اضطراب الشخصية الفصامية، الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يتميز اضطراب الشخصية الفصامية (Schizotypal Personality Disorder) بنمط متفشٍ من العجز الاجتماعي والشخصي؛ أي قدرة طفيفة للمصابين به في تشكيل علاقات وثيقة أو حتى الحاجة إليها. سنتعرف في هذا المقال على أعراض، أسباب، تشخيص وعلاج اضطراب الشخصية الفصامية.

يوصف المصابون باضطـراب الشخصيـة الفصاميـة غالباً بأنهم غريبو الأطوار أو شاذون عن الأشخاص الطبيعين، وقد تبدو عليهم علامات الارتياب والذعر من الآخرين وتبدي صفاتهم “قسوة” غير مناسبة لأي مكان يذهبون إليه.

أعراض اضطراب الشخصية الفصامية

يعاني الأفراد المصابون باضطرابات الشخصية الفصامية من انزعاج شديد أثناء التعامل والتفاعل مع الآخرين

لا يشبه هذا الاضطراب اضطراب القلق الاجتماعي، حيث من المرجح شعور الفرد براحة أكبر مع مرور الوقت. لكن، يستمر الأفراد المصابون باضطـراب الشخصـية الفصامية بالشعور بعدم الراحة حتى عند تفاعلهم مع نفس الأشخاص في نفس البيئة مراراً وتكراراً.

ينطوي هذا الاضطراب أيضاً على تفكير مشوه وسلوك غريب الأطوار يميل إلى إبعاد الناس وخلق نطاق أكبر من العزلة.

المعتقدات الخرافية

يؤمن الأفراد المصابون باضطـراب الشخصيـة الفصاميـة أحياناً بالخرافات أو ينشغلون بظواهر خارقة والتي تكون خارج ما هو متوقع في ثقافتهم.

قـد يعتقدون أن لديهم قوى خاصة أو سيطرة سحرية على الآخرين (مثل التفكير في سبب مغادرة زميلهم في العمل مبكراً هو تمني مرضهم). 

قد يعتقدون أيضاً أن سلوكهم يمنع حدوث عواقب ضارة، مثل التفكير في أنه يمكنهم منع حدوث الأشياء السيئة عن طريق وضع شيء ما في مكان معين.

قـد يواجهون تغيرات متقلبة في الإدراك الحسي، مثل سماع شخص ما يتمتم بأسمائهم أو الشعور بروح حاضرة معهم. 

قد يكون كلامهم غامضاً أو غير مترابط أحياناً، ويستخدمون عبارات غريبة أو يتحدثون بطريقة مربكة للآخرين.

السلوك الغريب

قـد يبدو المصاب أيضاً مقيداً ويُظهر القليل من العاطفة خلال التفاعل مع الآخرين، ويكون لديه سلوكيات غير عادية، مثل ارتداء الملابس بطريقة بعيدة عن الهندام والترتيب أو ملابس غير مناسبة وتنسيق غريب (أحذية شتوية مع ملابس صيفية) وقد لا يتمكن من المشاركة في المحادثة البسيطة العادية.

قـد يعبر المصاب بالاضطراب أحياناً عن حزنه بسبب افتقاره للعلاقات الوثيقة. لكن يشير سلوكه إلى الإحساس برغبة قليلة في الانخراط في التواصل المقرب، ويتفاعل غالباً مع الأشخاص عندما يتعين عليه ذلك؛ ولكنه يفضل الانطواء على نفسه.

أيضاً قـد يعاني من نوبات ذهانية عابرة خلال أوقات الإجهاد الشديد (تستمر من دقائق إلى ساعات). ولكن لا يعاني من الهلوسات أو الأوهام المنتظمة (كما في حالة الفصام).

معايير التشخيص وفقاً لـ DSM-5

يجب أن يبدأ ظهور الأعراض في سن البلوغ المبكر، وفقاً للإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية. يجب أن يعاني الأفراد على الأقل من خمسة من الأعراض التالية كي يستوفي معايير التشخيص باضطراب الشخصية الفصامية:

  • أفكار مرجعية (Ideas of Reference): تفسيرات غير صحيحة للحوادث العرضية وكأنها ذات معنى غير عادي خصوصاً بالنسبة للشخص.
  • معتقدات غريبة أو تفكير سحري يؤثر على السلوك ويتعارض مع الأعراف والمعتقدات الثقافية. [يشير التفكير السحري إلى أن أفكار المرء يمكن أن تتسبب في حد ذاتها في حدوث آثار في العالم أو أن ذلك التفكير هو عبارة عن شيء ما يتوافق مع القيام بهذه الآثار].
  • تجارب إدراكية استثنائية بما في ذلك الأوهام الجسدية.
  • تفكير غريب وحديث غير متجانس.
  • الشك والأفكار الارتيابية.
  • عاطفة غير مناسبة ومحدودة.
  • سلوك أو مظهر شاذ أو غريب الأطوار أو غير مألوف.
  • عدم وجود أصدقاء أو أشخاص مقربين عدا الأقارب من الدرجة الأولى.
  • القلق الاجتماعي المفرط الذي لا يتضاءل مع الألفة والمعرفة ويميل إلى ارتباطه بمخاوف ارتيابية (أذية الآخرين لهم) بدلاً من الأحكام السلبية عن الذات. 

قد تبدأ الأعراض في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وتشمل تلك التي تظهر أثناء الطفولة ما يلي:

  • علاقات سيئة مع الأقران
  • القلق الاجتماعي والعزلة.
  • ضعف التحصيل الدراسي.
  • فرط الحساسية.
  • أفكار ولغة غير مألوفة.
  • تخيلات غريبة.

أسباب اضطراب الشخصية الفصامية

في الدراسات المجتمعية، يتراوح معدل انتشار اضطـراب الشخصيـة الفصاميـة من 6% من السكان في النرويج إلى 4.6% من العينات المأخوذة من الولايات المتحدة.

لا يوجد سبب واحد معروف لاضطراب الشخصية الفصامية لكن يبدو أن هناك مكوناً وراثياً قوياً. الأفراد الذين لديهم أقارب بيولوجيون من الدرجة الأولى مصابون بالفصام هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الفصامية.

تشخيص اضطراب الشخصية الفصامية

يمكن لأخصائي الصحة النفسية تشخيص اضطراب الشخصية الفصامية. على غرار جميع اضطرابات الشخصية، يجب على الطبيب أن يأخذ في الاعتبار نوع الضعف والعجز التي تسببها الأعراض.

ليس بالضرورة أن يكون الشخص غريب الأطوار ولديه عدد قليل من الأصدقاء مصاباً باضطراب الشـخصـية الفصامية. لذا من أجل استيفاء معايير التشخيص، يجب أن تتداخل الأعراض مع الأداء الاجتماعي أو المهني أو التعليمي للشخص.

لا يوجد اختبار يحدد ما إذا كان الشخص يعاني من اضطراب في الشخصية، بل سيجري الطبيب مقابلة شاملة تجمع تاريخ الأعراض وتقييم أوجه العجز والضعف ويراقب أيضاً الفرد طوال المقابلة للبحث عن علامات الحالة.

يمكن استخدام أدوات التقييم كجزء من عملية التشخيص. قد يُعطى الفرد استبياناً لإكماله أو قد يُطلب منه الإجابة على أسئلة تشخيصية محددة. في بعض الأحيان، يتم إجراء مقابلات مع أفراد الأسرة المقربين أيضاً.

استبعاد الاضطرابات الأخرى

قبل إجراء التشخيص، يجب أن يستبعد الأطباء الاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تتسبب في ظهور أعراض تشبه أعراض اضطراب الشخصية الفصامية.

يمكن الخلط بين الفصام، الاضطراب ثنائي القطب ، الاضطرابات الذهانية، الاضطرابات النمائية العصبية واضطرابات الشخصية الأخرى وبين اضطراب الشخصية الفصامية؛ لأن لديهم سمات مشتركة معينة.

علاج اضطراب الشخصية الفصامية

على غرار اضطرابات الشخصية الأخرى، لا يوجد علاج لاضطراب الشخصية الفصامية. وأيضاً، من المرجح أن تستمر الأعراض طوال فترة الحياة، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن تقليل حدتها أو تحسين أداء الفرد.

قد يكون لدى أكثر من نصف الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الفصامية تاريخ من نوبة اكتئاب واحدة على الأقل. في بعض الأحيان، يسعى الأفراد للعلاج من الاكتئاب بدلاً من الأعراض المتعلقة باضطراب الشخصية.

قد يشمل علاج اضطراب الشخصية الفصامية مزيجاً من العلاج النفسي والأدوية. يشمل العلاج النفسي العلاج المعرفي السلوكي لمعالجة أنماط التفكير المشوهة ولتعليم مهارات اجتماعية محددة، وقد يساعد أيضاً في معالجة السلوك الإشكالي.

يمكن أيضاً استخدام العلاج الأسري لمساعدة أفراد الأسرة على فهم الأعراض والتواصل بشكل أفضل مع الفرد المصاب ودعمه.

على الرغم من عدم وجود دواء محدد يستخدم لعلاج اضطراب الشخصية الفصامية، فيمكن استخدام الأدوية لمعالجة الاكتئاب أو القلق أو الأعراض الذهانية. قد تقلل بعض الأدوية من التفكير المشوه.

التأقلم مع اضطراب الشخصية الفصامية

يمكن أن تكون تجارب الحياة الإيجابية مفتاح التأقلم مع اضطراب الشخصية الفصامية، إذ تقلل إقامة العلاقات، على الرغم من صعوبة القيام بها، من الإجهاد المرتبط باضطـراب الشخصيـة الفصاميـة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الشعور بالإنجاز أيضاً إلى تقليل الأعراض، ويمكن أن يكون الحصول على وظيفة، التطوع، الذهاب إلى المدرسة أو الانخراط في أنشطة المجتمع مفيداً

خلاصة

إذا راودتك شكوك بأنك مصاب باضطراب الشخصية الفصامية، تحدث إلى طبيبك إذ يمكنه إحالتك إلى أخصائي الصحة النفسية لإجراء التقييم ووضع العلاج. الحصول على الدعم والعلاج المناسبين هما سر العيش بشكل جيد مع اضطراب الشخصية الفصامية.

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية شبه الفصامية، أعراضه، تشخيصه، أسبابه وعلاجه

اقرأ أيضاً: اضطراب تبدد الشخصية والاغتراب عن الواقع، الأعراض والعلاج

اقرأ أيضاً: كيفية التأقلم مع اضطراب الشخصية في مجالات الحياة المختلفة

المصدر: What Is Schizotypal Personality Disorder?

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: