اضطرابات التعلم (إعاقات التعلم)، ما هي وما أنواعها وتأثيراتها؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يمكن أن تؤثر اضطرابات التعلم على كيفية التعلم وليس على قدرة التعلم، ولا ترتبط بالذكاء أو الرغبة في أداء مهمة ما. يشار إلى إضطرابات التعلم عند الأطفال أحياناً بمصطلح إعاقات التعلم أو اختلافات التعلم، وسنذكر الفرق بين المصطلحين بعد قليل.

يعاني الأطفال والبالغون من اضطراب التعلم على حد سواء على الرغم من أنه يمكن أن يتجلى ويتظاهر بشكل مختلف بينهم.

تقديرياً، يعاني واحد من كل خمسة أطفال من اضطراب تعلم أو انتباه في الولايات المتحدة الأمريكية، وتتطور هذه الحالات عادة خلال مرحلة الطفولة ولكن تبقى دون أن يتم التعرف عليها أوعلاجها حتى مرحلة البلوغ.

في كلتي الحالتين، يمكن إدارة أعراض اضطرابات التعلم بمساعدة أخصائي متدرب، ويتم تحقيق التقدم في هذا الموضوع عندما تعمل معه وليس ضده.

ما هي اضطراب التعلم (إعاقات التعلم)؟

اضطراب التعلم هو حالة عصبية نمائية تؤثر على طريقة إدراك ومعالجة المعلومات، ويمكن أن تجعل من مهارة التعلم أمراً شاقاً جداً وتؤثر على طريقة التعلم؛ لكن ليس على قدرة التعلم ككل.

لاضطرابات التعلم أنواع عدة، ويمكن أن تتداخل أعراضه في بعض الأوقات وأن تعاني من أكثر من اضطراب في ذات الوقت.

تتجلى اضطرابات التعلم عادة على هيئة تحديات مستمرة وبمستويات شدة مختلفة في ثلاثة مجالات من التعلم:

  1. القراءة
  2. الكتابة
  3. الرياضيات

تؤثر هذه الاضطرابات أحياناً على جوانب مختلفة من النمو مثل الكلام، الانتباه والحركة.

عند الأطفال، تظهر تحديات التعلم عادة على شكل أداء مدرسي أقل من المتوسط مقارنة بمجموعتهم العمرية. إذا بلغ الأداء الحد المتوسط، فيكون ذلك بعد جهد دؤوب ودعم واسع.

عند البالغين، تتجلى اضطرابات التعلم كصعوبة مستمرة في إتمام المهام المتعلقة بالقراءة، الكتابة والحساب.

يقتضي تشخيص اضطراب التعلم (إعاقات التعلم عند الأطفال) تقييماً موسعاً وشاملاً، ويجري عادة بعد أن يبدأ الشخص التعليم الرسمي (الدخول إلى المدرسة)، لكن يمكن تشخيص هذا الاضطراب في أي وقت خلال مرحلة الطفولة، المراهقة أو البلوغ.

يأخذ أخصائي الصحة المتدرب في الاعتبار أوجهاً مختلفة قبل تقديم التشخيص والتي يمكن أن تشمل:

  • متى بدأت الأعراض.
  • كم استمرت.
  • مدى تأثيرها على الحياة والأنشطة اليومية بما فيها الأداء في العمل والمدرسة.

يتم التشخيص إذا استمرت صعوبات التعلم لمدة ستة أشهر على الأقل حتى بعد تلقي الدعم الإضافي في المنزل أو المدرسة.

اضطراب التعلم أم إعاقات التعلم؟

اضطراب التعلم المحدد/Specific learning disorder” هو التشخيص السريري الرسمي الذي يستخدمه الأخصائيون، ويعتمد على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – النسخة الخامسة.

“إعاقات التعلم” هو المصطلح المستخدم في المدرسة والنظام القانوني للإشارة إلى اضطرابات التعلم عند الأطفال.

يمكن أن يُستخدم كلا المصطلحين بالتناوب. يساعد استخدام “اضطرابات التعلم” أو “اختلافات التعلم” في الحد من الوصمة المرتبطة بالحالة أحياناً . لكن، مصطلح “إعاقة” هو ما يتيح أمام الأطفال فرصة الوصول إلى مصادر التعلم الخاصة في المدرسة في الوقت الحالي.

أنواع اضطرابات التعلم

جمع الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية ـ النسخة الخامسة الفئات الأربعة لاضطرابات التعلم (اختلافات التعلم) في فئة واحدة تحت اسم اضطراب التعلم المحدد، وتتضمن هذه التصنيفات الأربعة ما يلي:

  • اضطرابات القراءة.
  • الاضطرابات الحسابية.
  • اضطرابات التعبير الكتابي.
  • اضطراب التعلم غير المحدد بنوع آخر.

اعترف الدليل رسمياً باضطراب التعلم المحدد بأنه حالة تتضمن المحددات التالية:

  • مع ضعف القراءة، يسمى أيضاً عسر القراءة (dyslexia).
  • مع ضعف التعبير الكتابي، ويسمى أحياناً عسر الكتابة (dysgraphia).
  • مع ضعف في العمليات الرياضية، ويسمى أيضاً عسر الحساب (dyscalculia).

يمكن أن تترافق اختلافات التعلم هذه في بعض الأوقات مع حالات نمائية وحركية أخرى مثل:

  • اضطراب التناسق التطوري (النمائي) dyspraxia ويعرف أيضاً باسم متلازمة الطفل الأخرق (clumsy child syndrome).
  • اضطراب الحركة النموذجي (stereotypic movement disorder).
  • الاضطرابات التصورية والتي تؤثر على الرؤية والسمع.
  • اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

اضطراب التعلم مع ضعف القراءة

وفقاً لـ (DSM-5) يشير عسر القراءة إلى صعوبات محددة في:

  • قراءة الكلمات بدقة
  • القراءة بطلاقة
  • فهم ما يُقرأ
  • التهجئة الصحيحة
  • فك تشفير الكلمات

إذا كان الشخص يعاني من عسر القراءة، فيمكن أن يواجه مشاكل في ربط الحروف بأصواتها على سبيل المثال، ويمكن أيضاً أن يجد صعوبة في تحديد تلك الأصوات والتعرف عليها في الكلمات، أو في القراءة بشكل متقطع.

يمكن أن تظهر أعراض ضعف القراءة مبكراً قبل المدرسة وتستمر خلال مرحلة الطفولة.

بعض الأمثلة التي تشير إلى صعوبة القراءة تتضمن:

  • ربط الحروف بالأصوات
  • لفظ الكلمات الشائعة
  • تذكر التسلسل (مثل أغنية الأحرف الأبجدية)
  • اتباع تعليمات متعددة الخطوات
  • قراءة الأحرف التي تبدو متشابهة أو لها أصوات متشابهة
  • قراءة الكلمات المألوفة دون وجود رسوم توضيحية
  • تذكر أو تطبيق قواعد التهجئة.

يمكن أن يتجلى عسر القراءة عند المراهقين والبالغين على شكل صعوبة في:

  • استيعاب القراءة
  • القواعد الأساسية أو بنية الجملة
  • القراءة بطلاقة
  • فهم المصطلحات، الجناس أو غيرها من التلاعب بالألفاظ
  • اتباع التعليمات عند قراءتها على عكس سماع الآخرين وهم يشرحونها.

اضطراب التعلم مع ضعف الحساب

يؤثر عجز الحساب في قدرة الشخص على أداء المهام التي تتضمن الرياضيات، على سبيل المثال موازنة حساب دفتر الشيكات أو تحديد البقشيش في المطعم.

تتضمن أعراض عسر الحساب عند الأطفال الصغار والطلاب ما يلي:

  • صعوبة في تعلم العد.
  • مواجهة تحديات عند التعرف على الأنماط، مثل الأصغر أو الأكبر أو الأطول أو الأقصر.
  • عدم التعرف على رموز الأعداد أو ربطها بالمقدار الذي تمثله.

على سبيل المثال، قد يجد الطفل صعوبة في ربط الرقم”3″ بـ “ثلاثة” أو فهم أن “ثلاثة” تمثل 3 قطع بسكويت.

يمكن أن تشمل أعراض ضعف التعلم عند المراهقين والبالغين صعوبات في:

  • استيعاب الحقائق والمفاهيم الرياضية الأساسية.
  • تحديد الرموز أو الإشارات الرياضية الأساسية (مثل + و – ) واستخدامها بشكل صحيح.
  • قراءة وتفسير المخططات والرسوم البيانية.
  • تطبيق المفاهيم الرياضية على الحياة الواقعية.
  • قياس الوعي المكاني.

اضطراب التعلم مع ضعف التعبير الكتابي

يؤثر عسر الكتابة في قدرة الشخص على:

  • التهجئة الصحيحة.
  • استخدام النحو وعلامات الترقيم بشكل مناسب.
  • التعبير عن الأفكار بأسلوب واضح ومنظم عند الكتابة.

يمكن أن تؤثر هذه التحديات على خط اليد ومهارات الكتابة على لوحة المفاتيح إضافة إلى قدرة التعبير عن الأفكار لفظياً أيضاً.

في حالات أخرى، يمكن أن يتمثل عسر القراءة على شكل صعوبات في المهارات الحركية أو اضطراب مهارة حركية أكبر.

تشمل أعراض عسر الكتابة عند جميع الأعمار ما يلي:

  • صعوبة في رسم الأحرف.
  • مشقة في الإمساك بالقلم أو أدوات الكتابة الأخرى.
  • مشاكل في كتابة جمل صحيحة نحوياً.
  • نسيان أحرف عند كتابة الكلمة.

حالات أخرى يمكن أن تؤثر على التعلم

هناك حالات أخرى لا تعتبر عملياً إعاقات في التعلم عند الأطفال لكن يمكن أن تؤثر على التعلم، نذكر من هذه الحالات ما يلي.

اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)

هو اضطراب عصبي نمائي يمكن أن يؤثر في قدرة الفرد على تعلم مهارات جديدة، وينطوي على صعوبة في التركيز، الانتباه بشكل جيد أو التحكم في السلوك الاندفاعي.

خلل الأداء (Dyspraxia)

يعد خلل الأداء اضطراباً يؤثر على التحكم بالعضلات والمهارات الحركية. تعرف هذه الحالة طبياً باسم اضطراب التناسق الحركي (اضطراب التآزر الحركي).

يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بخلل الأداء من مشاكل في تخطيط الحركات وتنفيذها. يعاني طفل من بين كل 20 طفل تقريباً من هذا الاضطراب.

اضطراب المعالجة الصوتية (Auditory processing disorder)

حالة تؤثر على السمع والقدرة على فهم الكلام. هو ليس مشكلة في السمع بالمعنى التقليدي، بل اضطراباً يؤثر في طريقة تفسير الدماغ للأصوات.

في بعض الحالات، يرتبط اضطراب المعالجة الصوتية مع عسر القراءة وتختلط أعراضه مع أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط.

يمكن أن تشمل أعراضه ما يلي:

  • صعوبة في تعقب الحوارات في المدرسة وبين الأشخاص على حد سواء.
  • عدم تذكر التعليمات الكلامية أو اتباعها.
  • مشاكل في فهم ما يقوله الآخرون في مكان صاخب.

اضطراب المعالجة البصرية (Visual processing disorder)

في هذا الاضطراب، يواجه الدماغ صعوبة في القراءة وتفسير الإشارات التي ترسلها العين. هو ليس مشكلة بصرية، لذا لا يمكن إصلاحها بارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة. يمكن أن يؤثر على الإحساس المكاني، ما يؤدي بالفرد إلى الاصطدام بالأشياء.

يمكن أن تشمل أعراضه ما يلي:

  • صعوبة في تمييز الأشكال، بما فيها الأحرف التي تبدو متشابهة (ت و ث).
  • مشاكل في رؤية معلومات معينة على الورقة أو الإنترنت.
  • ضغف في التنسيق والإحساس المكاني.
  • صعوبة في إدارة الوقت نظراً لعدم قدرة الفرد على تقدير كم مضى من الوقت.

هل يمكن تجاوز اضطرابات التعلم عند الأطفال؟

بالإمكان إدارة جميع أنواع اضطرابات التعلم بالمساعدة المختصة. خلافاً لما يعتقده 48% من الناس، لا يمكن أن يتغلب الشخص على اضطراب التعلم بمفرده.

يمكن أن يفيد طلب المساعدة من أخصائي في تطوير مهارات جديدة تجعل من التأقلم أمراً أسهل، ويمكن أن تؤدي إلى تحسين ما يمكن أن يواجهه من تحديات معينة.

يساعد أخصائي الصحة النفسية أيضاً في العمل على الإجهاد المحتمل الذي يمكن أن يسببه اضطراب التعلم.

هناك العديد من طرق التعامل مع اضطراب التعلم بما فيها:

  • العلاج المهني
  • العلاج السلوكي.
  • التثقيف المكاني.
  • الدعم الأكاديمي من قبل مدرس مختص.
  • العلاج الدوائي.

خلاصة

يشار إلى اضطرابات التعلم عند الأطفال عادة باسم إعاقات التعلم في المدرسة والنظم القانونية؛ وهي حالات عصبية نمائية تجعل من التعلم أكثر صعوبة بالنسبة لبعض الأشخاص. ويُشار إليها في حالات أخرى باسم اختلافات التعلم.

اضطرابات التعلم عند الأطفال هي حالات قابلة للعلاج ويمكن تحقيق التقدم فيها من خلال دعم مختصي الصحة النفسية والأخصائيين الأكاديميين.

اقرأ أيضاً: صعوبات التعلم وتأثيرها على الصحة النفسية للطفل

اقـرأ أيضاً: أعراض الإعاقة الذهنية بمختلف مستوياتها

اقرأ أيضاً: التعلم بالملاحظة، تعريفه، مراحله، تأثيراته وأمثلة عنه

المصدر: ?What are Learning Disorders and Disabilities

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: