يشير اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي (Social pragmatic communication disorder/ SPCD) إلى تحديات ملحوظة في مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي المستخدمة في الأوساط الاجتماعية. قد تترافق صعوبات التواصل الاجتماعي مع اضطرابات التواصل الأخرى، لكن اعتباراً من عام 2013 عُد (SPCD) ذا فئة الخاصة كما هو محدد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – النسخة الخامسة (DSM-5). ما هي أعراض اضطراب التواصل الاجتماعي وكيف يتم تشخيص الاضطراب؟
يعد اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي أيضاً منفصلاً عن بعض الاضطرابات النمائية العصبية التي قد تؤثر أيضاً على مهارات التواصل، بما في ذلك اضطراب طيف التوحد (ASD).
ما هو اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي
تم إضافة هذا الاضطراب حديثاً إلى (DSM-5) ضمن قسم اضطرابات التواصل. يشير اضطـراب التواصـل الاجتماعي البراغماتي إلى “عجز أولي” في طريقتي التواصـل؛ اللفظي وغير اللفظي ضمن الأحداث والمواقف الاجتماعية.
قد تشمل هذه الصعوبات:
- التواصل غير المناسب في سياقات اجتماعية معينة
- صعوبات في استخدام اللغة للتواصل الاجتماعي
- عدم معرفة كيفية استخدام وفهم كل من الإشارات اللفظية وغير اللفظية
- عدم فهم اللغة غير الحرفية
أعراض اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي
قد تختلف أعراض (SPCD) في نوعها وشدتها بين الأفراد، فيما يلي بعض علامات هذا الاضطراب:
- صعوبات التكيف مع مهارات التواصل المرتبطة بالسياقات الاجتماعية المختلفة، مثل التحيات وبدء المحادثة.
- عدم القدرة على الانتقال بين اللغة الرسمية وغير الرسمية.
- مشاكل عند تبادل الأدوار أثناء المحادثات.
- صعوبات في استخدام تقنيات التواصل غير اللفظي أثناء التفاعلات الاجتماعية، مثل التواصل البصري وإشارات اليد.
- صعوبة فهم اللغة غير الحرفية مثل الاستدلالات والسخرية والاستعارات والعبارات الاصطلاحية التي تقال أثناء المحادثة
- تكوين أصدقاء و/أو الاحتفاظ بهم
إن وجود واحد أو أكثر من هذه الأعراض لا يعني تلقائياً أنك تعاني من اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي. لتشخيص هذا الاضطراب وفقاً لملاحظات DSM-5 يجب أن تتداخل الأعراض بشكل كبير مع:
- العلاقات الشخصية
- قدرتك على الاختلاط
- العمل
- المدرسة
الاختلاف بين اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي والتوحد
يعد اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي حالة منفصلة عن اضطراب طيف التوحد (ASD) حسب الـ DSM-5.
قد يبدو أن بعض أعراض (SPCD) تتداخل مع تلك المرتبطة بالتوحد بما في ذلك ما كان يُعرف باسم متلازمة اسبرجر.
خلصت إحدى الدراسات عام 2017 أيضاً إلى أن (SPCD) قد لا يبدو مختلفاً تماماً عن (ASD) ولكن قد يتضمن سمات مشتركة رغم إدراج الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي في فئته الخاصة مثل تلك التي لا يكون سببها أي اضطراب نمائي أو حالة طبية أخرى.
تشمل صعوبات التواصل التي يمكن ملاحظتها في اضطراب التوحد ما يلي:
- “نقص الانتباه” في التفاعلات الاجتماعية ظاهرياً
- صعوبة في الانخراط في المحادثات المتبادلة
- التحدث مع الآخرين دون منحهم فرصة للرد
كيف يختلف اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟
أحياناً، يتم تشخيص اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي مع اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).
على الرغم من أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يؤدي إلى بعض صعوبات التواصل، إلا أن المسببات والتأثيرات ليست مماثلة لـ اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي.
تشمل صعوبات التواصل التي يمكن رؤيتها في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ما يلي:
- الكلام المفرط
- عدم القدرة على التركيز على المتحدث
- التدخل في محادثات الآخرين
- مقاطعة الآخرين الذين يتحدثون
- مواجهة مشكلة في انتظار الدور للتكلم
لماذا يصاب الناس باضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي؟
في حين أن السبب الدقيق غير معروف، يعتقد بعض الباحثين أن اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي (SPCD) قد يكون له مكون وراثي، إذ قد ينتقل ضمن العائلات التي لديها تاريخ من الصعوبات اللغوية البراغماتية.
قد تتداخل بعض علامات اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي (SPCD) مع الاضطرابات النمائية العصبية بما فيها اضطراب طيف التوحد (ASD) واضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD).
قبل التصنيف المنفصل من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – النسخة الخامسة (DSM-5)، اعتقد سابقاً أن (SPCD) يحدث بالتزامن مع (ADHD) وحالات وراثية أو عصبية أخرى.
لكن يعتبر DSM-5 أن ( SPCD ) هو اضطراب بحد ذاته، هذا يعني أنه لا ينتج عن ASD أو ADHD أو أية حالة نمائية عصبية أخرى.
يجب أن يتاح للأطفال الوقت لتطوير مهاراتهم اللغوية بشكل كافٍ قبل تقصي الإصابة بهذا الاضطراب لذلك لا ينبغي أن يتم التشخيص به حتى يبلغوا الرابعة أو الخامسة من العمر.
هل يمكنك الوقاية من اضطـراب التواصل الاجتماعي البراغماتي؟
نظراً لأن الأسباب الدقيقة له غير معروفة، فلا توجد أي تدابير وقائية معروفة. ومع ذلك، فإن الفحص المبكر هو أساس بدء العلاج وتقديم نتائج أفضل في العلاقات الشخصية والعمل والمدرسة.
أثار باحثون آخرون مخاوف بشأن تشخيص هذا الاضطراب مقابل أحد الاضطرابات النمائية العصبية خوفاً من أن المصابين قد لا يتلقون الخدمات التي يحتاجون إليها سواء في المدرسة أو في البيئات السريرية.
ما هي عوامل الخطر الشائعة لتطور اضطـراب التواصـل الاجتماعـي البراغماتي؟
قد يكون اضطراباً ضمن العائلة، وتتضمن العوامل الأخرى الآتي:
- اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه
- الإعاقات الذهنية أو النمائية
- اضطرابات اللغة الأخرى
- صعوبات التعلم
- فقدان السمع
- إصابات الدماغ الرضية
- الخرف
كيف يتم علاج اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي؟
يركز علاج اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي على علاج النطق الذي يقدمه أخصائي أمراض النطق واللغة (SLP). تتوفر خدمات النطق واللغة للأطفال في المدارس المؤهلة لها، ويمكن الحصول على علاج النطق في العيادات الخاصة.
في حين أن الجلسات الفردية ضرورية، إلا أن العلاج الجماعي يمكن أن يساعد في تحسين المهارات العملية الاجتماعية. تُستخدم العلاجات الجماعية أيضاً في البيئات المدرسية، وقد تقدم بعض الممارسات الخاصة أيضاً حصصاً جماعية للمهارات الاجتماعية.
قبل أن تتمكن من بدء علاج اضطراب القلق الاجتماعي البراغماتي يجب أن يتم فحصك وتقييمك بواسطة متخصصين مثل أخصائي النطق واللغة. يمكن تقديم هذه التقييمات في المدرسة أو الممارسات الخاصة أو كليهما.
سوف يستخدمون مزيجاً من:
- المقابلات (معك أو مع والديك حسب عمرك)
- الاستبيانات
- التقييمات الذاتية
- تقارير من المعلمين أو مقدمي الرعاية
- اختبارات السمع
ما هي النظرة المستقبلية للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطـراب؟
مع الاكتشاف والعلاج المبكرين، فإن النظرة المستقبلية لهذا الاضطراب هي نظرة إيجابية. قد تتوقع حضور جلسات علاج النطق أو دروس المهارات الاجتماعية على المدى الطويل للحصول على أفضل النتائج، ويمكن أن يستفيد المراهقون والبالغون من مجموعات تعلم مهارات الحياة.
قد يدوم (SPCD) مدى الحياة، مع تحسن بعض الأعراض بمرور الوقت. من المهم مراقبة التقدم لمنع أي تراجع، ويمكن تحسين مهارات التواصل الاجتماعي مع العلاج المبكر وبالتالي تقليل الحاجة إلى التدخل.
نقاط يجب تذكُّرها
اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي (SPCD) هو نوع من اضطرابات التواصل التي قد تؤثر سلباً على التفاعلات الاجتماعية. في حين أن العديد من أعراضه يمكن أن تتداخل مع الاضطرابات النمائية العصبية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلا أن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – النسخة الخامسة – يعد هذا الاضطراب حالة خاصة ومنفصلاً عن اضطراب طيف التوحد.
في حين أنه من المهم تقصي اضطراب التواصل الاجتماعي البراغماتي من أجل التدخل المبكر، إلا أنه لا يجب عليك تشخيص هذه الحالة بنفسك. إذا راودتك الشكوك بأنك أو أحد أفراد أسرتك يواجه مشكلة في التواصل الاجتماعي، فتحدث إلى طبيب للمساعدة في الخطوات التالية الواجب عليك إجراؤها.
اقـرأ أيضاً: ماذا يعني مصطلح الاحتياجات الخاصة؟ وما المشاكل التي قد تواجه الأطفال من ذويها؟
المصدر: Understanding Social Pragmatic Communication Disorder
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم