، وغالباً ما تكون طريقة للتعامل مع المشاعر والذكريات والمواقف الصعبة. لحسن الحظ، يمكن للعلاج في حالات إيذاء النفس أن يقدم الدعم والراحة للمريض. تتنوع أسباب أذية النفس بين الأشخاص وتختلف حسب المواقف، لذا فإن العلاج النفسي يساعد في تحديد المشاكل الكامنة التي دفعت الشخص لإيذاء نفسه ويساعده كذلك في تطوير آليات تأقلم أكثر نفعاً.

هل يمكن للعلاج المعرفي السلوكي المساعدة في حالات إيذاء النفس؟

أظهرت الأبحاث أنه يمكن للعلاج النفسي، بما فيه العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، أن يفيد الأشخاص الذين يؤذون أنفسهم، إذ يمكن أن يساعدك في :

  • حل المشاكل الكامنة التي أدت إلى أذية النفس.
  • تحديد العوامل والأسباب التي تزيد الرغبة في إيذاء النفس، بالإضافة إلى إيجاد طرق لتقليلها والسيطرة عليها.
  • تطوير طرق صحية أكثر للتعامل مع الأفكار والمشاعر الصعبة.

العلاج المعرفي السلوكي هو شكل علاجي منظم وذو هدف محدد وهو تحديد أنماط الأفكار المشوهّة، ويستمر عادة من 8 إلى 12 جلسة.

عندما يجد الناس أنفسهم عالقين في أنماط تفكير ضارة، كـ الإفراط في التعميم أو نمط تفكير الكل أو اللاشيء، قد يسبب ذلك لهم الضيق والإجهاد، كما يؤدي إلى سلوكيات صعبة مثل إيذاء النفس. 

الجدير بالذكر أن العلاج المعرفي السلوكي يهدف إلى مساعدة الفرد في تمييز وتقويم هذه الأنماط السلوكية وتعديلها.

فعلى سبيل المثال، إن كنت تميل إلى تهويل الأمور، من الممكن أن تتخيل أحداثاً فظيعة وكارثية ومستحيلة الحل. وهنا يكمن دور العلاج المعرفي السلوكي في مساعدتك في التعرف على أنماط التفكير هذه.

إذ يقترح معالجك النفسي التوقف قليلاً ويحاول تقييم الوضع بشكل منطقي عبر توجيه أسئلة مثل:

  • ماهي النتيجة المُرجّح حدوثها أكثر؟
  • ماهي الطرق التي نستطيع من خلالها محاولة حل المشكلة؟
  • إن لم ترضِك الطريقة التي سار بها حدث ما، كيف نستطيع الاستجابة بطريقة أكثر نفعاً في المرة القادمة؟

في دراسة واسعة النطاق نُشرت في قاعدة بيانات كوكراين للمراجعات المنهجية                         (Cochrane database of systematic reviews) عام 2021، ونظرت إلى بيانات مأخوذة من 76 تجربة، والتي تضمنت 21414 مشاركاً ممن مارسوا أذية الذات.

تم مقارنة نتائج أشكال العلاجات المختلفة لأذية النفس، ووجد أن العلاج النفسي المعتمد على العلاج المعرفي السلوكي بدا طريقة فعالة جداً لمعالجة أذية النفس.

فقد تبين أن الأشخاص الذين خضعوا للعلاج المعرفي السلوكي كانوا أقل احتمالاً لتكرار السلوك المؤذي للنفس (نوّه المؤلفون أن بعض الدراسات كانت متدنية الجودة).

العلاج المعرفي السلوكي لعلاج الحالات الصحية النفسية

يُعد هذا النوع من العلاج فعالاً في عدة حالات صحية نفسية، بما فيها تلك المرتبطة بأذية الذات، فمثلاً يستخدم بشكل شائع في :

يمكن الاستفادة من العلاج المعرفي السلوكي في معالجة طيف واسع من المخاوف المتعلقة بالصحة النفسية، ولكن هذا لا يعني وجوب وجود تشخيص بمشكلة نفسية حتى يستفيد الفرد من طريقة العلاج آنفة الذكر.

يستطيع هذا العلاج مساعدة الناس على التعامل مع الإجهاد، الحزن والمشاكل الاجتماعية؛ فهو يعالج عادة الأفكار والمشاعر التي يختبرها الفرد في الوقت الحالي وليس بالضرورة صدمات سابقة، رغم أنها قد تظهر أثناء العلاج أيضاً.

فهم إيذاء الذات 

يشير مصطلح إيذاء الذات إلى أي ضرر متعمد يتسبب به الإنسان لجسده، يؤذي أحياناً بعض الأشخاص أنفسهم نتيجةً لصدمة، ضغط نفسي، تقدير منخفض للذات أو مشاكل صحية نفسية.

كما أنها قد تكون محاولة للتعامل مع الإحباط أو الغضب، والجدير بالذكر أن المشاكل الاجتماعية كالتنمر أو الرفض أو الوحدة قد تلعب دوراً في اللجوء إلى أذية النفس.

يمكن لأذية النفس أن تتظاهر في نطاق من السلوكيات المختلفة، بما فيها:

  • الجرح أو التشطيب (cutting).
  • الخدش أو الثقب.
  • الضرب.
  • نتف الشعر.
  • الحرق.
  • العض.

قد يجد الأشخاص الذين يمارسون أذية النفس صعوبة في التخلص منها، حتى ولو حاولوا بشكل واعٍ التوقف عن ذلك، ولكن لحسن الحظ فإن العلاج مفيداً لهم.

على الرغم من أن أذية النفس ليست علامة أكيدة على إصابة الشخص بمشكلة صحية نفسية، فإنه قد يرتبط بحالات معينة، كـ اضطرابات القلق، اضطرابات الشخصية واضطراب مابعد الصدمة.

يساوي معظم الناس بين إيذاء الذات ومفهوم الانتحار، وعلى الرغم من أن مصطلح “أذية النفس” يمكن أن يتضمن محاولات الانتحار،لا يوجد غالباً رابط بين أذية النفس والانتحار.

علاجات أخرى لأذية النفس

إن العلاج المعرفي السلوكي ليس الخيار الوحيد الممكن لعلاج إيذاء الذات، فوفقاً للتحالف الوطني للصحة النفسية (NAMI)، يمكن علاج هذا الأمر بطرق علاجية أخرى، بما فيها  العلاج الجدلي السلوكي (DBT) والعلاج النفسي الديناميكي.

عندما تكون الأعراض شديدة، يمكن في بعض الحالات الاستفادة من الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.

توجد أيضاً استراتيجيات العناية بالنفس التي يمكنك تطبيقها لمساعدة نفسك في التحسن، وتتضمن:

  • العناية الأساسية بالنفس، مثل النوم الكافي وتناول الوجبات بشكل منتظم.
  • اتباع عادات وروتين يومي صحي.
  • إيجاد طرق صحية للتعامل مع الضغط النفسي، مثل ممارسة التمارين الرياضية أو التأمل.
  • إيجاد طرق صحية للتعبير عن مشاعرك، مثل الكتابة أو الفنون الإبداعية.
  • ممارسة هوايات صحية وممتعة.
  • العمل على تطوير علاقاتك مع الآخرين.
  • الانضمام لمجموعات الدعم.
  • الابتعاد عن المواقف التي قد تؤدي لأذية النفس، مثل تناول الكحول أو عقاقير أخرى.

من الممكن أن ينصحك المعالج النفسي بابتكار استراتيجيات العناية بالنفس الصحية التي تناسبك.

خلاصة

إيجاد المساعدة لحل مشكلة إيذاء الذات والتحسن ليس مستحيلاً، وتعد رؤية معالج النفسي خطوة أولى صائبة.

اقرأ أيضاً: الأفكار السلبية، كيف تتخلص منها وتمنعها من السيطرة على حياتك؟

اقـرأ أيضاً: الحديث مع الذات، أنواعه، أسبابه وفوائده

اقرأ أيضاً: التفكير الانتحاري، أعراضه، أسبابه، تشخيصه وعلاجه

المصدر: Can Cognitive Behavioral Therapy Help with Self-Harm?

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: